أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمشيد ابراهيم - عن الصغير و الكبير














المزيد.....

عن الصغير و الكبير


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4681 - 2015 / 1 / 3 - 14:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عن الصغير و الكبير
مفردات الصغير و الكبير غامضة ambiguous وعامة تنقصها التحديد و الدقة: هل صغير ام كبير بالعمر او بالقيمة او بالطول؟ بماذا هو الله اكبر؟ في الغموض طاقة اكبر و مساحة اوسع من الدقة لان الدقة كالرياضيات لا تقبل الا نتيجة واحدة 1 + 1 = 2 بينما تمتاز اللغة ببحر الغموض و التغير الزمني لا تستطيع تحديد المعاني و النتائج و تكبيلها بهذه السهولة مما يفسح المجال لعدة تفسيرات كما نجده في التفسيرات الكثيرة للنصوص القديمة. (راجع مقالي عن تفوق الغموض ambiguity على الدقة على هذا الموقع).

يتضح المعنى اكثر عندما نكتشف التأثير الاثيوبي kebr بمعنى (المجد) على العربية kubr اي ان في (الكبر) نوع من المجد و العظمة قارن القرآن (ان في صدورهم الا كبرما هم ببالغيه - غافر 56) او ما تسميه الانجليزية بـ megalomania اي (كبرياء) او بالاحرى (جنون العظمة) من اليونانية megas / megal اي الكبير و mania الجنون او ادمان ونوع من الاكتئاب كمرض نفسي يميل المريض فيه الى المبالغة بقدراته لدرجة العظمة. يبين التأريخ لنا عدد لا يستهان به من الشخصيات الغربية و الشرقية المتسلطة و المصابة بمرض العظمة.
لربما هذا هو سبب تمجيد الكبير و تحقير الصغير. يميل الانسان الى المقارنة و المبالغة و يبحث عن الكبير و القوي و يهمل الصغير و الضعيف و لكن عند التأمل في الموضوع تنقلب المعادلة ليتحول الصغير الى اساس الكبير و يتفوق عليه في النهاية و هناك امثلة كثيرة عن حكومات الاقليات خاصة في الشرق الاسط. يقول الشاعر الانجليزي Wordsworth بان الطفل هو اب الرجل
The child is the father of the man
لان الطفولة هي قاعدة الانسان. ألم يبرهن الاطفال تفوقهم على الوالدين و الكبار؟ ألم تتفوق الانجليزية على الام الالمانية و الاب اللاتيني؟ ألم يتفوق الطالب على المعلم؟

في الواقع ليست هناك دول او جيوش نظامية تخضع لقواعد عسكرية او انظمة متماثلة متناسقة symmetric لا يمكن قهرها لان التجربة البشرية اثبتت فعالية حرب العصابات رغم اسلحتها القديمة او بعبارة اخرى فعالية الانظمة غير المتماثلة asymmetric ضد ارهاب الدول بضمنها الدول التي تملك ترسانة حربية كبيرة و اسلحة متطورة. بينت الخبرة البشرية مرونة المجموعات الصغيرة و قابليتها ان تكون في عدة مواقع او تغير نظامها بسرعة اذا دعت الحاجة الى ذلك مما يصعب استهدافها.

اثبتت التجربة البايولوجية للحياة ايضا بان الخطوات الصغيرة المستمرة و التغيرات البطيئة incremental او الجزئية partial افضل من الخطوات الكبيرة و اكثر تكيفا للبيئة لذا لا يمكن للخطط الخمسية و غيرها ان تنجح لانها ببساطة سريعة لا تمر بمراحل الطفولة و النضج و الكبر. الشعار اذن هو الصبر و التحمل لان صبر الصغير و تحمله ينهك و يستهلك wearing الكبير كالملابس و كفيل باستنزاف قوته و قابليته و يدفعه الى اليأس ليخضع اخيرا لمطاليبه. اثبت الطبيعة ان المواد الخزفية التي تتكون بالتدريج تحت الضغط في البحر تنافس افضل المواد او تتفوق عليها في صناعة الاسنان و الدروع الحربية و سيبين المستقبل تطبيقاتها الكثيرة اكثر و اكثر.

يستطيع الصغير ان يدرس الكبير و يتعايش معه و يتعرف على نقاط ضعفه. الطريق الصحيح هو اذن فهم الخصم او المرض و تشخيص كعب اخيله و لكن حتى اذا لم يستطع الصغير التعرف على الكبير باكمله فانه يستطيع على الاقل ان يتعرف على جزء منه partial . اثبتت التجارب البشرية بان الذي لا يخضع لدكتاتورية الانتقاء و الاختيار و يقبل الغذاء البسيط كالفقير المتواضع مهما كان نوعه له قابلية التحمل و الصبر و بالتالي البقاء على قيد الحياة لان الانسان المدلل و المتعود على الماء و الكهرباء و النفط و ترف الاكل و الشرب والسيارات و الطائرات و الملابس الذي يميل الى الراحة بصورة عامة سريع العطب.
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أليس الطب النبوي افضل؟
- المافيا الايطالية العربية
- الاسمر في الشيوعية و الاسلام
- المتهم .. المتهم..
- المكتبة المتنقلة على الحمار
- ذهب الى المذهب..
- كيف ترى وجهك؟
- تأريخ واحد للجميع!
- منديل الزمن المجعد
- لا يثبت الوجه
- لماذا هي؟
- الاستخفاف بالمواد الغذائية
- الطبخ و البطيخ
- حرب البيض
- العرب و العظم 2
- الاسهال ام الامساك (الفكري)؟
- العرب و العظم 1
- كركوك ليست ترتوك
- الادراك الحسي و التحرر من الجسم
- الحنيفية = الوثنية


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمشيد ابراهيم - عن الصغير و الكبير