أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - بدر الدين شنن - قبل منتدى موسكو وبعده















المزيد.....

قبل منتدى موسكو وبعده


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 4692 - 2015 / 1 / 15 - 13:36
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


من المؤسف أن يظل ميزان القوى المحلي والدولي ، يتحكم بدوافع ومعايير الحوار ، أو التفاوض ، بين أطراف الأزمة السورية . وليس بدوافع وقف المذبحة القذرة التي استباحت حياة الكثير .. الكثير من السوريين .. ووقف التدمير الكارثي ، الذي استهدف بوحشية كل شيء .. السكن .. ودور العلم والعبادة والخدمات الحيوية ، وأن يظل كل طرف فيها ، يعتبر أنه الأقوى مساحة وقوة ميدانية ، والإقرار بذلك هو شرط قبوله أي تفاوض أو حوار ، لحل الأزمة سياسياً . ومن البديهي أن حامل هذه العقلية ، يبغي أن يقر الطرف الآخر بأنه الأولى بقيادة السلطة والدولة ، وبخاصة إن كان اعتماده الرئيس على القوى الدولية العظمى ، التي تموله ، وتسلحه ، وتدعمه راسخاً . ما يوفر عليه تعب إرضاء الشعب المتعدد المطالب ، والشقاء ن والطموحات ، والكوارث ، التي لا تدخل في حساباته الآنية والمستقبلية .. بالنسبة لطرف ، أو أن مقتضيات إرضاء الشعب ترهقه فوق إرهاقه بالنسبة لطرف .

وهكذا تلعب قوة الحليف الخارجي ووزنه الدولي ، تلعب دوراً أساسياً في بناء ميزان القوى المحلي . وينعكس سلباً أم إيجاباً ، على القرارات السياسية المصيرية ، حيث يصبح الخارج الدولي هو صاحب الرأي الفعلي في اتخاذ قرار الحوار أو عدمه ، وفي تطبيق ما قد يتأتى عنه .

وبذلك نشأت حالة بشعة في حركة الضرورة للحوار الجاد ، تتألف من عاملين رئيسيين ، تتفرع عنهما عوامل تفصيلية كثيرة ، وهما امتلاك قوة التدمير والقتل الميدانية المتداولة .. وإرضاء الحليف الخارجي ، وتطغي المجريات والتفاعلات الدولية على المجريات والتفاعلات الداخلية بأساليب وآليات مباشرة وغير مباشرة ، وتتراوح بين التأثير ، والتحكم ، بمساراتها . ولهذه الحالة هوامش جانبية تلبي رغبات اللاعبين الصغار ، الذين يحترقون في أتون حرب قذرة تحت مسميات مقدسة . ما يؤدي عملياً وموضوعياً إلى تغييب المصالح الوطنية والشعبية ، كلياً أو جزئياً ، من الدوافع والخلفيات والأهداف ، التي ينبغي على المتحاورين الارتباط بها والعمل بموجبها ، قبل الجري لتوفير المزيد من الفرص ، التي تؤمن الاستحواذ على السلطة .. التي صارت في زمن الحرب أم المصالح .

بهذه العقلية .. وعلى هذه الخلفية .. انعقد مؤتمر جنيف الأول والثاني .. وبهذه العقلية .. تم توصل المؤتمرين إلى الفشل .

* * *

الحوار الذي جرى في مؤتمري جنيف ، سمح بهامش من الترف السياسي ، والتشبث بطروحات متصلبة . فقد كانت حرب الإرهاب الدولي وضحاياها وتدميرها ، لم تبلغ وقتذاك من الخطورة والتوحش على الوجود الوطني ما وصلت إليه الآن . ما أدى موضوعياً في الحوار " الموسكوفي " القادم ، إلى إسقاط طروحات .. حول السلطة أولاً .. أو العمل على وقف الإرهاب أولاً . فقد أصبح الإرهاب الدولي على الأرض السورية طرفاً .. والدولة السورية والشعب ولكل القوى السياسية السورية ، عدا من يستثني نفسه لموالاته للإرهاب ومن وراء الإرهاب .. صارت طرفاً آخر .
بمعنى أن الحوار المطلوب الآن ، ليس تعالوا نتقاسم السلطة ونوزع الحقائب الوزارية والامتيازات ، وإنما تعالوا نعمل معاً بديمقراطية وأخوة صفاً واحداً لتحرير الوطن . وليست مشكلة عند من يضع في اعتباره وضميره وشرفه الوطن أولاً .. ليست مشكلة أن يؤدي دوره حيث يتطلب الواجب الوطني .. لا حيث تتطلب المصلحة الحزبية والشخصية أن يكون . نحن محكومون الآن أن لا توسط .. في معركة تحرير الوطن .. لنا النصر أو القبر .

من أسف ، أن مكونات وتطورات الأزمة السورية ، وبنية الحكم الأحادي المتواصل منذ عقود ، قد جعلت من السوريين فريقين في أسوأ حرب مصيرية تعرضوا لها منذ اجتياح هولاكو وتيمورلنك ، فيما ينبغي أن يكونا فريقاً واحداً ، ويتجاوز هذا المسار .. من المعارضات .. والاعتراضات .. والحوارات العقيمة المؤلمة .
ومن أسف أيضاً ، أن نرى وسوريا تقصف وتدمر ، ويتساقط فيها الأبرياء قتلاً وتشريداً .. بحساب وبدون حساب .. أن نرى من يزعمون أنهم معارضون منقذون للوطن ، يشترطون .. ويتطلبون امتيازات وألقاب ، قبل الجلوس على طاولة الحوار . ما مفاده أن إنقاذ الوطن ليس غايتهم الأولى في أي لقاء أو حوار ، وإنما الحصول على ثمن كل كلمة ، وكل خطوة في مضمار الحوار .
ربما الهجوم الإرهابي الأخير في باريس ، وارتعاش الغرب من هجمات إرهابية تقترب من مدنه ومصالحه ومواقعه وهيبته ، وانعطاف أميركا الجزئي حول حتمية الحوار مع النظام وليس لإسقاطه ، قد يحرج وينقل بعض من عشاق المساومات والمتطلبات على حساب دماء الشعب ، إلى مرحلة أكثر مرونة .

* * *

ما تم إعلانه عن نوعية لقاء موسكو ، أنه ، وإن كانت الدعوة شخصية ، فهو أوسع تمثيلاً لمكونات المعارضة الفصائلية والشخصية من مكونات مؤتمري جنيف ، حيث حصر فيهما تمثيل المعارضة بزعامة الائتلاف . لكنه لا يملك صلاحية اتخاذ قرار، أي أن ما سوف ينتج عنه هو وجهات نظر سياسية لها انعكاساتها سلباً أو إيجاباً على الأهداف التي انعقد اللقاء لمعالجتها ، ويمكن أن تؤسس لعمل مؤتمر يحمل خلفية سياسية متفاهمة لاحقاً .
من هنا نفهم أن أحد أهداف بعض من قد يذهبون إلى هذا المنتدى ، هو القفز فوق الدولة السورية وقانون الأحزاب فيها ، لتكريس الاعتراف بشرعيتهم الحزبية بدعوتهم ، من موسكو ، كأحزاب ومنظمات وليس كأشخاص لهذا المنتدى . ما يثير السؤال حول مدى جدية مشاركتهم الجدية في المسائل المتعلقة بوحدة الصف والمسؤولية الوطنية .

إن الملابسات والشروط المتأتية عن تعامل معظم المعارضين مع دعوة موسكو لمنتدى سوري مفتوح بدون شروط ، لا تبشر أن هذا المنتدى سيحقق ما يصبو إليه الشعب السوري . بل إنه في أحسن الأحوال سيصدر بياناً صحفياً عن أعماله ، يحمل العناوين الرئيسية لما دار من نقاش .. ولما قد ’ينقل إلى لقاء على مستوى مؤتمر في وقت لاحق .
ولهذا ، إن منتدى موسكو إن لم يؤتي بثمار مقنعة ، سيشكل إعلاناً آخر لإفلاس الطبقة السياسية السورية .. وخاصة قوى المعارضة ، التي تعرقل الحل السياسي للأزمة بين السوريين ، وتعرقل بالتالي تحرير الوطن من الإرهاب الدولي ، التي تضع مطامعها السلطوية وخدمة مخططات حلفائها في الخارج ، قبل خدمة الشعب السوري ومصالحه المقدسة .

إن كل كلمة .. كل خطوة .. للأحزاب ، والشخصيات السياسية .. تسجل في ذاكرة الشعب السوري .. الذي لن يتسامح مع من يعرقل ، وقف المذبحة القذرة واستباحة دمائه وتدمير بيوته ومدنه وحضارته ووجوده .. ويعرقل تحرير وطنه من الإرهاب الدولي .. و حصوله على حريته وأمنه واستقراره .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا القلعة بحلب هدف للإرهاب ؟
- لأجل عودة آمنة كريمة للوطن .. إلى الطفولة المهجرة
- الأستاذ
- التعذيب جريمة حرب وجريمة استبدلد
- حلب تصنع ربيعها القادم
- الصراع السوري مع الغرب الآن .. لماذا ؟
- مائة عام من الصراع مع الغرب .. إلى متى ؟
- داعش على ضفاف الراين - إلى ريحانة كوباني -
- في التصدي للوجه الآخر للإرهاب
- طعنة في ظهر ابن رشد
- النقابات السورية والنضال العمالي والحرب
- كوباني .. هذه المدينة البطلة
- ضد الإرهاب وحرب الخديعة الجوية
- بدر الدين شنن - كاتب يساري ونقابي عمالي سوري - في حوار مفتوح ...
- وليمة لذئاب حرب الإرهاب
- مع غزة .. أم مع .. تل أبيب ؟ ..
- السؤال المستحق في اللحظة العربية الراهنة
- متطلبات مواجهة الإرهاب الدولي
- أنا والحرية والحوار المتمدن
- أنا مقاوم من غزة


المزيد.....




- مسيرة احتجاجية باتجاه منزل نتنياهو للمطالبة بوقف الحرب وعودة ...
- اعادة الاسلاميين الى جحورهم هو الرد على اغتيال الشيوعيين وال ...
- نصب تذكاري في كاراكاس تخليدا لانتصار الجيش الأحمر السوفييتي ...
- رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يسائل ...
- إضراب عاملات وعمال شركة “سينماتيكس” (SINMATEX) للخياطة في بر ...
- -14 مليون بطل ووسام خالد-.. كيف كرّم السوفييت أبطالهم؟
- المزارعون في جنوب أفريقيا: بين أقصى اليسار الأفريقي وأقصى ال ...
- مئات المتظاهرين في فرنسا احتجاجا على استهداف الصحافيين في غز ...
- بالفيديو.. -البيسارية- الشهادة والشهيدة على جرائم الاحتلال ا ...
- الحفريات الحديثة تدحض أسطورة حول حتمية وجود فجوة كبيرة بين ا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - بدر الدين شنن - قبل منتدى موسكو وبعده