أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - ما الذي تستطيع فعله لجنة التحقيق في سقوط محافظة الموصل















المزيد.....

ما الذي تستطيع فعله لجنة التحقيق في سقوط محافظة الموصل


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4689 - 2015 / 1 / 12 - 16:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    







قال النائب الفضائي الأول للرئيس العراقي، السيد نوري المالكي خلال مؤتمر عقده في مدينة الناصرية : أن الجيش العراقي في الموصل لم يقاتل وأن ما حصل هناك هو أتفاق مسبق وضع في غرفة عمليات مشتركة بين جهات سياسية معروفة. وجاء سقوط المدينة إثر انسحاب الجيش الذي لم يقاتل وإنما أنسحب بموجب أتفاق بين جهات سياسية كانت تصف الجيش العراقي بالصفوي والشيعي والطائفي وقد صدر تعميم بعدم محاربة داعش كونها جاءت لطرد هذا الجيش.
وبدوره، فقد توعد معاون رئيس أركان الجيش للعمليات الفريق الركن عبود قنبر بأنه سيكشف عن الجهات السياسية والعسكرية المسؤولة عن سقوط الموصل، وقال بأنه لن يكون وحده من يقدم للتحقيق بتلك القضية، وأكد حصوله على مستندات ووثائق وعقود تدين أبرز القيادات السياسية والعسكرية وتمويلها للتنظيمات الإرهابية والطائفية، محملا نوري المالكي المسؤولية الكاملة عن انسحاب الجيش وسقوط المحافظة وما تلاه من أحداث.
بعيدا عن السياقات المعروفة في جميع ما يقع من أحداث جراء العمليات العسكرية فأن القيادة السياسية العراقية أبعدت ملفات الأحداث العسكرية من مثل سقوط مدينة الموصل وتكريت ومناطق في محافظات الرمادي وكركوك وديالى بيد الإرهاب، عن طبيعتها العسكرية وأحالت التحقيق فيها إلى لجان مدنية برلمانية داخلية. لحد الآن تبدوا هذه اللجان وكأنها تلف وتدور في حلقات مفرغة والملفات أكبر من أن تحسم نتائج التحقيق فيها لأسباب بات يعرفها القاصي والداني. وتلك اللجان التحقيقية، وبدلا من يتم البحث في اجتماعاتها عن أسباب وقوع تلك النكسات العسكرية والجرائم التي طالت المواطن والعسكري العراقي، نجدها تخوض صراعا كبيرا لغرض أرضاء أعضائها وعدم المساس بمصالحهم الحزبية والعشائرية أو المناطقية وأيضا الشخصية. فمثل هذه الاعتبارات تلعب الدور الرئيسي في مجريات التحقيقات والتمويه على الأحداث أو حرفها خشية تصدع العملية السياسية والمساس بوحدة العمل المشترك أي بالمعنى العام الخوف من أن يكون كشف الحقائق أحد أسباب انفراط المحاصصة التي يخجل البعض من أسمها فيطلق عليها صفة الشراكة الوطنية وهي البعيدة جدا عن مثل تلك التسمية وبدت مع سباق الزمن في عمر العملية السياسية ضحك على الذقون ومهزلة سياسية رعناء.
لا يمكن أن تكون عملية سقوط مدينة الموصل بيد منظمة داعش الإرهابية وحلفاؤها بعيدة عن توصيف جريمة كبرى. فما حدث ليس سقوط مدينة وهزيمة جيش، وإنما في المحتوى العام، يعد سقوط سلطة بمؤسساتها السياسية والعسكرية والأخلاقية . فالذي رافق ذلك السقوط جرائم يندى لها جبين البشرية تمثل بقتل الآلاف من الأيزيديين وسبي وبيع واغتصاب نسائهم وقتل وتهجير الشبك والمسيحيين واستباحة أعراضهم وممتلكاتهم. ولحد اليوم لم نجد أحدا من القادة سياسيين كانوا أم عسكريين من يجد في نفسه الجرأة والوقوف أمام الناس لوضع النقاط على الحروف وفضح الحقائق وتبيان دوره في تلك الجرائم الكبرى التي حدثت، أو حتى يتجرأ ويحمل سلاحه لينهي حياته دفاعا عن ضمير شعر بالخزي من فعلته قبل شعور العار من ما اقترفت يداه وأياد الإرهاب بحق الناس بعد احتلال الموصل.
اللجان التي شكلها البرلمان للبحث في جرائم عديدة مثل جسر الأئمة ووزارة الخارجية وما سمي بأيام المجازر الكبرى المتكررة التي طالت مدينة بغداد. لم تجد نتائج التحقيق فيها طريقها إلى النور وضاعت أوراقها في مهب ريح الشراكة الوطنية ( المحاصصة )، وتعاقبت علينا اللجان وضاعت أوراق لجان وتوالى تأليف لجان مع كل انكسار عسكري وأمني واستطاعت سطوة أبو أسراء وبطولات قادته وعمالة مدحت المحمود وماطورات محمد العسكري ورافعات قاسم عطا المكصوصي وخيول النجيفي وقفزات صالح المطلك أن تدفع بها نحو غياهب جب عميق لتختفي المطالبات والمحاسبة ثم تختلط ببساطة وطيبة الناس. ودائما ما راهن أعضاء تلك اللجان على قدرة الناس على النسيان. ومع هذا الأمر أدمن رجال وقادة العملية السياسية في العراق على أخراج وفبركة مسرحيات تم فيها الأعداد لعرض مشهد نهائي يجعل أغلب المشاهدين في أوضاع متعبة وملل ليعافوا النتائج النهائية دون الرغبة في الوصول إلى مخارج وحقائق. وفي هذا يعتمد أصحاب القرار السياسي على طبيعة المساومات وقبول الناس ورضاهم بأرباع الحلول قبل أي شيء أخر.
اليوم يدور صراع مستميت للحصول على مقعد في اللجنة التي شكلها البرلمان العراقي للتحقيق في أسباب سقوط مدينة الموصل بيد داعش وحلفاؤها بعد أن مضى على الجريمة ثمان أشهر من المماطلات والتسويف. الصراع على عضوية اللجنة يتكئ على منهجية ما سمي بالشراكة الوطنية. أي لن تستوي الأمور دون أن يكون للجميع حصة ووجودا في تلك اللجنة. ودوافع مثل هذا الأمر معروفة، بعضها يذهب لإيجاد المبررات والوثائق والشهود بما يبعد عن جماعته تهمة يريد البعض إلصاقها بهم. أو يود هذا البعض حرف موضوعة التحقيق بعيدا، ليتم توجيه الاتهام لمن يعدهم خصوما له ولحزبه أو منظمته. لذا فأن الطلبات انهالت على رئاسة البرلمان للانتماء لعضوية لجنة التحقيق في سقوط مدينة الموصل. وبدا عدد أعضائها عجيبا غريبا. وهذا العدد سوف يضع التحقيق في لجة مفارقات ومماحكات ورغبات ومصالح لن تنتهي عند حدود ليمتد الزمن بهذه اللجنة دون حساب أو نتائج. ومثلما المعتاد سوف يبدأ الصراع حول من يترأس اللجنة ومن هو سكرتيرها الأول ثم الثاني وكذلك المقرر وبعدها يبدأ صراع عن الكيفيات التي بموجبها يتم البدء بالبحث عن أسباب السقوط، وناتج السقوط، وما حدث قبله، وخلاله، وقبل كل هذا وذاك، من هم الرجال أو العساكر الذين من الموجب أن تستدعيهم اللجنة للتحقيق في الأحداث، وهل يكون ذلك تحقيقا أم استدعاءً. وتثار أسئلة كثيرة لن يصاب عضو اللجنة جراؤها بذات الصداع الذي سوف تصاب به رؤوس العراقيين. فمهمة عضو اللجنة واضحة وهدفه معروف وهو بعيد جدا عن مهمة الكشف عن الحقائق. وهو موقن بأن ليس هناك ضرورة لعرض النتائج النهائية بصيغها الحقيقية على الشعب. والمواطن الذي تضرر جراء العمليات العسكرية عليه أن يلهوا بعيدا عن اللجنة ويدخل في متاهات لجان أخرى من مثل لجنة النازحين ولجان التعويضات وغيرها من اللجان التي توسعت وتضخمت وكثرت مع ما تدره من منافع لمن يترأسها أو من حالفه الحظ وأصبح موظفا فيها.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلموا نتقاسم وطن
- مشهد أخر في نشوة القتامة وردع الأمل
- مقترح مشروع المنظمة العراقية للدفاع عن حقوق الإنسان
- عواصم للثقافة، مشهد في نشوة القتامة و ردع الأمل
- الغاية من رواية طائرات سوخوي الداعشية
- هل يستطيع السيد العبادي تنفيذ برنامجه الوزاري
- داعش وأفلام الأكشن
- الدواعش في إدارات الجيش العراقي
- نحو مجزرة سبايكر جديدة
- العراق، خيار التوافقية بديلا عن صناديق الاقتراع
- تركة ثقيلة عافها المالكي للعبادي وجميع العراقيين
- سليم الجبوري خيار خائب لتصعيد حالة الاستعصاء
- الولايات المتحدة الأمريكية وتفكيك عقد العراق المستعصية
- من يحال إلى المحاكم بعد الهزيمة
- الترشح لرئاسة الوزراء بين هواة السياسة ورجال التكنوقراط
- الطائفة تغلب الاعتراض على التزوير أم العكس
- هل تختفي هذه المساوئ بعد انتخابات عام 2014
- سوريا إلى أين
- سمعة العراق وشعبه بين وزير النقل ولجنة الخدمات البرلمانية
- لغز داعش ومدن الانبار والجيش العراقي


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - ما الذي تستطيع فعله لجنة التحقيق في سقوط محافظة الموصل