أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علم الدين بدرية - الرأي الآخر ( رحلة في عالم أثيم )














المزيد.....

الرأي الآخر ( رحلة في عالم أثيم )


علم الدين بدرية

الحوار المتمدن-العدد: 4686 - 2015 / 1 / 9 - 21:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الرأي الآخر

علم الدين بدرية

رحلة في عالم أثيم

من المفارقات الغريبة في عصرنا هذا ، أن الكل ينادي للسلم ويتحدث عن السلام وينشده ويتغنى به ويعتبر نفسه من دعاته ورموزه والمدافعين عنه ، رافضًا كل أشكال العنف والظلم ، بينما يكاد العنف والظلم يلازمان الوجود الإنساني ويتغلغلان في اللا أمن ، اللا استقرار ، اللا عدل وأصبح الطغيان والقوة حق يلغي كل حق في ما نسميه واقعًا.
أننا نشهد موتًا بطيئًا لحضارة البؤس والألم ، حضارتنا الموبوءة والمريضة حضارة سقوط القيم وانهيار المفاهيم في عصر أصبح رمزه هيكل الإنسانيّة الفارغ من الروحانيّة والأخلاق ، عصر تتحكم به النزعات والأهواء وشعاره الغاية تبرر الوسيلة فالتعدي على حقوق الغير وإلغاء وجوده من صميم هذه الحضارة الفارغة التي تجردت من المحبة والتّضحية في سبيل الارتقاء والتقدم ومن أجل زرع الأهداف النبيلة والجميلة والعظيمة من علم ومعرفة وحق وحريّة .
هذا الواقع الأليم يفرض على الإنسان السعي لإنقاذ نفسه من هذا السيل العارم ، تيار حضارة البؤس واللاعقلانيّة بانتصاره على نفسه وميوله واندفاعاته أولاً بتهذيب الفكر والقوى النفسيّة والعقليّة وتحقيق الإنسانيّة الكائنة فيه ثانيًا. ‏
الحرب تتسلل لتلغي السلم ، والعنف ينتشر ليقصي الحق ، واللا معقول يصبح معقولاً ومشروعًا ، واللاعقلانيّة تخترق الحقوق بأحدث الوسائل ويتوه الإنسان ليصبح بلا قيمة إلا بقدر ما يقاتل حتى لا يقتل ، وبقدر ما تشعل به الكراهية والحقد والانتقام فيقتُل بلا سبب وبلا دافع مستخدمًا الدين كوسيلة والشرع كغطاء يعلّق عليه جرائمه و يبرر فظاعة انزلاقه وانحطاطه ، مهما تقاربت أو تباعدت القراءات ووجهات النظر في رؤيتها للحرب وجرائمها ومهما تنوعت وتهافتت المنطلقات فإن الصراع المسلح الذي نسميه حربًا ليس سوى ضربًا من التواصل حلّ فيه القتال محل السلم والحوار والجنون مكان العقل والحكمة ،الرغبة في الاستحواذ على ممتلكات أوسع هي منشأ الحرب والدافع إليها،وكلما امتلك الإنسان أكثر طالب بالمزيد ولا سلاح لتحقيق هذه الغاية التي شرّعها لنفسه إلا بممارسة القوة والبطش فيشرّع القوانين للعنف ويعقلن القهر والطغيان ويفرض الاستغلال والاستعباد ... فتنشأ الحروب وتنتشر المجازر وتستفحل الدكتاتوريّة وتلغى أبسط حقوق الإنسان.
ومن هنا ينشأ أشباه الآلهة فينصّبون أنفسهم أولياءً على رقاب العباد ويستعبدون البشر وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا !! فنرى من ينصّب نفسه خليفةً على البشر بموجب نصوص دينيّة منتهية الصلاحيّة فيدعي إنه يحكم باسم الرّب ويطبق أحكام الشريعة ، بحيث يكون الحاكم والجلاد ، السالب والواهب ، القابض والمعطي ، المحي والمميت ، انظروا ما يحدث في سوريا والعراق والباكستان وافغانستان .. انظروا للربيع العربي وقد غدا خريفًا ودمارًا وأطلالاً ينعق على بقاياها أسراب الغربان من دواعش وفواحش ودعاة خراب ومفتي الحاد ومجاهدي نكاح ومجرمين ، قتلة ، سفاحين ، يستخدمون أدنى الوسائل للسلب والنهب وسفك الدماء !!
لقد اختلطت المفاهيم وتداخلت الحقائق واحتجبت الحقيقة الحقيقيّة ، فلم نعد نميّز الخير من الشر والمشروع من اللا مشروع والذي يقاتل لشرف قضية عادلة فهو الذي يدفع الثمن وذلك المواطن المتطلع لحياة كريمة حرة ينشأ فيها جيل يفتخر بانتمائه وارثه الحضاري والإنساني ..يدفع فواتير الجهل والغبن والظلم والاستبداد فيهجر ويلغى كرقم ناقص في معادلة الحياة ، الحاكم الجائر يستنزفه ويمتص دماءه ودعاة الفحش والزندقة يذبحون كرامته ويهدرون دماء أطفاله ، يكفرونه ويعودون به إلى قرون خلت من فوضى ودجل وتخلف وجهل ..!!
عندما تتلاشى المثل وتتبدد القيم العليا وتخسر قيمتها ، تولد قيم جديدة في الواقع ، قيم الحرب والهيمنة والسيطرة قيم الرجوع إلى شرعنة الغاب وتمجيد القوة ( حق القوة ) .‏



#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همسُ النَّدى
- الرأي الآخر
- آهٍ معلمي
- ترانيم مسائية
- مَأْسَاةٌ وَقَضِيّة
- قصيدة النثر بين العرض والنقض
- هَمَسَاتٌ قَلِقَةٌ
- صدى المراثي
- خطوات أعرابيٌّ فوق جسد الصحراء
- صمت
- أَنْتِ فَجْرِي
- قالت وقال ( 4 )
- من وحي شامبالا
- رسائل مسائيّة
- هُنَا وهُنَاك
- شجون
- قالت وقال ( ٣ )
- يوميّات شتائيّة
- يوميات شتائيّة ( 2 )
- تساؤلات وصلاة


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علم الدين بدرية - الرأي الآخر ( رحلة في عالم أثيم )