أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - النبي سامي الذيب















المزيد.....

النبي سامي الذيب


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4688 - 2015 / 1 / 11 - 19:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مقالاتي الثلاثة الأخيرة قدمت نفسي بأني نبي وأني سوف احمل من اليوم وصاعدا لقب "النبي سامي الذيب" وقد ذيلت مقالاتي بالإمضاء "النبي د. سامي الذيب"، كما عنونت مقالاتي "من النبي سامي" في رسائل وجهتها لثلاثة شخصيات هي الرئيس السيسي، وإمام جامع باريس الدكتور دليل بوبكر والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اسوة بما قام به النبي محمد الذي بعث برسائل إلى الملوك والامراء في عصره. ولكن دون ان اهددهم كما فعل محمد بعبارة "اسلم تسلم".

بطبيعة الحال هناك من اعتبر التلقب بلقب "النبي سامي الذيب" ضربا من الجنون. ومنهم من اعتبر انه لا يحق لي حمل هذا اللقب لأن النبي محمد هو خاتم الأنبياء ونعتني بمسيلمة الكذاب. ومنهم من رحب بالنبي سامي الذيب وهلل له. والآن اريد ان اشرح لماذا هذا القرار بحمل لقب "النبي سامي الذيب"، والذي سوف استمر في استعماله في كل مقالاتي في الحوار المتمدن.

الديانات "السماوية" الثلاثة (لاحظ غباء هذا التعبير) اقفلت باب النبوة. فالديانتان اليهودية والمسيحية سابقا، والديانة الإسلامية سابقا وإلى يومنا هذا تعاقب من يدعي النبوة. وهذا الموقف لا يختلف عن موقف المجتمع من كل مجدد ومصلح اجتماعي لأنه يهدد عاداته. هذا كان موقف اهالي اثينا من الفيلسوف سقراط، وهذا موقف مجتمع مكة من محمد، وهذا موقف محمد من مسيلمة الذي لقبه المسلمون بالكذاب، وهذا موقف المسلمين من البهائيين أو من اللادينيين او ما يطلقون عليهم الملحدين. واقفال بان النبوة في الإسلام جاء بصريح الآية: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (سورة الأحزاب 40). وقد تم اضافة العصمة إلى هذه الفكرة، شاملة ليس فقط القرآن بل أيضا النبي محمد وتصرفاته. وحتى الذين يقبلون بالقرآن مثل القرآنيين ويرفضون السنة لأسباب مختلفة، يتم مهاجمتهم بشدة. وهكذا تم اقفال الباب امام أي انتقاد، وحُكم على المجتمع بالتحجر والتقوقع.

وإن انا اتفق مع القرآنيين عندما يهاجمون السنة، فإني الومهم عندما يقدسون القرآن والنبي محمد. وقد استمعت إلى عدة اشرطة للشيخ محمد عبد الله نصر الشهير بميزو (انظر مثلا هذه الأشرطة http://www.blog.sami-aldeeb.com/?p=54827). وهو ينتقد بشدة مناهج الأزهر ومواقف رموز الازهر كما ينتقد كتب السنة التي في نظره تشوه الإسلام وتشوه النبي محمد. ولكن ليس هناك أي دليل على أن القرآن أو النبي محمد هو بالكمال الذي يريد ان يصفهما به. فهو ينطلق من فكرة ان القرآن كلام الله ومحمد رسول الله (وهي مقدمة خطأ) ليستنتج ان القرآن والنبي محمد يتفقان مع مكارم الأخلاق ومبادئ حقوق الإنسان كما نفهمها نحن. فالقرآن هو منتوج القرن السابع الميلادي، ومحمد ابن ذاك القرن ويعكسان اخلاقيات ذاك العصر. وفي الاتجاه المعاكس تماما، نجد داعش وحركات اسلامية اخرى تستند إلى ما جاء في القرآن وإلى ما فعله وقاله محمد لكي تقترف أبشع الجرائم. كما نجد الأزهر يعلم في مناهجه كتبا فقهية تعتمد على القرآن والسنة لا تختلف في مضمونها عما تقوم به داعش البتة.

والآن عودة للقب النبي الذي اطلقه على نفسي. ارى شخصيا ان كل شخص هو نبي وصاحب رسالة. وهذا ينطبق على محمد كما ينطبق على موسى وعلى مارتن لوتر كينغ وغاندي ومانديلا والأم تريزا وغيرهم الكثيرين، كما ينطبق على الشيخ احمد القبانجي وغيره من كتاب الحوار المتمدن المتنورين. فهم في نظري انبياء وعليهم ان يبلغوا رسالتهم. وعلى رأيي، يجب على المجتمع كسر فكرة ان عصر النبوة قد انتهى. فلكل عصر مصلحيه. وهناك حديث نبوي يقول: يبعث الله على رأس كل مئة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها. والخطأ في هذا الحديث انه يحدد ظهور المصلحين في الأمة الإسلامية، ويحدد الإصلاح ضمن فقط الدين الإسلامي. وهناك نص شهير للنبي يوئيل يقول فيه: "وسيَكونُ بَعدَ هذه أَنِّي أُفيضُ روحي على كُلِّ بَشَر فيَتَنَبَّأَ بنوكم وبَناتُكم ويَحلُمُ شُيوخُكم أَحْلاماً ويَرى شُّبانُكم رُؤًى وعلى العَبيدِ والإِماءِ أَيضاً أُفيضُ روحي في تِلكَ الأَيَّام" (الفصل الثاني 28-29).

والنبي في نظري غير معصوم عن الخطأ. فهو يجب ان يكون الضمير الحي للمجتمع الذي يعيش فيه، ولكنه قد يخطئ، ويأتي غيره لإصلاح اخطاءه. وفي نظري النبي محمد في العصر المكي كان ضميرا لمجتمعه. ولكن عندما استلم سدة الحكم في العصر المدني، خان رسالته واصبح دكتاتورا بكل معنى الكلمة، يسن على الغزو والسبي والغنائم تماما كما تفعل داعش اليوم، ويفرض دينه على الآخرين ويهددهم بالقتال. ومن هنا جاءت كلمته الشهيرة "أسلم تسلم". وهي قمة الهمجية الأخلاقية. ومن هنا يجب رفع القداسة عن النبي محمد والقرآن المدني، وإلا سيبقى المجتمع العربي والإسلامي أسير تعاليم القرآن وتعاليم محمد دون امكانية التخلص منها للتمشي مع حقوق الإنسان التي هي ارفع بكثير من تعاليم محمد والقرآن. ويجب كسر فكرة خاتم النبوة لأنها تحكم على مجتمعنا بالسجن ضمن نظم القرن السابع الميلادي.

نعم أنا نبي، ولكن خلافا للنبي محمد، لا ادعي العصمة ولا اهدد احدا بالقتل اذا خالفني، واستوحي أفكاري من مكارم الأخلاق التي تسن عليها مواثيق حقوق الإنسان المتعارف عليها. وهذه المواثيق يجب تحسينها باستمرار قولا وفعلا. وباستعمالي لقب نبي أهدف إلى كسر الفكر المتحجر الذي يحمله مجتمعنا العربي والإسلامي بإن النبي محمد خاتم الأنبياء والأسوة الحسنة التي يجب ان نقتدي بها. فها هي داعش تقتدي بمحمد وتطبق القرآن بحذافيره. والنتيجة ماثلة امام اعيننا. ومهما حاول رجال الدين تبرير الإسلام مما تفعله داعش فلن يستطيعوا ذلك. فما تفعله داعش هو تماما ما يعلمه الأزهر في برامجه التعليمية... وما نص عليه الفقهاء المعتبرون، بما فيهم ابن رشد الذي يعتبره البعض فيلسوفا تنويرا... وابن رشد هذا لا يختلف في كتبه الفقهية عما جاء في كتب ابن تيمية وابن قدامة الحنبليين وما يعلمه الوهابيون وغيرهم من الفقهاء في المدارس الفقهية المعترف بها. ألم يسن مثلا علماء المغرب على قتل المرتد... وهم يتبعون الفقه المالكي؟

لا، محمد ليس خاتم الأنبياء، وليس اسوة حسنة. محمد ابن القرن السابع الميلادي ويعكس اخلاقيات ذاك القرن بحسناته وسيئاته. وعلينا ان نكون ابناء قرننا ونتسم بالأخلاقيات التي تنص عليها حقوق الإنسان.

النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
كتبي: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي والرسم الكوفي المجرد : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
حملوا كتابي عن الختان : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
ومن يجد مشكلة في التحميل، يمكنه الاتصال بي على عنواني: [email protected]
انضموا إلى مجموعة اخطاء القرآن اللغوية والإنشائيةhttps://www.facebook.com/groups/Koran.mistakes/



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من النبي سامي إلى الرئيس الفرنسي
- من النبي سامي إلى إمام جامع باريس
- من النبي سامي إلى الرئيس السيسي
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 81 (النواقص)
- اسلام محيصة وحويصة وفقا لابن هشام
- الإسلام دين نفاق فلن يتطور
- امنيتي لعام 2015 ان اكون نبيا
- آيات قرآنية يجب حذفها (3)
- سطل من الخمر وسيختفي الإسلام
- آيات قرآنية يجب حذفها (2)
- آيات قرآنية يجب حذفها (1)
- رسالة من الله للمسلمين
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 80 (النواقص)
- ليس هناك كتبا مقدسة
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 79 (النواقص)
- مقالاتي عن القرآن: التكرار يعلم ...
- موسى وعيسى ومحمد وسامي ملحدون
- القرآن والعنزة التي تطير
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 78 (النواقص)
- عن: سامي الذيب إسهال ثقافي وإفلاس فكري


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - النبي سامي الذيب