أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - هل تنجح محاولة عرقنة الشعب العراقي ؟














المزيد.....

هل تنجح محاولة عرقنة الشعب العراقي ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4680 - 2015 / 1 / 2 - 14:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تحدث الكثيرون عن الشعب العراقي و مكوناته و كيف تاسست الدولة، و بحث المتابعون و الاختصاصيون ماهية هذا الشعب، كان جلهم مستندين على ظاهر السمات التي يتمتع بها الشعب اجتماعيا، و الدولة المبناة من خلال حكم مركزي يريد التحكم بالجميع بالقوة و لم يكن الانتماء الاجتماعي و السياسي للدولة الواحدة موجودا لجميع المكونات معا طوال هذه المدة .
تكلم الملك فيصل عن الشعب بصراحة تامة و رغم محاولاته العروبية و التوجهات التي هدفت الى اذابتهم في بودقة دولة واحدة ذات مواصفات ممكنة السيطرة عليها من قبل الحاكم و رغم انها كانت دولة و هي مستوردة لملكه من خارج مجتمعه، و بعد اضطرار الاستعمار على ما يمكن ان نعتبره حيلة سياسية افرزت ما ضر بالشعب العراقي طوال عقود، وكل ما حدث ليس لمصلحة الدولة العراقية بل من اجل ضمان مصالح الاستعمار البريطاني فقط .
بعد محاولات عدة لتصحيح المسار و من بعد الاتقلابات و و ما سميت بالثورات، بقت حال العراق على ماهي عليه لسبب جوهري واحد هو عدم انبثاق الدولة من مخاض المجتمع العراقي ذاتهم بل فرضت عليهم فوقيا لعوامل و اسباب خارجية و ليس لهم اي يد فيها ، هذه هي العلة التي اعتلٌت بها و من افرازاتها جميع مكونات العراق و لم تشف لحد اليوم .
منذ انبثاق الدولة و تشهد التفاعلات غير المتكافئة و بعيدة عن الانسجام و التداخل و الذوبان، و لم تنتج العملية ما يدلنا على صحة العملية ذاتها و التي تتم قسرا و بعوامل مساعدة خارجة عن مكنوناتها الداخلية المتفاعلة، وهي المفروضة فوقيا و قسريا للتفاعل و الخروج بنتيجة و لكن دون اي ناتج منتظر لحد هذه الساعة .
انشاء دولة من تكتلات بشرية و بقوة خارجية بعيدة عن الانسجام من اية ناحية غير متفاعلة و ليست متشابهة من الصفات و حتى التوجهات، بعيدة عن البعض من حيث الفكر و الاعتقاد الوطني المشترك المطلوب كشرط لبناء الوطن و كاساس لبنيان كيان سياسي اجتماعي ، و هذا ما يدعه دون اساس متين، تكتلات بعيدة عن العوامل المشتركة و مختلفة في الاعتقادات و متشعبة في الفكر و النظرة الى ما يربطهم بالارض التي يعيشون عليها ، لهم صفات خاصة و ظروفهم و تاريخهم يؤيد بان التصارع و الخلافات اكثر سيطرة من التوائم و الماهي و الوفاق بينهم، اي يمكن الاعلان بصراحة عن وجود اللاشعب بمعنى الكلمة .
طالما بقت السلطة طوال التسعين عاما و اكثر بيد مكون ابتعد عنها المكونات الاخرى التي احست بالغبن و الاغتراب، و طالما لم تكن في هذا التاريخ مرحلة واحدة ولو قصيرة الامد من التوافق الذاتي المقنع لجميع الفئات و دال على رضى الجميع بما يجري، ليس لنا الحق بان نقول اننا عشنا في دولة جميع المكونات، نعم يمكن القول بانه كانت هناك فترات و مراحل مقتضبة و العلاقات الاجتماعية بين المكونات مبتسرة و لم تصل لحد الانسجام و الاحساس بنسبة ولو قليلة من العدالة، اما الوضع السياسي كان ابعد ما يكون عن تكون السلطة للجميع بل لفئة معينة على حساب الفئات الاخرى تماما . كل ما جرى كان لتنفيذ رغبات بريطانيا و مصالحها منذ بناء البلد .
طالما كانت هناك محاولات و ان كانت بعضها بريئة خالية من الاهداف الضيقة و لم تنجح في وضع الدولة العراقية في سكة الدولة، و لم تفرز موجبات الدولة الواحدة و ما تفرضه ما يمكن ان نسميها الدولة طوال تلك العقود، فانها ابقت شبه دولة و كانت لعبة بيد مجموعة بعيدا عن الامن و الاستقرار المنشود من قبل الجميع و سارت من اجل مصالح معينة فقط .
و الان بعدما وصلنا الى ما يمكن ان نسميها جدلا الدولة العراقية الى الحال الموجودة عليها، و بعد تجذر الخلافات والاختلافات و ما تحقق من ما هدٌفه الاستعمار من اجل ضمان مصالحه، هل يمكن ان نبني دولة واحدة من غير مكونات الدولة الحقيقية .
لكي لا يذهب الوقت و الجهود سدى جراء السير في الوجهة الخاطئة و بوسيلة غير مناسبة و بهدف غير محقق جزما او مطلقا، افليس من المعقول ان يتوجه العراق الان نحو التوجه الصحيح، و لقطع الطريق امام استمرار المآسي التي مر بها خلال العقود الطويلة، و ان يتخذ طريقا صحيحة و وسيلة ملائمة و توجها مناسبا و قابلا لتحقيق الاهداف التي ينشدها كافة المكونات و ليست الدولة العراقية المظهرية فقط . فهل يمكن ان نبعثر كل ما نملك الان و نضيٌع وقتا اكثرمن اجل هدف ضائع و مندثر بين كتلة من المعوقات و نحاول عرقنة العراق و مكوناته الثلاث لعقود اخرى، و ننتظر النجاح غير المضمون مقدما و نفشل اخيرا .
ان الحل الموجود امامنا هواتخاذ احدى الطريقين بعد طول المآسي التي مرينا بها؛ اما التواصل على النهج ذاته و نسير على الخيال و كما كنا نصدق انفسنا دون اي ضمان باننا دولة و نسير لتحسين اوضاعها، او الحرية الكاملة لاختيار المكونات لاهدافهم و لكيفية العيش و اتخاذ الطريق الملائم لكل منهم و التنفيذ العفوي لما بعد المخاض و انبثاق كيان او كيانات حقيقية يؤمن بهم كل مكون لما يبنيه، او؛ ان شائوا بناء كيان منسجم واحد يحوي جميع الكيانات و هو بعيد المنال لاسباب و عوامل لازالت باقية و هي التي منعت بناء ذلك طوال العقود المنصرمة .
اذا، التكوين الحقيقي للشعب العراقي هو المكونات و ليس ما يمكن ان نسميه بالشعب العراقي، و بعد المحاولات الطويلة لعرقنة الشعب العراقي و فشلها، هل نعيد الكرة و نعود بعد عقود و نتكلم بالموضوع ذاته و نتخلف عن الركب اكثر، ام نختار بداية صحيحة مقنعة للجميع بحرية تامة، بعيدا عن الشعارات و التوجهات الخيالية الميتافيزيقية النابعة من الاعتقادات البالية .
الاهم الان هو الانسان فلا مجال للتضحية ولو بقطرة دم من اجل كل الوطن، فالانسانية هي المبدا و الاساس و لا شيء يساويها، الحياة للانسان و ليس للوطن او كيان او دولة، فالبنيان التي لا خسارة في بناءها هي المطلوبة في العصر العقلاني التقدمي . و الانسان هو الهدف و هو الاول و قبل اي فكر او عقيدة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمنيات كثيرة و الجميع بانتظار الايام لتحقيقها
- من هو مصدر التهديدات لهيفاء الامين
- رقصت السلطة على الحان الحزب الحاكم
- الكورد يستشهدون بتراثهم
- هل تبقى قيادة العالم كما هي في السنة الجديدة ؟
- ضمانة نجاح المصالحة قبل ازاحة داعش
- نطق الحق فنعتوه بالمرتد
- انه ليس حبا بالبغدادي بل كرها للمالكي
- نجني اليوم ثمرات الانعطافة الفوضوية بعد سقوط الدكتاتورية ؟
- برجوازي السلوك يساري الادعاء
- كوردستان بحاجة الى معارضة جديدة
- هل نقول الحقيقة ولو على حساب مكانتنا ؟
- المسايرة ام الموقف الحاسم ؟
- هل يعيش الشرق الاوسط في ظروف المرحلة الاجتماعية الواحدة
- تغيير قواعد الصراع الروسي الامريكي جذريا
- قضى منه وطره و تركه
- تباهي بالشخص غير المستحق و تناسي المستحق
- المبتسم قبل حبل المشنقة !
- لست سعيدا بتحرير سنجار كالاخرين
- افرازات جذام فكر داعش


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - هل تنجح محاولة عرقنة الشعب العراقي ؟