أحمد سعده
(أيمï آïم)
الحوار المتمدن-العدد: 4684 - 2015 / 1 / 7 - 23:47
المحور:
حقوق الانسان
في طريقي للبحر الأحمر النهاردة كان الطريق ضلمة أوي، وعواصف رملية صعبة... في أول كافيتيريا نزلت أشتري مية وعصير.. كان واضح إنها فاضية تماما ومفيش غير عربية واحدة بس راكنة قدامها..
رجل ومراته وبنته، كانوا في الكافيتيريا.. حسيت من نظراتهم ليا إنهم عايزين يسألوا عن حاجة أو إن عربيتهم عطلانة... ألقيت عليهم السلام علشان أشجعهم.. وسألني الرجل: لو ممكن نمشي ورا بعض بالعربيات لأنه خايف من الطريق وأول مرة يمشي فيه، وكمان علشان لو حصل أي حاجة قدرية نساعد بعض..
قلتله يسعدني طبعا... الغريب إن طول الطريق بقيت أنا اللي حاسس بالأمان إن لو حصل حاجة هلاقي حد يساعدني، وكمان بقيت حاسس بالتميز إني مسئول عن ناس مش عارفها..
في رست الزعفرانة نزلنا نشرب حاجة، الرست ده كمان كان فاضي ومفيش فيه غير اتنين عمال... قعدنا على ترابيزة واحدة، ومرات الراجل كانت عاملة قطايف بالجبنة وساندوتشات سلمون مدخن وشرائح طماطم وفلفل وخيار وزيتون، وأصروا وحلفوا إن لازم ناكل سوا علشان يبقى عيش وملح..
وعرفت منهم إنهم بيشتغلوا في الإمارات من عشر سنين، وموجودين في مصر في أجازة قصيرة.. وقرروا يزوروا الغردقة لأول مرة.. وقالولي إنهم كانوا بيفكروا يرجعوا القاهرة تاني لما لقوا الطريق صعب..
سألوني لو معايا على اللاب أغاني يحطوها على الفلاشة ويشغلوها في الطريق.. بنتهم 7 سنين أمورة وجريئة، قالتلي أنا عايزة أغنية "هاتي بوسة يابت"..
المفروض إن منطقة شغلي قبل الغردقة بحوالي 150 كيلو، تحديدا المنطقة اللي اتصور فيها فيلم "للرجال فقط"، لكن أنا كملت معاهم من غير ما أقولهم إني عديت مكان شغلي، هكذا أفضل. وبعد كده رجعت...
كنت محظوظ جدا أن أحظى بهذا التشارك والدعم الإنساني، والود والرقي في التعامل من ناس بقابلهم للمرة الأولى..
أنت قادر دائما على أن تستمتع بكل ما تقدمه لك الحياة.. كل ما يلزمك فقط هو البحث عن هذه المنح والهدايا.. البحث عن قدرتك على مشاركة الأحباب والأصدقاء في مباهجهم ومآسيهم.. أنت في هذا العالم تملك فرصة كبيرة لتحيا الحياة..
هاني ومارجريت، ولينا بنتهم، في الغردقة دلوقت بيستمتعوا بأوقاتهم وبأعياد الميلاد المجيد... كل سنة وكل المصريين بخير...
#أحمد_سعده (هاشتاغ)
أيمï_آïم#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟