أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - انه يقول! كيف يقول ؟ ولماذا يقول؟!














المزيد.....

انه يقول! كيف يقول ؟ ولماذا يقول؟!


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 1310 - 2005 / 9 / 7 - 11:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خرجت من مسكني ذات يوم ، فوجدت جارا لي يقف في الممر الطويل المؤدي الي باب المبني ومعه ابنته الصغيرة ، ويبدو عليه
الضيق والغيظ ، وعلاقة جوارنا تعود الي بضع سنوات وأعرف أنه مهندس ومسلم متدين وعلي قدر من التشدد ، يلقي أحيانا بعض الخطب بالمسجد ، ليس كخطيب محترف .. سألته عما به فأجاب والدهشة تتملكه:
جارنا فلان ذاك المسيحي ألا تعرفه؟
قلت : بل أعرفه ، فماذا به ؟
هنا راح يحرك يده في ضيق شديد، مما أوحي لي أن خلافا قد نشب بينهما علي شيء من الضروريات و الخصوصيات ، وكل منهما يري أحقيته له .. وراح يحكي لي : " يقووول ( هكذا راح يشدد علي كلمة يقول بتأكيد عصبي علي وجوب توقفي طويلا وباهتمام الي ما يقوله جارنا ولا يعجب جاري هذا..) أن المسيح قد قتلوه وصلبوه ..
ثم احمر وجهه وبدا الغضب وقد ازداد في عينيه وواصل كلامه " أنا قلت له : وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم .. .. ، هو يقول قتلوه وصلبوه ... وأنا أقول له " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم .. "
ومضي بكررلي ذلك مرة أخري بغضب بينما اصبع يده ينطلق لأعلي كما الصاروخ أرض جو في حسم ، ثم يعود ليصوبه نحو الأرض كما صاروخ جو أرض ، من شدة الاصرار والغيظ ..:
وكرر : .. هو يقول قتلوه وصلبوه .. وأنا أقول له " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم .."
ومن شدة ما لاحظته عليه من عصبية ، وتعابير وجهه ونزلات وطلعات اصبعه وحركة يده ، تخيلت الموقف بينهما ، فخيل الي أنه لوكان بيد كل منهما سكينا طويلا لغمده في صدر الآخر !!!
هدأت من روعه ثم قلت له : أريد أن أعرف ما هي المشكلة التي بينكما بالضبط؟!
فتلفت حوله ثم انتزع نصف ضحكة وقال مكررا وكأنه يقول لي ألا تدري هول ما قاله وفداحته ؟ : انه يقول انهم قتلوا المسيح وصلبوه.. ! فكيف يقول ذلك ؟! ولماذا يقول ذلك؟!
فقلت : ان كانوا قتلوه وصلبوه .. فأين يوجد المسيح الآن؟
= فوق .. عند ربنا..
= حسنا .. في أي مكان عند ربنا ؟
في أحسن منزلة في الجنة..
= وان كانو لم يقتلوه ولم يصلبوه ولكن شبه لهم .. فأين هو الآن ؟
فغمغم قليلا ثم ابتسم وقال : أيضا فوق عند ربنا ..
قلت : في أي مكانة ؟
= في أعظم مكانة وفي أرفع منزلة ..
= حسنا .. أيرضيكما أن يكون المسيح موجودا بأعظم مكانة وأرفع منزلة وأنتما هنا علي الأرض كل يريد قتل الآخر؟..!! ابتسم ثم قال متمتما في حيرة: ولكن .. لماذا يقول ذلك ، و كيف يقول ذلك..؟ !
= دعه يقول ما يشاء ، ولك أن تقول ما تشاء ، أتراه محضر التحقيق في القضية مفتوحا الآن والحكم علي المتهم متوقف علي قوله هو، متوقفة علي قولك أنت ؟
هنا اتسعت ابتسامته..
وأضفت قائلا : يا جاري العزيز : ان تلك القضية مضي عليها 2000 من السنين ..ولن - ويجب ألا - يتم التحقيق فيها الآن ولا يجوز ذلك ... بعد مضي كل تلك المدة ... فطرفا القضية الآن ليسا معنا وانما هما عند الله ، ووقتما يفتح الله التحقيق والحساب عن تلك القضية فسوف يتقدم الشهود ، وأنت وجارنا الآخر لستما من ضمن الشهود..
وهنا ضحك جاري المسلم المتشدد – قليلا - هذا ، وتركته يعيد تأمل قضيته ، واستأذنت للانصراف الي طريقي..
حدث ذاك الحوار مع جاري المسلم منذ 5 سنوات
ومنذ خمسة أيام ، لمح جاري المسيحي المتشدد – قليلا- عندي ، كتابا ، قرأ عنوانه بفضول ، ثم ابتعد عنه وقال بهدؤ :

لا .. أنا لا أقرأ مثل تلك الكتب..
وعنوان الكتاب يوحي لمن يقرأة أنه قطعا كتاب لا يمكن أن يقرأه سوي الشباب الصغير ، من المراهقين والمراهقات ..
اذ يقول العنوان " يوميات امرأة لا مبالية " - ديوان للشاعر نزار قباني -...
وتصادف أنني أجعل علامة علي صفحة معينة لتصل اليها يدي بسرعة وقتما أحتاجها بلا بحث أو تقليب ..لذا فقد قلت له علي الفور : ألاتسمح لي بأن أقرأ لك سطورا قليلة جدا من ذاك الكتاب الذي لا تحب أن تقرأ مثله ؟!
فأجاب بتردد وبلا أمل في أن يستمع الي كلام معقول من كتاب يحمل عنوانا كهذا :
= لا بأس...
= فقرأت له تلك الكلمات التي قالتها المرأة اللامبالية في يومياتها :
" خرجت اليوم للشرفة
علي الشباك .. جارتنا المسيحية ..
تحييني
فرحت لأن انسانا يحييني
لأن يدا صباحية...
يدا كمياه تشرين..
تلوح لي ..
تناديني..
أيا ربي !
متي نشفي هنا،
من عقدة الدين..
أليس الدين ، كل الدين ،
انسانا يحييني؟
ويفتح لي ذراعيه..
ويحمل غصن زيتون... ؟! "
-----------



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تابع - قائمة أعوان مبارك - ، بعد صدام ..
- تقارب معارضين مصريين من الاخوان المسلمين .. بين النظرية ، وا ...
- الفرعونية ليست أطلال أحجار ومومياوات محنطة
- درس سقوط انتفاضة يناير 1977 في مصر
- لا ديموقراطية مع : ريا ، وسكينة !!
- تأملات في حكم سعودي باعدام صبي عمره 15 سنة
- قائمة أعوان مبارك - بعد صدام ..
- لا تظلموا حسني مبارك
- الجنرال الديموقراطي الوحيد في الشرق..(!)
- جيوش خانت أوطانها (!!)
- تحية الي مسعود برازاني
- رسالة الي الله
- اصلاح الحكام أم المثقفين العرب ؟ أيهما أولا؟-6
- الاسلام و المستنقع .. متي يتم تجفيفه ؟!!
- اصلاح الحكام أم اصلاح المثقفين العرب، ؟ أم كلاهما معا؟ 5
- (4)اصلاح الحكام ، أم المثقفين العرب؟
- (اصلاح الحكام أم المثقفين ؟ أيهما أولا ؟ (3
- اصلاح الحكام ، أم المثقفين العرب ؟
- اتحاد الجهلاء والمثقفين العرب
- أشهر الكتب التي تبرأ منها مؤلفوها


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - انه يقول! كيف يقول ؟ ولماذا يقول؟!