محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 4689 - 2015 / 1 / 12 - 16:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ثمة مشكلة مستعصية على الحل في العقل البشري السياسي !
رغم ادعاء مثقفي البشرية من سياسيين وكتاب وغيرهم أنهم مع حرية التعبير إلا أنهم يقفون عاجزين أمام ما يسمى ( معاداة السامية ) والمقصود هنا معاداة الحركة الصهيونية وإسرائيل ، حتى أن بلدا ديمقراطيا متحضرا مثل فرنسا يحكم على فيلسوف فرنسي هو روجيه جارودي بالسجن لأنه شكك في الهولوكست النازي ، بينما لا يسأل أي صحافي فرنسي عن شتمه لشخصية نبي بحجم النبي محمد ، ولو لمجرد السؤال ، انطلاقا من حرية التعبيرالمزعومة .. ومن عجائب الزمن أن يشارك أكبر ارهابي معاصر هو الصهيوني نتنياهو في مسيرة باريس المناهضة للإرهاب !
العقل البشري الثقافي يريد لرجل قام بثورة غيرت مجرى التاريخ قبل 1400 عام ونيف أن لا يقتل من يعارضه حينذاك في الوقت الذي لا يرى فيه أن الثورات المعاصرة كلها ، سواء أكانت الفرنسية أو الروسية أو الصينية أو الأمريكية إن شئتم وغيرها ، أزهقت أرواح الملايين من البشر حتى انتصرت ، وفي الوقت الذي رأينا ونرى فيه أنظمة التحضر المعاصرة تشن الحروب وتقتل الملايين لغايات عنصرية عرقية ومئات الآلاف لغايات مصلحية وتحتل بلاد الآخرين باسم الأوطان وتقتل عشرات الآلاف وتضطهد شعوبا باسم الأمن أو باسم السلم العالمي وغير ذلك من التسميات ، ولو أخذنا اسرائيل كنموذج لأبشع أنواع الإحتلال والعدوان والإرهاب ، فإننا نجد العالم عاجزا أمامها ،وأكثر ما يفعله هو إدانة خجولة لجريمة ما .
أتحدى أي صحافي في العالم أن يهاجم النبي موسى أو اسرائيل ولا يتعرض للمساءلة ، وآمل أن أكون مخطئا .. راحت على المسيح المسكين الذي طاله بعض التجديف أحيانا ..
بالتأكيد لسنا مع الإسلام الأعمى ولسنا مع الإرهاب بكافة أشكاله ومسمياته وحتى لسنا مع الحروب كافة .. والحق مع الرئيس الفرنسي حين يبرئ الإسلام كدين من الإرهاب وأن هؤلاء القتلة لا علاقة لهم بالإسلام ، وعلى الأغلب لم يتخذ اولاند هذا الموقف محاباة للإسلام ، بل انطلاقا من فهم تاريخي للديانات والعقائد البشرية .
ويبقى فهم الدين بعقل معاصر بل وإعادة النظر في نصوصه التي تحض على القتل وغيره مما لا يتوافق مع العصر ، والتي يستغلها البسطاء من الناس ليتحولوا إلى قتلة ومجرمين ، اعتقادا منهم أنهم يدافعون عن الإسلام وأنهم سيذهبون إلى الجنة ليتنعموا بحور العين والغلمان المخلدين وأنهار الخمر !
وها هو رئيس عربي يستيقظ بعد أن وقعت الفأس في الرأس ،ويطالب أعلى مؤسسة دينية في الإسلام بثورة في الدين ! إن المطلوب من الدول الإسلامية أن تعيد النظر في نوعية الأشخاص الذين يتولون المنابر في المساجد وأجهزة الإعلام وغيرها ، لان يكونوا أشخاصا ذوي ثقافة رفيعة ، يقودون المجتمعات إلى التحرر والإنعتاق لا إلى الإنغلاق والتعصب والجريمة .
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟