من هو السجان الآخر؟!

فادي قدري أبوبكر

الحوار المتمدن-العدد: 4688 - 2015 / 1 / 11 - 20:45
المحور: القضية الفلسطينية
    

من هو السجان الآخر؟!

لا بد لنا قبل التطرق إلى السجان الآخر ، أن نحدد من هو السجان الأول ؟ . إنه قاهر الإرادة وعدو الحرية ، وبما أننا في فلسطين نقبع تحت آخر احتلال على وجه الأرض فالسجان الأول هنا هو العدو الصهيوني آخر وأحدث نسخة بشعة للسجان في العالم .
العدو الصهيوني ما زال يسجن فلسطين بأرضها وناسها منذ أكثر من ستين عاماً ، وما زالت المؤامرات الرامية لتسوية القضية الفلسطينية تُحبك من كل حدبٍ وصوب سواء كانت تلك المؤامرات عربية أو أجنبية على حد سواء.
باتت فلسطين معتادة على المؤامرات ، بل أصبحت خبيرة حتى خاب ظن كل من حاول الرقص على جراح أمتها ، وطاش سهمهم السام ، فشعب فلسطين كما قال القائد الراحل ياسر عرفات هو شعب الجبارين.
فلسطين لا تخاف من تلك المؤامرات الخارجية (العربية أو الأجنبية) ، وإنما تخشى أن نصبح نحن أعداء أنفسنا دون أن نعرف ذلك . حيث كانت رؤية الشهيد القائد أبو اياد (صلاح خلف) حينما قال " أخشى ما أخشاه أن تصبح الخيانة وجهة نظر".
من الطبيعي في كل ثورة أن تمر في مراحل من التراخي والشد بحسب الظرف المصاحب لها . فلا يمكن أن يبقى الثائر كالملاكم يوجه اللكمات باستمرار لأن هذا سينهكه بالنهاية ، إلا أنه لا بد أن يكون كلاعب الشطرنج تارة وملاكم تارة أخرى . لكن الخطر هو أن يصبح المُستعمر في مكان البيادق بحيث يصبح تابعاً خاضعاً للاستعمار لا شعورياً أو لأجندات أخرى تحركه كما تشاء.
حينما يكون ذلك حينما تحول المُستعمَر إلى سجان آخر معاون للسجان الأول المستعمِر. فعندها تلقائياً ستعتاد على الجو الاستعماري الذي خلقه لك المُستعمِر، وسترشد ابن وطنك إلى التقيد بالأنظمة والقواعد التي نصبها لك الاستعمار.
يقول الأديب الليبي الصادق نيهوم “لم يعد الصابرون هم الناس الذين يصبرون على الشدائد في سبيل تغيير واقعهم .. بل اصبحوا هم الناس الساكتين الذين ينتظرون تغيير واقعهم بطول السكوت ...” . وعليه وكما يقول المثل "السكوت علامة الرضا" فإن السكوت أصبح يمثل وجهاً من أجه الخيانة الجمعية ، فالساكت عن الحق شيطانٌ أخرس.
كفانا صمتاً وسباتاً ، وليكن شعارنا "لن نكون بيادقاً في يد أحد" ، كفانا تلويثاً لتاريخ سطر بدماء الشهداء وتضحيات المناضلين الأحرار. اعذروني ان كنت وقحاً ولكن كما يقول جبران " أوليست الوقاحة بخشونتها أفضل من الخيانة بنعومتها ؟!"

فادي أبوبكر
[email protected]

#فادي_قدري_أبوبكر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات