|
أديان معلقة بالسماء
ياسين المصري
الحوار المتمدن-العدد: 4684 - 2015 / 1 / 7 - 14:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
1- أديان معلقة بالسماء
« كلّما إزداد الإنسان غباوة .. إزداد يقينا بأنّه أفضل من غيره في كلّ شيء ». د. علي الوردي / عالم اجتماع ومؤرّخ عراقي.
عندما بدأ الإنسان يشعر بمقدرته على التفكير، وبأن وعْياً ذاتياً بوجوده يتشكل تدريجيا لديه، وأصبح بإمكانه أن يدب على سطح الأرض مستقلا عن الحيوانات الأخرى، ويندمج في مجتمعات بشرية، وجد نفسه في مواجة ظواهر بشرية خارجة عن إرادته، تارة تنبع تلقائيا من نفسه وتارة أخرى من نفوس الآخرين، فلا يعرف أسبابها ولا يستطيع التحكم فيها. بعض تلك الأفعال خيّٓ-;-رة تجلب له الفرح والسعادة مثل الحب والجنس والعطف والحنان ...، وبعضها شرِّيرة تسبب له الألم والتعاسة مثل القتل والسلب والنهب والسرقة ...، كما أدرك أن الطبيعة من حوله تنعم عليه بضوء الشمس والقمر وبالماء والزرع والضرع وتقسو عليه بالزلازل والبراهين والعواصف والفيضانات المدمرة . فراح يسأل عن أسباب تلك الظواهر ودوافعها وكيفية تجنبها أو الخلاص منها ومن عواقبها. لم يتوصل عقله البدائي إلى إجابة في ذلك الوقت ، فنسبها إلى آلهة، وتصور أن هناك - في علم الغيب - آلهة خيّٓ-;-رة ترضى عن أفعاله الطيبة فتكافئه عليها، وأخرى شرِّيرة تغضب من أفعاله السيئة فتعاقبه بسببها، فصنع لها التماثيل والأيقونات والرموز وبنى لها المعابد ونسج حولها الأساطير والخرافات، واخترع لها النصوص والطقوس والعبادات ، وراح يتقرب إليها بالأدعية والبخور والأحجبة والقرابين والأضحيات، وينتظر منها أن ترفع مقتها وغـضبها عنه، وتخلصه من معاناته وهمومه وآلامهم، وتحقق له احتياجاته المادية والنفسية في حياته.
ولأن الآلهة من صناعة الإنسان ، فمن طبيعتها أن تفشل دائما في التعامل معه، فلم تستجب لمتطلباتهم ، وظل الناس يتعرضون للخير والشرِّ على حد سواء حتى جاء في القرن الرابع عشر قبل الميلاد العبقـري المصري الذي عرف في بداية حياته بإسم "أمنحتب الرابع ، ت عام 1336ق.م" وتفـتقـت قـريحـتة عـن فكـرة " خبيثة " هي توحـيد الآلهة في إله واحد، هو " آتون " (= الشمس) الذي يظهر كل يوم في السماء، ليملأ حياة البشر بالدفء والضياء والخير والنماء، ونصَّب نفسه مندوبا له على الأرض بـاعتباره "أخناتون" (= الروح الحية لآتون) ، ومن هنا كان أخناتون بحق هو أبو الأنبياء والرسل جميعا، إذ احتل منصبه فيما بعد عدد لا حصر له من الأنبياء والرسل، والخلفاء والتابعين لهم من الرهبان والكهنة والمشايخ والدعاة .... وكل دجَّال يزعُـم أنه يعرف ما يريده "الله" ورسوله من البشر!!!
كانت فكرة أخناتون مجرد عمل سياسي رفيع المستوى، يهدف به إلى إحكام سيطرته وزيادة نفوذه على المواطنين، والتملص من المسؤولية السياسية تجاههم، وإلقاء أسباب فشله على عاتق قوة غيبية واحدة تكمن بعيدا عنهم بحيث لا يمكن لأحدهم الوصول إليها ومحاسبتها. مزيد من التفاصيل في كتاب "أخناتون" تأليف: الدكتور سيد كريم ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة 1997. وكتاب إخناتون أبو الأنبياء ، تأليف: سعد عبد المطلب العدل ، مكتبة مدبولي ، القاهرة 2007.
بعد موت إخناتون لم تصمد فكرته أمام غضب الرهبان وسدنة المعابد الذين قُطِعت أرزاقهم بسببها، فقضوا عليها وأعادوا الآلهة الوثنية مرة أخرى إلى معابدهم. ولكن الخبثاء من البدو العبرانيين تلـقَّـفوها ودمجوها مع أفكار خرافية أخري كالسومارية والكنعانية .... ، وصنعوا منها الديانة "اليهودية" الخاصة بهم والتي أصبحت فيما بعد مصدرا أساسيا، للديانة المسيحية ثم - وعلى وجه الخصوص - للديانة الإسلاموية. أنظر : كتاب تهويد التاريخ، توت عنخ أمون، مؤامرة الخروج، تأليف : أندرو كولينز وكريس أو جيلفي - هيرالد، ترجمة: رفعت السيد علي، دار العلوم للنشر والتوزيع القاهرة 2005.
نسبت الأديان الثلاث المعَلَّقة بالسماء إلى نبي اليهود الوهمي "إبراهيم" أو "أَبْرَام" بالعبرانية، واختزلت الآلهة المتعددة في إله واحد أحد لا شريك له، ووضعته في السماء السابعة على أبعد ما يكون عن البشر، وجعلت منه "سوبر إله"، أكبر من كل الآلهة وأعلم بكل شيء وأقدر - منهم - على فعل أي شيء، وهو قابع على عرشه . وبعدما نزل مرة واحدة إلى الأرض ليقود القتال مع شعبه المختار، تقاعد عن العمل وتوقف عن الحركة واكتفى - من حين لآخر - بإرسال الرسل والأنبياء حاملين تعليماته (وإن شئت قل هلوساته) إلي البشر، واعدا إياهم بالثواب لمن يلتزم بتنفيذها والعقاب لمن يخالفها، فـ{من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها}. وكي يخالفون تعليماته، أنزل إليهم "الشيطان" من السماء إلى الأرض ليوسوس في صدورهم، وبذلك يكون قد وضع نفسه ندًّا لـ"الشيطان" على أساس هو مصدر الخير والآخر مصدر الشر للبشر . تقاعد "الله" عن العمل، فانقطعت علاقته بالأرض، ولم نعد نسمع منه شيئا، فكثر الكلام عنه وعن شيطانه ، وأصبح هو المشكلة الحقيقية للإنسان في هذه المنطقة التعيسة.
وقد أصاب العبقري السوري أبو العلاء المعري في قوله: لما جهلتَ من الطبيعة سرَّها وأقمتَ نفسكَ في مقام مُعلِّل صوّرْتَ ربّاً تبتغي حلاً به للمشكلات فكان أعظمَ مُشْكل
في الكتاب العبراني المقدس، تقاعد هذا الإله الواحد الأحد الذي لا شريك له عن العمل بعد أن خلق السماوات والأرض، ثم النباتات والحيوانات {فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَئ} (التَّكْوِينِ 1: 1)، {والحياة النباتية ثم الحيوانية على الأرض} (التَّكْوِينِ 1: 11-13، 20-27). الأمر الذي اتفق مع العلم الحديث الذي يخبرنا أن الفضاء والمجرات والنجوم (السموات) قد تكونت أولا قبل كوكب الأرض. وأخذت عملية الخلق من وقته ستة أيام، واستراح في اليوم السابع (= السبت) فباركه وقدسه : {1 فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُْندِھَا. 2 وَفَرَغَ االلهُ فِي اْليَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِه الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي اْليَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِه الَّذِي عَمِلَ. 3 وَبَارَكَ االلهُ اْليَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِن جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ االلهُ خَالِقًا}. (تكوين 2).
وعندما انبثقت الديانة الإسلاموية من رحم العبرانية كان إله البدو العربان قد نسي ماذا خلق أولا. ففي سورتي السجدة 41: 9-12 والبقرة 2: 29، من قرآن المتأسلمين نجده خلق الأرض قبل السماء. بينما في سورة النازعات 30 - 27 :79 يقول أنه خلق السماء قبل الأرض. كما نسي عدد الأيام التي تمت فيها عملية الخلق ، فيكرر سبعة مرات في سُوَر (ألأعراف 7: 54؛ يونس 10: 3؛ هود 11: 7؛ الفرقان 25: 59؛ السجدة 32: 4؛ قاف 50: 38؛ الحديد 57: 4) أنه خلق الأرض والسماء في ستة أيام ، بينما في سورة حم والسجدة 41: 9-12 يقول أنه خلق السماء والأرض في ثمانية أيام ثم استوى على العرش!!؟؟ هذيان في هذيان .
ولأن هذا الإله لا تدركه الأبصار ولا تلمسه الأيدي فقد تمت "شخصنتة" بصفته "قادر على كل شيء" وله أيدي يبطش بها وأعين مسلطة على أفعال البشر وتصرفاتهم، وجعله يتدخل في أفعالهم ويراقب ضمائرهم ونواياهم على مدار الـ24 ساعة. فراح يدس أنفه في صميم حياتهم ويبث الإحساس بالغـرور والغطـرسة في نفوسهم تارة بادعائه أنهم : "شعب آلله المختار" ، وتارة بأنهم : " خير أمة أخرجت للناس".
ولكن ديانة البدو العربان لم تكتفِ بشخصنة الإله بل "أسلمته" أيضا ، ليكون "الدين لله كله". {ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه} آلِ عمران 83-3. تمت أسلمة الإله وهو قابع على عرشه في أبعد نقطة عن الأرض ، ليصبح شماعة مستديمة لأفعال البشر الخيرة، أما السيئة فمن الشيطان الخنَّاس الذي يوسوس في صدور الناس . بذلك أصبحت حياة البشر وتاريخهم في هذه المنطقة الموبوءة بهذا الهراء غير مستقل عن دين الله، الذي يقوم على إعداده ورعايته وتسويقة جيوش مجيشة من العملاء والمرتزقة وقطاع الطرق والمجرمين ... العاملين في المؤسسات الرسمية أو غير الرسمية. على أساس أنهم يعرفون حق المعرفة ماذا يريد "الله" من الإنسان في أي مكان أو زمان. بصفتهم ورثة الأنبياء وحماة الفضيلة والأخلاق!!
إن الزعم الإلهي بأن مجموعة من البشر الأجلاف الأقذار هم خير أمة أخرجت للناس يزيدهم ويزيد المنتمين إليهم غرورا وغباءً ومن ثم يزيد من يقينهم بأنهم أفضل من غيرهم في كل شيء كما قال الدكتور علي الوردي . ويجعل منهم ومن أخلاقهم وتصرفاتهم - مهما كانت - توابع لدين موصوم بـ"دين الحق" بغير حق على الإطلاق!! ، فيزداد غرورهم وتستفحل شرورهم كل يوم.
ولأن مصدر الخير والشر هو الإنسان وحده ولا علاقة لأي إله أو شيطان (مزعومين) بهما، فلم ولن يتوقفا أبدا مالم يعرف الإنسان طريقا يقرِّبُه من الإنسانية ويعرف كيف يتعامل مع أخيه الإنسان. وينمي في نفسه ونفوس الآخرين بذور الخير الكامنة وراء كل الشرور سواء النابعة من ذاته أو من ذوات الآخرين.
وفي الوقت الذي تخلصت فيه (ولو إلى حين) الديانتين اليهودية والمسيحية من سيطرت الإله، وتركته وحده مع هزيانه يقبع في المعابد الرطبة المعتمة منتظرا من يحتاج إليه، عمد زبانية إله الأسلمة الذين يرتزقون من ورائه إلى إدخاله عنوة في بيوت الناس وأماكن نومهم وفي أكلهم وشربهم وقضاء حاجتهم وفي أماكن أعمالهم، جعلوا منه عيونا تراقب ضمائرهم وتعد عليهم أنفاسهم من خلال هلوسات إلهية تربط الأساطير والخرافات بواقع الحياة ومتطلباتها، وقالوا أنها أنزلت من عنده على "خير المرسلين" وآخر الأنبياء وسيد الخلق أجمعين. ونصبوا أنفسهم حراسا عليها. وبذلك أصبحت البلشفة الدينية كاملة والفاشية الإسلاموية في أعلى درجاتها، الأمر الذي أدى بالضرورة إلى السيطرة على عقول ومشاعر المتأسلمين وتحويلهم إلى أدوات ساحقة ماحقة لأنفسهم ولغيرهم من البشر !!
هذه الفاشية المقدسة تتيح لكل من هب ودب أن يهزي بدوره تبعا لرغباته ونزواته وينسب هزيانه عبر عنعنة متفق عليها إلى نبي تمت صناعته واسطرته مسبقا، بحيث يستوعب مزيدا من الهزيان وفيضا من الهلوسات. لقد أصبح الهزيان الإلهي قناعا يخفي وراءك قدرا كبيرا من الفساد والفجور والانحطاط الخلقي والسلوكي، مالم تظهر جميعها مرة واحدة لتكتسح الإنسانية أمامها بإسم الله الأكبر ونبيه الأكرم!!
من هنا وقع المتأسلمون أينما كانوا في فخ الهمجية التاريخية المستدامة دون غيرهم من البشر، إذ لا يوجد أي شعب في العالم أجمع يثقل الماضي كاهله ويرزخ تحت وطأة وعنف تاريخه مثل الشعوب المتأسلمة عامة والناطقة بلغة العربان خاصة، فكثير من الشعوب وقعت في وقت ما تحت طائلة الهمجية والعنف والإرهاب ولكنها سرعان ما تخلصت منها وعادت إلى مسار الحياة الإنسانية الطبيعية. وأصبحت تلك الأوقات العصيبة في حياة تلك الشعوب مجرد تاريخ تأخذ منه العبر بحيث تمنع حدوثها مرة أخري في وقت قريب على الأقل.
لقد كفت شعـوب كثيرة عن الخلط بين ما هو « ديني - أسطوري - غيبي » وما هو « دنيوي - تاريخي - واقعي »، مما أتاح لها أن تري الصورة الفعلية للوقائع الحياتية واضحة ومحددة بحيث يمكنها التعامل معها بموضوعية بعيدة عن المزاعم الخرافية ذات السمات الدينية. فإذا تعرض جيش من جيوشهم - مثلا - لهزيمة ما ، فإن تلك الهزيمة ليست غضبا ومقتا عليهم من "الله" بأي حال من الأحوال بسبب ابتعادهم عن دينه ، أو أنها امتحانا منه على صبرهم وجلدهم، ولكنها نتيجة حتمية لفساد المسؤولين وانحطاطهم وعدم مقدرتهم على الإعـداد العلمي السليم ، خاصة وقد التهوا في جمع المال وملذات الحياة، هكذا!!
هكذا، أصبح العربان والمستعربون المتأسلمون مكبلون دائماً بهزيان ماضيهم السحيق، لا يستطيعون الفكاك منه، وكلما غاص حاضرهم كل يوم في الوحل ، كلما انغمسوا في هذا الهزيان ، فيصبح سمة دائمة من سماتهم وعادة يومية من عاداتهم ، مما يسد عليهم كافة السبل المؤدية إلى علاج حاضرهم المريض واستشراق مستقبلهم القريب أو البعيد. لذلك يسعى الكثيرون منهم إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء عشرات المئات من السنين ، لإعادة ذلك الماضي ، الذي تعاد قراءته المبهرة والخادعة كل يوم عشرات المرات من قِبَل المتدينين وحراس العقيدة، على أساس أنها تقاليد يجب التسليم بها وضرورة اتباعها، هذه الأمور وغيرها تحتم على الباحث المحايد أنّ يتعامل بقدر كبير من الدقة والارتياب مع تلك التقاليد المسَلَّم بها سلفاً تحت إصرار وعنف التراث الإسلاموي، خاصة عندما يتناول بدايات الإسلام . صحيح أن هذا الأمر لا ينطبق على الإسلام تحديدًا، بل يمتد بالمثل ليطال كلّ الأديان والعقائد وربما التيارات الفكرية، عالمية كانت أم محلية ، حيث يلعب الخلط بين ما هو « ديني - أسطوري - غيبي » وما هو « دنيوي - تاريخي - واقعي »، دورا كبيرا في تشويش الصورة الفعلية للوقائع الحياتية وفي كيفية التعامل معها. الأمر الذي يثير في وجه الباحث "المحايد" ما لا طاقة له على تحمله من المشاكل ؛ مهما كانت قدراته وعلومه ومواهبه.
من أين جاء هذا الخلط ؟ وما هو الهدف ورائه؟ لا شك في أن المشكلة الرئيسية للتاريخ الإسلاموي المبكر هي التدوين. فقد كان التناقل الشفوي هو المسيطر على نقل الأحداث والنصوص دون أي دليل مادي يمكن الاعتماد عليه. حتى القرآن، نفسه لا نمتلك دليلاً مقبولاً حول وجوده بأيّ شكل قبل العقد الأخير من القرن السابع. كما أن الروايات المزعومة لأحداث تاريخية وقعت في القرن السابع قد تفيدنا إلى حد ما في دراسة الأفكار الـدينية الـتي سادت في القـرن الـثامن. إذ يخـبرنا « القرن الثامن » هذا، بصريح العبارة أنّه كان حقبة ترسّخ فيها تشظّي « أمة الإسلام » إلى فرق وأحزاب متطاحنة متناحرة، يسعى كلّ منها إلى دعم هزيانه بترسانات لاهوتية من أحجار عقائدية وتاريخية تُنسب إلى النبيّ ذاته أحياناً وإلى المقرّبين إليه من الصحابة أحياناً أخرى. لذلك، إذا ما أخذنا التراث الإسلاموي ككلّ، خاصة ما يتعلق منه ببداية الأسلمة ، فسوف نجد الخبر ونقيضه؛ روايات متباينة - بل ومتعارضة - للحدث الواحد؛ إختلافات صارخة حول قيمة هذه الشخصية أو تلك؛ إختلاقاً لشخوص وحوادث لم يكن لها وجود قط، تدعم جميعها التوجه العقائدي للتيار أو الفصيل المُخْتَلق؛ وتخفي أمورا مفصلية لا تتناسب مع ميول الكاتب وأهوائه.
في القرن الثامن عندما اغتصب العباسيون السلطة من الأمويين وعمدوا إلى إبادتهم بالكامل ، إزدات الأمة الإسلاموية فرقة وانقسمت إلى أحزاب و ملل كلها يكفر بعضها البعض و يقتل بعضها البعض و كل حزب بما لديهم فرحون يظنون أنفسهم الفرقة الناجية وأصحاب الحقيقة المطـلقة كما هو الحال في الوقت الحاضر. فإن دل هذا على شيء إنما يدل على وجود خلل في النصوص المقدسة التي يستعصي فهمها بشكل سلس و سهل أو يستحيل ايجاد فهم مشترك لها ... فالنص الاسلامي يعزز الاختلاف و لا يقلل أو يحد من التفرقة بل يغذيها ... فكيف لأمة تباينت نصوصها المقدسة واستصعبت عليها فهمها أن تكون أمة متوحدة ... وكيف لأمة تفرقت وتشرذمت الى جماعات وفرق يكفر بعضهم بعضا أن تكون نموذجا في الاخلاق والآداب العامة؟؟
2- شك بلا نهاية تبعا للموروث البدوي العروبي ، بدأت الشكوك في صحة الديانة الإسلاموية منذ ظهورها المفترض في مكة، ووُصِف نبيها من قبل أهله أنفسهم بالدجال الكذاب والساحر المجنون ، فعقد تحالفا إجراميا مع صعاليك تهامة، ليقتل بنفسه أو يسارع أحدٌ من أتباعه الصعاليك إلى قتل المعارضين له والمشككين في نبوته. وأصبح هذا الأمر سنة نبوية يتأسَّى بها ورثته من المتأسلمين . وكان لابد لحواة الدين وحراس العقيدة من التعامل مع تلك الشكوك و محاولة معالجتها تحـت بند "درء الشبهات" ، ولأنها حقائق دامغة، كان لا بد أن تكون معالجتهم لها ساذجة وأدلة ضحدها لا يصدقها أكثر الناس غباءً .
وتحت وطأة الطغيان الفاشي الذي فرضته الديانة منذ بدايتها بصفتها " دين الله " أو " دين الحق " لم يلتفت عامة الناس إلى تلك الشكوك . وظلت حبيسة في أدراج العلماء والمؤرخين الجادين لسنوات طويلة ، إلى أن جاء الإنترنت ليسلط الضوء عليها ويبرزها من جديد في دوائر المعارف والأبحاث العلمية والإلكترونية. إن أبسط بديهيات العقل البشري الناضج تشير بوضوح إلى أنه : إذا كان هـذا الـدين هـو " دين الله " أو " دين الحق " كما يَزعم التراث العروبي ، فيجب ألا تحوم حوله أية شبهات أو يتطرق إليه أدنى شك !!. وإذا كان " الله " عليم خبير وقادر على كل شيء بالفعل ، وأنه - على حد زعمه - خـلق الإنسان في أحسن تقويم، فلماذا لا تكون كلماته (المزعومة) في أحسن تقويم أيضا، أي واضحة وضوح الشمس ومحددة تماما بحيث لا تقبل أي لتٍّ أو عجنٍ.
في مطلع القرن 19 أعرب الباحث بتاريخ الإسلام غوستاف فرايتاغ (1788 - 1861) عن عدم ثقته بأخبار الموروث الإسلاموي ووصفها بالمكذوبة والملفقَّة، خاصة تلك التي تناولت الطقوس الوثنية حول كعبة ما قبل الإسلام، فالروايات عن الأصنام حول المعبد المكي حملت الكثير من التناقضات، خاصة وأن المكان تحول فيما بعد إلى شعيرة إسلاموية، بأوامر إلهية؟؟!!، ناهيك عن تعارضها مع روح القرن السابع الميلادي. واجتياح التصورات اليهودية - المسيحية للمنطقة، والتي أبطلت عبادة التماثيل منذ زمن طويل، وأيضاً فيما يكشفه الموروث الإسلاموي من ارتباك عند حديثه عن الأحناف والشعر الجاهلي، وما تضمنه من أفكار قرآنية مباشرة، تصل أحيانا إلى حد التطابق في العبارة والدلالة. كما أن الخطاب القرآني يعكس صورة عن جدل حاد بين أهل الكتاب، ممزوج بمرارة الشكوى، ولا يعكس جدلا مع عبدة التماثيل كما حدث مثلا مع النبي العبراني إبراهيم ووالده، وكما أراد أن يوهمنا به الموروث. ولعل تحول الكعبة من طقس وثني إلى طقس إسلاموي دليل دامغ على زيف تلك الادعاءات. المصدر : 1. https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=566826013343702&id=564296350263335 2. http://www.il7ad.com/topic/69602
وفي نهاية القرن 19 قدمت باتريشيا كرونه، التي تعتبر من أشهر وأهم العلماء في مجال دراسة التاريخ الإسلاموي المبكر، حججاً قوية عن أصول الإسلام ومصادره وكتابة تاريخه في عملها مع الباحث مايكل كوك: الهاجريون Hagarism صناعة الإسلام (1977)، ترجمة الأستاذ نبيل فياض 1999. وإحدى الأطروحات المميزة في هذا الكتاب تتلخص في: .1 أن مكة لم تكن المقام الإسلاموي الأول، فالأدلة تشير جميعها بوضوح إلى وجود حرم أو مقام أكثر أهمية في شمال غرب جزيرة العرب، .2 وأن نبي الأسلمة إن وجد تاريخيا لابد أن يكون ذلك في مكان آخر غير مكة . .3 وأن نص القرآن ظهر في فترة متأخر جداً عما هو معتقد في التراث الإسلاموي. إذ أنه لا يوجد أي دليل قاطع يثبت وجود القرآن بأي شكل من الأشكال قبل العقد الأخير من القرن السابع الميلادي. وأن الفتوحات العربية سابقة لمرحلة تأسيس الإسلام .
ويقول الأستاذ نادر قريط : وقد حاول المؤرخ والباحث كارل هاينس أوليج K. Ohling مع فريق من الباحثين في جامعة سارلاند الألمانية كشف الغموض الذي يلف ماضي الإسلام المبكر. وإزالة ركام الأسطرة عن الحقبة من القرن السابع الميلادي. ولاحظ الأستاذ قريط أن القليل من علماء الإسلامويات إلتفتوا إلى أن القرآن لم يقدم أية إشارة عن سيرة محمد المكي، وأن كل المعلومات عن سيرته نجدها في كتب السيرة التي ألفت في بداية القرن التاسع والقرن العاشر. أولها سيرة ابن هشام المتوفي عام 768م 101ع، والتي اعتمدت على سيرة مفقودة لابن إسحق المتوفي أيضاً عام 768م (ولا ندري إن كان ذلك حقيقة أو وهم). ثم كتاب المغازي للواقدي (توفى عام 822م ،207ع)، وكتاب طبقات ابن سعد (توفى 845م ، 221ع)، وتاريخ الطبري (توفى 922م ، 310ع). ومجموعة كتب الصحاح الموضوعة جميعها في القرن التاسع الميلادي وهي: البخاري (توفي 870م ، 256ع) مسلم (توفي 875م ، 262ع) ابن ماجه (توفى 886م ، 273ع) ابن داوود (توفى 888م ، 275ع) التلمذي (توفى 892م ، 279ع) النسائي (توفي 915م ، 303ع). ويضيف الأستاذ نادر قريط ملاحظة ذات دلالة قوية بقوله: " والشيء الغريب أن كل صحاح السنة كُتِبت تقريبا خلال جيل واحد من الكُتَّاب، وهذه مسألة في غاية الأهمية؟!". أنظر مقالات الأستاذ نادر قريط في أكثر من موقع على الإنترنت أو على مدونته الخاصة على العنوان التالي: http://www.nkraitt.blogspot.pt
سوف نعرف فيما بعد أنه عندما رجع بنو العباس من معقلهم في خرسان عـلى أكتاف جيش جرّار من أهلها بقيادة أبي مسلم الخرساني، اصطحبوا معهم أولئك آلأشخاص وجميعهم من أصول فارسية ذات خلفية ثقافية ساسانية - زرادشتية، وقد تشبعوا بعقيدة العباسيين السياسية والدينية التي تعلوا من شأنهم بصفتهم "آل البيت" النبـوي وأنهم أحق من الأمويين بحكم المنطقة. فكتب أولئك الفارسيون لهم مجموعة من الكتب السابقة الذكر والتي وصفت بـ"الصِّحاح" ووضعت في الخزائن لا يطّلع عليها عامة الشعب ، وربما عرف بعض الناس بالقليل منها ، والذي قُدّٓ-;-م لهم حسب مقتضيات الأمور وبصورة منتقاة بعناية بهدف التحايل عليهم وخداعهم ، أو فرضها عليهم بالقوة ، كما كان عليه الحال دائماً قبل وجود الإنترنت وامتلائه بالحقائق عن هذا الديانة الملفقة . فهذه الكتب ألفت وكتبت أساسا للنخبة من ابناء الحكام العباسيين واتباعهم من المقربين وكانت تمثل جزءا من ارادة ورغبة وشخصية الحاكم .
لا شك في أن كتاب الدكتور سليمان بشير "مقدمة في تاريخ الآخر، نحو قراءة جديدة للـروايـة الإسلامية"، والذي نشر في القـدس عام (1984)، ودفع حياته ثمنا له على أيدي الرعاع من طلبته المتأسلمين ، يعد عملاً بالغ الأهمـية وسباقاً في مجال دراسات التـاريخ الإسلاموي. فقد ألقى الضوء على إشكالية تاريخ الفـترة الأولى من الإسلام، وغياب أيـة أدلـة على وجود دين بهذا الإسم قبل فترة عبد الملك بن مروان (685 - 705م)، ومع هذا الغـياب تـظهر الروايات الإسلاموية كمصدر وحيد برغم ما تعانيه من إشكاليات متعـددة، فتواريخها مضطربة إلى درجة كبـيرة حتى أن المرء يعجز عن إيجاد تاريخ واحد مـتـفـق عليـه بـين مخـتلـف الروايات. يقول بشير: "يبدو هذا جليا في قضـية مثل عملية جمع القرآن التي تنسب إلى عثمان بن عفان، إلا أنه توجد روايات أخرى تنسبها إلى أبي بكر الصديق أو عمر بن الخطاب، في حين تتحدث روايات أخرى عن عملـيات جمع تمت على عـهد محـمـد نفـسـه. أما الـرواية الـشـيعـية فتعطي لعلي بن أبي طالب دورا ممـيزا في هذا الأمر، بل يصل الاضطـراب إلى الحَجَّاج الذي قـام بـتـنـقـيـط الـقـرآن، وربما بجمعه وتحقـيقه كما أشار إلى ذلك الإمـبـراطـور الـبـيـزنـطي لـيـو الـثالث في مراسـلاته مع عمر بن عبـد العـزيز، حيث بين له كيـف أن الحجاج (632م) قام بإتلاف "كتابات المهاجرين" و"إنه جمع كل كتاباتكم القديمة وألف أخرى حـسـب مـيوله ووزعـها على أمـتك في كل مكان.... ولم ينج من هذه الإبادة سـوى الـقلـيل مـن أعـمال أبي تـراب لأنه لم يـستطع القـضاء عليها كليا". بل يتعلق هذا التضارب بالرسول نـفـسـه، بـين روايات ثـبّتت أميته وأخرى تجعـله يتقن الـسريانية الـتي علـمه إياها جبريل. فضلا عن إننا لا نعـرف بـشـكل دقيق عـدد أبـنـائه ولا حتى سنة ميلاده أو وفاته. وتلك هي أيضا حال الـروايات الـتي تتـناول نـسب الرسول، فهي مضـطـربة بـشـكل كـبـير على العكـس من الـرواية الـسائدة والـتي تجعله ابن عـبد الله بن عـبد المطلب بن هاشم، مما دفع بعض إلى اعتباره مجهول الـنـسـب. بل أن هناك رواية تُنـسب إلى عمر أنه سأله "يا رسـول الله مالك أفصحـنا ولم تخرج من بين أظهرنا؟ قال: كانت لغة إسماعيل درست فجاء جبريل فحفظتها".
ويقول الأستاذ محمد النجار:"لا يخفى علينا أن السيرة النبوية ، بصحيحها وضعيفها، مكتوبة بعد أكثر من قرن ونصف من وفاة النبي محمد، اعتمد فيها الإخباريون على قناة شفوية تمر من جيل إلى جيل ، عبر قال فلان وقال فلتان وحدثني علان. وهذا النوع من الأخبار يدخل في باب الموروث الشعبي والإشاعات والأساطير أكثر مما يدخل في باب الحقائق التاريخية". المصدر: الحوار المتمدن، قراءة في بعض السيرة النبوية 3/1 بتاريخ 11/6/2010.
كما يقول الدكتور هشام جعيط: "نحن لا نعتد على ما أُكْمِل به الإسلام فيما بعد من سيرة وتاريخ وطبقات وحديث، لأن القاعدة أن كل ما دُوِّن بعد مائة سنة من الحدث فاقد لثقة المؤرخ". المصدر: في السيرة النبوية ج1، الوحي والقرآن والسنة، دار الطليعة للطباعة والنشر بيروت لبنان، ط2، مايو 2000. وقد تحامل الأستاذ مصطفى صادق الرافعي كثيرا على الدكتور طه حسين بسبب كتابه "في الشعر الجاهلي" واتهمه بالجهل ، وقال عنه إنه قرر: أن القرآن وضع إنساني فيه خرافة وفيه الكذب وأن النبي رجل سياسي فلا نبوة ولا رسالة، وأن أئمة المسلمين يكذبون في تأويل تاريخهم ويؤيدون هذا التاريخ بقول الزور والانتحال، ويستشهدون لقرآنهم وحديث نبيهم وهما أصلا الدين كله بشعر لفقوه تلفيقاً ونسبوه إلى أشخاص خلقوهم خلقاً، وما يؤثر عن شيء اسمه امرؤ القيس وغير امرئ القيس لا يوثق به، إذ لم يكن من هواشي، فالأحاديث الصحيحة كذب وأسانيدها التي حققها العلماء وحفظوها وتناقلوها وأجازوها كذب. أنظر: كتابه (تحت راية القرآن ،، ص146، دار الكتاب العربي، بيروت، 1421هـ، 2001م). أما الباحث الفرنسي الفرد لويس دي بريمار فيقول في كتابه "تأسيس الإسلام: بين الكتابة والتاريخ"، والصادر عن "دار الساقي" (ترجمة عيسى محاسبي) إن : 1 - " إسم محمد لا يظهر في القرآن إلا أربع مرات فقط: مرتيْن لتأكيد أنه رسول الله، ومرة ليقول إن القرآن "أُنزل" عليه، ومرة ليقول عنه، في سياق يخصُّ التلميح إلى إحدى زيجاته المثيرة للجدل، بأنه خاتم الأنبياء. بل هي الحالة الوحيدة التي يظهر فيها، إلى جانب محمد، اسم زيد أحد أصحابه. ما عدا زيد هذا، القرآن لا يقول شيئًا عن "كبار الصحابة" التاريخيين المذكورين في كلِّ روايات السيرة إلى جانب محمد كما لو كانوا شُركاءه في التأسيس: أبو بكر، عمر، عثمان، علي، وآخرون كثيرون. ولا شيء عن من كانوا يكتبون له، وعن المقربين إليه،... إلخ. أُشيرَ مرارًا لبعض زوجاته ولكن بصورة جدّ ملتوية ودون إعطاء أي اسم. إذا كان لا بدَّ لنا من الاعتماد على القرآن وحده، فربما نكون عاجزين عن معرفة مَن هو المقصود وخاصة ما هو المقصود. 2 - ولا يظهر اسم مكة إلا مرة واحدة في القرآن (سورة 48، الآية 23) بصدد حدث ما، إذا ما تقيَّدنا بالنصِّ، لن نفهم ما هو هذا الحدث. واسم قريش يظهر مرة فقط في نصٍّ صغير قديم ومبتور، يَصعب تنزيله في سياق دقيق، وليس فيه حتى الإشارة إلى أنَّ المقصود هي القبيلة التي ينتمي إليها محمد وأهمُّ الصحابة المؤسِّسين؛ هذا النص المؤلف من بضعة سطور، الذي تتألَّف منه حاليًا السورة 106، أسال كثيرًا من الحبر والخيال من أجل إيجاد تفسير ممكن له. 3 - لا يظهر في المصحف أي اسم لقبيلة من الحجاز. فإذن لن يكون بإمكاننا بالقرآن معرفة بعض عناصر المحيط الاجتماعي والتاريخي الهامة الذي وُلد فيه الإسلام ولا حتى بعض المعطيات الوثيقة حول شخصية مؤسِّسه. 4 - لدينا تلميحان لغزوتين: غزوة بدر، مرة واحدة (آل عمران، آية 123)؛ ويوم حُنين، مرة واحدة (التوبة، آية 25)؛ وفي كلِّ مرة ليقول القرآن إن الله نصر المسلمين. كلُّ هذا على مستوى المعلومة، هو بالأحرى هزيل مقارنة بالتفاصيل الغزيرة اللاحقة في الأدبيات الإسلامية عن غزوة بدر مثلاً: إنها الملحمة الإسلامية بامتياز التي سترسم تفسيراتها المتأخِّرة الإطار الذي عُرِّفت فيه تشريعات تقسيم الغنائم. 5 - اسم دار الهجرة، يثرب (المدينة فيما بعد)، يظهر مرة واحدة في القرآن (الأحزاب، الآيتان 13- 14)، وعلى ما يبدو في سياق شقاق وحرب، ولكن الإشارة إليها كانت محض تلميح. وهذا قليل جدًّا عندما نعرف، زيادة عن ذلك، أهمية الهجرة إلى يثرب، والتي كانت العام الأول للتاريخ الإسلامي. اسم المدينة يظهر على الأرجح ثلاث مرات إذا كان المقصود به مدينة الرسول، أي يثرب، إذ إن الإشارات إليها في كلِّ مرة هي إشارات تلميحية صِرف، دونما أدنى توضيح عن السياق. فإذا كانت الكلمة تعني مدينة، يمكننا أيضًا أن نتساءل أحيانًا عما إذا كان المقصود هو المدينة أيام محمد؟ (سورة 33، آية 60؛ سورة 9، آية 101 وآية 120)".
وقد عرض الدكتور كامل النجار حقيقة التاريخ الإسلاموي في ثلاث مقالات مطولة بعنوان "متى ظهر الإسلام" ختمها بالخلاصة التالية : " بعد دراسة جميع المصادر المتاحة لهم من مخطوطات وعملات نقدية ونقوش، وكتب التراث الإسلامي، والمصادر المعاصرة لفترة حكم الأمويين والعباسيين، إتضح للعلماء أن الإسلام لم يظهر فجأة وينتشر في مدى عشر سنوات، كما تزعم كتب التراث، إنما بدأ بحركة سياسية قادها قثعم في القرن السابع الميلادي، ودعمها بنصوص قال إنها أتته من السماء، كما أتت النصوص لموسى وعيسى من قبله، ولا شك أن هناك من آمن بمحمد واتبعه، وبعد موته قاموا بنشر رسالته بعد أن أضافوا إليها الكثير من النصوص والقصص الإسطورية التي تمجد نبيهم، وقد تم نشر الرسالة بقوة السيف وليس عن طريق المنطق إذ أن منطق النصوص التي أتى بها محمد لا يمكن أن تقنع أي إنسان عاقل مطلع على الأديان التي سبقت ظهور محمد. وقد تضافرت الجهود في زيادة وحزف بعض المقاطع من ذلك النص المقدس الذي سماه المسلمون فيما بعد بـ "القرآن" . ولم تكتمل صورة النصوص القرآنية إلَّا في عصر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان. أما تشريعات الإسلام الأخرى من فقه وغيرها فقد استغرقت عقودا طويلة اكتملت بنهاية الدولة العباسية" أنظر : http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=266660&r=0 إذن نحن أمام غموض كبير يكتنف الديانة الإسلاموية بكاملها ، الأمر الذي يجعلنا نجزم بأنها ديانة مفبركة من أولها إلى آخرها . وأن فبركتها تمت في وقت متأخر عن وقت ظهورها المزعوم في الكتب التراثية الإسلاموية ، ولم تتم إلا على مراحل زمنية طويلة . ولكن كيف تمت فبركتها ، ومتى تم ذلك ، ولماذا ؟؟!! هذا ما سنحاول الإجابة عليه فيما يلي من صفحات . والجدير بالذكر أننا لن نصل إلى إجابة كافية شافية ، لأننا نتعامل مع موروث يفتقد إلى أقل توثيق حقيقي ويمتلىء بالخرافات والهلوسات المقدسة التي تعشش في أذهان الناس منذ مئات السنين !! من كتاب "الإسلام جاء من بلاد الفرس"
#ياسين_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المقدمة : رسالة إلى القارئ المتأسلم
-
إنفعالات - 6 - ماذا يجري في الشرق االأوسط
-
إنفعالات - 7 - حسني مبارك وبراءته
-
إنفعالات - 6 - ماذا يجري في الشرق الأوسط؟
-
إنفعالات - 6 -
-
إنفعالات - 5 -
-
إنفعالات -4-
-
إنفعالات -3-
-
إنفعالات -2-
-
إنفعالات -1-
-
لقد آن الأوان!!
-
-تناكحوا، تكاثروا-
-
إلى متى يظل الإسلام آلة تدمير؟؟
-
نصر المهزومين وهزيمة المنتصرين
-
علَّم الإنسان ما لم يعلم !
-
الأسلمة والتأسلم وما حولهما
-
متى يقول شيخ الأزهر كلمته الأخيرة؟؟!!
-
حماس والجزيرة القطرية تقتلان الأبرياء في غزة
-
لماذا لا يستحي المتأسلمون؟؟!!
-
صناعة الأبطال وسط الأدغال
المزيد.....
-
قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين
...
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|