أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - الشاعر و الناقد ريبر هبون يحاور سامح سليمان حول الدين و مؤسسات المجتمع .















المزيد.....


الشاعر و الناقد ريبر هبون يحاور سامح سليمان حول الدين و مؤسسات المجتمع .


سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 21:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قام بأعداد و أجراء الحوار : الشاعر و الناقد ريبر هبون .
المفكر المصرى سامح سليمان : من مواليد عام 1980م , درس علم اللاهوت المقارن الأرثوذكسي , ثم التحق بالكلية الأكليريكية , ثم أنقلب بشكل مضاد وبدأ يميل للدراسات الفلسفية الوجودية معبراً عن احتجاجه وتمرده على الفترة الدينية التي أمضاها منذ صباه ومحدثاً صدمة بين أوساطه وأصدقائه من خلال تشبثه بما مال وانحاز إليه على عكس ما كان بادئ ذي بدء .
س : الأستاذ سامح سليمان , في البداية يسرني أن أرحب بك في هذا الحوار الذي أجريه معك وأبدأ معك بهذا السؤال, إذا صحَّ تعبيرك عزيزي سامح بأن قراءتك للوجودية المسيحية كان محض صدفة كما قلت, أم إنها كانت بدافع فضول واستكشاف ومحاولة للخروج من دائرة مغلقة؟؟
وماذا تعنيه بالفكر الوجودي المسيحي , وهل تعتقد بوجود فكر مسيحي وجودي, كون المسيحية دين؟؟
ج : تحياتى إليك أستاذ ريبر، البداية القريبة لمعرفتي بالفكر الوجودي المسيحي ولا أقول الفلسفه الوجودية المسيحية لأن الوجودية عموماً بشقيها المسيحي و الألحادى هى تيار فكري أكثر منها فلسفه نسقيه ، كما أنني أتفق بنسبة كبيرة مع من يرفض صواب كلمة فلسفة الدين أو فلسفة مسيحية أو اسلامية او يهودية و أؤيد إطلاق كلمة فكر بدلاً من كلمة فلسفة حتى و إن كانت المسيحية ذاتها قد تأثرت تأثراً كبيراً بالفلسفة اليونانية ) و أنا فى سن السابعة و العشرين وأثناء مرحلة شك كبير فى كل ما آمنت به من يقينيات دينية و طائفية و قيم فكرية نشأت عليها وقرأت عشرات الكتب التى تؤيدها و أيضاً قرأت بعض الكتب التى ترفضها ، بخلاف أزمة نفسية أصابتني بسبب تركي للكلية الأكليريكية التى لطالما حلمت بالالتحاق بها لأصبح رجل دين و استطعت الالتحاق بها بتوصية من قيادة كبيرة فى الكنيسة و كذلك أزمة نفسية لا زمتني منذ الصغر بسبب الأسلوب الخاطئ والسيئ فى التنشئه و كذلك التكوين النفسي و القيمي الخاطئ نتيجة الحياة فى مجتمع مريض و تعليم ضار
و مدمِّر للقدرات العقلية و إعلام ساهم بنصيب كبير فى تشويه القاعدة الفكرية لي و لغيري من أبناء جيلي ، حتى لا أطيل عليك أرشدني أحد أصدقائي الى كنيسة تعتمد أسلوب فى الارشاد النفسي و الروحي يسمى المشوره المسيحية و من حسن حظي انها كانت تعتمد منهج مدرسة النضج .
( المشورة المسيحية تنقسم الى ثلاث مدارس رئيسية و هى مدرسة الحق الكتابي و مدرسة الشفاء الروحي
و مدرسة النضج و هى أفضلهم جميعاً ) بخلاف أن قادة تلك المدرسه أخذوا بعض أفكارهم من مدرسه في العلاج النفسي تسمى مدرسة علم النفس الوجودى و من أشهر روادها رولو ماي و كذلك مدرسة العلاج بالمعنى لمؤسسها فيكتور فرانكل ، و قد استفدت كثيراً من كتابه الأنسان يبحث عن المعنى ثم قرأت كتاب بحث الأنسان عن نفسه ( رولو ماي ) ثم كتاب عن حياة و أقوال (كيركجارد) للدكتور (إمام عبد الفتاح) ، ثم وقعت يدي بالصدفة على كتاب (مذكراتي فى سجن النساء) للدكتوره (نوال السعداوى) و غمرتنى قوتها و فكرها غير التقليدي و صلابتها و حديثها عن الحياة و من هنا بدأت بذرة الخروج من القالب الذى ألقتنى إليه الصدفة العمياء
قرأت الأعمال المبكرة للمفكر المصرى (خالد محمد خالد) و أعمال الدكتور (سيد القمني) ثم كتاب (مغامرة العقل الأولى)( لفراس السواح) ، ثم أبتسم لى الحظ و القى فى طريقى بعض أعمال العظيم (سلامه موسى) و من أهمها (حرية الفكر) و (نظرية التطور) و (برنارد شو) و هو الذى أرشدنى لحتمية سعة الأطلاع و تكوين مشروع فكرى متكامل و رؤيه علميه و موضوعيه للحياه ، ربما الصدفه تكون عبارة عن محاولة من الطبيعة للتكفير عن ذنوبها المتعددة فى حقي و مساعدتي فى بحثي عن الحقيقة و السلام الداخلي .
س : هل تحققت لديك رؤية واضحة حول مشروعك الفكري وتنسيق أفكارك وبلورتها في استنباط نظرية معرفية تتبناها,أم لا زالت عبارة عن شذرات تقتصر على مناقشة بعض القضايا على نحو مزاجي متعلق بشجون وآلام؟؟
ج : نعم تحققت لدي رؤية واضحة حول مشروعى الفكري وتنسيق أفكاري وبلورتها من حيث الأركان الأساسية
و لكن التفصيلات لا بد ان تكون فى تطور دائم و إلا أصبحت متحجراً متجمداً فاقداً للحياة.
و قريباً سوف أكتب سلسلة من المقالات أشرح من خلالها مشروعى الفكري بشكل منهجي و تفصيلي و لكن يمكن أن ألخصه فى عباره و احدة هى : اليقين جهالة ، الفطرة هي التساؤل ، أقصى جودة هى الغاية .

س : لقد قلت أنك تأثرت ببعض المفكرين وتخص فيهم (كيركغارد), والمفكر المصري (سلامة موسى), والمفكرة المصرية (نوال السعداوي), ما الذي أخذته في كل منهم على وجه التحديد والاقتضاب؟؟
ج : كيركغارد : كان له الفضل فى إدراكى لحتمية اختيار الذات و التمرد على القولبة و الخروج عن القطيع .
*سلامه موسى:الرؤيه الصحيحة للمرأة و أهمية العلم، و القرأه الموسوعيه، و دور الأقتصاد فى تشكيل المجتمع
*نوال السعداوى : الرجل لن يتحرر إلا عندما تتحرر المرأة ، التمرد و الإيجابية و الفهم الأعمق للحياة .
س : إلى ماذا كنت ترتأي في تجريب مسلك المحاضرات وإلقائها, وكيف كنت تجد المتلقي, هل وجدت نفسك مدرباً للتنمية البشرية , أم فيلسوف ومنظر لأفكار معينة؟
ج : تعجبنى جداً مقولة تشارلز بوكوفسكي عندما قال لا تكتب إلا إذا كنت ستنتحر أو تقتل ، و هذا من أسباب اتجاهى للكتابة و إلقاء المحاضرات فبخلاف أهميه الكتابة لتفريغ الطاقه الفكرية الناتجة عن القراءة المنهجية الدؤوبة ، كذلك التحاور و التجادل فى غاية الأهمية لصهر و إعادة تشكيل ما لدى المفكر من معرفه و هذا ما دفعني لإلقاء محاضرات فى الأدب و الفلسفة قائمة على المناقشة و ليس التلقين الغبي ، و قد أسعدني رد فعل المتلقين لما أقدمه ، فإسلوبي يعتمد على البساطة دون الإخلال بالمضمون ، و تطبيق ما قاله نيتشه و أكد عليه العظيم كارل ماركس عن أهمية دمج الفلسفة بالحياة ، كذلك إلقائى لمحاضرات التنمية البشرية ، فبعد دراستى للكثير من برامجها دراسة مستفيضة و كذلك دراسة بعض برامج إدراة الأعمال و اكتشافى للدجل و الشعوذة المنتشره بكثافة فى هذا الوسط ، أسعى لدمج ما بها من فكر إيجابى يساهم فى ارتقاء الإنسان و تحقيق مستوى أفضل من الجودة لحياته مع ما تكوَّن لدي من رؤية للحياة ناتجة عن دراية بعلم النفس و الاجتماع و الفلسفة ، الإنسان كائن مركب شديد التعقيد ، و لا يوجد علم ليس له أهميه ،
بل و أيضاً الأدب ( الثمين منه و ليس الرث ) و الفن بأنواعه من سينما و موسيقى و نحت و فن تشكيلى
و كيمياء و فيزياء و بيولوجيا ، فيجب أن لا ننسى ما أحدثته نظرية دارون المحرم تدريسها فى بلادنا ،
من أثر فى السياسة و الفلسفة و الاقتصاد و علم النفس ، بل و حتى الأدب بأقسامه المختلفة .
س : فى رأيك ما أسباب المغالاه عند المتدينين و الملحدين ، و ما رأيك فى مثقفينا ؟
ج : أنا أرى أن مجتمعنا يعانى من هوس الأستعراض و المغالاه سواء لدى المتدينيين أو الملحدين .
المغالاة عند المتدينين تحدث بسبب الرغبه فى خداع الأخرين و السيطره عليهم و أستغلالهم لأسباب سياسيه
و أحياناً جنسيه ، كما ان المغالاه فى أظهار التدين هى دليل على عدم الاحساس بالقيمة الذاتية و الرغبة فى الانتماء لشئ له قيمه و مكانه لدى البيئه المحيطه به ، خاصةً اذا ما كان هذا التقدير يصل إلى الهوس ، و هذا هو السائد فى مجتمعاتنا نتيجة الفشل الذريع فى كافة المجالات من علم و فكر و حضارة ،و أيضاً نتيجة أن الأغلبية الساحقة فى مجتمعاتنا الناطقة بالعربية لم يختار أحدهم ديانته ، بل أنتقلت إليه بالوراثة و ليس بعد بحث و دراسة ثم أختيار ناتج عن قناعه .
أما المغالاه الشديده فى الألحاد فتنشأ فى الغالب نتيجة مراهقة فكرية و رغبه فى الشهره ، و أعلان كراهيه
و رفض لموظفي المؤسسات الدينية المسترزقين من وراء التحدث فى الدين ،
و رغبه فى التمرد على القيود الخانقة للفكر الدينى القمعي الرجعي السائد فى مجتمعاتنا ، أو فى بعض الأحيان بسبب أنبهار ساذج بالنموذج الغربى الذى يسبِّح بحمده الكثير من مثقفينا ، بخلاف شئ هام متفشي فى مجتمعاتنا المتطرفه فى معظم توجهاتها ، و هو إذا رفضت شيء و أقتنعت بخطأه لا بد أن تنتقل الى الإيمان بنقيضه ، و لذلك نرى أن الكثير من المنتمين _ بالطبع ليس الجميع _ للتيارات التى لا تعتمد على الصبغة الدينية فى ترويج أفكارها رداً على التيارات المعتمدة على الصبغة الدينية فى كسب الأتباع لتحقيق مصالحهم الشخصيه، تحصر قضية المرأه و تقزمها ، و تنادي ليل نهار أن المرأة لن تتحرر و تحصل على حقوقها ،إلا إذا تحررت من ملابسها أولاً ، و مارست الجنس كما تشاء . !!!
بعض المثقفين المنبهرين أنبهاراً أعمى عن عدم درايه عميقه بالنموذج الغربي يعتقدون أن المرأه عندما تمتلك الملابس تفقد العقل و عندما تفقد الملابس تمتلك العقل !!
هذه هى قضية المرأه فى نظر أغلب مثقفينا ، و يا لها من مأساه !!
و كأن كافة قضايا مجتمعاتنا المأزومه من جهل وفقر ومرض قد انتهت ولم يبقى ألا الجنس فقط
المرأه ليست جسد فقط ، قضية المرأه أهم و أعمق من ذلك بكثير، و تحريرها هو تحرير للرجل.
و أيضاً للأسف بعض رواد التيار النسوى لا يروا فى تحرير المرأه إلا التشبه بالذكور فى الملبس و المظهر الخارجى بل و حتى طريقة التحدث أرتكاب نفس الأخطاء و المبيقات و تحقير الرجل ونعته ليل نهار بأبشع الصفات و أسوء الخصال .
و بخلاف أن المغالاه أساسها بنسبة كبيرة نفسي ، هى دليل على قناعة الطرف المغالي بأمتلاك اليقين ، و من أعتقد بامتلاكه لليقين حكم على عقله بالموت بخلاف حكمه على الطرف الأخر بعدم الحق فى الوجود ،
و أزدرائه وتحقيره و هذا ما نراه لدى الكثير من المتدينين و الملحدين .
أى مشروع فكرى أو رؤيه أو معتقد يحتوى على جانب سلبى و جانب أيجابى لذا أنا مع حرية
الأختلاف و أحترام كل ألأديان و المعتقدات و التوجهات الفكريه من أقصى اليمين لأقصى اليسار _ ما عدا التيارات التى تنادى بأقصاء الأخر و أيذائه _ و أنادى بالسماح بالحريه الدينيه و الفكريه و النقد الموضوعى و التعبير عن مختلف الأراء و التوجهات بكافة الوسائل السلميه .
أن القس كوستى بندلى فى كتابه أله الألحاد المعاصر لم يخطئ حينما شكر الملحدين حتى المتطرفين منهم لما قدموه من خدمه للفكر الدينى ، لأن أنتقاداتهم قد ساعدت على أن يصبح المجتمع و الفكر الدينى فى الغرب أكثر أنفتاحاً و ليبراليه و قبول للأخر ، لأن التنافس يحفز على بذل الجهد و الأهتمام بالجوده و أن يقدم كل طرف أفضل ما لديه و الأبتعاد عن الركود
و الثيوقراطيه و البيروقراطيه ، فالسوفييت عندما أمتلكوا زمام الحكم فى روسيا أضطهدوا المتدينين و حطموا المؤسسات الدينيه و منعوا الأفكار الدينيه من التداول و حولوا الشيوعيه الى دوجما مقدسه غير قابله للنقد ، فكان سقوطهم سريعاً و أنهار الأتحاد السوفيتى أنهياراً مروعاً ، لكن المجتمعات الليبراليه سمحت لكل الأفكار بالتداول سواء افكار دينيه أو لا دينيه وأستفادوا من كافة العقول و التوجهات ، فلا نستطيع أن ننكر أن الأغلبيه العظمى من العلماء والفلاسفه والمخترعين لم يكونوا متدينين بالمفهوم الشعبى السائد،بل و أيضاً منهم الملحد و اللادينى .
و للأسف يجب أيضاً أن نذكر أن مثقفينا مهووسين بتقديس التراث الثقافى و تأليه بعض أعلامه ، فلا يستطيع أى مفكر شاب أنتقاد طه حسين أو العقاد أو جمال حمدان أو نجيب محفوظ ،
والتصريح بأنه أفضل منه ربما بالكثير ، ألا و رجمه المثقفين و أكلوه حياً إن أستطاعوا ،
خصوصاً أذا كان من خارج دائرة الأقارب و المحاسيب و أهل الثقه ، بل و حتى فى المجال الفنى يجب على كل فنان الأمتناع عن المساس بالذات الكلثوميه ( أم كلثوم ) أو الحافظيه
( عبد الحليم حافظ ) بل يجب على كل فنان شاب أن يسرد الأناشيد فى مدحهم و أن لا يتحدث عنهم ألا بالتبجيل و التعظيم و الأعتراف ليل نهار بأستحاله وصوله هو أو غيره الى مكانتهم !!
أن الوشوش فى مختلف المجالات لا تتغير و إن تغيرت الوشوش لا يتغير المنهج و الفكر .
حقاً كم بمثقفينا و نخبتنا و ثقافتنا الفكريه و السلوكيه من مضحكات و لكنه ضحك كالبكاء .
إن اليقين المطلق جهاله و الفطره هى التساؤل و البحث المتواصل رساله ، و أحترام الأخر قانون ، و تحقيق أقصى جوده للحياة هو الهدف و الغايه .
س : بما توحي لك المفردات التالية : الله, الحق , الواجب, الحرية, التطرف, الموت, الوجود ؟
ج : الله : القوه التى تسرى فى المادة .
الحق : أقصى جودة للحياة.
الواجب : الصدق و العدالة .
الحرية : وهم إلا القليل فيما ندر ، وما أثمن هذا القليل .
الموت : انتقال من صورة إلى صورة إلى أخرى ، فالمادة لا تفنى ولا تستحدث من عدم.
الوجود : لعنة برومثيوس .
التطرف : هو الاعتقاد بامتلاك اليقين ( بمختلف أشكاله ) .
س : بلا شك فأنت بحثت ملياً وأشرت لقضية علاقة السلطة برجالات الدين وقد لفتني مقتطف من أحد مقالاتك تتساءل ) وكيف اتفق الفقهاء مع رموز السلطة في كثير من الاحيان على عقولنا ,الفقهاء بحجة الحلال والحرام, والسلطة تحت اسم الحفاظ على مصالح الوطن العليا)
وسؤالي هو :هل تعتقد أن أزمة السلطة محصورة في علاقة رجل الدين بالسلطوي, أم أن القضية في عصرنا الراهن تتعدى ذلك؟
هل الأزمات الفكرية في الشرق والعالم العربي سببها الرئيسي التبعية للأشخاص بمعنى تقديسهم , هل مازلنا أمام لعنة المقدس؟ وتقديس المدنس؟
ج : إن قضية مجتمعاتنا العربية و علاقتها مع رجل السلطة و رجل الدين و رجل الفكر و علاقة كل طرف من الأطراف الثلاثة بالآخر ، هى قضية مركبة و شديدة التعقيد ، و مناقشتها لا تكفيها مئات الكتب ،
منها على سبيل المثال لا الحصر ما هو متعلق بالهوية ، فعلى سبيل المثال هل الهوية هى بحسب الدين أم العرق أم الانتماء الحضارى أم اللغه أم الثقافة أم المصالح المشتركة ؟
على سبيل المثال : فى بلدى الحبيبة مصر أثيرت فى الثلاثينيات مشكلة الهوية المصرية هل هى مصرية خالصة نسبة الى المصريين القدماء، دعا سلامه موسى الى إلغاء اللغه العربية و أستبدالها بالديموطيقية ،
و أن نتجه بقوه نحو الثقافه الغربية ، و نادى طه حسين بأننا ننتمي الى ثقافة البحر المتوسط .
أم هى مسيحيه كما ينادي بها حتى الآن بعض المتزمتين العنصريين من المسيحيين ، أم أسلامية و قد دعا إلى ذلك غير المؤمنين بفكرة الوطن فهو بالنسبة اليهم تراب و دين و لكن مؤمنين بفكرة الأمة التى ليس لها حدود جغرافية لأن باب الجهاد من وجهة نظرهم لم ينتهي و لن ينتهي ، لذا فالوطنية كفر و الوطن وثن ، مثل
(جمال الدين الأفغانى) ، حسن البنا ، أم عربيه وهو تيار القوميه العربية الذى نشأ على يد المسيحيين الشاميين كردّ على التيار الإسلامي و قد ساد هذا التيار على يد حركة يوليو 1952م ، بعدما أجهض تيار القومية المصرية لمنشئه (أحمد لطفى السيد) و تم التعتيم على مفكري الليبرالية التي سادت من 1923م حتى 1952م ، مثل (فرح أنطون) ، (شبلي شميل) ، (اسماعيل مظهر )و غيرهم كثيرون .
( أنصح بقراءة كتاب الليبرالية المصرية للدكتور (رفعت السعيد) ، مستقبل الثقافة فى مصر للدكتور
( طه حسين ),أيضاً كتاب (المثقفون والسلطة) و كتاب (النهضه و السقوط فى الفكر المصرى الحديث) للدكتور (غالى شكري) ولا ننسى القله المستنيره التى نادت أن الهوية كيان دائم التجدد له أكثر من مكون حضاري
بينما تغيرت تركيا للأفضل فى أوائل القرن الماضي على يد (كمال أتاتورك) إلى دولة علمانية عصرية.
إن من أهم أزمات مجتمعاتنا أن هويتها هلامية مشوشة أو أقصائية عنصرية ، من أهم أزمات مجتمعاتنا أن هويتها لا يحددها علماؤها و فلاسفتها و أدبائها و مفكريها و لكن الهوية تتغير بتغير توجهات من يمتلك السلطة, فمبدأ شعوبنا بدرجة كبيرة هو الناس على دين ملوكهم ، فإذا كان من حكم ( الحاكم القوي ) علماني أصبحنا علمانيين و إذا كان اسلامى أصبحنا إسلاميين ، حتى بالنسبة للتوجه الاقتصادي ، إذا ما أراد من يملك السلطة الاتجاه نحو الأشتراكية أصبحنا اشتراكيين ، و أصبحت وسائل الأعلام المقروءة و المسموعة و المكتوبة و انبرى أكثر مثقفينا _ خدم السلطان و أكلى الفتات المتساقط من مائدته ,فى كتابة الكتب و المقالات عن عظمة الاشتراكية ، و مسترزقى و موظفى المؤسسة الدينية بما لهم من تأثير غير محمود ، بحثوا عن نصوص دينية تتوافق مع هذا التوجه، وسبَّحوا منادين ليل نهار بأن الأشتراكية من الدين،و إذا ما تحولت إرادة من يحكم الى الرأسماليه حدث نفس السيناريو و بشكل أسوء لأن الرأسماليه تخاطب أسوء ما فى الطبيعه البشريه .
لكن يجب ان نعلم أن من يتحكم فى طبيعة النموذج السائد من قيم وأفكار و صناعة القرار فى كافة المجتمعات خاصةً المجتمعات الرأسماليه ، ليس فقط رجل السياسة أو حتى رجل الدين و لكن أيضاً رجل الاقتصاد ، فمن يملك رأس المال يملك قوة قد تتفوق على قوة كلّ من رجل السلطة و رجل الدين و بالطبع رجل الفكر ، بل و قد تتحكم بهم ، الأقتصاد له من القوه القدره على أعادة صياغة المجتمع بكافة مفرداته .
الدين و السياسه و الأقتصاد ثالوث لا ينفصم
هناك أيضاً أزمتنا فى مثقفينا ، بتخليهم عن دورهم فى تنوير الأذهان و معالجة المجتمع من أمراضه
و تفشى الشلليه و التحزب ، و أكتفائهم بما يتساقط من موائد أصحاب المال و النفوذ و السلطة مقابل الانعزال فى برج عاجي و التحذلق على البسطاء و التعالي عليهم ، و لعن التيارات ذات الصبغه الدينية و أحياناً التحالف معهم ، و عدم القيام بدورهم فى النزول للشارع و التعمق فى فهم المشاكل الحياتية و تكوين تيار تنويرى غير قائم على الشللية ، تيار غير قائم على اجترار ما قد تركته الأيقونات الثقافيه المقدسة من فكر،
أتيار لا يعترف بالدوجما أو بالأيقونات،تيار يدعو الى ثقافة الكيف و ليس الكم و المضمون و ليس الشكل.
نحن لدينا أزمة هوية و أزمة مفاهيم و أزمة ثقافه و أزمة مقدس متعدد الوجوه ، وأزمات أقتصاديه و قيميه،
و تلك الأزمات لن تذوب أو على الأقل تنحفض كثافتها إلا بتكاتف كل معرفى حر محب لوطنه و لإنسانيته.
في النهاية أشكرك جزيل الشكر الاديب و المفكر المصري سامح سليمان, و أطلب توجيه كلمه للمتلقي .
ج : فى نهاية الحوار أتوجه بالشكر و الأحترام لشخصك الكريم , و العتاب أيضاً فقد أرهقتني أسئلتك عزيزي لشدة قوتها و عمقها و أتمنى كل ما هو أفضل لكل فرد معرفي ، و لكل كائن حي ، و أعدكم إن كان فى العمر بقية بسلسلة من المقالات أقوى و أعمق من كل ما كتبته مسبقاً .



#سامح_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار فلسفى هام و عميق مع الباحث و المفكر المصرى أحمد سعد زاي ...
- مناظره هامه بين المفكر المصرى سامح سليمان و الشاعر وحيد راغب ...
- حوار فلسفى مع الباحث و المفكر المصرى أحمد سعد زايد ج 1
- حوار هام و عميق مع القس المصرى المستنير رفعت فكرى سعيد
- حوار مهم و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى ...
- حوار جرئ و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى ...
- حوار جرئ و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى ...
- حوار جرئ و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى ...
- حوار مع الباحث و الكاتب الصحفى المصرى روبير الفارس ج 2
- حوار جرئ و ثرى جدااااااً مع الفنان المسرحى الكردى سكفان طورى ...
- حوار مع الباحث و الكاتب الصحفى المصرى روبير الفارس ج 1
- حوار جرئ جداااااً مع المفكر و الشاعر و الناقد ريبر هبون ( ج ...
- حوار جرئ جداااااً مع المفكر و الشاعر و الناقد ريبر هبون ( ج ...
- حوار هام حول قضايا المرأه بين التغطيه و التدليس و التسليع
- أزمة مجتمعاتنا العربيه بين رجل السلطه و رجل الدين ج 1
- تعريف و رأى حول الزواج المدنى و الزواج المختلط
- عن الهوس الدينى و الألحادى و الجنسى و الأعتقادى أتحدث
- كيف تنجو بحياتك من فساد و بشاعة مجتمعك ؟ ج2
- كيف تنجو بحياتك من فساد و بشاعة مجتمعك ؟ ج1
- الأسباب الحقيقيه وراء المغالاه فى الألحاد و المغالاه فى الدي ...


المزيد.....




- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - الشاعر و الناقد ريبر هبون يحاور سامح سليمان حول الدين و مؤسسات المجتمع .