أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجاح يوسف - إلى الحكومة العراقية الموقرة..مع التحية














المزيد.....

إلى الحكومة العراقية الموقرة..مع التحية


نجاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1310 - 2005 / 9 / 7 - 11:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


.إنه فيلم تراجيدي هذا الذي يحدث في وطني ..وفي بعض الأحيان يتحول إلى ملهاة, أو مسرحا للعرائس ..نضحك بأسى وألم لتلك الشخوص وهي تتحرك وتتراقص بحبال يتحكم بها فنانون ماهرون ..وعندما تنسدل الستارة نجد أنفسنا وجها لوجه مع الحقيقة المرّة ..الحكومة تعيش في المنطقة الخضراء, حيث الأمان والطمأنينة والماء الصافي والكهرباء الدائم والأضواء والمؤتمرات.. وفي الجهة المقابلة الشعب العراقي كله يعيش في غابة وادغال حيث الوحوش تحاصره من كل جانب , ودمه مهدور ولا أحد يسأل عنه, فالمسؤولون عليهم أولا حماية أنفسهم .. وثانيا فإنهم لا يطيقون زيارة المدن والحارات والأزقة للتعرف عن كثب على مشاكل العامة..حيث أن هذه الجموع الغفيرة التي تسمى شعبا تعيش وسط محيط يفتقر إلى الأمن, كما تزدحم طرقه بجبال من القاذورات والأوساخ والأزبال, وبجداول من المياه الآسنة, التي لا يتحمل نتانة رائحتها رئيس الوزراء والوزراء وأعضاء الجمعية الوطنية المنتخبون وغيرهم من جهابذة هذا العصر.. العصر الذهبي لهم, وعصر الموت والشقاء لشعبهم .. هؤلاء يقودون قطيع العراقيين ..يستغلون طيبته ويجيّرون نكباته وفواجعه وآلامه ودموعه ودمه إلى سجل (انتصاراتهم) .. كما حدث في نكبة جسر الأئمة.. أما النفوس الطاهرة التي راحت ضحية الإهمال والإرهاب وسوء التدبير فستظل تطرق ضمائر من تسبب في هذه المأساة وتطلب أجوبة شافية لما حدث.. فالكل تنصل من المسؤولية..وطفى على سطح الحدث الجلل هذا خلافات واتهامات متبادلة بين وزراء الحكومة, حيث نتيجة لذلك تدور اشاعات من أن الجعفري يفكر جديا بإعادة ترتيب بيت وزارته..

نبيل ..عامل كادح عمره سبعة واربعون عاما , من أهالي الموصل يعمل في مطبعة الأديب ببغداد. .وقفت أول البارحة سيارة شرطة أمام باب المطبعة..ينزل منها ضباط شرطة يأمروه بالصعود إلى سيارتهم ..رفض نبيل طلبهم.. أطلقوا عليه الرصاص وأردوه قتيلا أمام أنظار حشد كبير من الناس ..هكذا باعصاب باردة ..تركوه وغادروا المكان.. كان غرضهم خطفه وطلب فدية من صاحب المطبعة الذي يعيش خارج العراق..

وفي النجف أيضا ..يفجر الإرهابيون صالونا لحلاقة النساء ويقتلون امرأة ويجرحون إثنتين ويحطمون المحل والمحال التجارية المجاورة له..هكذا..الكل يعرف من هو الجاني..من أعلى شخصية في حكومة الجعفري إلى اصغر طفل في الحي.. أين حق هؤلاء الضحايا ؟ وهناك المئات من هذه الأمثلة المأساوية الحية تحدث كل يوم وخاصة في المدن التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة التابعة لأحزاب حكومة الجعفري ..من سيطالب بدمهم ويقبض على الجناة ويقدمهم للمحاكمة لينالوا جزاءهم العادل؟ التأريخ يعيد نفسه .. ها هي قصيدة محمد صالح بحر العلوم (أين حقي)التي نظمها أبان العهد الملكي تنطبق على حكومتنا الموقرة اليوم.. إن كل هذه الأحداث الماساوية لا يسمعها ولا يشاهدها المواطن العراقي من على شاشة التلفزيون ..فالفضائية العراقية رغم قربها من نبض الشارع العراقي , إلا إنها متحيزة إلى الحكومة ودعايتها ..أما بقية الفضائيات فإن هذه الأحداث لا تعنيها ..بل إن قسما منها يباركها..

أنا أعلم أيها الفارس العراقي الأصيل.. إن سهام الأعداء والغدر والكوارث والأحزان قد أنهكت جسدك .. لكن حذاري من أن تترجل في هذه اللحظة العصيبة..لا تعطي لعدوك فرصة للتشفي باوجاعك وآلامك ..وذكّره دوما من خلال صمودك وعنادك ونقاءك بأنك أنت السيد , وما هو غير طريد وغادر وقاتل شرير واللعنة محفورة فوق جبينه الملطخة بالعار..امشق سيفك ولا تضعه في غمده إلا وقد نظفت دارك من وساخة وشر عدوك الأول.. البعث الدموي ومرتزقته العرب الوافدة, الذي ما زال يحلم أتباعه بعودة نظام الجريمة والحقد والحروب ..وفي الوقت ذاته , لا تحني هامتك للريح الصفراء الوافدة من الشرق لأنها هي الأخرى تريد ان تجلل العراق كله بالسواد وتصدر أفكارها العتيقة الرجعية المتخلفة إلى ربيع العراق المطرز بالشعر واللحن والالوان والشمس والجمال..

ولكي ننتصر, فلا بد من التلاحم والتكاتف..فلم يبق غير أشهر قلائل على اقرار الدستور الجديد وإجراء الانتخابات البرلمانية القادمة.. فالديمقراطيون والوطنيون عليهم استحقاقات .. فاللحظة الراهنة لا تتحمل تقديم المزيد من الخسائر والهزائم... فهل نتعلم من أخطائنا هذه المرة؟ أتمنى ذلك ..



#نجاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلاميون ينزعون أقنعتهم ..فحذاري من دستورهم
- أنحني إجلالا للمرأة العراقية الجسورة
- هل يُصلح النظام الإسلامي ما خرّبه نظام البعث البائد ؟..هذا ه ...
- دستور العراق.. بناء دولة مدنية أم دينية؟
- تضامن مع طلاب البصرة
- النتخابات الأمريكيبة وملف العراق الساخن
- عودة إلى موجة العنف- والإصرار على إجراء الإنتخابات
- تحسن الأوضاع في العراق وإجراء الانتخابات.. بين الواقع والامن ...
- ليس دفاعا عن الكرد.. الإرهابيون والمتطرفون الإسلاميون هم من ...
- وسام شرف جديد على صدر الحزب الشيوعي العراقي
- نظام ديمقراطي مدني وتعددي ..أم نظام دكتاتوري ديني وطائفي ؟ ه ...
- من تخدم الحملة الإرهابية الشرسة ضد الكلدوآشوريين في العراق؟
- لا عودة لعجلة التأريخ إلى وراء
- الحوار المتمدن.. فضاء واسع من الفكر العلماني الإنساني
- لكي لا نبقى أسيري فزّاعة انسحاب قوات الاحتلال المبكر !
- إلى متى تنتظر عوائل أسرى الحرب العراقية الإيرانية عودة أبنائ ...
- TRICK OR TREAT يا مجلس الحكم !!
- لا , ليس كل شيء هادئ على الجبهة!!
- لمن يهمه الأمر..لا مكان لحزب البعث في عراق المستقبل !!
- ليس دفاعا عن مجلس الحكم الانتقالي ... فتاوى الأزهر والعراق ...


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجاح يوسف - إلى الحكومة العراقية الموقرة..مع التحية