أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم علي فنجان - الفارماكوس نعيم عبوب














المزيد.....

الفارماكوس نعيم عبوب


قاسم علي فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 4 - 21:09
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تمر السنين وواقع حال بغداد يسير من سيء إلى أسوأ فهي في الفترة الأخيرة تربعت على عرش أسوأ مدينة للعيش في العالم من حيث الأمن والخدمات والبيئة النظيفة, مدينة كانت فيما مضى ومن مشاهدتنا للصور وأحاديث كبار السن كانت جميلة, نظيفة, آمنة جداً بقياس اليوم, مدينة تنبض بالحياة, فيها مسارح ودور عرض سينمائي ترتادها العائلات البغدادية, فيها مقاهي ومنتديات وأيضا فيها جامعات ومعاهد دراسية ممتازة لم يكن همها "الزي" كما اليوم, تقام فيها مهرجانات فكرية وثقافية وفنية, فيها الكثير من المدنية والتحضر ما يفرح القلب. لكن واقع حال هذه المدينة تبدل فأصبحت مدينة أشباح لا حياة فيها, فالتطور في هذه البلاد يأخذ منحى تنازلي بعكس الحياة.
بدأت انتكاسات هذه المدينة المرة تلو المرة وأصابها الشلل التام "خدماتياً" بعد تولي نعيم عبوب أمانة العاصمة. نعيم عبوب أسم له دوي وجلجلة, يعرفه العراقيون بشكل عام وأهل بغداد بشكل خاص, طبقت شهرته الأفاق, صاحب المقولات الشهيرة -عذرا أرسطو- (صخرة عبوب, دبي ونيويورك زرق ورق, وأخيراً مجاري فنسنت)، منع من دخول الإمارات بسبب تصريحاته حول واقع الخدمات "السيئ" المقدمة في دبي. اختير عبوب أو"ألحجي" كما كان يحلو لرئيس الوزراء السابق "المالكي" أن يناديه, اختير ليس لـ" كفائتة" أو إخلاصه في العمل -كبقية أعضاء الحكومة- بل لولائه وخضوعه لأوامر رئيس الوزراء, أيضا فشهرته لم تأت بسبب الخدمات التي يقدمها لأهالي بغداد, بل لتهريجه الإعلامي من على شاشة الفضائيات, فكانت تصريحاته مدعاة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي وفي المقاهي والأندية الاجتماعية, هذه الكلمات والتصريحات والإعلانات والإصرار عليها لا نستطيع فهمها إلا على أساس الطب النفسي الذي يؤكد على أن "أبقاء الطفل رضيعاً أكثر من العام الأول يعرضه لخطر البقاء في موقف صبياني جدا طوال حياته", ولا نملك أي تفسير أخر نستطيع أن نعرف لما يتصرف الرجل بهذه" الصبيانية الفضة"، وما يؤكد صدق هذا التحليل هو أن لدى الرجل ميل -أو قل ميول- مرضية لقول أشياء خاطئة ومغلوطة تماما وبشكل بديهي مع التباهي بهذه الأقوال.
أما الإعلام والإعلاميين فهم يفرحون لوجود مثل هكذا شخصية -هزلية- فأن وجودها في أي قناة ستكون نسبة المشاهدة عالية جدا, فكل قناة تلهث وراءه للحصول على لقاء معه ليسخروا منه وهو بالتالي يسخر ويهزأ من "الشعب", المؤلم جدا في الأمر هو وجود تمثال له في "المتحف البغدادي", ومن حسن حضنا أنه لا يوجد متحف للشمع لنخلد فيه زعماء-نا وقادت-نا- لكنا بائسي المصير واللعنة تلاحقنا.
بغداد على مدار سنين خدمته في الأمانة باقية كأسوأ مدينة من حيث تقديم الخدمات, فالنفايات والإزبال تتكدس في كل مكان, ومحارقها تنفث سموما وتغطي سماءها سحب سوداء تنبعث منها رائحة كريهة, أزقة وحارات متهدمة بائسة, شوارع متكسرة, مجاري الصرف الصحي مشكلة أبدية أو لا توجد مجاري في الأصل, مياه شرب ملوثة فقط الضفادع تستطيع التكيف والعيش فيها, واقع بلغ من البؤس حدا تعجز الكلمات عن وصفة, وعبوب في "مرضه النفسي" يظهر بين الحين والأخر متبجحا ومغرورا بالخدمات المقدمة, بصبيانية ما بعدها صبيانية, لم استطع قول كلمات تفي حق الرجل فاستعنت بمقطع من مسرحية عالمية مع بعض التعديلات.
عبوب يا من طالت شهرتك الأفاق.. يا رجل السلطة والفاهم والعارف بكل شيء.. عبوب أيها البائس لقد كنت بحق نموذجا ومثالا لحياة بشرية باطلة ومساوية للعدم.. هل سنراك يوما وقد انهرت وسقطت إلى الحضيض وبت أتعس البشر وأمسيت في نظر القانون مجرماً موصوما بالخزي والعار.. أو تكون مقززا ينفر منك الناس ومكروها من أهله وأصدقائه.. كائنا محكوما عليه بالتسول والنفي..وهو المصير الذي ينتظرك..
أخيرا, كان يقام في اثنيا القديمة, طقس سنوي يهدف إلى طرد الدنس المتراكم على مدار السنة المنصرمة, فقد كانت العادة تقضي أن يطاف بفارماكوسيين أثنين (كبش تضحية بشري) وكان يجري اختيار الفارماكوسيين المذكورين حسب الاعتقاد القديم من "حثالة الشعب" من فئة الأشقياء والأشرار المستحقين للشنق. نتمنى أن يختار أهل بغداد من ساهم بتدمير مدينتهم ويعيدوهم الى الكهوف التي جاءوا منها, لتنظف بغداد من الوباء الذي خلفوه.



#قاسم_علي_فنجان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي: الأضحية المقدسة
- بؤس العقل السياسي حول (تجريم الطائفية)
- تفكك الشخصية الوطنية


المزيد.....




- المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل ...
- مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت ...
- إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس ...
- -فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
- موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق ...
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
- مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في ...
- كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا ...
- مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية ...
- انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم علي فنجان - الفارماكوس نعيم عبوب