سيومي خليل
الحوار المتمدن-العدد: 4680 - 2015 / 1 / 2 - 17:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدبلوماسية المغربية تُوجه بوصلتها من السيسي إلى مرسي ، وإنقلاب 30 يونيو ، الذي لم تَشأ حينها الدبلوماسية المَغربية بتسميته ،ها هي الآن تُسميه ، وتعتبره انقلاب عسكراتيا ،في حينها طَغت السياسة على قرار التسمية ، والآن أَيضا تطغى الساسة على قَرار التسمية ؛ إنه نَّواس السياسة الذي لا يُقر على حال أبدا .
لقد كان الإنقلاب جَليا حينها ، ورَغم كرهي الشَّديد لإِيديولوجيا الإِخوان المُسلمين ، إلا أن صعودهم الحكم كان دِيمقراطيا ، وإنزالهم من الحُكم تم بأمر من الدَّبابة العسكرية ، التي أجادت طبخ الإِنقلاب ليكون ثورة شعبية ثانية ، والتَّسيير الساذج للحكم من طرف الإخوان قدم لهذا الانقلاب كل الشروط الصحية ليصبح ثورة ثانية تَشدق بها المصريون كثيرا .
مُؤخرا غير المغرب تَوجهاته الدبلوماسية، والأَكيد أن سبب ذلك ليس قناعة بأَن الإنقلاب لم يكن ثَورة ، وبأَن السيسي ليس رئيسا منتخا، وبأَن مرسي هُو الرئيس المنتخب ، كل ما في الأمر أَن الهَجمات الإِعلامية غير المحسوبة من طرف الإِعلام المصري ضد المَغرب، وثقافته ، ومُجتمعه ، والتي اشتَرك فيها سياسيون، وفنانون، وإعلاميون ، أَخذوا ما يشهده المغرب بالنقد والسخرية .
ضربة بضربة ؛ هَذا هو لسان حال الدبلوماسية المغربية ، وربما أَضافت أيضا أنها تحَملت من الإِعلان المصري الكثير ، وآن الآوان كي تُضيقَ المسؤولين المصريين بعضا من الإِنتقاد ، لكن لنَضع النقط على الحُروف ؛ ما وَقع في ثلاثين يونيو هو انقلاب وليس ثَورة ، وحتى إِن اعتبرنا الاِخوان مُفسدين ، وجماعة أَخوية ذات نزوع إِرهابية، وهَذا ما لمِ يتم التأكد منه في فَترة حكمها ، وغَيرها ، فَعلينا أَن لا ننسى أن الشَّعب المصري إختارها في لحظة ما ، يُمكن أن يكون إختيارُه خاطئا ، لكن قد تَمَّت عَملية إختيار الجماعة للرئاسة ، والديمقراطية تفْرض أَن يتم إزالتها بطريقة إنتخابية ، أو بإحتجاجات سلمية لا يتدخل فيها الجيش ..
#سيومي_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟