أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جواد الديوان - كرامة














المزيد.....

كرامة


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 07:42
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


تضخم مفهوم الكرامة في الوقت الحاضرفتكاثرت الخصومات باشكال شتى في محلات السكن وفي العمل والشارع، وتدخلت العشائر والحمولات لحل بعضها، وربما انشطرت عشائر اثر ذلك. ومارس الخصومة ولاسباب تافهة عامة الناس بعد الساسة!، وتتكرر كلمة كوامة وان يحضر الشخص عمامه، وتطورت جلسات الصلح العشائري (الفصل باللهجة الدارجة) وتتضاعف معها الدية. وربما تصور البعض ان الفصل العشائري وجلسات الصلح ترفع عن كاهل الجهاز القضائي مهمات كثيرة. وتبنى رجال دين الامر بحضورهم تلك الجلسات والمساهمة في المناقشة. وتداخلت وتعززت مفاهيم الخصومة داخل العائلة والمدرسة والجامعة والشارع! واضحت لاسباب تافهة جدا. ويكرر الشباب بتصرفاتهم مفاهيم قديمة ظهرت ابان حروب طاحنة لاسباب بسيطة. وربما لم يسمعوا بنماذج من الادب العربي يحدد مفاهيم مماثلة قبل قرون طويلة، ومنها على سبيل المثال:
أَظمأُ إِن أَبْدَى لي الماءُ مِنَّةً ولو كانَ لي نَهْرُ المجرَّة مَوْرِداً
ولو كان إِدراكُ الهُدى بتذلُّلٍ رأَيتُ الهُدَى أَلاَّ أَمِيلَ إِلى الهُدىَ
ورغم المبالغة والتهويل في تقديم معنى الكرامة الا انها تثير حماسة الشباب. وبذلك تصور بعضهم تانيب استاذ له اهانة، او عتاب كبير في السن له اهانة، ومناقشة معه على توافه الامور اهانة. ولم ينفصل الشباب عن التاريخ بعد التغيرات السياسية التي حصلت ويشتكي منها الاهل والمربون والمعلمون وغيرهم.
والشعور بالكرامة مقياس للقيم والثقة بالنفس واحترامها. ويعزز القابلية على الوصول للاهداف، والرغبة في تجربة الجديد من الامور، وباختصار ان الكرامة هي المقاومة لتحديات الحياة. وضعف الشعور بالكرامة فانه يبرز في الاستجابة السريعة لضغط الاصدقاء، واتخاذ قرارات غير صحيحة، وزيادة في احتمالات الاصابة بالكابة والانتحار.
والانسان ذو الشعور العالي بالكرامة يتصف بالعقلانية والواقعية والمرونة في الحياة، والابداع والقابلية على التعامل مع الغير وعدم الاعتماد عليهم، وكذلك الاعتراف بالاخطاء.
والشعور الكاذب بالكرامة قد يعني التكبر والتعالي على الناس ومثال ذلك ما ورد في الادب عبر التاريخ، ولنتمعن بالتالي:
أَرى الخَلقَ دُوني إِذ أَرَانيَ فَوْقَهُم ذَكاءً وعلماً واعتلاءً وسُؤْدُداً
او
وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا وَنَحْنُ العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا وَنَحْنُ الآخِـذُوْنَ لِمَا رَضِيْنَـا
وفي حروب العراق في العصر الحديث (الحرب مع ايران وغزو الكويت وغيرها) ضغط الاعلام حول مسالة الكرامة معززا مفهوم واحد تكرر منذ ايام البسوس وداحس والغبراء وغيرها. وينشغل رجال الدين بجانب الاعلام في البحث عن كل الادانات التاريخية للعدو.
وربما السعادة تعني الشعور العالي بالكرامة. وقد وضححها ماسلو http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=374225
. وببساطة في قاعدة مثلث هناك الحاجات الاساسية للانسان (الغذاء والماء والجنس وغيرها) وبعدها بالاتجاه للاعلى في المثلث السكن والامان والصحة ثم الحب والانتماء وبعد ذلك الثقافة والتعليم والكرامة وفي القمة تتربع تحقيق الذات.
ومن يحقق ذاته يتصف بقبول النفس والغير والطبيعة، وتحركه افكاره (النفس) ولديه دوافع واضحة للانجاز وقابليات على حل المشاكل. وتصفها الابيات التالية بشكل واضح:
سلام على نبعة الصامدين تعاصت على معول الكاسر
وليس على غصن ناعم رشيق يميل مع الهاصر
وذكريات الفشل في الوعي واللاوعي يحملها الانسان، ويصاحبها الخوف والشك وتدمير النفس وكذلك تدمير الممتلكات والسلوك الاجرامي، ومنها ما هو مخفف ان يفتخر استاذ جامعي بها!. وهكذا برزت هذه حال سقوط صنم العراق حين لم يعد هناك خوف لقمعها. وربما سيواجه العراق تلك المظاهر عندما يشب اطفالها بهذا العنف.
ومن اسباب الشعور الواطيء بالكرامة الانتقادات المتزايدة والمستمرة من الوالدين واساءة التعامل مع الطفل، واهماله ورفضه ومعاقرة الخمر والادمان على المخدرات والادوية.



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على داعش
- تحالف دولي لمحاربة داعش
- الجلبي يكرم الاول على قسم الرياضيات- كلية العلوم – بغداد
- سبايكر (ساروا بهدوء للقتل)
- اضطراب الشخصية – النرجسية
- غسيل الدماغ (الجماعات المتطرفة)
- الى اولادي بعد التهجير
- كيانات ثلاث
- الخزرجي والحرب العراقية الايرانية
- هذيان بعد اعلان نتائج الانتخابات
- مهام اهملتها الحكومات المتعاقبة في العراق لتتبناها الحكومة ا ...
- هذيان عشية الانتخابات في العراق
- هذيان سياسي مرة اخرى
- مرشحون!
- التيار الديمقراطي في الحياة السياسية
- العراق، الدولة المازومة
- انتاج الصحة
- ندوة حول واقع حرية التعبير عن الراي في العراق
- ذكريات من اذار 1991
- حرب وحروب


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جواد الديوان - كرامة