أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - عذري مازغ - خلفيات الحكم بالإعدام على محمد امخيطر















المزيد.....


خلفيات الحكم بالإعدام على محمد امخيطر


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 4691 - 2015 / 1 / 14 - 17:24
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


حكم الكاتب الموريتاني محمد امخيتطر على خلفية مقال ينتقد فيه طبقة الزوايا في تسلطها الإجتماعي على أغلب الشعب ومنه الطبقة التي ينتمي إليها الكاتب وهي طبقة "المعلمين" وهي طبقة الحرفيين الصناعيين التقليديين، ويستند الحكم في الحقيقة على خلفيات عنصرية أكثر منها ما أثير حول مقال يسائل نصوصا تراثية إسلامية، لا شك أن الذي قرأ نص مقال الكاتب سيعتبره أكثر من عادي جدا ولا يحمل في طياته أكثر مما تحمله نصوص أخرى أثارتها في الصراع الثقافي في القرون الأولى التي تلت الدعوة المحمدية الفرق الكلامية والفلسفية، ما فعله محمد امخيطر لا يعدو ان يكون في العمق نقض لمظهر من مظاهر الميز العنصري بموريتانيا: قارع رجال الزوايا بالسلاح نفسه الذي به يكممون افواه الشعب، قارعهم بعلمهم وثقافتهم الدينية التي تعتبر في المجتمع الموريتاني حكرا عليهم، وطبيعي جدا أن طبقة اجتماعية كهنوتية تعيش بالمداد فقط أن تشعر بالخوف على مكانتها الإجتماعية بعد أن تشبع أهل موريتانيا من الفقراء، بفضل المدارس العصرية بالعلوم الإنسانية بشكل شعرت بمنافسة قوية من طبقات كانت إلى حد قريب تنتمي إلى طبقات دونية في مجتمع قبلي كان يتحدد الصراع فيه بالإنتماء العرقي:
1. طبقة الزوايا وهم يتشكلون من طلبة العلم القرآني وطبقة المحاربين وينتسبون إلى أصول عربية.
2. طبقة "المطربين" (إغاون) وهي طبقة تمتهن الغناء والشعر وكان لها دور فعال في حفظ البلاد وثقافته، وفي أوقات الحروب كانت تحث الفرسان عبر إنشاد "فاغو" لتحميسهم في القتال
3. طبقة "المعلمين" وهم أهل صناعة تعتمد عليها كل طبقات المجتمع ولهم أيضا نصيبهم من العلم حيث اشتهر الكثير منهم بحفظ القرآن ويقترنون في أذهان الموريتانيون بأنهم أهل ذكاء
4. طبقة "الحراطين"وهم من العرب السمر وتنتمي أصول أغلبهم إلى عهود الإسترقاق، يمتهنون الزراعة أساسا ويلعبون أدوارا مهمة أثناء الحروب.
5. طبقة "أرناقة" ويتمثل نشاطها الإقتصادي في تربية الماشية ولهم حضور قوي في اتخاذ القرارات
هذا هو التقسيم الإجتماعي القديم لموريتانيا الذي يحاول البعض ترسيخه في المجتمع برغم دخول موريتانيا إلى العصر الحداثي، لأجل البقاء مهيمنا على السلطة السياسية برغم أن الأمور تطورت بشكل بدات تتجاوز هذ القيم التقليدية..
وبما أن مقال محمد امخيطر يمس الطبقة التي تسخر الدين حكرا عليها لإخضاع الطبقات الأخرى، وبحكم أن سلك القضاء الموريتاني تنتمي أغلب أطره إلى هذه الطبقة التي مازالت تعيش على ماضيها الثريد فإن الحكم بالإعدام أخذ في شقه النعري واحتكار هذه الطبقة للعلم المحمدي مع انتسابها للأشراف (الزوايا)، أخذ هذا النزوع إلى العقاب منعا للتطاول على خصوصية طبقة الزوايا الفقهية وحماية لقيم هذه الطبقة الفاشية: اعتبرت الإساءة لهذه الطبقة إساءة للإسلام من باب تشحين الشارع الموريتاني ضد الكاتب..
هذا القضاء هو قضاء لم يكن عادلا بالمرة في كل تاريخه العتيد، في الملفات الإجتماعية، لا يمكن الأخذ بيد الضعيف امام تجبر كائنات الزوايا من منطلق غريب هو أنهم شرفاء وفي درجة بوهم الزوايا أنهم شعب الله الموريتاني..وباقي الشعب اقنان وخدام هذا الشعب الألوهي
هذا القضاء يمنع الزواج المختلط، ويضرب في العمق حتى نصوص التراث المحمدي التي تشجع الزواج بحيث لا يمكن تزويج امراة أو رجل ينتمي للزوايا بعامل من الصناع الحرفيين ، وفي شهادة منشورة بموقع مورينيوز الموريطانية يقول الشيخ ولد أبيه وهو رئيس مبادرة “لمعلمين" في عده لحيثيات التميز تجاه طبقته: «كل الراغبين في الزواج، وهم كثر، يخافون من جهاز القضاء... الكثير ممن فعلوا سجنوا وعذبوا وفسخ زواجهم..»
« حينما يتقدم شاب من "لمعلمين" اليوم لخطبة زاوية(يقصد من طبقة الزوايا) يتصدى القضاء لحماية العرف الاجتماعي..وتتداني القبيلة وتحمي لها الدولة عرفها، والقضاء جاهز لحماية ذلك العرف الجاهلي.. لا يمكن لجماعة من المعلمين أن تذهب إلى أسرة من الزوايا لخطبة ابنتها.. لن يكون الرد مجاملة.. سيكون الرد (؟) لأن عرفا اجتماعيا اهتز يسمونه "الدرجة”
في أمور الخلافات المدنية، يصرح الشيخ ولد أبيه:
«لا يقبل الزاوي (من الزوايا) أبدا، في أي خلاف مع "معلم” أمام القضاء أن يكون الطرف الخاسر.. لأن هذا يمس شرفه، وعلى "لمعلم” أن يقبل الهزيمة ليقبل في المجتمع.. أما أن يصر على حقه كاملا فقد تجاوز الخطوط الحمراء...»
في أمور السياسة
« لا يمكن لأي منافسة ديمقراطية ايضا بمرشحين أن يفوز "لمعلم” أو يترشح باسم القبية.»
« الاعلام الرسمي لا يعطي فرصة للعلماء من "لمعلمين" .. يجدون الفضاء في الخارج وتلاحقهم فيه النظرة الدونية.. يقدمون هناك على أنهم ليسوا عربا.. والدولة لا ترشح معلم للبرلمان.»
حول التأريخ:
« ..هناك مسألة أخرى كانت سببا رئيسيا في ظلم "لمعلمين" هي إقصاؤهم من كتابة التاريخ.. لا يكتب عنهم كرموز ليظلوا مجهولين.. إقصاؤهم من كتابة التاريخ وعدم ظهور الكوكبة المثقفة في الاعلام جعلت كل الموريتانيين يقولون لنا تعلموا فالعلم يرفع. وأنا أقول إن العلم لا يرفع في موريتانيا...»
هذه بعض مظاهر النظام العنصري بموريتانيا الحديثة ويبقى ظهور شخصيات في السلطة السياسية الموريتانية تنتمي إلى قبائل أخرى هي تمييع الوجه لنفي وجود مجتمع طبقي بموريتانيا.
وللمزيد من الإطلاع إليكم رابط المقال الذي أجرى فيه الموقع حوارا مع رئيس مبادرة “لمعلمين”وهو حوار غني بالمعطيات التي تغني معرفيا على الصراع الإجتماعي السياسي الطبقي بموريتانيا وخلفياته الشوفينية:
http://mauri-news.net/article9350.html
سيتضح إذن من خلال هذه التصريحات وغيرها في مواقع أخرى خاصة بالشأن الموريتاني أن خلفية الحكم بالإعدام لا علاقة لها بالإساءة كما شحن الأمر لقبول الرأي العام وتكميم الرأي والتعبير في إثارة مواضيع اجتماعية وسياسية متعفنة بموريتانيا الحديثة.. إذا طبق حكم الإعدام على محمد امخيطرسيكون أول شهيد موريتاني ضد العنصرية التي تسود النظام الموريتاني وعليه يجب الضغط المستمر لمنع هذا الإعدام خصوصا وأن الملف سيعرف جولة أخرى من المحاكمة بعد أن استانف محامو الكاتب الحكم الإبتدائي.
مزيدا من الدعم والمساندة والتضامن مع الكاتب الموريتاني



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظاهرة باريس برأس أفعى سامة
- أنسنة الإسلام هي موت شكل منه
- بخصوص التعليقات المشوشة على الحملة
- إعادة النظر في التنزيه الإلهي: موضوع على خلفية حكم الإعدام ف ...
- ملاك الدفن
- عاصمة -الرههج- والديبلوأعرابية
- بهذه الأخلاق ستكون أشقر الرأس في أوربا
- نمط الإنتاج الهمجي
- أعرور 3 : تاعبوت
- أعرور 2
- أعرور
- صلاة عيد الكبش
- عودة إلى أبرهامي
- في لاس بيدرونيراس
- حول القضية الفلسطينية
- إيلينا مالينو وأحداث طنجة العنصرية
- الإجتهاد في تبرير اعتداءات عنصرية مهزلة مضحكة
- جبل عوام: صورة كاريكاتورية تتكرر
- إسرائيل أم جحافل الوهابية هي من يحاول الدخول إلى شمال إفريقي ...
- أنا أيضا منعني الطبيب من تناول السكر


المزيد.....




- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - عذري مازغ - خلفيات الحكم بالإعدام على محمد امخيطر