أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عامر صالح - ملاحظات أولية حول السرقات الفكرية في ألنت منظومة التواصل الاجتماعي














المزيد.....

ملاحظات أولية حول السرقات الفكرية في ألنت منظومة التواصل الاجتماعي


عامر صالح
(Amer Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4684 - 2015 / 1 / 7 - 14:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



السرقات الأدبية والعلمية والثقافية العامة في العالم الافتراضي ـ ألنت وبشكل خاص في منظومة التواصل الاجتماعي: الفيسبوك, التوتير, الهواتف الذكية وغيرها من تقنيات التواصل الاجتماعي عبر النص المكتوب والصورة والصوت, هي امتداد للسرقات المذكورة في العالم الواقعي والمتفشية على نطاق واسع في المجتمعات المتخلفة, في مختلف المجالات العلمية والأدبية والفنية والثقافية, وهي امتداد لمنظومة الفساد الأخلاقي والثقافي والإداري في مختلف المؤسسات الاجتماعية الرسمية منها وغير الرسمية, وهي تعكس بنفس الوقت انعدام ظاهرة الديمقراطية في الحياة السياسية والحياة العامة, مما يؤدي إلى فساد الحياة الفكرية وضحالة مصادر المعرفة والمعلومة وتدهور وضعف الثراء المعرفي والذهني للفرد والمجتمع وما يسببه من محدودية وتحجر العقل في نتاجه !!!.

وفي الوقت الذي نفهم فيه إن عملية الإبداع والكتابة في مختلف المجالات هي عملية ذهنية ـ عقلية تستدعي من صاحبها المزيد من تركيز الانتباه والاستفاضة في موضوع الاهتمام أو التخصص الطويل الأمد في مجال ما, أدبي أو علمي أو فني وغيرها من التخصصات والاهتمامات والقائم على التراكم القرائي للمعارف المختلفة ويعقبها لاحقا مخاض أبداعي ـ نتاج يحمل خصوصية ذهنية مميزة لصاحبه, نجد في الطرف الآخر انعدام لهذا كله, وأن ما يجري لديه هو سلوكيات مطابقة تماما لتقنيات سرقة المال المادي, من تحايل وتفنن مريض دون الاكتراث بمعاناة الضحية المسروقة, حيث انعدام الوازع الأخلاقي لدى مرتكب الجريمة. وعقاب جرائم السرقات الفكرية مطابق لعقوبات السرقات المادية في معظم القوانين الدولية الخاصة بالحفاظ على الملكية الفكرية, وهذه العقوبات تتراوح بين الغرامة المالية وسحب الشهادة العلمية أو الدراسية إن وجدت لديه ومنعه من مزاولة المهنة وانتهاء حتى بالسجن لمدة تقررها القوانين الخاصة بذلك !!!.

وبفعل خصوصية تقنيات التواصل وميزتها من حيث عالميتها وتفاعليتها وتنوعها وسهولة استخدامها واقتصاديتها, أصبحت في الجانب الآخر وبسبب اختفاء الحضور الفيزيقي المباشر للأشخاص مرتعا سهلا وبيئة مواتية للسرقات العلمية والأدبية والفنية والثقافية, إلى جانب عمليات النصب والتحايل بمختلف وجوهه الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية وغيرها. وتجري في المجتمعات المتقدمة والمنتجة لتقنيات المعلومات رقابة دولية لمجمل مسارات هذه التقنيات وإفرازاتها الجانبية الضارة بما فيه الحفاظ على حق الملكية الفكرية للمعلومة الالكترونية !!!.

وتقنيات سرقة المعلومات والإبداعات العلمية والأدبية والثقافية لا تختلف في جوهرها عن تقنيات السرقات في العالم الواقعي الجاري في نطاق المجتمعات المختلفة على مستوى السارق الفرد أو مؤسسة. وعلى سبيل المثال لا الحصر, ما نشاهده اليوم من سرقات واسعة على صفحات المختلفة, وخاصة الفسبوك, يبدأ من عملية سرقة نص كامل دون ذكر كاتبه الأصلي, كعملية سرقة مقال بحذافيره أو بحث وتغير اسم الكاتب, بل وحتى كتاب بأكمله وتحميله في ألنت بعد تغيرات في العنوان والغلاف مع أبقاء المحتوى, أو عملية تضمين الكتابة بمقاطع كاملة من كاتب آخر دون الإشارة أليه ونسبه إلى " الكاتب " السارق, أو عملية تفسيخ لمقال أو بحث أو خاطرة فنية وحتى لوحات رسم وأجراء تغيرات في متنه لإغراض التمويه والتضليل في محاولة إخفاء الكاتب أو الفنان الأصلي, أو السرقة عبر التوليف من أكثر من مقال ومحاولات إضفاء صبغة جديدة على العمل المسروق, أو السرقات الكاملة من الموساعات العالمية والعربية ودوائر المعارف المختلفة دون الإشارة لها !!!.

ومن أسباب السرقات العلمية والأدبية والثقافية المختلفة قد تكون أبرزها هو البحث السريع عن الشهرة والمكانة في عالم هائل وشاسع لا يقبل إلا بالمعلومة والعطاء والإبداع كمقياس من مقاييس التفرد والهيبة الاجتماعية حتى وان كانت افتراضية, وعلى حد قول فرانسيس بيكون: " فأن المعرفة قوة ", ولكنها لدى السارق قوة غير مشروعة لأنها نتاج للسرقة وليست سمو للعقل بما لديه. ومن الأسباب الأخرى هو إخفاء الشخصية الحقيقة للسارق والظهور بمظهر المتمكن والبارع في مجال ما في وسط معلوماتي قد يكون اجهل الناس فيه, أو إرضاء لذات مهزومة عبر " لايك " أو إعجاب من جمهور اختار السارق بنفسه وسطه وناسه المحددين, أو البحث عن علاقات خاصة عبر ترك مختلف الانطباعات المطابقة للشريك الأخر وهي تقترب من سلوكيات النصب الاجتماعي عن بعد, وقد يكون من الأسباب أيضا الحصول على المال عبر التمويه بأنه حامل لقدرات معلوماتية قد تفيد الآخر في مجال ما, ناهيك عن عمليات النصب والتحايل المالي وغيرها من أشكال السلوك السيكوباتي !!!.

على العموم نستطيع القول إن العالم الافتراضي يتأثر كثيرا ليست بذات التكنولوجيا المعلوماتية المنقولة لديه, بل بمجمل القيم والأخلاق السائدة في المجتمع الواقعي الذي تنقل إليه التكنولوجيا المعلوماتية, وهذا الفرق الكبير بين استنبات التكنولوجيا في وسط مواتي لها نسبيا وبين نقلها إلى مجتمعات متخلفة تعاني من مكانة متدنية في مستويات العلم والإبداع والثقافة واحترام عطاء الآخرين والحفاظ عليه بعيدا عن العبث فيه ومسخه وتشويهه وسرقته !!!.



#عامر_صالح (هاشتاغ)       Amer_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - انهيارات - الشاعر سعدي يوسف في السيكولوجية المعاصرة !!!
- التجارب الميدانية للإسلام السياسي تستدعي مزيدا من التحييد ال ...
- السب والتهجم على الرموز الدينية بين - الجرأة - والثقافة الضح ...
- الفرق بين محاربة الدين ومحاربة الإسلام السياسي !!!
- في سيكولوجيي العشيرة وثوار العشائر بين مفهوم الثورة وتصدع ال ...
- داعش ودلالات قطع الرؤوس بين القدسية والبحث عن قرينة تاريخية ...
- التعصب والاحتقان الطائفي وصعوبة بناء حكومة وطنية مهنية !!!
- التعليم العالي والبحث العلمي: الصعوبات ومبررات الإصلاح ومهمة ...
- أطرح مجددا أمام الحكومة الجديدة والبرلمان: المرتكزات الأساسي ...
- الخلفية الدينية المقدسة لفهم ظاهرة الهوس الجنسي والملذاتي لد ...
- حيدر ألعبادي بصيص أمل في وسط عتمة لا تطاق في الأخلاق والسياس ...
- الأسباب الكامنة وراء انتعاش الإرهاب المدمر في العراق داعش أ ...
- سياق نشأة داعش عربيا وعراقيا وقطع الرؤوس ونظرية المؤامرة !!!
- ختان الإناث أو ما يسمى - بخفض الجواري - بين الاضطهاد والشرعن ...
- ملاحظة: ما لا أتمناه لبغداد الحبيبة عاصمة كل العراقيين بعربه ...
- ما لا أتمناه لبغداد الحبيبة عاصمة كل العراقيين بعربهم وأكراد ...
- عناد الإسلام السياسي وانهيار الديمقراطيات الوليدة !!!
- الاغتصاب و- فتاوى جهاد النكاح- كلاهما عدوان و استباحة في الف ...
- في سيكولوجيا مفهوم الانتماء بين المرونة والتعصب ولحظات انتعا ...
- الداعشية مخرجات عفنة لمدخلات العملية السياسية المتعثرة !!!


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عامر صالح - ملاحظات أولية حول السرقات الفكرية في ألنت منظومة التواصل الاجتماعي