أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - رسالة من ضمير عراقي الى ضمائر الأخوة العرب















المزيد.....


رسالة من ضمير عراقي الى ضمائر الأخوة العرب


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 344 - 2002 / 12 / 21 - 10:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

سؤال يتردد على ألسنة الكثير من الأخوة العرب ...

السؤال يقول :

حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تمثلان القوى الإمبريالية والاستعمارية وتدعمان دولة إسرائيل  ،  وهما تحاربان الرئيس العراقي صدام حسين ، فأنه بالتأكيد يمثل الحالة الوطنية والقومـــية المعادية للإمبريالية والصهيونية ، فلماذا تقف المعارضة موقف المطالب بإسقاط سلــــطة صدام حسين في هذا الحال ؟؟ ولماذا تقف بعض أحزاب المعارضة الوطنية العراقية  مع الولايات المتحدة ضده ؟ ولماذا تقوم الأحزاب العراقية المعارضة بالوقوف ضده في هذه المحنة التي تتطلب الموقف الوطني  والتوحد ونبذ الخلافات السياسية  بدلاً من التكاتف مع الأجنبي  والوقوف الى جانب العراق بغض النظر عن الخلافات والأخطاء السياسية التي تقع في أي بلد عربي غير العراق ؟؟؟

أسئلة كثيرة تدور في عقل المواطن البعيد عن الغور في عمق السياسة العراقية ، البعض منهم من يقولها بروح الحريص على مصلحة الشعب  والوطن دون معرفته ببواطن الأمور  والبعض الآخر من يقولها مع علمه بحقائق كثيرة يخفيها عن عمد تأسيساً على مقولة ( كلمة حق يراد بها باطل )  .

المثقف العربي المطالب بمواقف الى جانب الشعوب دائماً ، وعدم الثقة بمواقف الحكام العرب  من خلال تجارب الحياة السياسية العربية ، المثقف العربي المطالب أكثر من غيره بإيصال الحقائق من خلال صوته أنما يقوم بواجبه وما يمليه عليه ضمير المثقف الإنساني ، وعلى هذا يترتب على المثقف مهمة نبيلة تتجسد من خلال ما يتحمله ضميره وثقافته وإنسانيته من مهام  .

بعض النماذج العربية لاتمثل موقف الضمير ولا تلتزم بمبادئ القيم والأخلاق التي عرف بها المثقف العربي  ، فتعرض نفسها في سوق المزايدات والاتفاقات السرية والصفقات التجارية المتمثلة بكوبونات النفط ومبالغ الرشاوى والذمم  والتي انسحبت كذلك على المواقف السياسية وقبول دعوات السفارات السرية والقوافل السياسية المغطاة بالغطاء التجاري  ، بعض النماذج التي تعبر عن حقيقة شخصيتها المضطربة لاتمثل بالضرورة شعوبها وشرائحها المتنوعة ، وبالتالي لايجوز أن تنسحب مواقفها على غيرها .

مثلما لايجوز للمواطن العراقي أن يبني مواقفه السياسية على رد الفعل انعكاسا لموقف أو فعل سلبي من شخص أو جهة لايمثلان المجموع  ، لأن هذه المواقف آنية مبنية على ظروفها وتتعلق بمدى انحدار الشخص وتردي ضميره وانحداره  الذي وصل أليه في عملية المتاجرة في سوق السياسة العالمية والعربية على أساس أن الوقت الآن هو وقت السلطات القوية بأجهزتها المخابراتيه وبأموالها وليس وقت الشعوب المقهورة والمقموعة دائماً ، وأن الفرصة في كيفية الانتفاع بسرعة واغتنام الفرصة  ولو على حساب الشعوب والعدالة  والحقيقة .

منع المواطن العراقي  من دخول أكثر الأقطار العربية  ألا بموجب سمة دخول ومنع من دخول البعض  قطعاً ، بل وصل الأمر إلى  منع العراقي من المرور بأجواء هذا البلد العربي أو أن تطأ رجله تراب ذاك  البلد ولو كان عابراً الى بلد آخر لغرض العمل أو الهجرة ، والاستهانة بالمواطن العراقي وتضييع حقوقه والاستخفاف بقدراته وكرامته ، ولكن هذا لايعني أن هذه المواقف هي لشعوب تلك الأقطار  ، وأنما هي مواقف حكوماتها وهي بالتأكيد ضد الشعب العراقي ، ومنسجمة مع مسيرة السلطة العراقية الهادفة الى إذلال العراقي والحط من كرامته وسمعته بين هذه الأقطار ضمن هذه الفترة الزمنية  .

 وهذه المواقف تتأرجح بين التملق لسلطة الدكتاتورأو بالأتفاق معه  أو الخشية من مخابراته وسطوته وقوته الأمنية وأمكانياته أو تقرباً بقصد الحصول على قضمة من الجسد العراقي ، أو أكتفاء لشر الصراع الحاصل بين السلطة والشعب العراقي . 

ومن باب الانفعال ورد الفعل أن يقول أبناء العراق أن العراق للعراقيين ، ومن باب رد الفعل هناك من يقول لن ندع أحد يزور العراق مستقبلاً الا بسمة دخول والبادئ أظلم ، وستتضح حقائق كثيرة مغيبة عن أخوتنا العرب وخاصة أهلنا في فلسطين تبين لهم الوهم والخطأ الذي وقعوا فيه بوقوفهم بصف الطاغية ضد شعب العراق ،  والحقيقة أن حكومات هذه الأقطار ترى في تغيير نظام الطاغية صدام حسين بأي شكل في العراق والعمل على خلق نواة لحكم ديمقراطي وفيدرالي سينسحب عليها ويجعل شعوبها تدرك مقدار وجسامة التسلط والتغييب الديمقراطي في بلدانها وتعمل بالتالي على سحب كراسي السلطة من تحت مقاعدها رغم المسامير والبراغي التي ثبتوا بها أقدامهم عليها .

الحقيقة التي لاتغيب ولن تغيب عن بال أحد كون النظام العراقي المستمر بذبح شعب العراق أتبع وأتباعه سياسة  أمنية ومخابراتية وقمعية وصلت لحد المجاهرة  بقطع ألسنة المواطنين العراقيين أذا تجرأوا ونقدوا السلـطة أو تصرفات وأفعال الرئيس وعائلته ، والنظام العراقي الذي أنفرد بالسلطة وحارب جميع الأحزاب العراقية الوطنية وحارب الأكراد حرباً شرسة مستعملاً السلاح الكيمياوي المحرم دولياً ، وحرم على المواطن العراقي أداء طقوسه وشعائره الدينية ، والنظام العراقي الذي أتبع أساليب الاغتيال السياسي وتصفية الخصوم خارج حلبة الساحة العراقية ، والنظام الذي أستعمل عملية الوشم لإذلال الأنسان وبتر الأيادي والأقدام والذبح بالسيف أمام الناس دون محاكمة أضافة الى قطع اللسان وبتر الأذان كلها ، فأنه يتبع ذلك بقصد أدخال الروع والخوف واليأس  في نفس المواطن العراقي .

والنظام الذي ملأ سجون وأقبية ودهاليز مؤسسات التحقيق والأمن والمخابرات والاستخبارات والأمن الخاص وسجن الأولمبية والفضيلية  بآلاف العراقيين الشرفاء ، وعمل على تهجير آلاف العوائل العراقية تحت ذريعة التبعية الفارسية وأعتقل مئات العوائل الكردية – الفيلية دون سبب وغيبهم وغيب شبابهم ، وطارد العلماء والطاقات والكفاءات والرموز الثقافية والفــنية والسياسية تحت شتى الأسباب ،  وأدخل العراق في حربين مدمرتين خسر فيها العراق خيرة شبابه ورجاله وبعثر ثروات العراق السابقة واللاحقة ، وأعاد العراق الى العصور المتخلفة والبعيدة عن الرقي الحضاري والأنساني وجعل العراقي يعيش تحت خط الفقر بالوقت الذي كان من أغنى دول العالم ، ولم يعترف بفشله وخسارته في العمل السياسي وحصول ثقة الشعب ، وفشل في سياسته الاقتصادية ، ودمر قيم وأعراف المجتمع العراقي الجميلة  .

النظام العراقي الذي فرط بسيادة العراق أكثر من مرة ، والقابع في أقبية ودهاليز سجونه آلاف العراقيين الشرفاء ، والنظام الذي قام بدفن آلاف الأحياء من المعارضين بالحفر وقتلهم وهم أحياء ، والنظام الذي أستعمل الغازات السامة والجرثومية في تجاربه على المعارضين السياسيين وأستعمل الغاز الكيمياوي ضد شعبه من الأكراد والعرب وأطلق الصواريخ بعيدة المدى على المدن العراقية ، والنظام الذي عاقب شعب العراق بحرمانه من الكهرباء والماء النقي الصالح للشرب ، والنظام الذي زور كتب التاريخ والتربية الوطنية ، والنظام الذي بدأ أول أيامه بالكذب ومازال يكذب ويجبر الناس أن تصدق بكذبه ،  والمسبب الحقيقي في بعثرة الملايين العراقية من الطاقات والكفاءات العلـمية والثقافية في أرجاء الأرض ، النظام الذي فشل في قيادة العراق والمحافظة على وجوده كوطن أو أيجاد صيغة إنسانية تجعل العراق بلداً مثل باقي بلدان العالم ، النظام الذي ثبت لأبسط المستجدين في العمل السياسي فشل سياسته وخططه وبرامجه ، وأنه يتعثر في مسيرته ويدخل في أنفاق الفشل والهلاك والخسائر والهزائم ، النظام العراقي الذي أغرق البلاد بالدم و الدمار والموت والتخلف ،  لم يزل مصراً على الاستمرار بذات النهج وذات السياسة الدكتاتورية الرعناء المستخفة بالشعب وبالوطن .

النظام العراقي الذي جاء الى السلطة بمباركة أمريكية وباتفاقيات سرية كثيرة ، هو الوليد الخديج للمخابرات المركزية ، وهو العدو الأول اللدود لكل حركات التحرر الوطني في المنطقة ، والمتمعن في تفاصيل وزوايا القضية الفلسطينية ، باعتبارها القضية العربية الأولى  يمكن أن يشاهد مدى الجراح والشروخ والآلام التي سببها النظام العراقي للقضية الفلسطــــينية ولقيادات المقاومة  و الإسهام في أضعاف وتشر ذم فصائل المنظمات الفلسطينية  العاملة في الساحة العربية ولم يزل مستمراً في تدمير أرادة الشعب الفلسطيني وأيهامه بأن تحرير القدس يمر عبر عبادان أو الأحمدي  ، وكل شباب العراق الذين ساهموا في العمل الفدائي يدركون هذه الحقيقة مثلما تدركها القيادات الفلسطينية الواعية ، واغتيال عناصر قيادية من عناصر المقاومة الفلسطينية دليل أكيد على ذلك ، أضافة الى تحالفه مع حزب الكتائب ضد المقاومة في لبنان ومع أحزاب الصرب ضد المسلمين ومع روسيا ضد الشيشان . .

أضافة الى استخدامه عناصر فلسطينية في مقرات التعذيب والتحقيق والاشتراك في قمع الانتفاضة محاولة منه للإساءة الى العلاقة الحميمة بين الشعب العراقي والفلسطيني .

النظام العراقي الذي يستخف بعقلية الرئيس الليبي وينعت الرئيس المصري بشتى النعوت البذيئة ويسب الملوك والقيادات العربية ويتآمر على سوريا والأردن بكل ما لديه من طاقة ويسخر من قيادات وأمراء الخليج  ، ويتصرف بسلوك أبناء الشوارع في مؤتمرات القمة وأمام مؤتمرات الجامعة العربية ، ويسعى لعقد مؤتمرات إسلامية وعلماء الدين يقبعون في السجون ، وهو الذي يمنع كل شعائر الإسلام من الأداء ، وهو الذي يبث التفرقة المذهبية والعنصرية والطائفية المقيتة .

و أتبع النظام سياسة شراء الذمم والضمائر بأموال الشعب العراقي وخيراته الوطنية  ، استطاع وللأسف في هذا الزمن المرير الذي أصبحت فيه الضمائر والمواقف تباع بأسواق المادة أن يشتري فضائيات عربية غيرت من نهجها ضد النظام 180 درجة  وكذلك صحف عربية ومحررين عرب  ومواقف رؤساء دول ووزارات ومثقفين وشعراء وطبالين وعناصر متجردة من كل قيم وأعراف وثوابت خلقية واجتماعية مقابل حفنة من المال السحت ، سواء بالقبض المباشر أو غير المباشر ، وسواء بكوبونات النفط أو بالصفقات التجارية على حساب طعام العراقيين وآلامهم وبؤسهم  ، وهذه النماذج موجودة في كل زمان ومكان  .

وأزاء غياب الديمقراطية في العراق ، وأمام النهج القمعي والدكتاتوري الذي لم تعيشه أقطار الدنيا الا في العصور الوسطى والمتخلفة ، والتي أتمنى على كل مثقف أن يشعر بجسامة الأحداث التي تقع يومياً في العراق ومدى جسامة المحنة التي يعيش بين نارها المواطن العراقي ، سواء تحت وطأة الحصار الظالم الجاشم على صدور أهل العراق ، أو تحت سياط السلطة الدكتاتورية الهمجية التي غيبت كل معاني الحياة في العراق الجميل  ، فقد ثبت للجميع أن السلطة الحالية بشخوصها وبسياستها هي السبب الحقيقي في تردي حال الشعب العراقي وبعثرة ثرواته وسرقتها والتفريط بالوطن أكثر من مرة .

بقيت الولايات المتحدة الأمريكية راعية للسلطة العراقية باعتبارها راعية مصالحها الستراتيجية  في المنطقة ، وليس اعتبارا أن يتم تجاوز وضع السيد طارق عزيز وهو زوج شقيقة الجاسوس الإسرائيلي (  منير روفا )  الذي قام بسرقة أول طائرة من نوع ميج 21 روسية من العراق وسلمها الى إسرائيل بالرغم من التواصل واللقاءات السرية المستمرة بين روفا قبل وفاته  وطارق عزيز ، فقد صدرت التوصية باعتماد عزيز ممثلاً للسياسة الخارجية العراقية وساعداً أحتياطياً للطاغية  ، مع أن القوانين العراقية التي أصدرها الطاغية نفسه لا تجيز أن يكون بين صفوف الحزب أو في الخدمة العامة من كان من عائلته لحد الصنف الرابع من الخونة والجواسيس والمعادين للوطن وللثورة  .

وبرز واضحاً الدور الأمريكي والرعاية الأمريكية العسكرية في حرب السلطة مع أيران ، وظهرت أيضاً للمطالع مدى التعاون والانسجام العسكري  بين السلطة وبين مخابرات الولايات المتحدة العسكرية  ، وليس أكثر دلاله على ذلك ما أورده التقرير المقدم من السلطة الى لجنة المفتشين حول أسماء الشركات المتعاونة مع السلطة العراقية ، وبالنظر لتعدي السلـــطة الخطوط الحمراء المرسومة لها أمريكياً ، وبالنظر للأحلام الخيالية التي راودت عقل رئيس السلطة في احتلاله منابع النفط والسيطرة عليه عالمياً ، عملت الولايات المتحدة على إخراجه من الكويت بالقوة غير أنها أحجمت عن المساهمة في إسقاطه بالرغم من الثورة الشعــبية التي قامت ضده في أربعة عشر محافظة من محافظات العراق ، ولما لمست التوجه الأعلامي الذي يؤكد كون أغلب المحافظات المذكورة من أتباع المذهب الشيعي ( الجعفري ) ( الجنوب والفرات الأوسط ) بادرت للموافقة على أن يستعمل النظام الطائرات والصواريخ والأسلحة الفتاكة لقمع الانتفاضة وفق حسابات أمريكية وتوازنات دولية في تلك الفترة ،  في حين أنها منعته من ذلك في كردستان العراق ضد الأخوة الأكراد .

لم تزل السلطة ضمن ورقة اللعب الأمريكية حتى دخول جيش السلطة الى مناطق كردستان وقيامه بتصفية المعارضين السياسيين واختراق الخطوط المرسومة له دون أية مسائلة دولية أو أمريكية ، وحين كانت القوات العسكرية تدخل مدينة أربيل لقتل المعارضين ، كانت الطائرات الأمريكية تقصف قرى مدينة العمارة في أقصى جنوب العراق .

وبالنظر لمعاودة الأحلام المريضة في عقل رئيس السلطة من امتلاكه للسلاح النووي بعد الكيمياوي ، وبحثه الدؤوب عن أسلحة الدمار الشامل وتعاونه مع بؤر الإرهاب في العالم ، فقد وجدت الولايات المتحدة الأمريكية أن هذا النظام يمثل مصدر خطر عليها في عقر دارها وعلى مصالحها الستراتيجية والاقتصادية في المنطقة ، وأنه الأبن العاق والمتمرد عليها ، مما ينبغي عليها أن تقوم بتصفيته ليس حباً بسواد عيون العراقيين ، وأنما للضرورة الماسة التي تتطلبها الأوضاع والمستجدات والمواقف الدولية في الفترة الأخيرة .

من هنا بدأ التداخل في الخنادق .

من هنا بدأ خلط الأوراق أمام المواطن العربي ، فالموقف بالنسبة للمواطن العراقي محسوم ، وهو صاحب القضية الأساسية التي يكتوي  بنارها .

المواطن العراقي المذبوح بشفرات المخابرات والأمن الخاص والأمن العام والاستخبارات وفدائيو صدام والأجهزة الأخرى .

ثمة حقيقة غائبة عن بال الكثير من أخوتنا العرب ، حينما يصدقون أن في العراق حزب حاكم يدعى ( حزب البعث العربي الاشتراكي ) ، وأنه حزب أوحد ، الحقيقة  غير ذلك ، أذ لاوجود لحزب في العراق يحكم البلد ، السلطة والحكم كلها لعائلة تتشكل من أب وأولاد ونساء وأولاد عم وأخوة من الأم ، الحكام الفعليين هم العائلة فقط وغير ذلك تهريج وخبط .

في الحزب الكارتوني المتخذ كواجهة للحكم لا تؤخذ أراء الحزبيين في القرارات ، في الحزب المذكور لا يعلم أعضاء الحزب المتقدمين بقرارات السلطة ذاتها ، في قيادات الحزب المذكور لا يؤخذ رأي القيادات في الحرب والقرارات التي تهم الوطن ، في الحزب المذكور كفة أتفه فرد من أفراد العائلة الحاكمة تزيد على أكبر أسم من أسماء القيادات الشكلية في الحزب المذكور ، أخبار السلطة والدولة والحكم لا يعرف بها الحزبيون ويسمعون بها من خارج صفوف الحزب .

في صفوف الحزب الحاكم لا يعرف الأعضاء ولا القيادات منهم أسباب طرد القيادات أو اعتقال القيادات وإعدامها ولاأسباب طرد الوزراء واعتقالهم ، وفي صفوف الحزب المذكور لايجروأ العضو أن يسأل عن أسباب اعتقال مواطن مهما كانت تهمته أو أسباب اعتقاله .

في الحزب المذكور لا يعرف أحد أسباب صعوده الى مرتبة حزبية أعلى ولاالى تجريده من مسؤولياته الحزبية ولا الوظيفية أحياناً .

في الحزب المذكور ثمة تغييب للعقل الأنساني فلا يوجد أمكانية للمناقشة مع القيادات حتى بعد التنفيذ لأنها تعني الموت والتغييب .

في الحزب المذكور ثمة تغييب للفكر الأنساني ، حينما يتبلد الأنسان بقراءة موضوعات جامدة ومتخلفة دون أن تكون له أمكانية مناقشتها وتغييرها مهما كانت درجة وثقافة الشخص .

في الحزب المذكور يكون ولاء مطلق ليس مثله في الجيوش المتحجرة العقل لشخص الرئيس ، فكل ما يقوله صحيح لامجال للخطأ فيه ، لأن الرئيس معصوم عن الخطأ ، بل أن كل أخطاوءة عطايا وسجايا يتغنى الشعب بها .

في الحزب المذكور لايمكن الا أن تقول بعد كلمة الرئيس أو القائد حفظه الله ورعاه وبعكس ذلك فأنك متهم بتهمة عقوبتها الموت أحياناً ، وفي الحزب المذكور لايمكن لك الا أن تصفق للجداريات والصور التي ملئت شوارع المدن العراقية المهملة والمحفورة والممتلئة بالمتسولين والجوعى والمرضى  .

في الحزب المذكور يترتب على الحزبي أن يقدم التقارير الأمنية عن أهله وأهل شارعه ومحلته ومدينته وعشيرته الى السلطة ، وعلى الحزبي أن يقوم بقتل أبن عمه وشقيقه وأبن عشيرته أذا أنتقد السلطة .

في الحزب المذكور عليك أن تصفق وأنت تشاهد منظر قطع اللسان لأحد الأبرياء وسط حشد من الناس الذين يصفقون ويسبون القائد والحزب  سراً .

في الحزب المذكور عليك أن تستمع للإشاعة ولاتنقلها لعائلتك ، وأن تسمع النكتة ضد النظام وتكتمها في صدرك وتضحك دون أ، ترتسم البسمة على شفتيك  .

في الحزب المذكور أشترك الكثير من الحزبيين في الانتفاضة عام 1991 ضد السلطة بسلاح السلطة ، ومع كل هذا فأنت مشروع دائم للتضحية أمام رغبة وشهوات القائد  .

في الحزب المذكور عليك أن تتبرع بالمال والذهب لمشاريع السلطة ( الوهمية  ) وأن تنتزع أسوارة طفلتك لئلا تنتزع روحك وحريتك .

في الحزب المذكور عليك أن تبارك خطوات القائد وهو يحتفل بعيد ميلاده المزعوم وأهل العراق جوعى ومرضى ، وأن تزين واجهة دارك وتضع أشرطة الزينة وأنت ممتليء بالحزن والقنوط واليأس  .

في الحزب المذكور لايمكن لك أن تسأل عن أي شيء وعن أي سبب ، فالمنتسب مقاد أسوة بالقطيع الكبير ، والمواطن  يعتبر انتسابه للحزب حماية لنفسه واتقاء لشر الآخرين في حين أن السلطة تعتبره عدداً يخدم آليتها وأغراضها وسياستها ، وكل مواطن موضع شك وريبة مهما كانت درجته الحزبية وموقعه الوظيفي .

وإزاء الانسجام التام بين السياسة الأمريكية والسياسة العراقية ، فأن جميع مواقف السلطة العراقية مكشوفة ومعروفة بوقوفها ضد حركات التحرر والشعوب المظلومة ، فالشيشان حركة انفصالية حسب مفهومه ويسعى الى محاربتها والمسلمين في البوسنة يتم التحالف ضدهم مع القوات الصربية ومدهم  بالسلاح وشيعة العراق أبناء زنى وأولاد حرام ومذهبهم كافر وقتلهم حلال وأن وجود المذهب في العراق لا يعدو كونه بدعة دينية يعمل على استئصالها وإنقاذ الأمة الإسلامية من شرورها ،  والتحالف مع حزب الكتائب اللبناني واجب ديني أسلامي وتقديم المعونات المادية والتسليحية لقتال المسلمين واجب مقدس في شرع السلطة !!  ، ورفع أسم الله من نصوص  اليمين في القوانين العراقية ضرورة يحتمها الالتزام بقرارات القمة الأسلامية ، وكتابة المصحف الشريف بالدم البشري النجس خطوة كبيرة لرفع شأن الإسلام ، وسلطة تسلم مقدار الوطن وشرف الجيش وأسراره الى مفتشي الأمم المتحدة من الجواسيس والعملاء غير جديرة بأن تكون حاكمة على جزء من تراب العراق ،  فهل يبقى هناك شك في قلوب الأخوة العرب من المتوهمين ببقاء ذرة من الشرف والمروءة والشهامة والأصالة والوطنية في سلطة مثل هذه ؟؟ ا اللهم فأشهد فأننا قد قلنا الحقيقة وستثبت الأيام القادمة بما قلناه وستتوضح من الحقائق ما لم يقله أحد وأن غداً لناظره قريب .

 

 


 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرار اللحظة الأخيرة
- تطبيقات الإعلان العالمي لحقوق الأنسان في العراق
- الزمن الذي أضاعته السلطة
- تهنئة من القلب للحوار المتمدن وهو يطفئ شمعته الأولى
- معارضة المعارضة
- عفو السلطة عن الجناة مساهمة جديدة في ترويع شعب العراق
- من يعفو عن من
- مطلوب خطوات بحجم محنة العراق
- مبروك قرار العفو
- قراءة في كتاب الدكتور علي كريم سعيد ( حركة حسن سريع وقطار ...
- المرشح للزعامة العراقية
- علي الوردي عالم الاجتماع الذي شخص كوامن الشخصية العراقية
- أوراق عراقيــة
- قراءة لكتاب العقوبات الدولية وآفاق التطور الديمقراطي في العر ...
- محنة القضاء في العراق
- رسالة من مواطن عراقي الى الحجاج بن يوســـــــــــــف الثقفــ ...
- الحقيقة المرة


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - رسالة من ضمير عراقي الى ضمائر الأخوة العرب