أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حبيبة الله - المعلوم والمجهول ل (هربرت سبنسر )















المزيد.....

المعلوم والمجهول ل (هربرت سبنسر )


حبيبة الله

الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 21:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


1..يذهب سبنسر الى أن موضوع المعرفة ينحصر في جملة العلوم الواقعية ,وقد أنتقد تصنيف أوجست كونت لهذه العلوم .ولكنه أخذ عنه التمييز بين العلوم المجردة والعلوم المشخصنة .وأضاف قسيما وسطا سماه العلوم المجردة بالمشخصة فوضع الجدول الآتي .
أ ..العلوم المجردة او علوم الصور الجوفاء :وهي المنطق والرياضيات بفروعها .
ب..العلومالمجردة المشخصة أوعلوم الظواهر : وهي الميكانيكا وعلم الطبيعة والكيمياء .
ج ..العلوم المشخصة أوعلوم الموجودات : وهي علم الفلك وعلم طبقات الارض وعلم الحياة (وفيه الأخلاق )وعلم النفس وعلم الاجتماع .هذا التقسيم يشبه تقسيم العلوم النظرية عند أرسطو بحسب درجات التجريد الثلاث .ولكن سبنسر يظن أن المشخص بما هو كذلك موضوع علم في حين أنه موضوع وصف فحسب .فما في علمي الفلك وطبقات الارض من قضايا كلية يرجع في الحقيقة الى علوم أخرى هي الرياضيات والطبيعة والكيمياء .وما يقال فيهما عن أشخاص الافلاك ومداراتها وعن الطبقتات الارضية وأحوالها .
ثم انه يضع بين العلوم المشخصة علوم الحياة والاخلاق والنفس والاجتماع .وهي في الواقع تدرس ظواهر عامة وتتأدى الى قوانين كلية .
فالتقسيم غير محكم .ومهما يكن من قيمة هذا الجدول فهو يمثل في نظر سبنسر (مجال المعلوم )كما يبدوا في الفلسفة الواقعية )التي هي عبارة عن جملة القوانين المشتركة بين جميع فروع المعرفة العلمية بحيث يمكن أن يقال إن المعرفة العلمية عديمة الوحدة
والعلم والمعرفة ناقصة الوحدة .والفلسفة معرفة موحدة تمام التوحيد بفضل قانون التطور الذي هو أعم القوانين .

2..كل ماخرج عن العلوم والفلسفة الواقعية يؤلف (مجال المجهول )او مايجاوز ادراكنا .وفي كتاب (المبادئ الاولى ) يعرض سبنسر جملة علوم عرضا منظما ويحاول ان يسوغ أستبعاد الميتافيزيقا او علم المطلق ونقده صوري ومادي .
من الوجهة الاولى يبين الاستحالة الصورية لآدراك المطلق .وذلك إستنادا الى نسبية كل معرفة .
ومن الوجهة الثانية يبطل المذاهب الميتافيزيقية في المطلق .يقول من الوجهة الاولى .ان العقل أذا حاول ان يتصور المطلق وضع نفسه بإزاء المطلق فحده وجعله غير مطلق .وكل معرفة فهي تفترض أختلافا أو شبها ,فإن فكرة ما لاتدرك إلا بمعارضتها بفكرة سابقة مختلفة عنها أو شبيهة بها .وعلى ذلك فكل فكر فهو نسبي ولايمكن أن يوجد شئ خارج المطلق وأنه موجود بذاته أو أن المطلق موجود مفارق هو الذي أوجد العالم .أنتهينا الى هذا التناقض ,وهو.أن شيئا قد يستطيع أن يكون علة نفسه .

وهناك متناقضات أخرى بين اللانهاية من جهة والشخصية من جهة .إذ أن الشخصية حد وتمييز وأن اللانهاية شمول كل شئ .وبين القدرة الإلهية من جهة والخيرية والعدالة من جهة .وبين العدالة من جهة والنعمة من جهة .وما الى ذلك من المتناقضات .
وكذلك الحال في المعاني العلمية الرئيسية .كالزمان والمكان والمادة والحركة والقوة والوجدان والشخصية .فإنها واضحة يجوز لنا أستخدامها مادامت تقتصر على عالم التجربة المحدودة ولكنها تؤدي الى متناقضات حال تريد أستخدامها للتعبير عن ماهية موجود مطلق كأنها مظاهرة إن معرفتنا تنتقل من ظواهر الى أخرى دون أن تدرك البداية ولا النهاية كل ما هنالك أن النظر في العالم المعلوم يؤدي بنا الى وضع المطلق المجهول .

3 .. وعلى ذلك فليست اللاأدرية مرادفة للالحاد .وليست تعني اننا مضطرون الى الإيمان بالمطلق مجرد إيمان كما يقول هاملتون ومنسل لاعتقادهما أن معنى المطلق او اللامتناهي معنى معدول سلبي فحسب .إنه معنى محصل .
أجل إننا لانفهمه ولكن في هذا القول إثباتا ضمنيا لوجوده .فإن من المستحيل أصلا تصور أن لاموضوع لمعرفتنا سوى الظواهر دون أن نتصور في نفس الوقت موجودا تكون هذه الظواهر ممثلة له .إننا في تصورنا للمتناهى نتصور الموجود والنهاية .وفي تصورنا للامتناهي ننفى ننفى النهاية ولا ننفى الموجود .إن بين أفكارها جميعا شيئا مشتركا هو ماندل عليه بلفظ الموجود ونعنى به شيئا ثابتا تحت الاعراض المتغيرة هذا العنصر الفكري الاخير هو إذن بطبيعته غير معين وغير قابل للرفع .
بحيث إن قوانين الفكر التي تحظر علينا تكوين تصور عن موجود مطلق ,تحظر علينا أيضا أستعباد تصوره بل إننا نستطيع أن نتصوره بالمماثلة مع مانشعر به أنه قوتنا الذاتية في الجهد العضلي .وذلك بأن نمحو شيئا فشيئا الحدود التي تبدو فيها القوة المجهولة
في كل حالة جزئية دون أن نصل الى تكوين معنى محصل عنها .المادة والحركة مظهران لها .والزمان والمكان صورتان لمظاهرهما .

4 ..إذا تقرر هذا لزم منه أن للدين مكانا الى جانب العلم .وإنما كان التعارض بينهما لان الدين على أختلاف صورة يدعى تعيين ماهية العلة المطلقة ويريد أن يحل مسائل لاتحل إلا بالعلم .وأن العلم يريد أن ينفذ إلى ميدان هو ميدان خاص بالدين .فما إن تعيين حدود المعرفة كماينبغي حتى يتفق العلم بالدين على أن ماهية الوجود مجهولة غير مدركة ويتحصر كل في دائرته وينتهي النزاع بينهما .إن للعاطفة الدينية أصلا عميقا في الأنسان فهي من ثمة مشروعة :إنها عاطفة الاحترام بل الحب الزي تحسه النفس نحو مايعلو عليها .وليس لها أن تخشى شيئا من النقد المنطقي مهما أشتد.فأن القوة التي ينم عنها العالم تفوق إدراكنا .ذلك هو الدين الذي يعترف بع العلم .لادين الانسانية الذي أبتدعه أوجست كونت وزعم له صفة الواقعية وأقامة على عبادة الطبيعة المنظورة وعظماء الرجال وماسائر الاديان المعروفة عن الشعوب المتوحشة والمتحضرة إلا ترجمات مختلفة عن القوة العظمى التي هي علة الظواهر الطبيعية والتي كان الإنسان البدائي يحس شيئا منها في فعله الإرادي .

5 ..واضح أن هذا المذهب ملفق من رقعيتين :فإن سنبر ينتمي الى المدرسة الحسية فيقول إن المعرفة قائمة بأكملها على التجربة .ثم يصطنع نظرية في المطلق المجهول لكي يدع الباب مفتوحا للدين والأخلاق ,
وهذه النظرية مأخوذة كلها عن سبينوزا وكنط وهاملتون ومنسل .وقد رددنا بما فيه الكفاية على ماتتضمن من قول بالنسبية ومن دعوى تناقض الميتافيزيقا ..فلانعد سنبسر هنا إلا مقلدا ومنسقا لعناصر معروفة في تاريخ الفلسفة .دون أن يتمكن من إقامة الدليل على أن فكرة المطلق تعبر عن وجود مفارق للطبيعة ضامن للدين والاخلاق .لاعن عظمة الطيبة المادية فحسب فتفوقنا الأخلاق ويفوتنا الدين .وهذا فضلا عن ضآلة الدين عنده وعن نقص فلسفته الأخلاقية .



#حبيبة_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوق الحمامة
- التراث الشعبي والتاريخ (أحاديث مجالس بغدادية )
- ترنيمة
- غاية الامنيات
- فرح والأفعى
- حكاية عشقي
- نقد علم النفس النظري
- نزهة الاسبوع
- حين يموت الضمير
- النفاق الاجتماعي وأثره على المجتمع
- أميري
- للزهور طاقة
- الابداع في الاستقلال الفلسفي
- وصفُُ لحبيبي
- ياقمر الفضة أنت
- قطار العمر
- الثقة بالنفس (إثبات موقعك في ذاكرة الغير )
- صفات المرأة في القرآن الكريم .(الايات التي تتحدث عن صفات الم ...
- نقد العقل العملي
- رَحيل إبتسامة .


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حبيبة الله - المعلوم والمجهول ل (هربرت سبنسر )