|
مفارقات إسلامية - 27 -
عبد الكريم الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 4691 - 2015 / 1 / 14 - 02:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أَجنّة من حرمل .....!!! في كلّ عصر ، هُناك أسئلة مُتفرّدة ، متميّزة وبصوتٍ عالي ، وهذا مثال على هذا السؤال المُتفرّد البائس الحزين ، وسط الجمع الإيماني القطيعي في صحراء النبوّة ، الذي لا يزال يسود في حياتنا منذ نشأة الوهم الديني الإلهي المميت (على يد قُوّاده ومرتزقتة ) حتى هذا اليوم ، يُحشّدون كبوشاً للمحرقة ( التي جاءت من صنعهم ) وهم ينعمون بجنّة النفط ، والصلاة على الموتى ( الشهداء ....!!! ) من فقراء الدنيا ( وللآخرة خيرٌ لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى ) قرآن .... !!! يقول لنا وليّ الله كوكل عن الطبري عن سيرة أبن هشام عن أبن اسحق : ( في معركة أحُد ، أصيب أحد المسلمين وأسمه يزيد بن حاطب ، فجيء به إلى دار قومه وهو يموت ، فجعل المسلمون يقولون له ، أبشر يا أبن حاطب بالجنّة . فصاح بهم أبوه حاطب ، وهو شيخ كبير : بأي شيء تبشرونه ، أبجنّة من حرمل ؟؟؟ غررتم ( والله ) هذا الغلام من نفسه وفجعتموني به .....!!! *** الشيطان يكتسح نبي الله - القرآن - . ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنّى ألقى الشيطان في أمنيتّه فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثمّ يُحكم الله آياته والله عليم حكيم ) الحج – 52 عن أبو الحسن الواحدي النيسابوري في أسباب نزول هذه الآية والسيوطي وغيرهم من فقهاء الإسلام الأجلاء عن آية الله كوكل ، قالوا : لما رأى رسول الله صلعم تولي قومه عنه وشقّ عليه ما رأى من مباعدتهم عمّا جاءهم به ، تمنّى في نفسه أن يأتيه من الله تعالى ما يُقارب بينه وبين قومه ، فجلس في ناد من أندية قريش ، فأنزل الله تعالى ( والنجم إذا هوى ) فقرأها حتى بلغ ( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ) ألقى الشيطان على لسانه ( تلك الغرانيق العلى وأن شفاعتهن لترتجى ) . فلما سمعت قريش ذلك فرحوا ، ومضى رسول الله في قراءته السورة ( النجم ) كلها ، وسجد في آخر السورة فسجد المسلمون وسجد الجميع من المشركين . وتفرّقت قريش وقد سرّهم ما سمعوا ..... فلما أمسى رسول الله أتاه جبريل وقال : ماذا صنعت ! تلوت على الناس مالم آتك به عن الله سبحانه وتعالى وقلت ما لم أقل لك ذلك . فحزن رسول الله حزناً شديداً وخاف من الله خوفاً كبيراً ، فأنزل الله هذه الآية ......!!! فقالت قريش : ندم محمد على ما ذكره من منزلة آلهتنا عند الله . هذه الآية ( تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ) من سورة النجم حُذفت من القرآن ، ليس من الله عِبر وسيطه جبريل بل من قبل مَن جمعوا القرآن في العهد الأموي ، عبد الملك بن مروان والحجاج بن يوسف الثقفي . هذه معضلة كبيرة وغريبة الأطوار بين أنبياء الله الأبراهمية ، ليس لها سبقاً مع الله ورجاله ، الذين أختارهم دون البشر الأخرين ليبشروا بنصوصه القادمة عبر الأثير ...!!! كيف يدخل الشيطان بين محمد والوسيط والله ؟؟؟ ورغم ذلك يقول لنا الله أن محمداً ( ما ضلّ صاحبكم وما غوى ، وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يُوحى ، علمه شديد القوى ) النجم - 2-3-4 ....!!!!!
كيف يوغل الشيطان دوافعه في ذات محمد ويمرر عبر لسانه هذه الآية ؟ وأين كان الله العليم الحكيم عن نبيّه الخاتم محمد الذي راوده الشيطان ، ولم ينهيه عن مآربه النفسية الشيطانية ؟؟؟ وهذا سؤال آخر وأخير : لماذا حَسَب قصة الخلق ( الأسطورية ) ، أن الله عاقب حواء وآدم وأخرجهم من جنته بسبب غواية الشيطان لهم ولم يعاقب محمد بن عبد الله على غواية الشيطان له وينهي خدماته النبوية ؟؟!! .
*** الشيطان أو الله ؟ الملحمة الدينية الأولى عِبر التاريخ ، صراع دائم بين الله والشيطان ، اللبنة التأسيسية للدين ، بين أتباع الله وأتباع الشيطان ، حتى لحظة الأنفجارات العصرية في هذا القرن ، الذي تخلّى الله عن منافسه الشيطان وشطبه من قائمة الصراع وجعل نفسه الوحيد اللاعب في ساحة النزاع بين أعوانه ومرتزقته ، وجميعهم يرفعون راية الله أكبر ، يقتلون ويفجرون ويمسخون ويحصدون ويغتصبون نساء وأطفال بعضهم بعضا . هكذا الشيطان أبتعد عن هذه العلّة الدموية ، التي لم يصادفها منذ نشأته على يدِ الآخر ( الله ) ، هو ( الشيطان ) لم يقل لله إلا ( لإغوينهم أجمعين إلا عبادك الصالحين ) فقط ، ولم يقل أن العباد الصالحين الذين يؤتمرون بعزتك وجلالك يتقاتلون كالكلاب المسعورة . هكذا الشيطان ، في هذا اليوم يحجز مقعدا في زاوية حديقة ، مثل حديقتي ، يشرب الجعة والخمرة الحمراء مثلي ، هو يراقب وأنا أيضاً ، نُصغي لِموسيقى الحياة وننتظر ما بعد الملحمة ، ما بعد السقوط والهطول الأبدي لِسيوف الله الدامية حدّ القرف .... بعدها يعلن ( الشيطان ) ندائه : يا أمّة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، الحياة ، قطار تركبه وتحتسي جميع ملذاته ، المحطة القادمة نهاية ، لا بعد ولا قبل ، لا قبل ولا بعد ، كُن أنت والآخر وعش بسلام ، فقط .
#عبد_الكريم_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مفارقات إسلامية - 26 -
-
مُفارقات إسلامية 25
-
مفارقات إسلامية 24
-
نصوص
-
نصوص وسادة
-
نصوص غريبة
-
مفارقات إسلامية - 23 -
-
مفارقات إسلامية - 21 -
-
مفارقات إسلامية -20 -
-
مفارقات إسلامية – 19 -
-
مفارقات إسلامية 18
-
مفارقات إسلامية 17
-
مفارقات إسلامية 16
-
مفارقات إسلامية 15
-
مفارقات إسلامية 14
-
مفارقات إسلامية 13
-
مفارقات إسلامية - 12 -
-
مفارقات إسلامية 11
-
مفارقات إسلامية 10
-
نصان بلا وقود
المزيد.....
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|