أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن الصفدي - علاقة المثقفين السوريين بالجمهور.. السينما نموذجاً














المزيد.....

علاقة المثقفين السوريين بالجمهور.. السينما نموذجاً


حسن الصفدي

الحوار المتمدن-العدد: 4691 - 2015 / 1 / 14 - 09:54
المحور: المجتمع المدني
    


فيما مضى من الزمان، وقبل أن يحتدم الجدال، بين المثقفين بالكلام والمقالات - الغث والسمين منها - وبالسلاح القاتل بين الجمهور على اختلاف مشاربه، ومنذ فترة ليست بالقصيرة، كان الجميع مثقفين وجمهوراً، يذهبون إلى السينما ويشاهدون الأفلام، ومعظمها كان مصرياً، ثم لحقتها الأفلام الهندية، بروائعها وشعبيها.
لن أخوض في وصف تفصيلي لما كان يجرى، بل سأكتفي بالإشارة إلى أن الأفلام التي كانت تُعْجِب المثقفين، ما كان ليستمر عرضها أكثر من أسبوع، وأحياناً لم تكن تتمه، في حين كان عرض الأفلام التي يشاهدها الجمهور يمدد أسبوعاً بعد أسبوع، وأحياناً أسابيع، وبعضها شهور، إذ يُعاد عرضها بعد فترة.
كان المثقفون يتذمرون في جِلساتهم من السينما الهابطة، ومن نسبة الإقبال المرتفعة عليها، غير أن تذمرهم ما كان يتجاوز جلساتهم سوى إلى الحديث عنه في الجرائد، التي ربما ما كانت لتتخطى مطبوعاتها نسخة واحدة لكل بضعة آلاف. فمعظم من يقرأ الصحف كان يهتم للأخبار المحلية، لا يأبه بغيرها.
عندما ظهر الممثل إسماعيل ياسين سُعِد الجميع لجدته، إنما بعد فترة ملّ المثقفون منه ومن نظرائه، وعافوهم لتكرار التهريج بألوان كان يُقال أنها مبتكرة، في حين أنها منقولة عن السينما الغربية التي تستخدم الكوميديا، واقتصرت معرفة الكوميديا عندنا على قراءة المسرح اليوناني في الكتب. وما زالوا قلائل للغاية أولئك الذين اطّلعوا على "كوميديا ماركس".
فيما بعد أدى شيوع اقتناء التلفزيون في المنازل - على الرغم من التحذيرات القاطعة، وتعليقات المعنيين، الصارمة والساخرة في أن معاً، حتى في المآتم - إلى انحسار مشاهدة الأفلام في السينما، لكنها ظلّت صامدة. ثم برزت فكرة أندية السينما، في بعض المدن السورية، التي لم يتجاوز عدد أعضائها، وعدد مشاهدي أفلامها المختارة مرّة واحدة في الأسبوع، بضع مئات في مدن مليونية. وطبعاً ما كان من شأن المثقفين التساؤل عما يفعله الجمهور!!
في المقابل، لم يتهاون الجمهور إزاء المثقفين، فكانت مواقفه جلية وصريحة، فالقول: "الفهم= اللباقة/ البراعة/ الفهلوية، فضّلوه على العلم"، "الأدب= التهذيب، قبل العلم"، ما جرؤ أحد من المثقفين على التصدي له بالتفنيد لعدم علاقته بالموضوع، بل انصاعوا له، وارتضوا أن يكونوا مؤدبين، فلا يعمدون إلى نقد وتحليل ما هو سائد ومتعارف عليه. ولما تكاثر عدد المتعلمين، ما عاد في إمكان المرء تحديد ما إذا كان أكاديمي ما يحسب مع المثقفين أم مع الجمهور، فقد اختلط الأمر إلى حدّ الإبهام.
من جانب آخر ما كان للجمهور الجمّ التهاون إزاء تعالي المثقفين وترفعهم عن الخوض فيما يهتم له، فوصمهم بأصحاب "الكرافة والجاكيت". كما أن القضايا العامة ليست سواء هنا وهناك. غير أن بعض القضايا المشتركة كان أمرها مبتوتاً، وسأكتفي بمثالين صارخين، ألغيا وقائع ما سبقت ممارسته من ديمقراطية "الجمهورية السورية" حينها إلى غير رجعة، هما انقلاب حسني الزعيم، الذي حاز تأييد كلا الجانبين على السواء، حتى وحدة القطرين (وهما بلدان متمايزان في عالم عربي بالغ التنوع مثله مثل العالم الكبير) التي تحفّظ بشأنها طرف كان عالي الكعب وطرف كان في حضيض القمع - إذ كان أحد العصفورين اللذين أصيبا بحجر واحد.-.
المشكلة العويصة، وإن شئت قل المأساة التعيسة، أن المراجعات والتحليل المنهجي والأسلوب النقدي أمور ممنوعة، في مجالات التاريخ على الأخص، عموماً، وويل لمن يتجرأ على ذلك، فقد أُخِذَت العبرة مما جرى لطه حسين وعلى عبد الرازق - مع التنويع لزوم الإفهام وليس حسب الحال- في مصر، بل قل في بلدنا الأمر أشد هولاً منذ تشكلت "دولة سورية". إذ كل فريق، له ضلع من نفوذ، مُعْجَبٌ برأيه، لسان حاله المثل السائر: "يا أرض اشتدّي ما حدا قدّي".. وهلمجرا...



#حسن_الصفدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحصيل الحاصل في السياسة
- هل كان هناك عصر نهضة حقاً؟!
- الغول والعنقاء والخل الوفي بين ظهرانينا
- هل الدولة ضد الأمة؟
- المرأة في الشرق الأدنى عبر العصور
- مرجعية البُنى الفوقية
- هل هي إرهاصات لمقدمات الثورة العالمية؟ أم مجرد انتفاضات كساب ...
- تلمس بعض أسباب ضعف وتشتت قوى التقدم وغياب العلمانية والديمقر ...


المزيد.....




- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...
- لندن.. اعتقال نتنياهو ودعم إسرائيل
- اعتقالات واقتحامات بالضفة ومستوطنون يهاجمون بلدة تل الرميدة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن الصفدي - علاقة المثقفين السوريين بالجمهور.. السينما نموذجاً