أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حمدي - إنسانية الإنسان بين مطرقة التدمير وسندان التعمير














المزيد.....


إنسانية الإنسان بين مطرقة التدمير وسندان التعمير


هشام حمدي

الحوار المتمدن-العدد: 4689 - 2015 / 1 / 12 - 03:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بادئ ذي بدء لا أستطيع أن أُعَرِفَ وليس بإمكان أحدهم إعطاء تعريف جامع مانع لهذا المخلوق المسمى إنسانا، وُصِفَ بأنه حيوان اجتماعي عاقل رغم أن الأبحاث العلمية أثبتت أنه ليس بحكر عليه فقط، ووُصِفَ بأنه حيوان انتهازي ناطق رغم أن خاصية النطق غير متفرِد بها كما صار يعلم كل الأطفال.
إن من أهم خصائص ديننا الإسلامي الحنيف هي إنسانية الإنسان، فهي تشغل حيزا كبيرا في منطلقاته النظرية وفي تطبيقاته الفعلية والعملية، فإنسانية الإنسان في الإسلام ليس مجرد أمنية أو فكرة مثالية بل هو ركن عقائدي وأخلاقي وواقع تطبيقي عملي.
لقد رفع القرآن من مكانة الإنسان بغض النظر عن جنسه أو لونه أو دينه أو مذهبه أو طبقته، يقول تعالى في سورة الإسراء الآية 70 " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ-;- كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا " فالإنسان هو سر الله، خليفة الله على الأرض والمخلوق من روحه وفي أحسن تقويم؛ وفي السيرة النبوية نجد الكثير من المشاهد والمواقف التي تؤكد علو شأن الإنسانية كأحد أبرز خصائصه ومزاياه، فقد عفا مكمل مكارم الأخلاق ومتمم النعمة الرسول الإنسان (ص) عن أشد الناس عداوة له ولدينه ولدعوته وعن كثير ممن آذوه.
وبالعودة إلى دعوات الرسل التي جاءت من عند الله كلها دعت إلى التوحيد ثم العناية بالإنسان وحاجاته واحتياجاته، عبادات ديننا الحنيف ومعاملاته كلها اعتنت بالإنسان ومصلحته ومصالحه كالزكاة والصوم والصلاة، كما أن دين الإسلام حرم كل ما يعود على الإنسان بالضرر، تبقى الإشارة أن رسول الإنسانية (ص) بشر وإنسان هو الذي نقل إلينا هذه القيم الإنسانية الموجودة في ديننا من الله سبحانه الذي يقول في سورة الأنبياء الآية 107 " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ "، إنه دين الإنسانية والحب والكلمة الحسنى والأمن والأمان للإنسانية جمعاء، دين المساواة بلا تفاضل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
لكن اليوم، نعيش على إيقاع تكفيريي القاعدة، داعش، والإخوان...إلخ ثلاثة وجوه بارزة لعملة، إرهابية وإرعابية تكفيرية متطرفة وعنصرية، واحدة. حركات ولدت من فكر تراثي إسلامي محلي عربي ثم ترعرعت في أحضان نفط الخليج البدوي القبلي الصحراوي ليتم توظيفها حينما كبرت عالميا. حركات تنتشر وتنشر فكرا تراثيا سلفيا ظلاميا يتميز بعنف خطابه وقهر المخالفين لرأيه بجلدهم أو حبسهم (حكم ب 1000 جلدة وفي كل جمعة على الناشط يوسف بدوي بالسعودية) أوقتلهم (سوريا، العراق،...إلخ) أو بتفجيرهم (مجلة شارلي إيبدو + تفجيرات اليمن). حركات هدفها وإرادتها تفخيخ العقول وصناعة تاريخ بفقه الدم، فكرها ليس عميقا بل عقيما ضحلا وأفكارها مارقة غارقة بالخرافة وفي سلوكها إعادة نظر في كل لحظة إلى زمن أسود كانت فيه الغابة قانونا، فيما كان السوط وسيلة التواصل الوحيدة بين البشر.
عصابات إرهابية وجماعات إجرامية أصبحت تحاصرنا بأخبارها في جميع الوسائل الإعلامية مرئية ومسموعة أو مقروءة بل انتقلت للانتشار حتى في وسائل التواصل الاجتماعي " فيسبوك، تويتر...إلخ" مثل خلايا سرطانية سريعة التوسع والانتشار، كعاصفة ترابية عنيفة، تطالعنا في بعض المساجد والمعاهد والجامعات تحمل جينات التكفير والقبح والتخلف، كانت أسوأ ما خرج في الأمة أمرت بالمنكر ونهت عن المعروف واستحلت الدماء واستباحت المحرمات، استخفّت بالعقائد وتجاوزت كل الحدود واتبعت الأهواء والشهوات ووقعت في الشبهات، أيقظت الجاهلية وأحضرت ماضيها بالغزو والسبي والاغتصاب، مخترقون من طرف عملاء يحَرِكونها من حيث لا تدري، جلهم جهلاء مخلصون يعملون لحساب هذه القوى المعادية من حيث لا يشعرون ولو أن القوى المعادية استأجرت أناسا ودفعت لهم مليارات الدولارات ما خدموها بأفضل مما يخدمهم به هؤلاء، في تشويه صورة الإسلام، جهلهم جهل مركب (جهل من لا يدري، و لا يدري أنه لا يدري)
يبقى التذكير أن كل من يحصر ويختصر فهم الإسلام كله في التراث القديم فحسب، فعليه أن يعلم أن هذا التراث ليس بعجل مقدس نعبده أو صنما نطوف حوله، هي مجهودات واجتهادات مشكور أصحابها على جهدهم، لكنهم بشر غير مقدسين ولا معصومين من الخطأ، وتبقى تجارب إنسانية في الأخير فيها و لها و عليها، إنما التوقف عندها مرة حد العبادة وأخرى حد التقديس فهذا متروك لكم رغم رفضي له
أخيرا، إذا كان رب الفتوى بالتطرف مضروبا، فشيمة مريديه ومحبيه ومعجبيه ومتابعيه ومعاونيه المجانين القتل، فرجاء لا تفقدوا الإيمان في إنسانيتكم، الإنسانية هي محيطات، وإذا كانت أمواج قليلة من محيط قذرة، فالمحيطات يقينا لن تصبح قذرة، فالإسلام دين إلهي المنبع إنساني المصب
الإنسانية هي الحل



#هشام_حمدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متلازمة فلسطين..... (غزة) و الهوان
- التراث الفكري الإسلامي القديم بين تنقيح وتصحيح أم تجديد! ؟
- أنا أعتذر، إذن أنا موجود
- القوة الناعمة....الجيل الرابع من الحروب
- أنفاق حماس...معابر غزة... حدود فلسطين


المزيد.....




- ملك البحرين: نستجيبُ اليوم لنداءِ شيخ الأزهر التاريخي مؤتمرِ ...
- وفد من يهود سوريا يزور دمشق بعد عقود في المنفى
- “اسعد طفلك الصغير” أغاني وأناشيد على تردد قناة طيور الجنة عل ...
- موقع سوري يستذكر أملاك اليهود في دمشق بعد بدء عودتهم للبلاد ...
- فرنسا تناقش حظر الرموز الدينية في المسابقات الرياضية
- شيخ الأزهر يطلق صرخة من البحرين عن حال العرب والمسلمين
- ملك البحرين يشيد بجهود شيخ الأزهر في ترسيخ مفاهيم التسامح وا ...
- احدث تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUR EL-JANAH TV على ...
- وزارة الشؤون الإسلامية تكشف عن ضوابط الصلاة في رمضان بالمملك ...
- امير قطر يلتقي سماحة قائد الثورة الاسلامية السيد علي خامنئي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حمدي - إنسانية الإنسان بين مطرقة التدمير وسندان التعمير