أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - جولات الجعفري الصداميه














المزيد.....

جولات الجعفري الصداميه


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1310 - 2005 / 9 / 7 - 11:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بصراحة ابن عبود
جولات الجعفري الصداميه

اثارني السيد رئيس الوزراء،مرات، وهو يتحدث بطريقة الوصايه عن "مواطنيه" ويصفهم على الطريقه، التي يتحدث بها شيخ عشائري، او احد الولاة العثمانيين وهو يقول: ابنائي، وبناتي. ناسيا، ان بينهم من يقبل السيد الجعفري اياديهم مثل رجال المرجعيه العراقيين، وغير العراقييين. اعتبر نفسه خليفة، على المؤمنين، وغير المؤمنين، وظن ان الرئاسة مستقره ابد الدهر بين يديه. واثارني مرات اخرى، عندما بدا يتحدث بصيغة "الانا" مع الصحفيين ويقاطعهم بلهجة الامر ويردد: انا قلت، وانا تحدثت، وانا اوصيت، وانا رجل اعمال، وليس رجل اقوال، وانا لااسمح بهذا، ولا ذاك. او"انا" عندما اقول شيئا انفذه... وهكذا. مذكرنا بالزعيم الاوحد الذي كان يبدا خطاباته ب "انني"، وعندما انتقده عبدالناصر ابدلها ب "اننا" وعاد عبد الناصر نفسه الى "انني". وكان السيد القايد " لم يحفظه الله" يقول: "احنه راح نسوي" ، و"احنه راح نذبح" و"احنه راح نسلخ". معتبرا نفسه سلطانا مستعيرا كنية الجلاله كما يفعل الملوك، والامراء الاقزام في المنطقه. و"نحن" العراقيون قد نفهم زلات اللسان، ونقدر الأحراج، وضياع الكلمات احيانا، اواستعمال الحديث العادي في غفلة، من ان احدنا صار مسؤولا، وامامه، وورائه برلمان يحاسبه، ويستجوبه، ويسائله، وهو مصدر التشريعات، والقوانين وليس "انا" او "نحن". مجلس الوزراء لعد شنو شغله حديده عن الطنطل؟؟!!

ولكن الامر الذي استفزني، بقوه، وبالتاكيد استفز الملايين من العراقيين الذين سمعوا، وشاهدوا السيد رئيس الوزراء، وهو يتبادل الابتسامات مع السفير الامريكي"رئيسه" في يوم فجيعة الجسر ثم يتبرع برواتبه، وهو يعرف ان له اكثر من راتب، واكثر من منحه، واكثر من مصدر مالي، وان كل سياراته، وتاكسياته، واكلاته، وملابسه، ومسكنه على حساب الشعب. ولكنه "رفس في بطن" الشعب العراقي عندما تهندم ببدله انيقه "قاط مال ان?ليز" رغم حرارة الجو، والمناسبه، واصطحب معه اعدادا من الحرس، والجنود، والمرافقين، والهتافين يفوق، او يقارب ما كان يصاحب "القايد الفلته" في زياراته "التفقديه" لبيوت المواطنين للاطلاع على احوالهم، وتناول الطعام من ثلاجاتهم. ياعيني عليه ش?د ?ان بسيط؟؟

من شاهد موكب الجعفري، يجد كثيرمن الاشياء المشتركة بين جولة رئيس الوزراء، وجولة الرئيس المخلوع. حراس، وسيارات، ومسدسات، ورشاشات، ودفعات، وكفخات، وقطع طرق وابهه، وفخفخه، وبوزات. وهتافين، وبيوت محدده، ومدروسه، ووجوه معينه تعرف ماذا تقول للشخصيات. وصحفي، لا يوجه غير سؤال واحد، عن مكرمة الرئيس الجديد.اليست مسخرة يا سيادة رئيس الوزراء، ان تذهب مبتسما ضاحكا، طلق المحيا، ومعك حرسك المدجج بالسلاح لتزور اناس مدماة قلوبهم، وتقول لهم كما كان يقول عبدالسلام عارف انك تستطيع ان تفعل لهم كذا، وكذا. متناسيا ان مدينة الثورة اذاقت الحكام المتتاليين على كرسي العراق الويل من الاضرابات، والمظاهرات، والانتفاضات، وذم شعرائها، ونكات ساخريها اللاذعه. فاي نكته سيبتدع الخيال الثوري/ الصدري هذه المره؟ ام تراه سيقارن بين زيارتك المسلحه المفبركه، المنظمه، وزيارات صدام المستهتره. ولعل شعبنا سيتذكر باني المدينه، ومؤسسها الزعيم عبدالكريم قاسم الذي كان ياتي لمتابعة العمل هناك بدون حراسه، ولا حراس، ويجلس على "تنكه" يشرب الشاي مع ابناء مدينة الثوره دون تعالي، ولا منه، ولا وعود كاذبه، ولا محاولة صرف الانظار عن مناقشة الدستور المفبرك. ولم يرافقه لا مصورين، ولا صحفي(ل?ل?ي) يردد نفس السؤال للصغير، والكبير بدل ان يسال عن عدد شهدائهم، ومقدار معاناتهم. متناسيا ان حياة طفل سحقته الاقدام على جسر الائمه لن تعيدها لا رواتب الجعفري، ولا هبات اعضاء حزبه في الجمعيه الوطنيه، ولا مليونات وزرائه. وان امه، وابوه يفضلاه حافيا معدما حيا في مدينة الثوره بدل ملاكا مجنحا ميتا في جنة يعد بها الجعفري، وجماعته.

ان الحكومه التي لم تتجرء، وتبادرالى تنظيم، وحماية مسيرة الزوار، ولم تؤمن لهم ما يجنبهم المصير الذي انتهى اليه اكثر من الف منهم. لايحق لرئيسها التباهي بهذا الشكل الفج، الذي ينم عن شماته بخصم عنيد هو التيار الصدري. جاء يعكس قوة سلطته بعد ان اظهر التيار الصدري قوة شارعه. كيف يتجرا هذا "السيد" على زيارة اهاليهم، وهم في ذروة مأساتهم؟ وبدل ان يعتذر لهم يذهب كالطاووس ومعه فرقه مسلحه ليظهر فضله عليهم لانه بعث بابنائهم، ونسائهم، وشيوخهم الى الجنه كما يفعل الزرقاوي مع الصبيان من الانتحاريين القتله.

قليلا من الحياء يا رئيس الوزراء! واهل الثورة/الصدر لولا اخلاقهم النبيله، وقيمهم الاصيله، وعاداتهم الكريمه، وحيائهم لطردوك من مجالس عزائهم، وهم يعرفون جيدا سبب زيارتك.

رزاق عبود
3/9/2005



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قادة الشيعه يتاجرون بالفجيعه
- توزيع ثروات العراق حسب الدستورالدائم
- سلطات العراق العديده
- امراء بدر يطلقون النار على وحدة العراق
- الفرس عراقيون والعراقيون فرس
- من يحكم العراق بعد السياده
- لفلفوا كتابة الدستور كما لفلفوا الانتخابات
- هل يضيع زعماء الاكراد وزعماء الشيعه التجربه الديمقراطيه كما ...
- ارهاب شرم الشيخ لا يبرر تاجيل الاصلاح
- الدستور الدائم للعراق افكار وملاحظات وتجارب
- ايهم السامرائي ومشعان والاخرين من بعثيين الى معارضين الى مقا ...
- طالب غالي عندليب البصره الاسمر
- المقاومه مقاومه ليش تزعلون
- شاهات ايران الجدد واحتلال البحرين
- نقاش الاشباح ووحدة اليسار الديمقراطي
- التيار الصدري،هل هو تيار اسلامي متخلف؟
- يا ناصحي الشيوعيه في العراق تواضعوا
- لا ياسادتي الاسلام لا يصلح لكل زمان ومكان
- من يكتب الدستور في العراق؟
- حول اليسار والديمقراطيه في العراق 3


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - جولات الجعفري الصداميه