أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - نُعلنُ التنويرَ عليكم














المزيد.....


نُعلنُ التنويرَ عليكم


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 5 - 14:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بدا الأستاذُ ساحرًا في هيبتِه وجلالِه جالسًا على مقعد ملكيّ من القطيفة الحمراء في القبو السفليّ من مقهى “ريش” الذي نُذِر للثقافة والآداب والفنون منذ مطلع القرن الماضي. جاء الأستاذُ مأمورًا بتقديم المِشعل الذي نُذِر لحمله منذ عقود طوال. لبّى نداءنا، لأن عليه دورًا من العيب ألا يقوم به وهو على أبواب الثمانين، بعدما أدّاه على خير وجه وهو في أوج شبابِه وعطائه. لكن الشعراءَ لا يهرمون. تلك سُنّةُ الحياة ولغزّها الذي لا يُفضُّ، إذ تمنحنا بقدر ما تأخذُ منّا. الشعراءُ عابرون للزمان، مثلما هم عابرون للمكان. فمثلما الشاعر تشارل بودلير يخصّ مصرَ والعالمَ كما يخصُّ فرنسا، يخصُّ شاعرٌ بحجم "أحمد عبد المعطي حجازي" كوكبَ الأرض كما يخصُّ مصرَ الطيبة التي تنجبُ لنا الأفذاذ. ومثلما يخصُّ هوميروس لحظتنا الراهنة كما خصَّ الأغريقَ في الألف الأول قبل الميلاد، يخصُّ شاعرُنا لحظتَنا الراهنة، وحتى نهاية الزمان، كما خصَّ منتصفَ القرن الماضي مع بداية عطائه الشعريِّ والفكري. الشعراءُ الكبارُ ليسوا ملكًا لأوطانهم وليسوا أبناءَ مواقيتِ وجودهم، وفقط. إنما هم مُلكٌ للإنسانية وملك للتاريخ. لكن عليهم أدوارًا وواجباتٍ تجاه وطانهم يجب أن يؤدوها ماداموا يتنفسون. وها الأستاذُ جاء يُكمل دورَه ويؤدّي واجبه نحو وطنه، ونحونا نحن تلامذته ومريديه.
في يوم الجمعة الأولى من شهر يناير، دشّن الشاعر الكبير "أحمد عبد المعطي حجازي" صالونَه الشهري الثقافي بكافيه "ريش"، وكان أكثرَ من ثريّ. حضورٌ كثيف ملأ القبوَ السـُّفليَّ الطويل، حتى لم تجد العصافيرُ مكانًا لها على جدرانه ولا فوق أقواس عقوده الحجرية العتيقة التي تخبئ ذاكرة مصر، بعدما شغل محبو الثقافة كلَّ المقاعد جلوسًا، ووقوفًا وعلى درجات السُّلَّم الذي يؤدي للدور الأرضي حيث المقهى وطاولاته التي كادت تحرر سيقانَها من جمودها وتلحق بنا بعدما وجدت أن "عم فلفل" والجرسونات والنُّدُل، في زيّهم الأزرق الأنيق، قد تركوا أماكنهم وهبطوا للقبو معنا للإنصات إلى الأستاذ.
قال الأستاذُ إن الصالون سوف يناقشُ الأفكارَ والقيم والمبادئ والثقافة، شأن الكبار، ولن يتعرض للحوادث العابرات ولا الأشخاص الزائلين. وقال إن صالونه سيجوب المحافظات ولن يكتفي بالعاصمة. وأنصتنا جميعًا ونحن نرى بوادرَ التنوير تشقشقُ في ربوع مصر.
أحلُمُ، أمْ إن بعضَ الحُلمِ إثم؟، أن تعمَّ الصالوناتُ الثقافية أرجاءَ مصرَ كما كانت حتى الستينيات الماضية. أحلُمُ ان يحذو روادُّ الفكر والثقافة والآداب والفنون حذوَ الأستاذ "أحمد عبد المعطي حجازي" في حمل مشاعل التنوير لتعود مصرُ كما يليق باسمها: “تاجُ العلاء في مفرق الشرق”. وقتها سنقول للطيبين الذين يلاحقوننا بالدعاوى القضائية ويودون قصفَ الأقلام وقطعَ الألسن: تُعلنون علينا ظلامَكم وبُغضكم، وعليكم نعلنُ الحبَّ، ونُعلنُ التنويرَ عليكم.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انظر خلفك دون غضب - 1 -
- حواديت ماجدة إبراهيم
- انظر خلفك دون غضب (1)
- عماد ديفيد
- صالون حجازي
- خبر مدهش: عودة الصالونات الثقافية
- حذارِ أن تصادق شربل بعيني
- يا معشر الثيران
- حكاية الآنسة: ربعاوية وبس!
- ناعوت ل«الوطن»بعد إحالتها للجنايات:لا توجد دولة تحاكم شخصا ع ...
- ناعوت تدفع ضريبة التنوير ومناهضتها الإخوان
- جِنيّةُ الشجر
- صباح الخير يا تونس
- الأسطى داعش يسكن سيدني
- مبارك في محكمة -ماعت-
- لقاء الرئيس السيسي بالأدباء والمثقفين
- ماذا ينقص ثورتنا؟
- كوني زوجة عظيمة لرجل عظيم
- البودي جارد
- عودة الرقيق الأبيض على يد داعش


المزيد.....




- 100 ألف فلسطيني يصلون العشاء في المسجد الأقصى
- استقبال مواطنين من الطائفة الدرزية السورية أثناء دخولهم إسرا ...
- وفد درزي سوري يعبر خط الهدنة بالجولان لزيارة الطائفة في إسرا ...
- 80 ألفا يؤدون صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في المسجد الأ ...
- بأنشودة طلع البدر علينا.. استقبال وفد من رجال الدين الدروز ا ...
- كابوس في الجنة: تلوث المياه يهدد جزر الكناري!
- تعرف على 10 أهم بنوك إسلامية في أوروبا وأميركا
- حماس: اعتداءات المستوطنين يستوجب موقفا اسلاميا حازما
- حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال ...
- على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - نُعلنُ التنويرَ عليكم