منتظر الزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 4689 - 2015 / 1 / 12 - 08:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عاجلهم وآجلنا..
عاجل (مسلم) يقتل خمسة ابرياء أصرّوا على شتم نبيّه لسنواتٍ في صحفهم غير عابئين بالتّحذيرات.!! أوليست حّرية الرأي والفكر ببلاد جان جاك روسّو مكفولة؟! فإذن لماذا من يشكّك بحادثة قتل اليهود (الهولوكوست) يجرّم؟ ولماذا من لا يؤمن بقتل العثمانيين للأرمن يسجن؟ أوليس هذا جزء من حرية الرأي؟
هرع الكثير من العرب الى باريس متباكين على صحفيّين -رغم وقاحتهم لا أؤيّد قتلهم- ، هذا إن صحّت الحادثة بالأصل! وراح حكّام العرب يشجبون الحادث وينكّسون الرّايات والعقال والحطّات والكروش، حزناً على الخمسة! وفي ذات الوقت تملك فرنسا رصيداً دمويًّا بملايين الدّماء العربيّة والمسلمة من الجزائر وحتى بلاد الشّام دون أن تجرّم أو تغرّم أو تخطّأ. ويحظى الكيان الصّهيوني بدعم الإليزييه الكامل بكل مجزرة يرتكبها في فلسطين.
لم أشاهد كثيراً تغطيات العواجل العربيّة على حادث الصّحيفة الفرنسيّة لأنّها لا تعنيني كثيراً، واكتفيت بمشاهدة الأخبار التي تردنا من الوطن القريب، وإن كانت على هامش اهتمامات الإعلام العربي. فبعد علك وإعادة مضغ لحادثة باريس، يعود المذيع لقراءة خبرٍ ثانويٍّ وهو "تفجيرٌ في صنعاء يتبنّاه مجرمو القاعدة" .. "تفجيرٌ في بغداد يحمل بصمات عصابة البغدادي" .. "تفجيرُ أبرياء في جبل محسن اللّبناني والنّصرة تتبنّى بفخر"،
"اطفالٌ سوريون يموتون برداً جراء نقص الغيرة العربية" .. "نازحو العراق يتجمدون بسبب حكومةٍ خانعةٍ وبرلمانٍ نائمٍ وسياسيين سرقوا قوت الشعب ويتنافسون على بيعه".. وأخيراً يختتم المذيع نشرته الاخبارية بالقول: "هذا وقد تم تفجير جامع في فرنسا يحمل بصمات ( مختل عقلي، أو يميني متطرف)!"، أوليس المتطرّفون المسلمون يمينيين أيضا؟؟ فلماذا يوصم الاسلام ببعض المتطرفين عند الغرب وحين يقوم غربيّ بجرم او مجزرة لا يذكر الدّين أو العرق، وإنّما الإسم فقط وخير دليلٍ تداول مصطلح مجزرة الأرمن على يد المسلمين العثمانيّين.. بينما في الجزائر ليس هنالك سوى جزائري وفرنسي، دون تسمية الدّين أو العرق!
أنا لا ألوم الغرب على تعاليهم وعنصريّتهم واستخفافهم بمقدّساتنا بقدر حزني على أمة تقتل بعضها لإرضاء ذلك السيّد الغربي. فمهما كانت ديانتنا، مسيحيّون أم مسلمون فهم ينظرون إلينا ( عرباً أجلافاً)، ومهما اختلفت قوميّاتنا ومذاهبنا فنحن جميعاً لديهم سواسية، إنتحارّيون بانتظار اللّحظة المناسبة..
منتظر الزيدي
#منتظر_الزيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟