الاختيار الكبير

رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)

الحوار المتمدن-العدد: 4688 - 2015 / 1 / 11 - 13:17
المحور: المجتمع المدني
    

الاختيار الكبير
كلنا نتذكر قصيدة الشاعر الغنائي الكبير كامل الشناوي
جئت يا يوم مولدي ... جئب يا ايها الشقي
وفي خضم مشاكلنا في الحياة ، وجدت ان يوم مولدنا كان بداية الشقاء . اذ اذكر في يوم من ايام الصيف اللاذع دق جرس الباب واذا بجارنا يدعونا الى جلسة عيد ميلاد ابنه البكر ، شكرنا الجار وذهبنا مساءا وكان بين المدعوين اخرين من الجيران وغيرهم ، وبين الترحيب والموسيقى وصخب الاطفال فاجئنا احد الجالسين وبدون مقدمات بالحديث عن الخلق الانساني والالتزام بالاخلاق الاسلامية وترك تقليد الكفار في اقامة حفلات اعياد الميلاد ، ووسط ذهول وتعجب الحضور واحراج صاحب الدار لم يرد عليه احد وسط صمت الجميع مما زاد المتحدث اصرار وشجاعة لتقريع اهل الدار والضيوف الحضور ، بالمختصر سائت الامور وانقلبت الجلسة الى صراع فكري ديني غير منظم ولا ملتزم باداب الضيافة .
كان موضوع عابر قد لا يستحق الاثارة لكني عدت الى داري وانا افكر بالربط والعلاقة بين المولود وفرحة الميلاد وبين الدين والتقاليد والاختيار بين الممنوع والمسموح والذي يوصلنا الى الحرام والحلال ، ووجدت السؤال التالي يتردد بصخب في رأسي :
الا يحق للمولود ان يترك له حرية الاختيار ، الا يحق له بعد بلوغه والوصول الى الفهم و القناعة ثم الايمان وان يختار طريق حياته بحرية ، ام انه اذا ولد من اب وام مسلمين يجب ان يكون مسلم!، ام من مسيحيين يجب ان يكون مسيحي! ، او اي ديانة اخرى
سؤال قد يكون خارج عن المألوف لكنه حق على المجتمع ان يناقشه ويضع الصيغ الملائمة للاجابة والاقناع ، قد تكون هناك اجابات لدى الفقهاء والعلماء لكن يبقى السؤال حق من حقوق البشر في التفكير والتفكير والتفكير
اذا استطاع الانسان ان يمتلك حريته في اختيار ما يؤمن به من دين او مذهب دون تأثير الاخرين ليتخلص من التبعية والجمود الفكري ويتخلص من افكار المتطرفين الذين يقتلوا الناس ويشردوهم ويخرجوهم من ديارهم ويحاسبوا الناس على اخطاء من سبقوهم من اجيال واجيال لا لشيء الا لكونهم من نفس الدين او المذهب. الا يحق لنا ان نفكر ؟
لذلك كانت قصيدة كامل الشناوي تصدح في رأسي كالناقوص وبقيت اسمع اعنية فريد الاطرش مع ما حصل مع جاري العزيز والضيف الذي قلب الجلسة الى صراع فكري .


عند جاثما امامي كأنه جبل من صوان لا اعرف من اين اتناول الحوار فيه مع نفسي استمر المتحدث وازداد رحبنا ووافقنا على الحضور حلت علينا ذكرى ميلاد احد ابناء الجيران

#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)       Riyadh_M._S.#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات