أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي ماضي - نقطة الحيود














المزيد.....

نقطة الحيود


علي ماضي

الحوار المتمدن-العدد: 1310 - 2005 / 9 / 7 - 11:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نقطة حيود
تذكر مصادرالفزياء ان أي مادة تتعرض الى إجهاد فأنها تميل الى التغير للتخلص من ألأجهاد،وما أنّ يزول ألأجهاد حتى تعود المادة الى حالتها الطبيعية،ما لم تعبر نقطة الحيود. ونقطة الحيود هي نقطة على منحي موصفات المادة ،بحيث ان المادة لو تعرضت الى إجهاد وتغيرت الى ما بعد نقطة الحيود فأنها تصبح مادة اخرى تختلف في بعض مواصفتها عن تلك التي نشأت منها. ويقال عن المادة بأنها صلبة كلما كان مستوى التغير الذي يحدث لمقاومة اشد ألأجهادات دون مستوى نقطة حيودها. ولكن المتفق عليه انه لاتوجد مادة بدون نقطة حيود.

هذا على مستوى المادة ،اما على مستوى التطور ألأحيائي ، فأن الكائنات الحية دائمة التطور ،كلما دعى الى ذلك داع ٍ من تغير في نمط التغذية أو البيئة ، كما حصل ذلك مع ألأنسان حين اختزل جزء من أمعائه الطويلة والتي كان طولها يربو على الثلاثة أمتار الى بضع سنتمرات تدعى اليوم الزائدة الدودية،لأنه لم يعد بحاجة اليها اذ ان عملية طهو الطعام سهلة عملية الهضم وألأمتصاص وبالتالي فهو لم يعد بحاجة الى مساحات واسعة للهضم وألأمتصاص، ويذكر علماء ألأنثروبولجي ان ما نراه اليوم من شكل مميز للجنس ألصفر(الصينين واليابانين....) ما هو الى تكيف للنقص الحاد في ألأملاح (كاليود) اذ ان اسلافهم عاشوا ولفترات طويلة في مناطق ذات نقص شديد في ألأملاح و منعزلة عن العالم ، فظهر قصر القامة وزيادة المساحة السطحية للغدة الدرقية وهطول ألأجفان كتكيف بيئي للبقاء على قيد الحياة، ونستطيع القول اننا نعيش في عالم (fullautomatic) ذاتي ألأدارة . وهذا التناغم الذي أودعه الله في الوجود هو الذي رقى به الى هذا المستوى وما زال التقلب مستمرا، وحركة الوجود مستمرة فالسكون عقيم كما راق لأحدهم ان يصفه. اما من لايستطيع التكيف مع متغيرات الطبيعة فأنه وجود كسول لن تسمح له صفوف الحياة بالبقاء بين طلاب الوجود.

اما على مستوى السلوك ألأحيائي،وأقصد به مجموعة ألأفعال ألأرادية الصادرة من الكائنات الحية، واخص منها تحديدا ً السلوك ألأنساني . فمن المعروف في ألأوساط العلمية ان السلوك ألأنساني كثير التأثر بالمحيط الخارجي ،بل انهم يعتبرون السلوك ألأنساني ردود أفعال لسد حاجات ألأنسان الغريزية او الحياتية المعنوية ،والمادية، الشعورية ،وأللاشعورية ،وطالما إنه استجابة فلا بد من أن تكون له نقطة حيود ، ينثني تحت وطأتها مغيرا ً في نمط سلوكه ليتكيف مع الوضع الجديد،ولنأخذ على سبيل المثال لا الحصر ،في المذهب الشيعي يوجد ما يعرف بمبدأ التقية ( وملخصه يجوز للأنسان ان يظهر خلاف ما يبطن) ،وهذا المبدأ نشأ بسبب أجواء ألأرهاب والتصفية الجسدية التي تعرض لها معتنقي هذا المذهب ، وهي استجابة طبيعية، الغاية منها معروفة الا وهي البقاء على قيد الحياة ، إذاً فمسألة مشابهة ألأنسان للمادة بأمتلاكه نقطة حيود أمر مفروغ منه ، بقي مسالة الصلابة فمن الناس ينهار تحت وطأة ضغوط الحياة اليومية ، وأذكر قصة عشت تفاصيلها كشاهد عيان ،حيث ان احد الرجال المسنين كان ينصح الجالسين بالتحلي بالصبر والحكمة وكان بمنتهى الحلم والوقار وشاءت الصدفة ان يتسبب احد الحضور بأسقاط عقاله،وإذا بأخينا الحليم ينقلب الى وحش كاسر اطلق النار على الرجل وكاد ان يرديه قتيلا ً
اذا التغير في السلوك لمقاومة ألأجهاد هو قانون طبيعي ينطبق على ألأنسان في كل زمان ومكان وبدون استثناء،

وما تعرض اليه الشعب العراقي من الوان الظلم وألأضطهاد والعنف، ومشاهد العنف التي اصبحت جزءً لا يتجزءُ من تفاصيلِ حياتهِ اليومية لكافية ان تجعلَ أيّ امة من ألأمم التي يشار اليها بالتحضر لترتكب ابشع وأاشنع الجرئم وتمارس الوان من ألأنحطاط، ما انزل الله به من سلطان . وليس ببعيد عنا ما قام به الشعب ألأمريكي من سلبٍ ونهبٍ في عمقِ مأساتِ إعصارِ كاترينا الذي ضرب جنوب الولايات المتحدة مؤخراً، وأنا لاأريد ان أاشمت ولكنني اريد انّ أقول أنّ ألأنسانَ واحد يخضع لنفس القوانين ولكن الفرق في الظروف لا غير، فسلوك ألأنسان ما هو إلاّ انعكاسا لبيئته .وأختيار البيئة قدراً لا دخل للأنسان فيه حتى يرشد . فيا أيها الناس رفقا بالعراقي
فلو كان ألأمرَ بيده لأختار أن يكون موطناً آخر في بلدٍ آخر .!



#علي_ماضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إننا..نصنع تأريخاً
- العولمة


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي ماضي - نقطة الحيود