أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - سوريا بعد ميليس هل هي الفاعل أم أحد الضحايا؟














المزيد.....

سوريا بعد ميليس هل هي الفاعل أم أحد الضحايا؟


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1310 - 2005 / 9 / 7 - 11:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لقد دخلت سوريا النفق من الباب العريض المودي إلى أجندة مجلس أمن موحد وغير قابل للتجزئة في ظل هذا الهيجان الدولي الصامت المترقب لنتائج التحقيق !! وما
يمكنه أن يتمخض عنها من نتائج , وهذا النفق ليس هو استباق لنتائج التحقيق بل هو بداية للنقلة الأولى الدولية تجاه سوريا , دون أن يعني ذلك إثبات التهمة على سوريا أو على أي مسئول سوري فهذا الآن لم يعد مهما كثيرا بالنسبة لنا كسوريين لماذا ..؟ حتى لو اكتفى التحقيق بإدانة هؤلاء الأربعة الأمنيين اللبنانيين فإن هذا قد وضع سوريا في عزلة أكبر وفي حرج دولي لا يمكننا تلمس نتائجه سريعا , وإنما علينا مراقبته ومتابعته عن قرب كي نعرف أين ذهبت هذه السلطة بسوريا ؟
وأنا كمواطن سوري : أتمنى صادقا ألا يكون لسوريا ضلعا في هذه الجريمة البشعة ــ بشعة ليس من زاوية الضحايا وأهميتهم السياسية والإنسانية فقط بل أيضا من زاوية أخرى : إن سلطة تفكر بهذه الطريقة مجرد تفكير : هي سلطة العنف لديها ضد الآخر المختلف ليس له حدود ولا شرائع تضبطه , لأننا نسأل : هل كان المرحوم
رفيق الحريري يهدد سلطة بشار الأسد ؟ فإذا كان التفكير بحل الخلافات السياسية بهذه الطريقة مع شخصية بهذا الوزن وليست من الرعايا السوريين !! على هذا الأساس تصبح المعارضة السورية والشعب السوري الذي يفكر في التغيير الديمقراطي بحاجة إلى حماية من هذه السلطة !! وفي نهاية المطاف يهمني كمواطن عربي
وكإنسان أولا ألا تمر هذه الجريمة وغيرها من الجرائم : بدء بالشهيد الحريري وانتهاء بالشهيد جورج حاوي مرورا بالشهيد سمير القصير , دون معرفة الفاعل وتقديمه للعدالة ..
ولكنني هنا سأتحدث بوصفي مواطنا سوريا : مثله مثل بقية أبناء الشعب السوري سيدفع ثمن لذنوب لم يرتكبها ولم يأخذ رأيه فيها .. وأنا هنا لم يعد يهمني إن كانت هذه السلطة متورطة أم لا سواء بشكل مباشر أم غير مباشر ؟ ما يهمني في الحقيقة أن سوريا كلها دخلت منعطفا خطيرا نتائجه لن تكون سهلة على الشعب السوري
على الأقل بحكم ضعف هذا الشعب في التعبير عن ما يريده وعن مصالحه الحقيقية .
إن خروج القوات السورية من لبنان كان بداية تقليم الأظافر السورية إقليميا , مع ما رافق ذلك من محاولات استنفار إعلامي سوري من أجل علاقة جيدة مع أمريكا , ومن أجل الاستمرار في عملية السلام . واستقبال محمود عباس : وفتح مكتب تمثيلي للسلطة الفلسطينية في دمشق ثم الاعتراف بجواز السفر الفلسطيني ..الخ من أوراق حاول النظام السوري تقديمها لتحسين صورته الدولية عموما والأمريكية خصوصا و الإصرار عل تقديم نفسه للغرب بوصفه الطرف الأكثر علمانية والأكثر قدرة على تحقيق مصالح هذا الغرب الأمريكي ..الخ. وكل هذا لم يفد في رفع الضغط بل على العكس يزداد كلما قدم تنازلا : حتى كثف كبار المسئولين السوريين هذه القضية بالقول : إن المطالب الأمريكية لا تتوقف عند حد كلما قدمنا تنازلا أصبحت المطالب أعلى وأكثر , حتى أن السيد رئيس الجمهورية في مقابلاته وتصريحاته يعلن: لا نعرف بالضبط ما الذي تريده أمريكا ؟
كل هذا مفهوما ولكن الوضع بعد ميليس والتوقيفات اللبنانية للنظام الأمني الموالي لسوريا , سيتغير الوضع نوعيا بمعنى أن سوريا قبل ميليس هي غيرها بعد ميليس
, إقليميا وعربيا ودوليا , ولست مع الذين يشيرون إلى أن سوريا ستدان سواء كانت مذنبة أم لا ؟ هنا ليس الوضع كحال العراق فالتجربة العراقية لن تتكرر أبدا لا في
الشكل ولا في المضمون لسببين :
الأول ــ لأن أمريكا ــ المقصودة بهذا التحليل ــ بحاجة ماسة لإجماع دولي ودور واضح هذه المرة من الأمم المتحدة عبر ميليس بالذات وليس أي طرف آخر , خصوصا بعد قراءة نتائج سياسيتها في العراق وعدم استتباب الوضع العراقي ..الخ من المسببات التي تجعل أمريكا هذه المرة حريصة على كل أوروبا أن تكون معها
كما هي حريصة على أن تتم الضغوط عبر الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن لأنها لا تريد تكرار تجربة العراق , كما أن وضع سوريا في الحسابات الأمريكية يختلف عن حساباتها في الوضع العراقي وهذه النقطة بحاجة لبحث خاص .
الثاني ــ فهو يتعلق بالضبط بأن السلطة في سوريا استطاعت بمهارتها السياسية أن تكشف سوريا دوليا#1 بمعنى لم يعد هنالك طرفا دوليا وخصوصا داخل مجلس الأمن يمكن أن يرفض نتائج التحقيق #2 والتي بناء عليها سيتم صدور أي قرار من مجلس الأمن . خصوصا إذا علمنا أن أمريكا لا تطرح سيناريو التدخل العسكري في سوريا على الأقل حتى مستقبل قريب . ومن جهة أخرى سوريا أضعف الآن من أن تحتاج لمثل هذا التدخل العسكري المباشر .
ستتخذ قرارات من مجلس الأمن هذا مؤكد ولكن ما طبيعتها وما حجمها هذا سيكون مرتبطا بنتائج التحقيق الدولي , وبمدى استجابة سوريا لتطبيق القرارات السابقة في لبنان , وهنا لابد من الإشارة أن موضوع سلاح المقاومة وحزب الله ليس بيد سوريا وحدها .. وهذا ما يزيد من عمق المأزق السوري في طبيعة التنازلات التي تفكر السلطة السورية في تقديمها لامتصاص هذه النقلة النوعية ..بعد ميليس .
اختصارا سيكون هذا الملف اللبناني بكل استطالاته الحريرية وغير الحريرية : هو المعبر للدخول إلى مزيدا من القرارات الدولية والضغوط على السلطة السورية وليس على الشعب السوري الذي لم يكن في البداية ولن يكون الآن .. سوى أن يتحمل نتائج أفعالا لم يساهم بها , وهذا ما سيكون عليه الوضع اللاحق لسوريا حتى:
يأتي الفرج ولكن : لا نعرف من أين؟ .. سيبقى الشعب السوري هو الضحية .. !!!
الهوامش :
#1ــ خصوصا إذا علمنا بعد تغير الموقف الفرنسي : خمس و عشرون دولة أوروبية صوتت في أيار ضد المضي قدما في اتفاق الشراكة مع سوريا وهذا إجماع نادرا ما يحدث .. !!
#2ــ حتى لو كانت هذه النتائج لا تدين سوريا بشكل مباشر : وهذا الخطير في الموضوع أصلا ..!
غسان المفلح ــ كاتب سوري .



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا ليست فوق التاريخ
- يوسف عبدلكي بين سمكة وحذاء نسائي تقف جمجمته حائرة
- بين السياسة وحقوق الإنسان وجهة نظر
- السيد الرئيس بشار الأسد
- رد على الطاهر إبراهيم نغمة تتجدد عند كل اختلاف
- الديمقراطية في سوريا
- الليبرالية خارج النص رد
- رسالة من مواطن سوري إلى حزب الإخوان المسلمين في سوريا.
- المرأة والحداثة .في أفق الماركسية.
- الدستور العراقي والحقيقة السورية.
- الفدرالية العراقية وشرق المتوسط من جديد.
- العلمانية مرة أخرى
- السياسة العربية وغياب السياسة
- الفدرالية العراقية بين سطوة الإقطاعية وولاية الفقيه
- مرة أخرى
- المشروع الغربي والإسلام السياسي
- العلمانية والإسلاموية في سوريا
- الديمقراطية الثقافة والتأسيس
- المرأة بين حقوق الإنسان وجاهزيات الجسد ... وجهة نظر ...


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - سوريا بعد ميليس هل هي الفاعل أم أحد الضحايا؟