سميرة الغامدي
الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 16:15
المحور:
الادب والفن
حسين آل دهيم «أوبة الهرطيق» صدر عن دار مسعى 2014م بقطع وسط على 87 صفحة. «سيدي الشعر كان هناك»،الأسئلة عندما يعود «المفسد/ الهرطيق الأخير يحضر الأكدي/الشاعر، الأكدي الأسطوري الذي ترتبط ولادته بعشتار الخصب وبالماء/الحياة والخلق، شاعر الحمراء «إبن زمرك» في الأندلس:
يذوب لجين سال بين جواهر * غدا مثله في الحسن أبيض صافيا
تشابه جار للعيون بجامد * فلم ندر أيا منهما كان جاريا
ألم تر أن الماء يجرى بصفحها * ولكنها سدت عليه المجاريا
كمثل محب فاض بالدمع جفنه * وغيض ذاك الدمع إذ خاف واشيا
المؤلف الإسباني «رافائيل الكانتارا منثاناريس»في كتابه «أخبار خلافية» بأن الحقبة التي بدأت بوصول الأمير الأموي عبد الرحمن الداخل إلى قرطبة وانتهت بحكم المنصور في القرن العاشر كانت أهم حقبة ثقافية وتسامحية في تاريخ الأندلس ومثال يحتذى به في العالم أجمع. وإن ما نجا من الدمار من معالم الحضارة الأندلسية قد قدم للعالم معلومات وثروات لا ينضب معينها، تشهد على أن هذه الحضارة قد كانت أساساً لعهد النهضة في أوروبا..
كما فعل المغول من قبل بمكتبة «دار الحكمة» في بغداد الحضارة يشيرالكاتب الإسباني المعروف أنطونيوغالا:
«أن مكتبة قصرالحمراء كان أكبر قسط منها يتألف من مكتبة «مدينة الزهراء» التي كان بها ما ينيف على 600 ألف مجلد، وقد أحرقها أسقف طليطلة الكاردينال سيسنيروس عام 1501 في مكان يسمى «باب الرملة» بمدينة غرناطة، أصبح هذا المكان اليوم ساحة تحمل اسمها العربي القديم نفسه، فاختفي العديد من الوثائق والمخطوطات والمظان وأمهات الكتب النفيسة والغميسة التي أبدعها علماء أجلاء في مختلف فروع المعارف في الأندلس، ويقال إن الجنود الذين كلفوا بالقيام بهذه المهمة كانوا يخفون بعض هذه المخطوطات أثناء إضرامهم النار فيها، في أرديتهم لفرط جمالها وروعتها، إذ كان معظمها مكتوبا بماء الذهب والفضة، آية في الرونق والبهاء، ويا لعجائب المصادفات وغرائب المتناقضات، ففي المدينة نفسها التي نقل إليها ما تبقى من هذه الذخائر والنفائس (نحو 4 آلاف مخطوط) نجي من المحرقة/ مدينة «قلعة النهر» (ألكلا دي إيناريس) وتم إيداعها في الجامعة نفسها التي أسسها كاردينال سيسنيروس نفسه بها، في هذه المدينة يولد في ما بعد الكاتب الإسباني العالمي المعروف ميغيل دي سيرفانتيس صاحب رواية «دون كيشوت» الشهيرة المستوحاة في غالبيتها من التراث العربي والإسلامي كذلك، كما يؤكد معظم الدارسين الثقات في هذا القبيل».
سميرة الغامدي العراقي
#سميرة_الغامدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟