أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصام البغدادي - فلسفة معاهدة فرساى والوضع العراقي















المزيد.....

فلسفة معاهدة فرساى والوضع العراقي


عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 345 - 2002 / 12 / 22 - 02:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



عندما وضعت الحرب العالمية الاولى اوزارها 1917 بتوقيع الالمان وثيقة الاستسلام بدون قيد اوشرط في عربة قطار كان جنرالاتهم قد جلسوا على مقاعد من الحديد العاري في انتظار وفد الحلفاء العسكري الذي خصصت له مقاعد مقابلة وثيرة وعندما وصل الوفد نهض الوفد الالماني وبقى واقفا صامتا لحين جلوس وفد الحلفاء والسماح لهم بالجلوس ..كان ذلك هو سلوك العسكر القائم على الانتقام من العدو حين يقع وعلى الاذلال حين يستسلم وتلك ظاهرة عامة في مجمل جيوش الدنيا وعلى امتداد كل المعارك الطاحنة التى شهدتها الارض الا استثناءات قليلة ضرب فيها السلوك العربي الاسلامي العسكري  مثالا اخلاقيا رائعا فلم يسلم الجنود  العرب الاسرى الاسرائليين الى الكلاب الجائعة ولم يقطع العرب ايدى اسرى فرس وقعوا تحت رحمتهم. وبقى هذا السلوك المتميز مستمدا اخلاقيته من قصة اول اسرى من قريش وقعوا بيد المسلمين في معركة بدر الكبرى.
ثم تلا ذلك ان وقعت المانيا معاهدة فرساي التي بنيت على شروط التوقيع على وثيقة الاستسلام في العربة (العربة التي  بقيت في موضعها واقيم بجوارها نصب يدل على هزيمة الالمان وفي ذات العربة وقع الفرنسيين وثيقة استسلامهم بعد سقوط فرنسا بكاملها تحت الاحتلال الالماني في الحرب العالمية الثانية  وبمراسيم اسوء مما مارسوها مع الالمان  ودمر ذلك النصب ونقلت العربة الى احد متاحف برلين خلال الحرب العالمية الثانية).
احتفظ صدام حسين بقلم التوقيع على معاهدة تاسيس مجلس التعاون العربي حيث لم يتبقى له من ذلك المجلس سوى ذلك القلم  لكنه لم يحتفظ بخيمة صفوان التى وقع ممثليه  تحت ظلها كل الشروط المهينة لوقف الحرب ومن ضمنها التفتيش على الاسلحة وعلى قبول العقوبات الدولية.
كانت معاهدة فرساي بكل بنودها القاسية مجحفة بحق الاجيال اللاحقة وكانت تريد ان يدفع الشعب الالماني ثمن خطايا وجرائم الحركة النازية العنصرية التى امنت بنظرية التفوق الجرماني ونظرت بكل ازدراء للشعوب والاجناس الاخرى.
اغفلت المعاهدة ثلاثة امور:
1.الكرامة والشخصية الالمانية التى ساهمت بالنهضة الاوروبية.
2.التعطيل المقصود للاقتصاد الالماني حين اشترطت المعاهدة دفع التعويضات بالنهب الواضح للانتاج الالماني في حوض الروهر الصناعي .
3.لم تحاول المعاهدة تغيير الفلسفة السياسية الالمانية انما ارادت شلها لامد غير محدود.

كانت فلسفة المعاهدة مبنية على ان معاقبة الشعب الالماني لفترة زمنية طويلة تدفع به للمحافظة  والحرص  على تعطيل الحركات الفكرية والسياسية في المانيا ودفعه الى التصدى وعدم الاستجابة لاى حركات سياسية او حزبية تمجد العنصرية الالمانية او  تدعو الى سياسة التحالفات احد العوامل التى ساهمت في نشوب الحرب العالمية الاولى اضافة الى العوامل الاخرى .. اى ان المعاهدة كانت تامل بجعل الشعب الالماني رقيبا ذاتيا على نشوء وظهور اي حركات مستقبلية ولكن الحقيقة ان المعاهدة قد اغفلت المعادل الموضوعي  بين متطلبات وطموحات وارادة الشعب بالاختيار الحر الواعى والمشروع  وبين خطيئة وجرائم الحكام الذين يضعون فلسفة سياسية معينة موضع التطبيق  يعتقدونها هي الصائبة لتحقيق طموحاتهم او طموحات الدولة مشروعة كانت تلك الطموحات  ام غير مشروعة.
( وهذا بالضبط ما حصل لفلسفة العقوبات التى اقرتها الامم المتحدة عام 1990 على العراق والتى بنيت على فلسفة ان توجيه اللكمات الى الشعب العراقي في بطنه الرخوة  يدفعه الى تقيا صدام حسين ونظامه البعثي ولهذا كان زمنها اطول وطرائقها اعقد ) .

 الفترة الممتدة مابين 1918-1933 وهي  خمسة عشر عاما  افرزت ظهور ونشوء حزب العمال الالماني الاشتراكي   وكانت فلسفته خليطا مشوشا من الافكار القومية والاشتراكية  وكان هذا النشوء غير مستغربا في ظل ظروف اقتصادية  قاهرة جعلت الانجليزي او الفرنسي قادرا على العيش شهرا واحدا باذخا في المانيا بما يعادل سعر صمونة واحدة في بلده في حين على الالماني ان يجمع من المال ماهو نتاج عشرة اشهر كاملة لشراء صمونة واحدة في فرنسا!! سقوط النقد الالماني وتفوق النقد المجاور او بعبارة الاقتصاديين التضخم المرعب في المانيا الذى افرزه انتهاء الحرب  هو ذاته الحاصل في العراق خلال السنوات الثلاثة الاولى بعد انتهاء حرب الخليج الثانية.

كان من الطبيعي اذن وحقا مشروعا ان يحلم الالمان بمن يعيد  توازن  اختلال المعادلة ويعيد لهم كرامتهم وعزتهم ومجدهم الجرماني فوجدوا  في العريف النمساوى ادولف هتلر (حائز على وسام الصليب الحديدى في الحرب العالمية الاولى حين قام باسر جنود فرنسيين بمفرده)  بخطاباته النارية المتحمسة التى  دغدت الشعور والتطلع القومي للشعب الالماني  ولفته الانظار بمحاولة الانقلاب الفاشلة التى انطلقت من حانة الجعة ضد قادة الهزيمة في جمهورية فيمار وايداعه السجن لكي تحين له فرصة تاريخية بكتابة كتابه الشهير كفاحى الذي صب جام غضبه فيه على اليهود والشيوعيين  وبشر به ومن خلاله بنظرية المجال الحيوي للدولة الالمانية على حساب جيرانها . الكتاب  الذى صار انجيل الشعب الالماني حين اصبح هتلر مستشارا وحاكما مطلقا للدولة .
كان اول عمل له هو السعي للتخلص من شروط معاهدة فرساي وكان الحزب النازي قد اعد خططه الكاملة قبل توليهم زعامة الدولة فقد اسسوا في داخل هيكلة الحزب وزارات قائمة تعمل على وضع كافة الخطط المستقبلية قبل ان يفوز زعيمهم بالمنصب وتضمنت برامجهم الغاء حقوق الاحزاب الاخرى  مهما كانت برامج تلك الاحزاب واعدوا المليشيات الحزبية لذلك الغرض(  وهو عين ماحصل في العراق خلال 1958-1968 من قبل الاحزاب  وفق ذات الفلسفة فيما يخص تاسيس المقاومة الشعبية ميليشا الحزب الشيوعي والحرس القومي ميليشيا حزب البعث والجيش الشعبي وجيش القدس ميليشا صدام حسين ).

ان ظهور ونشوء دولة الرايخ الثالث لم يكن نتاج فلسفة البقاء للاقوى الميكافلية فقط انما كرد فعل بطئ ومخفي ضد الشروط التى جاءت بها معاهدة فرساي اضافة الى الاستعداد العسكري المتوارث في الدم الجرماني.
وكان هذا هو القصور في معاهدة فرساي الذى دفع بتشمبرلين الى غض النظر والتقليل من مخاوف الاخرين من ذلك العريف النمساوي الذى فاجاهم باستعادة حوض الروهر.
معاهدة فرساي وضعت الشعب الالماني في سجن لا نهاية له والتى ركزت على مفهوم استعادة التعويضات بشكل مجحف في استخدام الحق للمنتصر ولم تعطهم اي امل بالنهوض ومعالجة مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية اضافة الى عامل الاذلال للشعب الالماني وعمل بوش الاب وادارته الاميركية على ان تكون العقوبات على العراق وشعبه بما يتوافق مع فلسفة معاهدة فرساى في محاولة نهب العراق وتقييده وشل النظام السياسي ولكن ليس التخلص منه :
1. لم تحدد العقوبات اي اجل منظور لانتهاءها بل تم ربطها بسلسلة اليات  مهمات اخري متداخلة ومتشعبة .
2. بنيت على الية تعطيل النمو الاقتصادي ومحاولة تحويله قسريا الى نظام راسمالى بما نشا من تضخم وانهيار لقيمة النقد واغفلت الخصوصية للمجتمع العراقي ولامكانات الدولة الاقتصادية ولقد كان بامكان بوش الاب التخلص من نظام صدام  في ذات الوقت الذي هو الاقدر على منع تدخل القوى الخارجية الاخري المجاورة وخاصة من ايران  ولكن الادارة الاميركية فضلت عامل العقوبات الاقتصادية الضاغطة على مصالح الشعب العراقي وحياته اليومية  وهم يعلمون حق المعرفة انها سياسة تجويع الشعب التى تتناغم مع اهداف صدام حسين بالاستمرار في كرسي السلطة كما  هم الذين ساهموا باستمرار  حرب الخليج الاولى سبعة اعوام لتدمير البنية الاقتصادية في العراق وايران.
 الولايات المتحدة هي الابعد في قبول اي حاكم يمتلك الذكاء السياسي ويستعين بخبراء علميين في بناء الدولة وهى الاقرب الى قبول النماذج الهشة مسلوبة الارادة او المثقلة بالمشاكل السياسية او  الاقتصادية او الذين يجيدون تحيير القضايا والازمات لصالح بقاءهم على سدة الحكم وهذه بعض الامثلة:
( جمال عبد الناصر استفاد من حرب حزيران للبقاء في السلطة منذ عام 1967 حتى رحيله 1971 وحافظ استفاد من بقاء الجولان محتلة للبقاء في السلطة حتى رحيله وتوريث ابنه من بعده  والقذافي استفاد  من قضية لوكربي للبقاء في السلطة وعلي عبدالله صالح استفاد من الصراع العشائري ومن قضية توحيد اليمن – وبالمناسبة لم تكن اليمن  بلدا موحدة عبر كل تاريخها في الوقت الذي يسعون لتجزئة العراق الذي كان موحدا على مدى كل تاريخه- وهكذا استفاد العديد من حكام الامة العربية من الازمات التى كانوا هم السبب الاساسى في خلقها  فلا يبقى امامهم  معارضا فردا او حزبا او حتى عسكريا يمتطى الدبابة ويتلو بيانه الاول  مستعدا للنهوض بمسوؤلية دولة معلقة من "كراعها" بقضية دولية).

 والامريكان  يشجعون اي حاكم اهوج يساهم في تدمير بلده وهم قادرين على استثمار كل الاشكال من غباء القادة بما يتناسب مع خدمة مصالحهم الاقتصادية في زمن قد يقع بين 4-8 سنوات وهي دورة الانتخابات الاميركية.

لم تركز العقوبات عل لوى ذراع صدام حسين وحرمانه من المزايا والحركة السياسة المستقبلية كاصدار قرار دولى بسحب سفراء كل الدول من العراق ومنع سفر الدبلوماسيين بكل انواعهم. منح العراقيين الحق في دخول اي دولة بدون تعقيدات والزامهم فقط باحترام قوانين تلك الدول وترحيل ممن يتصرف بخلاف ذلك واعادته الى العراق لكننا نجد الامريكيين يحثون الدول على الوقوف سدا صارما بوجه العراقي اينما حل واعتباره من اعوان النظام حتى لو كان يمتلك كل الادلة والبراهين انه وعائلته من ضحايا نظام صدام.

   وبالامكان ان نستنبط العديد من الاجراءات التي تحرم النظام من العديد من المزايا لكن العقوبات بنيت بعيدا عن حقوق الانسان العراقى  واعتبرته المسؤول على حد سواء في انشاء النظام واستمراره .

ان هذه السياسة التى بنيت على انهاك  الشعب  بفعل العقوبات حولت الشعب الى شعب متعب نفسيا ومعاشيا وبذلك كانت العقوبات في خدمة النظام  ساهمت في اطالة عمره  وساهمت في جعل  افراد النظام وحاشيته  يتسابقون في مجال  الثراء اللصوصى والنهب المستمر لمال الشعب .
ان سلوك هذه السياسة انما هي معادة واضحة للشعب العراقي والتى  تفلسفت في :

1.التعسف في استخدام حق المنتصر.
2.عدم الاهتمام بمعاناة الشعب. ووضعته على حد سواء مع جريرة الحاكم.
3.تغميض وابهام في النتائج المترتبة على العقوبات وتعوميها والتهديد دائما باستخدام الاشد عندما تخفق الاليات الاخرى في تحقيق اهدافها. والتى غلب على الكثير منها المزاجية واللاموضوعية واحيانا الحركات الكارتونية كما حصل في موضوع سكوت ريتر في تفتيشه وزارة الزراعة وكنيسة الزعفرانية او ملفات اساتذة  في جامعة بغداد.
4.لم يتعهد اي قرار باعادة اصلاح العراق وبناءه.
5.ارتبط تسخين وتجميد القضية العراقية مرهونا بمصالح واتجاهات الرئاسة الاميركية وليس جزءا من السياسة الاستراتيجية للولايات المتحدة.
6.ساهمت الولايات المتحدة في انهيار كل البنى الاقتصادية والاجتماعية في العراق منذ وقوفها مع صدام حسين في حرب الخليج الاولى وبالتالى خلقت مناخا مقبولا بعد حرب الخليج الثانية لاصدار قانون تحرير العراق كما لو كان العراق محتلا من قبل دولة اجنبية اخرى وهو اول  قانون  من نوعه وما جاء الا لنظرة اطماع بعيدة المدى في ثروة العراق النفطية وليس حبا بالعراقين .

ان حل المشاكل الدولية العالقة تحت غطاء فلسفي باعتبار الزمن هو العامل الاساسى في تذويب تلك القضايا لهي فلسفة عقيمة تؤدي الى تفاقم المسائل وحتى انفلات السيطرة عليها يقابل هذا الغباء السياسي لحكام معظم  البلدان المتخلفة والتى تمجد الحكم الفردي السلطوي وقد تعلم صدام حسين على المراهنة على الزمن.
ولهذا السبب لم يحاول تغيير اي من نهجه وسلوكه خلال السنوات الاثنى عشر الماضية بل انشغل باعادة بناء قوته الذاتية واعادة رفد حزبه بجيل لاحول له ولا قوة وجد نفسه مندفعا لخدمة النظام تخلصا من طائلة العطالة والغلاء –جيل 20-24 سنة اي انهم من مواليد 1970-1974 والذين ولدوا  في فترة تولى البعث السلطة  وهم لايملكون اي معرفة حقيقية لمعاناة الشعب ولا الى تاريخه المعاصر في فترة التثقيف البعثى المتردية  وهو جيل لم يجد اي مصدر معرفي للمطالعة في طوفان من اعلام كاذب يقوم على التمجيد الفردي النفعي وعلى مدارس فقيرة التعليم فقيرة المصادر المعرفية بعد ان باعت الكثير من العوائل ثروتها الحقيقية من الكتب النفيسة لتتحول الى  اكياس ورقية للعطارين (كيلو بدينار واحد!!!) ولم يكن نصيبه كما كان جيل الخمسينات والستينات .
لقد كانت هذه ماساة جيل الشباب الحالي بسبب العقوبات التى عطلت كل قوى الشعب العراقي والتي استفاد منها النظام  واستفاد صدام من هذه القوى العاملة المعطلة في اعادة بناء قصوره بالرواتب الاسبوعية المغرية في زمن توقفت حركة البناء وتعطل حوالى 40 مهنة في القطاع  العمراني ( بناء-حداد-نجار-كهربائى-قصار-لباخ.... تتبعها مهن اخرى مرتبطة بها اغلبها وجدت نفسها تعمل في اعادة  بناء قصوره).

ان العقوبات في الحقيقة قد مزقت نسيج الحياة اليومية لابناء الشعب العراقي بكافة شرائحه وطبقاته  والا ماذا تفسر ان يبيع استاذ مدرس في الثانوية لفات الطعام لتلاميذه؟؟ وماذا تفسر ارتشاء اساتذة جامعة ؟؟
اليس هذا نتاج عقوبات استثمرها النظام لصالحه ساهمت في تشريد النخبة المثقفة ورحيلهم وهذا مايصب في خدمة النظام الذى حارب الثقافة والمثقفين؟؟

ان مساهمة الولايات المتحدة في عهد الاب بوش (الكارتل النفطى- السياسي)  بالقرارات الصادرة ضد العراق كانت للمساهمة في تعطيل وشل الحياة العراقية وبالتالي المساهمة في اطالة عمر النظام وحصول الانهيار لكي تاتي التدخلات الاجنبية مبررة.
ويبدو ان الامريكان كسبوا الرهان على الزمن وطوروا خططهم للهيمنة على العراق يتوجون ذلك المسعى باحتلال عسكري  لااحد يدرى ماذا سيكون شكله ونتائجه لكنهم بالتاكيد سوف يستثمرون الوضع الجديد الناجم لتحقيق  المراحل اللاحقة التى هي حتما من ضمن مشاريعهم المستقبلية بالهيمنة على عموم منطقة الشرق الاوسط في ظل التشرذم العربي وتهميش القوى الدولية الاخرى بالمناورة على مصالحها في تلك المنطقة.
ان استخدام الامم المتحدة كوسيلة لاستصدار العقوبات ضد الدول لغرض انهاكها والسيطرة عليها لاحقا هو اخطر بكثير من موضوع الحرب ذاتها واتخاذ القرار بشانها لانه التمهيد للحرب استنادا الى ما تفرزه العقوبات  خلال امد قصير او بعيد  والذي يفيد الساعى للحرب في فرض سياسته على باقي الامم وبذلك تتحول الامم المتحدة من مؤسسة عالمية غايتها بناء عالم انسانى افضل الى مجرد مركز شرطة في محافظة صلاح الدين لن يكون مستعدا لسماع اى شكوى من اي مواطن عراقي اخر من المحافظات الاخرى ضد اي فرد في تكريت ان لم يساهم في سجن المعتدى عليه وجلده اضافة الى حقوقه المسلوبة .
ولهذا لا اجد ان اسلوب الولايات المتحدة في هذا المنحى يختلف عن سلوك صدام حسين في استخدام كل مؤسات الدولة للمساهمة في تدمير العقل العراقي الابداعى والفكر الانساني الذى انبثق في بلاد ما بين النهرين وتشريد ملايين العراقيين في شتات الارض لتخلو البلد له من منافسيه واعوانه على حد سواء بعد ان استعذب لعبة  "الجنرال العبقري"   مع الدول الاخرى المجاورة والبعيدة وبعد ان وصلت عقدته في خلق الاعداء ذروتها بالمصادمة مع مصالح الدول العظمى.
ان المشروع التدميرى الذي قاد صدام حسين العراق اليه اجده ايضا نتاج الدول والمؤسسات التى وضعت وطورت خططها للانفراد بالسيطرة العالمية سياسيا واقتصاديا والتى استثمرت غباء صدام حسين السياسي وتطرفه في معادة كل ماهو انسانى النزعة زائدا ما تمتلكه تلك الدول من تقنية معلوماتية متقدمة والة عسكرية ضاربة.
ولا احد يدرى الى متى  ستبقى فلسفة العقوبات سائدة ضد الدول المغلوبة على امرها بسب سياسة حكامها او بسبب رعونة احد افرادها كما في نموذج بن لادن ؟؟
ترى هل سوف تستطيع هذه الفلسفة تاديب بعض الافراد او المنظمات اوتركيع بعض الدول الاخرى في ظل إبطال الحق واحقاق الباطل؟؟      



#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحليم تكفيه الاشارة!!


المزيد.....




- بعد سنوات من الانتظار: النمو السكاني يصل إلى 45.4 مليون نس ...
- مؤتمر الريف في الجزائر يغضب المغاربة لاستضافته ناشطين يدعون ...
- مقاطعة صحيفة هآرتس: صراع الإعلام المستقل مع الحكومة الإسرائي ...
- تقارير: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بات وشيكا
- ليبيا.. مجلس النواب يقر لرئيسه رسميا صفة القائد الأعلى للجيش ...
- الولايات المتحدة في ورطة بعد -أوريشنيك-
- القناة 14 الإسرائيلية حول اتفاق محتمل لوقف النار في لبنان: إ ...
- -سكاي نيوز-: بريطانيا قلقة على مصير مرتزقها الذي تم القبض عل ...
- أردوغان: الحلقة تضيق حول نتنياهو وعصابته
- القائد العام للقوات الأوكرانية يبلغ عن الوضع الصعب لقواته في ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصام البغدادي - فلسفة معاهدة فرساى والوضع العراقي