يوسف عودة
(Yousef Odeh)
الحوار المتمدن-العدد: 4691 - 2015 / 1 / 14 - 12:38
المحور:
حقوق الانسان
خربشات (1)
يوسف عودة
لكل جوادٍ كبوة، ولكل زمانٍ مواضيعه وفرسانه، ولعل زمننا الحالي يمتاز عن الأزمنة الأخرى بكثرة مواضيعه وتعدد فرسانه، فأصبحنا غير قادرين على مواكبة الأحداث ومتابعة الفرسان، وهذا سببه الرئيس يكمن في ترددك لأختيار الظرف والحدث الذي ترغب بمواكبته، فكلما ترى وتستقر على موضوع يلفت نظرك موضوع أخرى تسارع وبلا تفكير للإلتفاف حوله، والأمر نفسه على الفرسان لكثرتهم، ولكن الفارق هنا أن بعض الفرسان مزيفيين كعملة الشيكل فئة (العشرة المعدنية)، تنتشر بكثرة بين الناس لكن من الصعب على المواطن إكتشافها، فيُخدع بها وعندما يصل الأمر إلى تاجر أو ممن هم يتداولون العملة بكثرة يكتشف حماقته، بحمله لعملة مزورة دون إدراك منه، والأمر سيان العملة كالفرسان.
ولكن ليس المهم كثرة المواضيع وتعدد فرسانها بقدر معرفة ما هي الأسباب الرئيسية التي تؤدي الى ذلك، معرفة مواطن الخلل في التركيبة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والاخلاقية، التي أصبحت تلازمنا بحياتنا، هذا هو مربط الجواد، والذي يجب معالجته، أي معالجة هذا الخلل وسد الثغرات التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه من إنحلال بالقيم، وتفسخ في شبكة العلاقات الاجتماعية، وتردي بالأوضاع الاقتصادية، والتي بمجملها أنتجت وضع لا نحسد عليه، كثرة فيه الظواهر الغريبة بكينونتها عنا، فأصبح نرى مصطلحات ما أنزل الله بها من سلطان، وأصبحت الجرائم متنوعة ومتقنة وصادمة لشدة حدتها، وكثرة قساوتها.
والغريب واللافت للنظر في زماننا، أن الجرائم أصبحت منظمة وجماعية في معظمها، تحت أسماء وصفات متعددة، ولتدارك مثل هذه الجرائم والعودة بالمواطن في كل أنحاء العالم الى الأمن والأمان، لا بد من دراسة الموقف كلٌ على حدا دراسة دقيقة، والخروج بآليات تعالج جميع مواطن الخلل، التي لكثرتها أفسدت الحياة بإنتاج مثل هذه الأنواع من الجرائم، مع التأكيد على معاقبة مرتكبيها ليكونوا عبرة لغيرهم، ممن تسول لهم أنفسهم إرتكاب أية حماقات من الممكن لها أن تؤذي الأخرين.
#يوسف_عودة (هاشتاغ)
Yousef_Odeh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟