الانقلاب العسكري القادم في تونس

محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب
(Mohammad Abdelmaguid)

الحوار المتمدن-العدد: 1311 - 2005 / 9 / 8 - 11:17
المحور: حقوق الانسان

هل يمكن لمعهد استراتيجي تجنيد كل خبرائه ومفكريه لوضع خارطة دقيقة لنهاية نظام وفقا لحسابات التاريخ والجغرافيا والاقتصاد ووعي الشعب ودرجة التمرد وقوة المعارضة وتحالف وتشابك قوى أخرى على الساحة؟
ألم تكن الثورة الاسلامية في ايران مثلا قد سبقتها اشارات واضحة بقرب اندلاعها؟
هل سقوط الاتحاد السوفيتي مصادفة؟
هل كانت هناك دلائل قبل الحدث تشير إلى عدد الأيام الباقية في حكم نيكولاي تشاوشيسكو؟
ألا تخضع الثورات والانقلابات لمنطق الحساب والفكر والتاريخ والبداية والنهاية؟
من كان يتابع الأيام الأخيرة لجعفر النميري لا يخالجه أدنى شك في قرب خلعه مهانا في ذل عجيب!
الشارع الموريتاني كان يرسل اشارات إلى كل مكان بأنه مستعد لتأييد أول جماعة
تخرج من ثكنة عسكرية وتتجه بعدة مدرعات إلى مبنى الاذاعة والتلفزيون.
الشارع التونسي لا يختلف عن الموريتاني، والتونسيون يمثلون أيضا وعيا مختبئا خلف خوف ظاهري من أكثر الأنظمة الفاشية استبدادا، فأجهزة القمع والقهر لدى زين العابدين بن علي تراقب الأحلام، وتصنع الكوابيس، وتتفنن في صنوف التعذيب، وتعادي الاسلاميين واليساريين والشيوعيين والمستقلين، وترسل لباطن الأرض قوى المعارضة إما في زنزانات تنافس جحيم الآخرة، أو يصطحبهم ملك الموت دون أن تهمس الادارة الأمريكية المدافعة عن حقوق الشعوب في الحرية ببنت شفة.
الجيش التونسي الوطني ليس بعيدا عن نبض أبناء شعبه، والتونسيون الذين ذاق مئات الآلاف منهم طعم الحرية في باريس وبروكسل وجنيف وكيبك وحتى مطاردين في شوارع روما ونابولي وأثينا وفاليتا يملكون وعيا قد يمد أصحاب البيان رقم واحد بقوة الدفع الكبرى لاعلان الاطاحة بالديكتاتور مما ستضطر معه أمريكا والغرب بقبول الانقلاب العسكري، فجرائم الرئيس التونسي في حق شعبه تحتاج لمجلدات لا تستطيع الدكتورة كونداليزا رايس أن تقرأها في عام أو أكثر.الشعب التونسي أرسل اشارات واضحة بأنه سيخرج عن بكرة ابيه لتأييد الثوار الجدد، وبرغم كل عيون النظام التي تراقب البريد الالكتروني وعائلات العسكريين ومواعيد ولقاءات وأحاديث كل التونسيين، فإن البيان قادم لا محالة، ومن يخطيء فهم لغة الترقب في بلد أبي القاسم الشابي لا يعرف معنى أن القدر مضطر ليستجيب لارادة الحياة.
أيها الموريتانيون شكرا لكم فالرسالة قد وصلت إلى تونس، والتونسيون لن ينتظروا أن يحفر لهم الرئيس مقابر جماعية.

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
http://www.tearalshmal1984.com
[email protected]
[email protected]
Fax: 0047+ 22492563
أوسلو النرويج

#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ) Mohammad_Abdelmaguid#

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات