أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد العزيز فرج عزو - الإمام محمد عبده رائد التنوير والاجتهاد في الفقه الديني والثقافي في العالم العربي















المزيد.....

الإمام محمد عبده رائد التنوير والاجتهاد في الفقه الديني والثقافي في العالم العربي


عبد العزيز فرج عزو

الحوار المتمدن-العدد: 4689 - 2015 / 1 / 12 - 08:20
المحور: سيرة ذاتية
    


ولد الإمام الكبير محمد عبده رحمه الله تعالي عام 1849م وهو عالم دين مستنير و فقيه كبير في مصرنا الخالدة والعالم العربي والاسلامي
فالامام محمد عبده رحمه الله يعد أحد رموز التجديد في الفقه الإسلامي و من دعاة النهضة والإصلاح في العالم العربي والإسلامي ، وقد ساهم بعد التقائه بأستاذه جمال الدين الأفغاني في إنشاء حركة فكرية تجديدية إسلامية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين تهدف إلى القضاء على الجمود الفكري والحضاري و إعادة إحياء الأمة الإسلامية لتواكب متطلبات العصر.
ولد الإمام محمد بن عبده بن حسن خير الله سنة 1266 هـ الموافق 1849م في قرية محلة نصر بمركز شبراخيت في محافظة البحيرة التابعة لجمهورية مصر العربية.
وفي سنة 1866م التحق بالجامع الأزهر ليدرس العلوم الشرعية وغيرها من العلوم الأخرى ، وفي سنة 1877م حصل على الشهادة العالمية من الأزهر الشريف بالقاهرة .
وفي سنة 1879م عمل مدرساً للتاريخ في مدرسة دار العلوم بالقاهرة
وفي عام 1882م اشترك في ثورة أحمد عرابي ضد الإنجليز وكان في ذلك الوقت يعيش في حي عين شمس في فيلته التي اشتراها في ذلك الوقت وتحولت بعد وفاته بسنين طويلة إلي مدرسة الإمام محمد عبده الإعدادية وهي موجودة بشارع محمد عسكر المتفرع من شارع الزهراء من عين شمس الشرقية بالقاهرة وموجودة في هذه المدرسة لوحة تاريخية له تحمل صورته رسمت له في السبعينات من القرن الميلادي السابق وهذه الفيلة التي تحولت إلي مدرسة للتعليم الإعدادي بنين وبنات قد تبرع بها ورثة الإمام عبده لتكون له ذكري وصدقة جارية علي روحه الطيبة رحمه الله
، وبعد فشل الثورة العرابية المصرية الوطنية والتي دافع الشعب المصري فيه عن بلاده ضد الانجليز المحتلين المغتصبين لأرض الغير وقد حكم عليه بالسجن ثم بالنفي إلى بيروت بدولة لبنان الشقيقة لمدة ثلاث سنوات، وبعد أن أخلي سبيله سافر بدعوة من أستاذه جمال الدين الأفغاني إلى باريس عاصمة دولة فرنسا سنة 1884م، وأسس جريدة العروة الوثقى، وفي سنة 1885م غادر باريس إلى بيروت، وفي ذات العام أسس جمعية اسمه العروة الوثقى.
والإمام محمد عبده رحمه الله تعالي هو واحدً من أبرز المجددين والمستنيرين في الفقه الإسلامي في العصر الحديث، وهو من دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الحديثة؛ وقد ساهم بعلمه التنويري السمح واجتهاده في تحرير العقل العربي من الجمود والانغلاق الذي أصابه لعدة قرون،و شارك الإمام محمد عبده رحمه الله تعالي في إيقاظ وعي الأمة المصرية والعربية والإسلامية نحو التحرر، وبعث الوطنية، وإحياء الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات السريعة في العلم والثقافة الإنسانية ، ومسايرة حركات المجتمعات الإنسانية وتطورها في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والمالية وقد تأثر به العديد من رواد النهضة في العصر الحديث مثل عبد الحميد بن باديس وعبد الرحمن الكواكبي.
وفي سنة 1886م اشتغل الإمام محمد عبده رحمه الله بالتدريس في المدرسة السلطانية وفي لبنان الشقيقة تزوج من زوجته الثانية بعد وفاة زوجته الأولى. وفي سنة 1889م / 1306هـ عاد الإمام محمد عبده رحمه الله إلى بلده مصر الحبيبة بعفو من الخديوي توفيق، ووساطة تلميذه الزعيم الوطني سعد زغلول رحمه الله وإلحاح نازلي فاضل على اللورد كرومر كي يعفو عنه ويأمر الخديوي توفيق أن يصدر العفو وقد تم العفو عن الإمام محمد عبده ليتفرغ لنشر العلم والاجتهاد في فروع الدين الفقهية والدعوة إلي الله تعالي بالحكمة والموعظة الحسنة .
وفي سنة 1889م عين الإمام محمد عبده رحمه الله قاضياً بمحكمة بنها بحافظة القليوبية بمصر، ثم انتقل بعد ذلك إلى محكمة الزقازيق بمحافظة الشرقية ثم بعد ذلك إلي محكمة عابدين بمحافظة القاهرة ثم ارتقى الإمام محمد عبده رحمه الله تعالي إلى منصب مستشار في محكمة الاستئناف بالقاهرة عام 1891م.
وفي 3 يونيو عام 1899م عين الإمام محمد عبده في منصب المفتي (مفتي مصر )، وبعد ذلك أصبح عضواً في المجلس الأعلى للأوقاف المصرية .
وفي 25 يونيو عام 1890م عين الإمام محمد عبده رحمه الله عضواً في مجلس الشورى
وفي سنة 1900م أسس الإمام محمد عبده رحمه الله جمعية إحياء العلوم العربية لنشر المخطوطات والكتب العلمية والدينية والثقافية وغيرهما ، وطاف بالعديد من الدول الأوروبية والعربية والأسيوية.
في 3 يونيو سنة 1899م صدر مرسوم خديوي وقعه الخديوي عباس حلمي الثاني بتعيين الشيخ الإمام محمد عبده مفتياً للديار المصرية وهذا نص المرسوم الخديوي عباس حلمي الثاني الخاص بالإمام محمد عبده وتهينه مفتيا للديار المصرية :
«صدر أمر عال من المعية السنية بتاريخ 3 يونيو 1899م ـ نمرة 2 صورته. فضيلة حضرة الشيخ الإمام محمد عبده، مفتي الديار المصرية: بناء على ما هو معهود في حضرتكم من العلمية وكمال الدراية، قد وجهنا لعهدكم وظيفة إفتاء الديار المصرية، وأصدرنا أمرنا هذا لفضيلتكم للمعلومية، والقيام بمهام هذه الوظيفة وقد أخطرنا الباشا رئيس مجلس النظار بذلك.»
وكان في ذلك الوقت منصب الإفتاء يضاف لمن يشغل وظيفة مشيحة الجامع الأزهر وبهذا المرسوم استقل منصب الإفتاء عن منصب مشيخة الجامع الأزهر، وصار الشيخ الإمام محمد عبده رحمه الله أول مفتي مستقل في مصر معين من قبل الخديوي عباس حلمي وقد بلغت عدد فتاوى الشيخ الإمام محمد عبده حوالي944 فتوى أكملت المجلد الثاني من سجلات مضبطة دار الإفتاء وصفحاته بلغت حوالي 198، كما استغرقت 159 صفحة من صفحات المجلد الثالث.
وهذه الفتاوى التي أجاب عنها الشيخ الإمام محمد عبده للجمهور أو للهيئات المحتاجة لفتوى ما كانت في موضوعات كثيرة منها عن الوقف وقضاياه، والميراث ومشكلاته، والمعاملات ذات الطابع المالي والآثار الاقتصادية، مثل البيع والشراء، والإجازة والرهن والإبداع، والوصاية والشفعة والولاية على القصر، والحكر ودفاتر التوفير ومشروعيتها في التعامل مع الناس ، والحجر والشركة وإبراء الذمة، ووضع اليد والديون واستقلال المرأة المالي والاقتصادي، يبلغ عدد فتاواه في ذلك 728 فتوى.
هذا بخلاف الفتاوى المتعلقة بمشاكل الأسرة وقضاياها، من الزواج، والطلاق والنفقة والإرضاع والحضانة، وعدد فتاواه في ذلك المجال حوالي100 فتوى أو يزيد قليلا.
أما بالنسبة لفتاوى معاقبة القتلة والقصاص من المجرمين والمخربين ، فقد بلغت فتاواه في ذلك 29 فتوى تقريبا .
وله فتاوى في موضوعات كثيرة أخري متنوعة ومختلفة، وبلغت عدد فتاواه في ذلك نحواً من 87 فتوى.
ظل الشيخ محمد الأمام عبده رحمه الله مفتياً للديار المصرية حوالي ست سنوات وذلك حتى وفاته في عام 1905م.
في الساعة الخامسة مساء يوم 11 يوليو عام 1905م توفى الإمام عبده رحمه الله بمحافظة الإسكندرية بعد معاناة مع المرض وقد عاش رحمه الله سبع وخمسين سنة، ودفن بمحافظة القاهرة ورثاه كبار الشعراء في مصر والعالم العربي والإسلامي.
ومن مؤلفات الإمام محمده عبده القيمة والتي تركها لنا وللمكتبة العربية والإسلامية هذه الكتب التالية :
1- كتاب رسالة التوحيد.
2- كتاب تحقيق وشرح "البصائر القصيرية للطوسي".
3- كتاب تحقيق وشرح "دلائل الإعجاز" و"أسرار البلاغة" للجرجاني.
4- كتاب الرد على هانوتو الفرنسي.
5- كتاب الإسلام والنصرانية بين العلم والمدنية (رد به على إرنست رينان سنة 1902م).
6- كتاب تقرير إصلاح المحاكم الشرعية سنة 1899م.
7- كتاب شرح نهج البلاغة للإمام علي بن أبي طالب
8- كتاب العروة الوثقى مع معلمه جمال الدين الأفغاني
وقد رثاه شاعر النيل الكبير حافظ إبراهيم رحمه الله الذي قال مرثيته راسما فيها صورة صادقة جياشة لشخصية العالم المخلص وقد أدار حافظ إبراهيم قصيدته على محاور تقوى الإمام وصبره على ما ابتلي به من أذى الحاقدين والمتربصين به من خصومه في زمنه وموقفه التاريخي في دحض أباطيل المستشرقين وتفسيره للقران الكريم.
من تلاميذ الإمام محمد عبده رحمه الله الأتي أسماؤهم وهم :
محمد رشيد رضا وشيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي والشيخ الأزهري مصطفي عبد الرازق وشيخ العروبة محمد محيي الدين عبد الحميد والزعيم المناضل سعد زغلول وقاسم أمين ومحمد لطفي جمعة وطه حسين وغيرهم .
رحم الله تعالي الشيخ الإمام محمد عبده المستنير والداعي إلي التجديد في التراث العربي والإسلامي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته .



#عبد_العزيز_فرج_عزو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علماء العرب القدامي في العلوم الطبيعية والعلمية علي غلاف نتي ...
- جواهر سينمائية مصرية قديمةعلي موقع أصحاب للابد
- الفنان السينمائي المصري منير الفنجري الذي ترك بصمة طيبة في ا ...
- الشاعر الكبير جورج جرادق واحد من رعيل الزمن الجميل في الفن ا ...
- صناعة الأقلام الحبر والرصاص في العالم قديما وحديثا
- 77 مثل من الامثال الشعبية المصرية تدعو الناس للعمل ونشر السل ...
- وضع ايميل محدد وسهل من موقع الحوار المتمدن لاضافة الصورة وال ...
- شهادة تقدير من موقع الحوار المتمدن لمن يدعو للسلام والمحبة ف ...
- الإسلام واحد وهذه الفرق أساءت اليه يا أستاذ نهاد كامل
- الشيخ الذهبي العالم المستنير قتلته الجماعات الارهابية لانه ف ...
- المنتخب المصري لكرة القدم فشل في الصعود الي كاس الامم والعال ...
- الشيخ إمام عمر القارئ والمصلح بين الناس
- الرجم ليس شريعة سماوية وانما أفكار دواعشية دموية
- الدول التي تؤوي الارهابيين لا تحب السلام في الارض
- شركات البناء والتعمير هي المسئولة علي انهيار المصانع علي الع ...
- قتل الأنفس وضرب الابراج الكهربائية يا جماعة الارهاب إفساد في ...


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد العزيز فرج عزو - الإمام محمد عبده رائد التنوير والاجتهاد في الفقه الديني والثقافي في العالم العربي