أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هبة عبده حسن - شارلي ابدو بين الحق والحق الآخر!!!














المزيد.....

شارلي ابدو بين الحق والحق الآخر!!!


هبة عبده حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 23:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتهى المشهد السوريالي الذي رافق وتبع الحادث الإجرامي في باريس على يد جهاديين إسلاميين واشتعل فضاؤنا العربي بنقاشات أكدت الواقع البديل الذي نحياه والذي نسأل فيه الأسئلة غير ذات العلاقة وتعلوا فيه أصواتنا بالملامة وابتساماتنا الخبيثة بالشماتة، وكأن جذر المأساة ليس ثابت في أرضنا وكأن الغير (الأغيار) يسكنون أرضاً غير أرضنا. لقد اشتركت في بعض هذه النقاشات واكتفيت بمتابعة البعض الآخر، أضمنها هذه المشاهد السريعة التي تعبر عن جل هذه الآراء.

المشهد الأول (المؤامرة الصهيوأمريكية):
نتنياهو يحذر فرنسا من الاعتراف بفلسطين ولكنها لم تستمتع للتحذير، ولذلك كان الهجوم على مقر شارلي ابدو ومتجر الأطعمة اليهودية (الكوشر)... ألم تسمعوا نتنياهو يعلن استعداد إسرائيل لاستقبال يهود فرنسا ووسائل الإعلام الصهيونية تسأل الشباب في شوارع فرنسا عن موقفهم من العداء للسامية؟ الموضوع لا علاقة له بالدين ولا ينتمي لحرية التعبير عن الرأي... المسألة ومافيها أن التكتل الصهيوأمريكي قرر أن يضرب من جديد وعملية تشارلي ابدو ما هي إلا المبرر الذي وضعوه لكي يجتاحونا.

المشهد الثاني (المسلمون الأبرياء أولى بالتأييد):
لقد قتل هؤلاء الأوغاد 150 طفلاً في باكستان منذ أسابيع معدودة، لماذا لم يتحرك الشارع الفرنسي لهذا الاعتداء؟ لماذا لم يتوافد زعماء العالم على كراتشي في مسيرة تضامنية؟ هل تساوي حياة 4 فرنسيين رسامي كارتون عنصريين مسيئين أكثر من حياة 150 طفلاً باكستانياً؟ الإجابة هي نعم لأن الأطفال مسلمين.

المشهد الثالث (ما هذه المبالغة!):
أنا غير مهتم بمن فعلها ولماذا فعلها ولا بجذور المشكلة ولا إذا كان القتلة مسلمون أو هندوس، أنا مهتم بزخم رد الفعل... الألاف في الشوارع ورؤساء الدول على ماذا؟ الغرب يخشى الإرهاب فقط عندما يضرب أراضيه.

المشهد الرابع (السحر انقلب على الساحر):
يجب أن يكون شعارنا الاحترام المتبادل، بما فيها احترام أديان الآخرين. شعورنا بالخزي من التصرفات الهمجية لبعض جماعات الإسلام السياسي لا يجب أن تنسينا من صنع هذه الجماعات. لقد انقلب السحر على الساحر والكلب المسعور يعقر الآن من آواه. من أتى لنا بداعش ومن يمولهم ويزودهم بالسلاح؟ أليس هم الغرب؟ دعهم يجعون السم الذي صنعوه!

المشهد الخامس (يجب أن تحترم حساسيات الآخرين):
لماذا لا تتساوى العنصرية مع عدم احترام الأديان؟ لماذا نشجب دعاة التفوق الذكوري ولا نشجب من يرسمون رموزاً دينية بشكل إباحي (كما فعل راسمو تشارلي ابدو عندما رسموا موسى وعيسى وبودا وجانيشا وغيرهم من الأنبياء أو الرموز الدينية يمارسون جنساً جماعياً)؟ ألا يجب أن نحترم حساسيات الآخرين بما فيها حساسياتهم الدينية؟

المشهد السادس (مقاربات متشابكة):
نشعر أننا جزءًا من المشهد الإنساني عندما نتبنى شعار "أنا شارلي" وخاصة عندما ترى كل زعماء العالم في شوارع باريس مع المواطنين الفرنسيين في مشهد مهيب... ولكننا نهرب من مشهد بوكو حرام الذي ففخوا فيه طفلة عمرها 10 سنوات ليقتلوا العشرات (ويقال المئات) عن طريق تفجير جسدها الصغير وسط الناس... الحرية والمساواة والإخاء في الشارع الباريسي مقابل الأجساد الممزقة الفقيرة تملأ شوارع نيجيريا...

المشهد السابع (التوسل بالاستعلاء العنصري في غير موضعه):
مشغولون بأربعة أفراد؟ وماذا عن الآلاف الذين حصدتهم الإيبولا في أفريقيا؟ هل الموت له جلال عندما يكون أبيض اللون فقط؟ لماذا لم يخلقوا هاشتاج للإيبولا مثلاً؟ لماذا لم يحتشد محبي الحرية من أجل ليبيا؟ لأنهم سود البشرة طبعاً.

المشهد الثامن (العبثية المجانية):
كفاكم بلاهة... هناك الآلاف ممن يموتون يومياً في اليمن والعراق وسوريا ونيجيريا وليبيا وأوكرانيا ومصر.

كل هذه الآراء صحيحة ولكن فقط ضمن أطر صحتها... وكذا كل أصحابها على صواب ولديهم ألف حق في تبنيها وخاصة أولئك الذين يعانون توابع زلازل الربيع العربي. لقد سألني أحد أصدقائي الذين آنس بآرائه ونبل مواقفه وإنسانيتها سؤالاً أصابني بالدهشة... لقد سأل صادقاً: أليس الغرب هو من يمول الإرهاب؟



#هبة_عبده_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناقصات عقل ودين - (الرابعة)... فإن معها الذي معها!
- حادث تشارلي ابدو: محنة المثقفين وخلط الأوراق!
- ناقصات عقل ودين - (الثالثة) ... أليست إذا حاضت لم تصل ولم تص ...
- ناقصات عقل ودين - (الثانية) ... ويسالونك عن السبي!
- ناقصات عقل ودين - (الأولى) ... والمرأة، وإن طالت عشرتها!
- كيف ينام الإمام الأكبر؟!
- ميراث النساء، قبض الريح...
- كُسير وعُوير وثالثٌٌ مافيه خير (عن أهوال الأحوال!)
- سيّدة الغروب (قصة قصيرة)
- العلمانية – لا تجديد الخطاب الديني – هي الحل!
- هل يرضى الله؟!
- فقه فاسد أم فكر شرير (... ولا الضالين!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (واوجعاه...)
- فقه فاسد أم فكر شرير (حاملة الفيل!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (أهل الذمة!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (اقرأ...)
- فقه فاسد أم فكر شرير (كأنهم لؤلؤ منثور!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (الطاعة أولى!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (اسألوا أهل الذكر!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (المنصورون بالرعب!)


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هبة عبده حسن - شارلي ابدو بين الحق والحق الآخر!!!