أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خلف علي الخلف - في أن الإرهاب ابن شرعي للإسلام














المزيد.....

في أن الإرهاب ابن شرعي للإسلام


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 4692 - 2015 / 1 / 15 - 15:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كما يحدث مع كل عمل إرهابي يقوم به مسلمون حول العالم، أثار العمل الإرهابي ضد صحيفة شارلي إيبدو الساخرة في فرنسا، موجات جدلٍ إرتدادية في أوساط المسلمين أنفسهم، والموجة التي تسبق الجميع عادة هي الموجة التي يركبها تلاميذ "المحقق كونان"، الذين يكتشفون دون عناء يذكر، أن هذا فعل مخابرات محترفة. وحسب تشابكات كل عمل إرهابي يتم اختيار المخابرات التي تنسب له، وعلى رأسها بالطبع السي أي إيه والموساد. وهؤلاء لديهم قاعدة أزلية "نحن لا نقوم بالشر، الشر صناعة الآخرين وهم المستفيدون منه".

وتنتشر موجة أخرى تذكِّر بمذابح المسيحية في العصور المظلمة، ومحاكم التفتيش، والحربين العالميتين الأولى والثانية، وحرب الهوتو والتوتسي، التي لم يقم بها مسلمون بالطبع. ويرفع "المذكِّرون" الشعار التي رفعته السعودية عقب أحداث 11 سبتمبر، "الإرهاب لا دين له" وعليه فلا يجب التركيز على دين الإرهابيين، أو حتى الإشارة له، هم إرهابيون فقط بغض النظر عن دينهم.

وهؤلاء يتجاهلون بروية وهدوء وراحة ضمير، أن هدف العمل الإرهابي الإسلامي، التقرب إلى الله عبر طاعته وتنفيذ أوامره ، ويفقد دلالته ومغزاه عندما تنزع صفة "الإسلامي" لأن مسبباته قادمة من النص الإسلامي ذاته.

الموجة الثالثة التي تواكب تغطية الحدث الإرهابي، هم دعاة الإسلام الـ "كول"، الذين يرفعون شعاراً محبباً لهم، "هؤلاء لا يمثلون الإسلام"، ويجادلون في أن الإسلام دين تسامح وسلام وإخاء، ولا ينقصهم آيات وأحاديث تبرهن على إسلامهم المتسامح والمهادن. الآيات التي كتبت عندما كان الإسلام ضعيفاً ومضطراً لمهادنة محيطه. لكنهم يتجاهلون عن عمدٍ أنه انقلب عليها و"نسخها" عندما دالت دولته في "يثرب" وأصبح لديه أتباع ومقاتلون يغزون ويسبون القوافل ويقتلون الأسرى.

هؤلاء يغرقون في شبر جدل، مع الإسلام الفصيح والآيات البينات، التي تحض على قتال العدو وقتله، وشحطه ومحقه وسحله وتقطيع أوصاله. وعدو المسلمين الواضح بالإضافة للشيطان هم الكفار، الذين يجب مجاهدتهم بالسيف حتى يدخلوا في الإسلام أو يعطوا الجزية وهم صاغرون.

الموجة الرابعة، هي موجة علماء النفس والإجتماع، الذين لديهم خارطة واضحة لسلوك الشعوب والأمم والجماعات وردات فعلها تجاه المحن، ويستعرضون عادة "بعمق" جرائم البشرية بحق المسلمين منذ عهد ثمود وحتى عهد النملة التي قتلتها قوات التحالف في حربها على "الدولة الإسلامية"، ولابد من محطة لهؤلاء عند أمريكا وربيبتها إسرائيل المسؤولتان مسؤولية مباشرة وعميقة عن تحويل المسلمين إلى خزان لا ينضب للإرهاب.

وهؤلاء يبررون العمل الإرهابي، ويؤيدونه ضمناً، لكنهم ولأسباب متداخلة وشخصية أحياناً تتعلق بمكان عملهم، لا يجاهرون بدعمهم لهذا الإرهاب بوضوح، ويرفعون شعار لتتذوق فرنسا أو أمريكا أو أي دولة أخرى جزاء ما اقترفته. ويشتمون كل من يتعاطف مع ضحايا الإرهاب، تحت شعار "أين كان العالم عندما كنا نذبح" وتنويعاته المختلفة. وهؤلاء لايجيبون لماذا لم تعتمد أمم كثيرة الإرهاب كوسيلة تعويض عن الأزمة "النفسية" الجماعية التي رزحت تحتها في فترة من الفترات، بسبب تعرضها للظلم أوالقتل أوالحروب والاستعمار من الغرب أو الشرق أو الوسط.

الموجة الخامسة هي الموجة الفصيحة. موجة القابضين على دينهم كجمرة من نار، الذين أخبر عنهم الرسول محمد ومدحهم، وجعل مثواهم االأخير الجنة، بغض النظر عن مكان عيشهم في الدنيا؛ هؤلاء يكبّرون لأي عمل إرهابي ضد "الكفار" ويهلِّلون له ويحتفلون به ويوزعون الحلوى تحت شعار "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ..."، لايجاملون ولا يتحدثون عن التسامح والإخاء، بل عن القصاص العادل وتطبيق شرع الله والجهاد لإعلاء كلمته. ولا يزعجهم القول أن الإسلام دين إرهاب بنصه، فهم لديهم أدلة مسندة لايرقى إليها الشك من القرآن والأحاديث القدسية والصحيحة، يبارك فيها الله "الإسلامي" هذا العمل ويحض عليه، بل إنه وعد عباده "الإرهابيين" بجنة وسعها السموات والأرض وجواري وغلمان وحور عين وأنهار من الخمر.

أدلة هؤلاء من داخل النص. بينما دعاة الإسلام "الكول" والموجات الأخرى يفتشون في حواشي وسياقات خارج النص. ولهذا عندما قام بن لادن عبر أتباعه بـ"غزوة مانهاتن" لم يجرؤ "فقيه" إسلامي "مستقل" على إخراجه من ملة الإسلام، بل أقصى ما ذهبوا إليه أنه أخطأ وله أجر.



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرانكشتاين في بغداد: العدالة جسداً من أشلاء الضحايا
- التقمص في الديانة الدرزية حامل الحكاية في رواية «سرمدة»
- يوميات الثورة السورية: عن حزب الله وابن خلدون والمسلحين وسلم ...
- يوميات الثورة السورية: في الطريق إلى الرقة في ظل الحرية
- يوميات الثورة السورية: عن الجرذان وجبهة النصرة والكارثة الوط ...
- عن الفبركات وإنتاج الأساطير الكاذبة في الثورة السورية
- عن المحاصصات الإثنية والطائفية في تشكيلات المعارضة
- يوميات الثورة السورية: عن مرسي وإخوانه وشخصيات وطنية لا يعرف ...
- إخوان المرشد وإخوان المراقب
- عن إعلان -إمارة حلب الإسلامية- والظاهرة الجهادية في سوريا
- يوميات الثورة السورية: عن الشاعر الذي أصبح رئيسا لإتلاف سياس ...
- لماذا المقاومة المدنية تنجح وتحقق الإنتقال إلى دولة ديموقراط ...
- غزوة الإخوان المسلمين للثورة السورية
- يوميات الثورة السورية: مجلس البعبصة ومرتزقة حلب في هذا السيا ...
- حزب الهتيفة الجدد
- يوميات الثورة السورية: عن الذين يقاتلون بدماء الآخرين ويحرضو ...
- ليس لأنك ضد النظام علي أن أصمت عن جرائمك
- المعارضة السورية القائمة ووهم -الكراسي- في سوريا الجديدة
- الخطة المحكمة للإطاحة بالأسد خلال ساعات
- يوميات الثورة السورية: من الحولة إلى معارضة تفكر من أرجلها و ...


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خلف علي الخلف - في أن الإرهاب ابن شرعي للإسلام