أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - الهوية السورية دعوة للعيش إلى أبو ديب في سجنه















المزيد.....

الهوية السورية دعوة للعيش إلى أبو ديب في سجنه


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1311 - 2005 / 9 / 8 - 07:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


..
متابعة للحوار... ــ إلى أبو ديب في سجنه ...
في خضم صراع فكري كان عنيفا ــ بالمعنى الرمزي للكلمة ــ بين مفكرين عربيين مهمين قبل عشر سنوات تقريبا , بين جورج طرابيشي ومحمد عابد الجابري , هذا الحوار/ الصراع أثمر مجموعة مهمة من الأعمال الفكرية لكلا الباحثين حيث أتى المؤلف الضخم في نقد النقد لجورج طرابيشي بأجزائه ردا على الجابري في نقده للعقل العربي أيضا بأجزائه المعروفة للجميع .. ما يهمنا الآن أن هذا الحوار أدى أن يتهم الطرفين بعضهما بالطائفية , ولا زلت أذكر أحد الردود للجابري جاء فيه التالي : ــ بتصرف ذاكرتي التي أرجو ألا تكون خوانة ــ يقول فيها الجابري عندنا في المغرب العربي لا يوجد مشكلة أسمها المشكلة الطائفية : وإنما يخلق الفرد هناك في المغرب : عربي مسلم سني مالكي . وهذا يقودني إلى السؤال : هل يخلق الفرد في سوريا هكذا ؟ وهذا السؤال موجه بالطبع للقوى التي تدافع عن وجود أحزاب دينية كالأخوان المسلمين أو قومية ضيقة كالأحزاب الكردية أو العربية والتي هي كثيرة عندنا في سوريا بدء من الحزب الحاكم مرورا بأحزابه التابعة له في الجبهة الوطنية التقدمية وصولا إلى بعض الأحزاب المعارضة داخل التجمع الوطني الديمقراطي ــ والنقاش الآن ليس مع الأحزاب العربية أو الكردية , رغم أن من المفارقة اللطيفة في العراق أن يصبح رئيس حزب قومي كردي رئيسا لكل العراق !! دون أن يفكر أحد ما بشرح هذا اللبس مع أنني من الذين اعتبروا هذه القضية أي مجيء السيد جلال الطالباني رئيسا للعراق قضية على غاية من الأهمية ديمقراطيا وعلمانيا أيضا ليس على العراق وحده بل على كل المنطقة الشرق أوسطية , وبغض النظر عن ملابسات قضية الدستور , ولكنه لبس عاى المعنيين توضيحه في الحقيقة , لأنه مرشح حزب لا يمثل سوى أقلية قومية في العراق وليس كلها حتى !! وهذه القضية لا تحدث في الدول الديمقراطية , لأنه كيف يمكنه أن يوفق بين كونه رئيسا لكل العراقيين على اختلاف انتماءاتهم القومية والسياسية والدينية والطائفية !! ورئيسا لحزب قومي ــ الاتحاد الوطني الكردستاني في العراق ــ لا يمثل في الواقع أكثر من 7% تقريبا من سكان العراق إذا اعتبرنا أن
القومية الكردية تشكل 15% من سكان العراق وبالطبع تبقى هذه الأرقام تقديرية ؟؟ ــ وهذه النقطة على الحركة الكردية والعربية تداركها في سوريا إلا إذا كانت الغاية الانفصال يصبح للحديث كلام آخر سبق وأن وضحت موقفي في أكثر من مرة حول هذه القضية.
كثيرة هي الشروح النظرية التي يقوم فيها الكتاب والمثقفين السوريين والعرب لمفهوم المواطنة , مستندين على الإرث الإنساني برمته في تناول هذا المفهوم نظريا وتاريخيا في العالم المعاصر , ولهذا سأبتعد قليلا عن هذه القضية النظرية وأبدأ فورا في الوضع السوري بسؤال يؤرق الكثير من السوريين :
ما ذنبي إذا خلقت مسيحيا أو درزيا أو كرديا ؟ هذا السؤال تستدعيه البنية الفكرية التي بني عليها مفهوم المواطنة لدى جماعة الأخوان المسلمين في سوريا ــ لم أقل
حزبا لأنني قرأت احتجاجا من قبل بعض أعضائهم على هذه التسمية وهم يفضلون تسمية جماعة وليس حزبا وهذا برأيي الخلل الأول الناتج عن هذا الفهم لمفهوم المواطنة , وليس الاحتجاج من الباب الشكلي هنا أي أن الاسم هنا ليس شكليا أو إجرائيا حتى بل هو مفهوميا بمعنى :
في الولادات الجديدة للأحزاب السورية التي تتبنى الليبرالية والديمقراطية تجد أن الاسم هو للتميز فيما بين هذه الأحزاب وليس تمايزا مفهوميا في الواقع النظري والفكري , أي أن هنالك التجمع الوطني الديمقراطي والتجمع الديمقراطي من أجل سوريا وحزب الوطنيين الأحرار الديمقراطي والتجمع الليبرالي ..الخ
بينما مفهوم الجماعة هنا مفهوما مؤسسا على بعده الديني تحديدا ودلالاته ليست خافية على أحد ولا داعي للخوض فيها وإنما يدخل المسمى في الدلالة الطائفية فورا داخل الوضعية السورية ــ سبق وأن أوضحنا أن السياسة ليست نوايا فقط بل هي رموز ومسميات تأخذ مجرد لفظها أو التفكير فيها وتداولها من بعد ذلك بعدها في النسيج الاجتماعي التي تطرح داخله , فلا تكفي في هذه الحالة النوايا الوطنية أو النوايا الطيبة ــ وبالعودة للسؤال الذي يطرح لأن مفهوم المواطنة مصادر عندنا من قبل السلطة من جهة ومن قبل الجماعة التي تزعم أنها تمثل ديمقراطيا الأكثرية الطائفية في سوريا ــ أكثرية طائفية وليست دينية فقط لأن المجتمع السوري هو الذي يحدد دلالة التسمية وليس أصحابها ــ وإذا كانت الانتخابات ستجري بناء على ذلك فسقفي كمواطن من الأقليات بات محدود بسقف هذه الأكثرية الطائفية سلفا وبالتالي ما نفع الديمقراطية , هل هي لاستبدال سلطة ديكتاتورية بقوة العسكر بسلطة أكثرية طائفية ؟ وحتى لا نبقى في المجرد : إن نجاح الجماعة متوقف على الشحن السني لخطابهم الانتخابي , حتى يضمنوا هذه الأكثرية وبالتالي هذه البنية الفكرية تستجر حتى شعاراتها وبرامجها الانتخابية وشبكة ملفوظاتها وعمق دلالة هذه الملفوظات بالمعنى التاريخي والتراثي للعبارة !! وهذا الوضع لا أظن أن مواطنا سوريا واحدا لا يستوعب دلالاته وعمقه , فيتقدم على هذا الأساس مفهوم المؤمن على مفهوم المواطن كما يتقدم تماما مفهوم العلوي ــ كما حاولت أن تأصل له السلطة السورية على مدار أكثر من ثلاثة عقود ــ أو البعثي على مفهوم المواطن !! بالتالي تصبح عملية التغيير الديمقراطي سيان عند أبناء الأقليات !! طالما أن الذي سيحكم معروف سلفا أنه مؤمن إسلاميا سنيا !! وهذا يذكرنا بسؤال كاتب قبطي مصري : ماذا نفعل بالإخوان المسلمين في مصر ؟ معروف سلفا لأنه كما يقول يمثل 67% من الشعب السوري ــ القول للكاتب خالد الأحمد ــ أليست هذه هي الديمقراطية ؟ وهو محق في سؤاله فعلا هي : ورطة وتستدعي سؤال كاتبنا القبطي . وهذه الورطة يعبر عنها الباحث جميل هلال في بحثه الرصين عن المجتمع المدني في البلاد العربية حيث يقول : [أرى أن الهم المركزي عربيا ينبغي أن ينصب على دمقرطة بنية الدولة الوطنية بما يؤصل المواطنة (القائمة أساسا على سيادة القانون ومساواة الجميع أمامه). ومن هنا تصبح مساءلة مؤسسات "المجتمع المدني" – باعتبارها المجال الذي يعبر فيه المواطنين عن حقهم، بل ومسئوليتهم، في إقامة والانتماء إلى الروابط والتضامنيات والجمعيات والأحزاب والنقابات والاتحادات - تنصب على دورها في تجسيد المواطنة وتوسيعه ليشمل ليس الحقوق السياسية فقط بل والحقوق الاجتماعية. وهنا سنجد أن مؤسسات المجتمع المدني تتباين كثيرا فيعضها يسعى بعضها للتغيير الاجتماعي لصالح مجالات الحرية، وتوسيع وتكريس العدالة الاجتماعية والتضامن المجتمعي، يعمل بعضها الآخر لصالح إعادة النتاج نظم قائمة على سلب أسس المواطنة تحت مسميات مختلفة كالحفاظ على التراث والأصالة والخصوصية ولمواصلة التعامل مع المواطنين كرعايا أو كانتماءات عشائرية أو جهوية أو أثنية أو طائفية...
قد يكون الأجدى الاستغناء عن تعبير المجتمع المدني والعودة إلى المفاهيم الكلاسيكية في التحليل الاجتماعي عن أحزاب (حاكمة وأحزاب معارضة) واتحادات ونقابات وحركات اجتماعية ومنظمات مدنية حقوقية وخيرية وتنموية وعن بنى اجتماعية واقتصادية وثقافية وانقسامات طبقية واثنية و حضرية-ريفية، الخ في المجتمع. وهذا يعني العودة إلى التحليل الملموس للواقع الملموس في كل مجتمع عربي دون الحديث العام المجرد.. وهذا ما يتيح فهم خصوصيات ديناميكيات كل مجتمع عربي، والديناميكيات المشتركة بينها وأين تتجه...] وهذا التحليل الملموس للواقع السوري الملموس هو ما نحاول إثارة الحوار فيه وليس الحديث في مفاهيم نظرية مجردة , وهذا يستدعي في سوريا أيضا : أن التغيير الديمقراطي هو حالة تقاطع مجرد لمفهوم المواطنة والذي يتطلب في الواقع : ثقافة مغايرة من جهة وأن تبذل القوى السياسية والمدنية جهدا مضاعفا في تجاوز ذاتها الإيمانية التي يراد لها أن تحكم المجال العام , المجال العام الذي يفترض بالضرورة :
المواطن العام وكي لا تتكرر تجربة العراق مرة أخرى , والتي يجب أن تكون حافزا لإعادة التغيير في مواقفنا جميعا من الهوية السورية التي يجب أن تتجرد من جهوياتها الطائفية والإيمانية , وعدم تسيس الدولة بالدين وعدم تديين السياسة أيضا أو تطييفها , المواطن هو علاقة قانونية مجردة من أي امتياز لا قانوني : سواء جاء من كون الفرد ينتمي للأكثرية الدينية أو للطائفة التي تمتلك القوة , بل انتماءه للأكثرية السياسية المتحركة تبعا لبرنامجها السياسي وليس الديني أو الطائفي ؟ كما هي الحال في كل المجتمعات الديمقراطية .
والنقطة الأخرى : إن الأحزاب الديمقراطية المسيحية في أوروبا ليس لديها برنامج ديني للدولة , وهي أحزاب علمانية !! وهذا نقاشه خاضع في حقل : أن المسيحية ليس لديها دولة زمان أو دولة دينية . وعلى هذا الأساس المقارنة بين الأحزاب الإسلامية والمسيحية في أوروبا لا تخدم غرض هذه الأحزاب وإن كانت تغني الحوار , وحتى الاسم : الحزب الديمقراطي المسيحي يعبر عن الحالة
والمقصود بحوارنا وإن كان هذا الأمر هو من باب الإجرائية الانتخابية أكثر مما هو من باب الأيديولوجية الدينية .
حتى لو افترضنا سلفا أن اللحظة الانتخابية أتت بهذه الجماعة إلى السلطة !! على الدستور والدولة أن تكون ضامنة للعلائق القانونية والدستورية والحرية الفردية للأقلية السياسية أو أية أقلية أخرى على كافة الصعد . وأن يكون الفصل واضحا بين الدولة والسلطة المنتخبة بحيث لا يتم الاعتداء على المجتمع من خلال السيطرة على الدولة وأجهزتها . بمعنى أن المواطن لا يستمد هويته من خلال علاقته أو عدم علاقته بالسلطة , بل يستمدها من الدستور المؤسس مدنيا , وهذا النوع من الدساتير منتشر في كل بقاع الأرض .. ولا داعي للحديث عنه الآن ..
ثلاث للمواطنة السورية لا غنى عنها إذا أردنا سوريا وطنا للجميع :
1ــ الدولة التعاقدية كما هي مطروحة حتى في البرنامج السياسي لجماعة الأخوان المسلمين .
2ــ فصل الدين عن الدولة فصلا تاما وواضحا ودون اللعب على الألفاظ سواء منها الحقوقي أو السياسي .
3ــ دستور مبني على المقدمتين الأساسيتين مع الاستناد التام على المواثيق الدولية لحقوق الإنسان .
أما غير ذلك فسيتم الحديث عن ديمقراطية طائفية ؟ ودولة تعاقدية بين طوائف وليس بين مواطنين , والحديث عن أكثرية طائفية وربطه بالمسألة الديمقراطية هو إحلال لمفهوم المواطن الطائفي بدل المواطن بالمعنى المدني للكلمة , وإذا كانت الأكثرية الطائفية تشعر الآن بالغبن من قبل السلطة ووجهها الطائفي فلا ذنب لبقية الطوائف السورية وأديانها وقومياتها أن تدخل من باب المثل الشعبي :
[ من تحت الدلف لتحت المزراب ] على هذه الأسس تبنى الهوية السورية , والتي بحاجة فعلا لمن يدعي أنه قوة سياسية تمثل الأكثرية : أن يكون مشروع هذه الأكثرية هو مشروع لكل السوريين على اختلاف انتماءاتهم المذهبية والطائفية والقومية .. وهذا في الواقع يتطلب تجاوزا مهما ومطلوبا للذات الطائفية التي باتت تمتلك في سوريا قدرة ليست قليلة على التلون الأيديولوجي والتاريخي , فالشعب السوري ليس الشعب العراقي المقسوم إلى ثلاثة أقسام رئيسية !! تقريبا جغرافيا وقوميا وطائفيا , الشعب السوري فيه أكثر من 50% على أقل تقدير [لا يوافقون على دستور يعتمد الشريعة الإسلامية ] متداخلين سكانيا وجغرافيا على الأقل مسحا لمدينة دمشق يعرف المرء معنى هذا القول , , لا مصدرا أساسيا ولا فرعيا !! أزعم أن هذه هي المعادلة الحقيقية في سوريا , وكي لا يبقى الكلام نظريا على قوى التجمع الوطني الديمقراطي أن تقوم بإنتاج وثيقة مشتركة مع الأخوان المسلمين في سوريا حول هذه القضايا التي تشكل مدار حوار ونقاش وهواجس لدى غالبية أبناء الشعب السوري , ولا أظن أن النظام سيسجن الرفيق حسن عبد العظيم من جراء هذه الخطوة , أما البقاء ضمن هذه الدائرة وكأننا لازلنا في العمل السري .. أعتقد أن هذا الأمر , لم يعد يجدي .. أما لماذا التجمع؟ أولا : لأنه في الواقع عند الكثيرين حتى من بعض رموز المعارضة السياسية والمدنية يعتبرونه محسوبا على : سنية الأخوان نفسها !! وأنا هنا أتحدث
عن السيد حسن عبد العظيم بوصفه أمينا عاما للتجمع من جهة : وبوصفه يمثل التيار الذي تحدث عنه السيد أنور البني بعد رفض التجمع حضور مؤتمر باريس وقال عنه : معارضة أعجبتها هذه اللعبة وامتيازاتها ...!! ومنهم من يقول أيضا أن التجمع ينتظر أن يدعوه النظام للوزارة ..وثمة عامل آخر أكثر أهمية في الواقع : هو رغم ضعف هذه المعارضة وبسبب القمع إلا أن التجمع هو الآن الوجه الأبرز والأكثر حضورا ــ وبغض النظر عن موقفنا من ممارساته السياسية والنظريةــ في المعارضة السورية : العلمانية الديمقراطية .. هل هذا صحيح ؟
# # # #
مرة أخرى الحوار يدور عندنا على بديهيات لدى غالبية شعوب العالم المعاصر !! ونحن لازلنا نبحث في شكل الدولة ونتحاور حول العلمانية والليبرالية والمواطنة ..الخ ما هذا السر العربي والشرق أوسطي هل هذه المعضلة المزمنة سببها أمريكا والصهيونية ..؟ لم تمر في التاريخ المعاصر ثقافة كانت متكلسة إلى هذا الحد من الجنون كا الثقافة العربية بكل طوائفها ومخزونها المعرفي ..
والتي كانت المرتع الخصب لنظام سياسي أطاح بأبسط أبجديات الإنسان العربي والشرق أوسطي , وليس السبب الرئيسي بالطبع في الثقافة الإسلامية أو العربية وإنما السبب هو في النظام السياسي , والنفط , وموقع هذا الشرق الأوسط في الحضارة السابقة واللاحقة والمعاصرة .. إنها أزمة مركبة تحتاج لشعار على بساطته هو العقدة الرئيسية :
دعونا نعيش كبقية البشر ... نعم هذا الشعار [ الدعوة إلى العيش ] ... العيش فقط لا نريد أكثر من ذلك : العيش كما تعيش بقية شعوب الأرض وثقافاتها .. وفي موضوعنا أسأل : ما هي عناصر الهوية السورية ؟ ماذا يعني أن تكون سوريا ؟ نظام فاسد شعب موزع على طوائف وأقوام , اقتصاد منهوب وشبه منهار , أرض محتلة , وعسكر للنهب والتدمير المنهجي للمجتمع , ومعارضة
يخنقها النظام السياسي , وتكبلها قيودها الداخلية من أيديولوجية وزعامية لا تميز بين مؤامرات الخارج !! وتبادل المصالح مع هذا الخارج فالآخر متآمر ويريد السلطة دوما أليست هذه ثقافة النظام الذي ربى عليها الأجيال : نغمة من الطاووسية المرضية : لا نريد الاستقواء بالخارج : إنها الانغلاق الطائفي وليس السياسي أو الفكري .. ثقافة ترسخت بعمر هذا الزمن الردئ ..
عن أية هوية سورية يمكننا الحديث مع الآخر أيا كان .. لم تمر دولة في العصر الحديث يغير دستورها في لحظة واحدة مرتين .. وشعبها خارج اللعبة ..إنها المهزلة السورية بامتياز .. شابان يافعان فجأة يجدان نفسيهما يحكمان سبعة عشر مليون إنسان حكما مطلقا لا يقبل النقاش والحوار لأنه الابن الشرعي لهذه الثقافة التأويلية التي لا تعثر عليها إلا في نتاجها , أما هذا الرأسمال الموظف أصلا كي يتم تأوليه هو شبح .. إنها تأويل الأشباح .. ويخرج علينا السيد الرئيس بمقولة : المجتمع لا علماني عندما يصبح المجتمع علماني سيأتي الإصلاح !!! أنها الهوية السورية منذ
أن حام شبح الثقافة الطائفية غير المرئي والفاعل جذريا في هذا المجتمع فوق دمشق .. حتى الغرب لا يعرف ماذا تعني في هذه الثقافة مثلا : توجيهات القائد في ذبح المقود معارضة كان أم شعبا يحلم بأن يكون .. سلطة تعادي النص العلني والمكتوب والمطبوع تأسست وتربت في دائرة التوجيهات الشفهية ..الحديث هنا قحط للروح وانهيار لآخر قيم الانتماء .. إنه الخوف على الذات من انهيار مسمياتها الحقيقية في حلمها من أجل وطن فيه الهواء النظيف ..يتشكل حزبا اليوم وينشق غدا .. حتى أسس الكاتب جهاد نصرة ما أسماه علم الانشقاق السوري .. إلى أين ؟ ما الذي يجري
هناك .. فوق على سفح قاسيون المستباح .. والذي استقبل قابيل وهابيل والصالحين والقديسين .. ما الذي يجري ونحن لازلنا نتحاور حول مفهوم المواطن من هو المواطن السوري هل هو البعثي
أم السني أم العلوي , هل هو الكردي أم الآشوري ..؟ هل هو المواطن القانوني عند الأخوان المسلمين أم المواطن القانوني عند حزب العمل الشيوعي , أم هو بين بين عند التجمع الوطني الديمقراطي ؟ الفرد الذي تريدون إلباسه هذا الثوب : من المواطنة والهوية السورية ما هي رموزه : في بطاقة التعريف التي تسمى باللغة السورية بطاقة هوية : مسلم مسيحي عربي كردي شيوعي ديمقراطي إسماعيلي درزي علوي آشوري جعفري ذمي أرمني شيعي بروتستنتي كاثوليكي تركماني يزيدي بعثي ناصري تحرير أسلامي ....ويزيد فوق الزيادة : انسداد الأفق .. لم يعد في دمشق وغوطتها هواء نظيفا .. وعذرا نسيت جند النظام أقصد جند الشام .. دعونا نقلد الآخر كونه يعيش بنصف ما نملكه من ثروات اقتصادية أفضل منا ثم أبدعوا ما شئتم بعد ذلك من نماذج في الحكم والتمييز بين الداخل والخارج بين الليبرالية والديمقراطية بين الإسلام كمصدر وحيد للتشريع وبين القانون والدساتير المدنية ... ما الذي يجري في دمشق حتى لم نعد نجد أي رمز حقيقي لهويتنا السورية ..؟ إن حديثي يبدو أشبه بصرخة احتجاج ولكنه في الواقع أسئلة طرحتها على نفسي وأتمنى أن أجد جوابها عند الآخرين ..؟
# أبو ديب هو : المناضل الديمقراطي : محمد حسن ذيب معتقل رأي وسجين سياسي سابق خمسة عشر عاما والآن : سجين بتهمة تهديد الوحدة الوطنية عبر الانترنت وحظه قليل أنه ليس من المحسوبين على رموز المعارضة والعلاقات العامة .. لهذا حتى منظمة العفو الدولية التي أرسلت لها مناشدة بخصوصه لم ترد حتى هذه اللحظة ...!!!
غسان المفلح ..




#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا بعد ميليس هل هي الفاعل أم أحد الضحايا؟
- أمريكا ليست فوق التاريخ
- يوسف عبدلكي بين سمكة وحذاء نسائي تقف جمجمته حائرة
- بين السياسة وحقوق الإنسان وجهة نظر
- السيد الرئيس بشار الأسد
- رد على الطاهر إبراهيم نغمة تتجدد عند كل اختلاف
- الديمقراطية في سوريا
- الليبرالية خارج النص رد
- رسالة من مواطن سوري إلى حزب الإخوان المسلمين في سوريا.
- المرأة والحداثة .في أفق الماركسية.
- الدستور العراقي والحقيقة السورية.
- الفدرالية العراقية وشرق المتوسط من جديد.
- العلمانية مرة أخرى
- السياسة العربية وغياب السياسة
- الفدرالية العراقية بين سطوة الإقطاعية وولاية الفقيه
- مرة أخرى
- المشروع الغربي والإسلام السياسي
- العلمانية والإسلاموية في سوريا
- الديمقراطية الثقافة والتأسيس
- المرأة بين حقوق الإنسان وجاهزيات الجسد ... وجهة نظر ...


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - الهوية السورية دعوة للعيش إلى أبو ديب في سجنه