أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - توزيع الاستعمار للكعكة وفق الحصص














المزيد.....

توزيع الاستعمار للكعكة وفق الحصص


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4680 - 2015 / 1 / 2 - 20:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ليس في العراق لوحده و انما الدول العربية الموجودة في المنطقة جميعا تتميز بانها بنيت نتيجة مصالح مختلطة بين الاستعمار و القوى المسيطرة و الواقع الاجتماعي الذي اتسم بافكار و عقائد توارثها القومية السائدة من التاريخ، اي بنيان الدول جاءت نتيجة توزيع الاستعمار للكعكة وفق الحصص التي تفيدهم من جانب، و ما كانت مسيطرة من الاسس و المباديء الفكرية و العقيدية و العقائد القومية الصرفة سواء كانت مجردة او ملفوفة او مغطاة بقشرة الدين او المذهب، و الاولوية للحجم الاكبر السائد على حساب الاقل سيادة و الادنى مستوى من حيث الثقل و التاثير و الحجم و المساحة الجغرافية التي تحويهم، بعد انقراض الحضارات و سيطرة الفتوحات الاسلامية على المنطقة طبعا .
المعلوم عن البعث و حكمه بعد سيطرة الدكتاتور بشكل خاص، فان السلطة كانت متوزعة بشكل تام على الاقربين من الدكتاتور ثم القريبين ثم الحلقة الخاصة، و هذا ناتج طبيعي لنظرة المجتمع الذي يعيش في ظروف اجتماعية شرق اوسطية من حيث المستوى الثقافي و الايمان بالاخر و بالدولة و عدم وجود الاسس السليمة للتقدمية في النظرة الى الشريك، و ما هو المجتمع عليه من كيفية بناء الثقة على اسس غرائزية ، بحيث الحاكم يتخلى عن كل ما يؤمن به لصالح غريزته و الاسس التي تربى عليه عائليا و عشائريا، فيوزع المراكز الحساسة على الاقربين من الدرجة الاولى الى الثانية و هكذا عائليا، و من ثم فان احسنهم يفضل فرض تلك العملية في حلقة حزبية ضيقة في افضل الاحوال ، و هذا ليس في زمن البعث و العراق فقط و انما في جميع دول المنطقة بجمهورياتها و ملكياتها و دويلاتها منذ مدة ليست بقصيرة، الا ان البعث تبناه في كيان جمهوري و ثبته بشكل محكم .
ان البعث بذر هذه النبتة و زرعها في السلطة بشكل اعمق و اصبحت السمة الخاصة به في النظام الجمهوري و سبق الاخرين و يمكن تسميتها ببعثية ( البعثيزم) بامتياز في بلد يعتبر نفسه جمهورية، و الملكية لا عتاب عليها لانها مبنية من الاساس على هذا في تركيبتها . فاصبحت هذه السمة من الميزات الجديدة التي اضيفت على الجمهوريات و يمكن ان نسميها السمة البعثية الخاصة التي انتشرت في الشرق الاوسط سواء في السلطات والحكومات ام في قيادة ور ئاسة الاحزاب و الحركات و التيارات السياسية . انها اصبحت افة اصابت كيان المنطقة السياسية و تعمقت في جذور التفكير الاجتماعي و السياسي، و طبقت عمليا و لازالت المنطقة تسير عليها، بينما لو قارننا ماكان عليه الحكومة في عهد الملك في المملكة العراقية عدا عرش الملك و صلاحياته فان السلطة التنفيذية من رئيس الوزراء و الوزراء لم يكن فيه من هذه السمة ابدا، بحيث لم نجد اي اعتبار للقرابة و الدرجات في السلطة، هذا عدا دائرة الملك و ولي العهد و ما يخص الملك و المملكة و سلطاته المحددة ايضا .
من سوء حظ المنطقة ان هذا الداء انتشرت بشكل افقي، فاليوم نحن في اقليم كوردستان نعيش في المرحلة و السمة و يطبق المفهوم ذاته على نوع الحكم لدينا، رئيس الاقليم و رئيس الوزراء و رئيس الامن العام والمراكز العسكرية و الامنية الحساسة الاخرى بيد عائلة واحدة و كل السلطات متجمعة فيها، و هي اكبر منفذ للبعثيزم في المنطقة، هذا عدا ما يتميز به الحزبان الديموقراطي الكوردستاني و الاتحاد الوطني من الحلقات الضيقة التي هي مسيطرة على امور الحزبين جملة و تفصيلا و ليس الاخرون الا طبالين و مزمرين لالحانهم .
لقد ازيحت تاثيرات موجة التطورات التي هبت على هذه المنطقة في فترة ما، و عادت مجتمعاتها الى الصفات الاصيلة فيهم كالعصبية التي تاصلت في كيانهم و حتى العقائد وحتى الاديان التي برزت هنا لم تتحرر منها، و كلها مبنية على ( انصر اخاك ظالما او مظلوما ) . اي انتقلت الصفة التعصبية الاجتماعية الى الكيانات السياسية و اعادت مكانتها بعد ان ازيحت شيئا ما اثناء الحرب الباردة او انتشار اليسارية في المنطقة بشكل خاص . و كان للبعث الفضل الاكبر في تنميتها و انتعاشها في عقلية المجتمع و السلطة التي كانت الارضية مخصبة لها، و اثبتت و هي لازالت تتسم بها لحد اليوم . فان راينا منصبا هنا و هناك بيد من هو خارج الحلقة، فانه ليس الا لتجميل وجه السلطة التي تلعب عليها، فاضافة لذلك فان السلطة التي تتوزع على تلك الدرجات او الحلقة الضيقة في اطار معين، فانها تكسب مجموعة من النخبة و خاصة الثقافية لتوزيعها على اركان تلك العملية و لتدعي الديموقراطية و الحرية و حكم النخبة، و هم ليسوا الا تابعين و خانعين بيد اركان تلك الحلقة العائلية او الحزبية .
اي اننا دون ان نعلم، نحن وسط سلطة و حكم بعثي و نمارس ما زرعه فينا البعث قولا و عملا و لم نلمس حكما الا و يتصف الان بالبعثية او البعثيزم .
اتمنى من الحكومة العراقية الجديدة ان تكون بعيدة عنها، ليتسنى لها النجاح و السير خطوة اولى نحو الحرية و الانسلاخ من سمات البعث التي ثبتت في كياننا و هي مستمرة . و اننا في داخلنا نحاول جاهدين التخلص من هذه السمة البذيئة التي اصبحت مرضا فتاكا في كياننا السياسي الاجتماعي الا اننا لم نتعقم منها لحد اليوم .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تعقمنا من البعثية في كياننا ؟
- هل تنجح محاولة عرقنة الشعب العراقي ؟
- التمنيات كثيرة و الجميع بانتظار الايام لتحقيقها
- من هو مصدر التهديدات لهيفاء الامين
- رقصت السلطة على الحان الحزب الحاكم
- الكورد يستشهدون بتراثهم
- هل تبقى قيادة العالم كما هي في السنة الجديدة ؟
- ضمانة نجاح المصالحة قبل ازاحة داعش
- نطق الحق فنعتوه بالمرتد
- انه ليس حبا بالبغدادي بل كرها للمالكي
- نجني اليوم ثمرات الانعطافة الفوضوية بعد سقوط الدكتاتورية ؟
- برجوازي السلوك يساري الادعاء
- كوردستان بحاجة الى معارضة جديدة
- هل نقول الحقيقة ولو على حساب مكانتنا ؟
- المسايرة ام الموقف الحاسم ؟
- هل يعيش الشرق الاوسط في ظروف المرحلة الاجتماعية الواحدة
- تغيير قواعد الصراع الروسي الامريكي جذريا
- قضى منه وطره و تركه
- تباهي بالشخص غير المستحق و تناسي المستحق
- المبتسم قبل حبل المشنقة !


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - توزيع الاستعمار للكعكة وفق الحصص