أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - ان تقوم بمهام ليس من اختصاصك !!















المزيد.....

ان تقوم بمهام ليس من اختصاصك !!


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 14:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


العالم يسير نحو التخصص الادق و الكامل في ااختصاصات علمية كانت ام انسانية . كثرة او دقة المعلومات و توافرها بشكل كبير، و ما يُراد من التمعن و الحرص و التركيز على اجزاء دقيقة من الاختصاصات، ان بحثت هذه الاختصاصات بشكل فهو يتطلب وقتا و جهدا و امكانية لا يمكن توفرها الا بعد الجمع في البحث عن الاختصاصات الدقيقة الصغيرة مع بعضها و تحقيق تقدم مرحلي في المهام، و من ثم بالتعاون بين الاجزاء الاختصاصية الدقيقة فيمكن جمع المعلومة لكل جزء مع الاخر و تكاملها، فيُستنتج الناتج النهائي المطلوب، هذا هو المسار المطلوب في هذا العصر،اي عصر التخصص . اي الاختصاص في ادق اجزاء الموضوع و من ثم ترابطها و تركيبها جميعا لتتكامل و تصل مفيدة في نهاية المطاف، و لا يمكن التداخل بين التخصص و الاخر او التعميم في البحث و الدراسة مهما كانت متقاربة .
من اهم العوامل المساعدة على فرض الاختصاص في العمل و الدقة فيه و عدم التداخل مع البعض هو تطبيق المأسسة في النظام والعمل، اي؛ السير وفق ما تفرضه الماسسة في العمل دون التعميم او بعيدا عن المزاجيات، لكل عمله وفق اختصاصه و ما يحق له و حدوده و واجباته و حقوقه، دون الخلط بين الارشادات الخاصة لكل اختصاص مع الاخرى . و منه يمكن توزيع الادوار و الاعمال و تحديد المسار و الحدود لكل اختصاص . هذا هو االطريق الصحيح اي المأسسة و العمل الذي يُنتظر منه النجاح بنسبة كبيرة جدا كما يسير عليه الغرب منذ مدة طويلة .
اما في عالمنا نحن في الشرق الاوسط بشكل عام و العراق بشكل خاص، فحدث ولا حرج في هذه الناحية، فنرى ما لاتصدقه اعيننا على الرغم من معرفتنا مسبقا بالاسس التي نسير عليها . نحن اولا؛ بعيدون عن الماسسة و لم ندخل في عالم الاختصاص التام كما غيرنا . ثانيا؛ و ان كنا نحمل من الاختصاص مهنيا، الا اننا نتدخل و نعمل بما نشتهي و بمزاجية يوميا دون ان نلزم حدودنا. ثالثا؛ لم يقتصر تخبطنا على الناحية الانسانية فقط و انما حتى العلوم الطبيعية اصبحت تحت رحمة العموميات و الفضول البشري و وفق ما يؤمن به الملم سواء كان ضمن المؤسسات الرسمية او الشبه الرسمية .
ان تكلمنا بدقة و باختصاص كما نطلب من هذه الاسطر بيانه و نهدف الى توصيل رسالة علمية انسانية منه، فان العراق الان يغرق في بحر التداخلات و التخبط و الابتعاد عن التخصص حتى القليل النسبة التي كنا نتمتع بها من قبل . هل من المعقول ان يتكلم عالم مختص في الفلسفة و له مكانة خاصة و اعتبار في البلد سواء على الصعيد الداخلي او الخارجي لكونه ابدع في اختصاصه، ان يتكلم عن الصراع الحزبي بل المذهبي و كانه معمم و درس في المدارس الدينية و الحجرات. اليس هذا ما يؤلم النفس و يحير الجميع، فماذا نقول الى الفرد البسيط و عدم درايته بماهية الاختصاص و اهميته .
بالامس شاهدت برنامجا تلفزيونيا و لقاءا و سمعت ما يشيب الراس من الحاضرين، و احضروا لكونهم علماء علم و فلاسفة و سؤلوا عن التاريخ الاسلامي فقط وجرجروهم لحد ما اوصلهم المقدم الى المذهب الاحق و مجريات التاريخ و تاثيره على الفكر و الايديولوجيا، و ما ادهشني هو اعلانهم بكل صراحة عن الدين او بالاحرى المذهب الحقيقي الواجب الاتباع و عن الطقوس و الشعائر و واجب التنفيذ و العمل وفق ما يعلنه المعمم جملة و تفصيلا . ترى هل يمكن ان من تعمق في العلم و في اختصاص معين دقيق و مهم و الذي تراه الناس في لقاء تلفزيوني و هو اختصاص علمي بحت قد تعمق في الاختصاص الاخرالديني البحت، اي العلمي يتكلم بالانسانية و الدين بل المذهب، لا بل دخل في اختصاص الدين الدقيق و الفقهي منه، فان كان له معلومات فقهية دينية لا حدود لها في البحث فكيف يتعمق في اختصاصه العلمي الطبيعي، و هل يمتلك كل ذلك الوقت في عمله و ما يدير به حياته . و في مكان اخر نرى كم من المختصين علميا و فلسفيا و هم اختصاصيون في شؤون حياة الناس الحياتية العلمية الطبيعية، و نجدهم تركوا ماهم اختصوا فيه و دخلوا عالم السياسة و ما تفرضه اليوم، و تدخلوا من خلالها و من اجلها في شؤون الدين و المذهب لما فيه المصلحة سياسيا و لمصالح خاصة فقط .
ما هي الاسباب، و كيف الحل . اننا نجد انعدام المؤسساتية في العراق بشكل كامل هو الدافع لتخبط الاختصاصات من جهة، و توفير و تامين المصالح الخاصة من طريق السياسة و الايديولوجيا و الدين اكبر و اسرع من العلم والمعرفة من جهة ثانية، هذا مادفع بالجميع الى التزام طريق السياسة والايديولوجيا و الدين و المذهب في مسيرة حياتهم العملية تاركين مهامهم، اضافة الى انعدام المشجعات للغور في الاختصاص البعيد عن السياسة، والادهى ان الطريق القصير للوصول الى المبتغى و تحقيق الاهداف الخاصة اقتصرت في السياسة و الدين فقط و بالسرعة الكبيرة، مما شجع حتى اكبر و اهم العلماء المختصين بالشؤون العلمية الطبيعية يندفعون الى السياسة و عينهم على الدين و ملذاته .
اما العلاج المطلوب، فلا يمكن التوصل اليه بين ليلة و ضحاها في هذا الظرف المعلوم لدينا، و لكن الخطوات الاولية ممكنة ان التفتت السلطة اليها رغم التعقيدات سواء كانت نابعة من السلطة ذاتها و هي من نتاج انبثاق الاسلام السياسي من جهة و من عملها و انشغالها اليوم فيما فرضه الارهاب من الضرر في هذا الشان ايضا. اي ماسسة الدولة و تحديد الاختصاصات و فرضها و الابتعاد عن طرح الملذات السياسية و الدينية من قبل الاسلام السياسي امام المختصين في الشؤون العلمية من اجل اهداف سياسية و اصدار قانون حامل لبنود حازمة في هذا الامر، و يمكن فرض امور تمنع تخطيهم لاختصاصهم العلمي لغرض الالتزام به كخطوات اساسية،على الرغم من اهمية توفير الحرية لنجاح عمل العالم، اضافة الى طرح و تقديم المشجعات المادية و المعنوية للاختصاصات الملتزمين باختصاصهم الخاصة ، و ما يحز النفس ان نسبة كبيرة لا باس بها من العلماء الحقيقيين الذين لم يهتموا بامور خاصة بحياتهم بل ضحوا بحياتهم و لم يلتفتوا الى الملذات و هم ابتعدوا عما يشجعهم في الغوص في غير اختصاصهم، بينما نراهم هم اُهملوا و لم يهتم بهم احد و ملٌوا من ما وقعوا فيه و لازالوا ينتظرون التشجيع و الدعم لاندفاعهم في العمل الخاص بهم، اي التقدم في اختصاصهم وفق ماسسة البلد و ليس تشجيعات شخصية مزاجية .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل فرضت ايران منطقة عازلة في الاراضي العراقية الحدودية ؟
- التناقض البنيوي للمجتمع العراقي الى اين ؟
- هل يمكن انتاج الفاشية من اتباع مجريات التاريخ الاسلامي ؟
- من يتمكن من هزيمة الارهاب في منطقتنا، و كيف ؟
- هل تتحقق المواطنة الحقيقية في العراق ؟
- منظمات المجتمع المدني و دورهم في العراق
- يمكن الاستفادة من انخفاض سعر النفط في العراق ؟
- الشجاعة لا تكفي لوحدها
- توزيع الاستعمار للكعكة وفق الحصص
- هل تعقمنا من البعثية في كياننا ؟
- هل تنجح محاولة عرقنة الشعب العراقي ؟
- التمنيات كثيرة و الجميع بانتظار الايام لتحقيقها
- من هو مصدر التهديدات لهيفاء الامين
- رقصت السلطة على الحان الحزب الحاكم
- الكورد يستشهدون بتراثهم
- هل تبقى قيادة العالم كما هي في السنة الجديدة ؟
- ضمانة نجاح المصالحة قبل ازاحة داعش
- نطق الحق فنعتوه بالمرتد
- انه ليس حبا بالبغدادي بل كرها للمالكي
- نجني اليوم ثمرات الانعطافة الفوضوية بعد سقوط الدكتاتورية ؟


المزيد.....




- إجلاء قسري وملاجئ مكتظة: نازحو الضفة الغربية يواجهون مصيرًا ...
- قيادي في حماس: نرفض أي اقتراح يتضمن نزع السلاح
- تحذير كوري شمالي حاد ردا على المناورات الأمريكية-الكورية الج ...
- وزارة الأمن الداخلي الأمريكية تلغي تمويل جامعة هارفارد
- علماء يتوصلون إلى حقيقة صادمة حول وجود حياة فضائية على أكبر ...
- Asus تعلن عن سوار ذكي بمواصفات مميزة
- التخلص من تصبغات الربيع.. بين الوصفات المنزلية الآمنة وتقنيا ...
- -الخرف الرقمي-.. هل هو مجرد أسطورة؟
- OpenAI تطلق نماذجها الجديدة للذكاء الاصطناعي
- -العلاج الأفضل- لآلام البطن المزمنة لدى الأطفال


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - ان تقوم بمهام ليس من اختصاصك !!