أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوسف شوقى مجدى - الخلاص على مستوى الفرد و الجماعة














المزيد.....

الخلاص على مستوى الفرد و الجماعة


يوسف شوقى مجدى

الحوار المتمدن-العدد: 4683 - 2015 / 1 / 6 - 14:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مما لا شك فيه ان فى كل زمان كانت هناك ظروفا صعبة من حروب و استعباد للبشر و ابادات جماعية ، كل هذا يدعو للتفكير..التفكير فى معنى الحياه و هدف الكون فلو كان مسير البشرية هو الموت و الهلاك ..اذا لماذا وُجدنا من الاصل؟! كيف يكون لحياتنا معنى او هدف اذ كان كل شىء يذهب الى العدم و الفناء ؟! فتسمى حالة الشعور بالعبث و اللامعنى "حالة القلق الوجودى" ، و مصطلع "الوجودية" قد ابتدعه الفيلسوف الفرنسى العظيم "جان بول سارتر" ابان الاحتلال النازى عندما وجد جنود البلدان التى دخلت الحرب انفسهم يموتون و يفنون و لهذا جاءت لهم حالة القلق الوجودى .. و الوجودية من وجهة نظرى هى محاولة للخلاص من الواقع العبثى على المستوى الفردى و يتمثل الخلاص من الواقع فى عدة نماذج منها ..الثورة ،او التحرر من العبودية ،او انتهاء حربٍ ما و اقرار السلام ،او سقوط نظام مستبد ديكتاتورى و الاهم من ذلك كله هو ايجاد المعنى و الهدف من كل ذلك فلو لم نجد المعنى فى النماذج السابقة فهذا لن يغير شيئا من حالة القلق الوجودى .. كل هذا على المستوى الفردى و لكن الفلسفة الاشتراكية و انا هنا اقصد الفلسفة الاشتراكية فى معناها الخالص و المجرد ، تسعى للخلاص من العبث و ايجاد المعنى و لكن على المستوى الجماعى و ليس الفردى و انا اريد ان اتحدث فى هذا المقال عن شيئين الخلاص الفردى ، و الخلاص الجماعى و سنأخذ نموذج من النماذج التى ذكرناها و هو "التحرر من العبودية" و سنأتى بمثالين من التاريخ على ذلك النموذج ، رجلان حاولا التحرر من العبودية .. الاول عنترة بن شداد و الثانى هو سبارتاكوس ، الاول صارع للتحرر من العبودية على المستوى الفردى و نجح فى ذلك فى النهاية و لكن الثانى الذى حاول الخلاص جماعيا قد فشل!! وسندرس كل واحد على حدى ، لنبدأ بعنترة ابن شداد .. فارس و شاعر عربى من قبيلة عَبْس كان عبدا بسبب امه التى كانت أمَّة و ابوه الحقيقى شداد كان من اسياد القبيلة و كان عنترة يحب ابنة عمه عبلة بنت مالك و لكنه لا يستطيع ان يُصرح بذلك لانه عبد و هى حرة .. و فى النهاية نال عنترة حريته و تزوج بعبلة بعد صراعٍ طويل و شاق و قد تحرر من العبودية و قد اعترف به ابوه شداد و نال خلاصه الفردى أى خًلص وحده و من الممكن ان نعتبر عنترة وجوديا .. بعد ان سردت بايجاز قصة عنترة اريد تخيل مشهدا .. تخيلوا لو فَكر عنترة فى العبيد الذين حوله ، لو فكر فى ان يقود ثورة ليحرر بها باقى العبيد ،ما الذى كان سيحدث ؟! .. اظن ان القبائل كانت ستتحد ضده لكى تسقط الثورة لان هذا كان سيُحدث خلخلة فى النظام الاجتماعى عند العرب و اتوقع ان فى النهاية كانت ستسقط ثورة عنترة و سيعدم ! كما حدث لسبارتاكوس فلو فكر عنترة فى ان يَخلُص مع الجماعة كان حتما سيفشل .. و الان جاء دور سبارتاكوس ..كان سبارتاكوس عبدا فى مدرسة العبيد التى كانت تعلمهم كيفية محاربة الوحوش لتسلية الرومان وُلد سنة 109 ق.م .. فى عام 73 ق.م نظم سبارتاكوس ثورة للعبيد بدأت من هذه المدرسة و هنا يمكن ان نلاحظ النزعة الاشتراكية عند سبارتاكوس ..و قد ارسل مجلس الشيوخ عدة جيوش لمحاربته و لكنه هزمهم جميعا و لكن عندما تولى ماركوس لوشيس كراسوس القيادة ، هزم ماركوس سبارتاكوس و قتله و قد علق ماركوس العبيد الذين بقوا على قيد الحياه على صلبان على طول الطريق من روما الى كابووى ليكونوا عبرة لباقى العبيد .. لنتخيل هنا مشهدا اخر للاحداث .. ماذا لو فكر سبارتاكوس فى ان يَخلص بمفرده ؟! ماذا كان سيحدث ؟! اظن ان السلطات كانت ستحرره لكى تتخلص من ازعاجه او لكى يتفادوا اشعاله لثورة كما حدث و كلامى هذا ليس ضربا من الخيال فكان هناك عفوا يأمر به الامبراطور شخصيا لأى عبد يرى انه مقاتل شجاع و ماهر فى المعركة و من الواضح لدينا ان سبارتاكوس كان يملك تلك الصفات و اكثر من ذلك فلن يتجرأ رجلا ليتمرد على هذا النظام الاجتماعى الا اذا كان شجاعا و محاربا قويا .. و فى النهاية نستنتج ان الخلاص الجماعى فاشل اما الفردى فناجح و لكن لماذا ؟! من الممكن معرفة الاسباب لو تأملنا فى نفوس البشر فهناك نفوس حرة و نفوس مُستعبدة و هذا لا يُحدد بالمستوى الاجتماعى او المالى فهناك اغنياء ذوى نفوس مستعبدة و هناك فقراء اصحاب نفوس حرة ، وهناك عبيد يمكلون نفوسا حرة و هناك احرار يملكون نفوس مستعبدة ! .. و من الممكن تعريف النفس المستعبدة بأنها تهوى العبودية ، غير طموحة! لا تستطيع ان تعيش بدون وجود قوة تسيطر عليها و تُملى عليها تصرفاتها اما النفس الحرة فهى تكره العبودية و هى نفس طموحة ولا تستطيع ان تتحمل اى قيد يطوق عنقها و لا تقبل الذل و الهوان ، و من الواضح ان اى احدٍ يسعى الى الخلاص سواء جماعى او فردى هو صاحب نفس حرة فعنترة و سبارتاكوس يملكون نفسا حرة و لكن لماذا الخلاص الجماعى فشل و لكن الفردى قد نجح؟! .. الخلاص الجماعى يشترط وجود جماعة كبيرة من الناس يقودها شخص ما ، هذا الشخص لابد ان يكون ذا نفس حرة اما الجماعة فتحتوى على الكثير من الناس يملكون نفوسا مستعبدة و مقيدة غير طموحين فأظن ان هؤلاء هم السبب الرئيسى فى فشل الخلاص الجماعى فعندما يربط اصحاب النفوس الحرة و هم قلائل مصيرهم بمصير اصحاب النفوس المُستعبدة فحتما سيفشلون .. اما الخلاص الفردى فيقوم به شخص واحد فقط ، يقوم به لمصحلة نفسه و لأجل نفسه و لابد ان يكون صاحب نفس طموحة وحرة و لذلك الخلاص الفردى دائما ينجح .



#يوسف_شوقى_مجدى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجية التحكم بالعقول
- قيمة الانسان فى الكون
- التحليل السيكولوجى للأساطير القديمة
- الاثار الاتونية فى الديانة اليهودية
- الحياه مع الله و قيود العقيدة المسيحية
- ريتشل و الريتشلية
- مأزق المحافظين !!
- ننتقد المجتمع ام نبدأ بأنفسنا؟!
- يوحنا الاسكتلندى و فلسفته (2)
- الرائع يوحنا الاسكتلندى و فلسفته (1)
- الخوف و الاعتقاد بالقوة العليا
- كيان المنظومة بين الهدم و البناء
- عاصفة التبرير!
- الاختلاف جريمة يعاقِب عليها الناس!!
- دعوة للرذيلة !!
- دفاع عن السخرية!!
- اعوذ بالعقل
- أين قيمتى ؟! من أنا؟!
- شوية فضفضة


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوسف شوقى مجدى - الخلاص على مستوى الفرد و الجماعة