محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب
(Mohammad Abdelmaguid)
الحوار المتمدن-العدد: 1309 - 2005 / 9 / 6 - 11:32
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
الرئيس الشاب بشار الأسد ليس مثل غيره ممن يتلقون تقارير يتحكم فيها الرجل الثاني، ويراقبها الرجل الثالث، ويحتفظ بها الرابع، وتنتهي في أحد أدراج الحرس القديم.
إنه يجلس أمام النت، ويقرأ مئات التحقيقات والرسائل المفتوحة والاستجداءات، ويطّلع على كل صنوف التعذيب التي يخجل منها إبليس لو أتيحث له فرصة بناء معتقل في قلب العروبة النابض، ويعرف تقارير منظمات حقوق الانسان، ويستمع لعشرات من ضيوفه المهتمين بالديمقراطية وقضايا العدل.
والرئيس الشاب كان يملك الورقة الرابحة وهي محبة السوريين له، وآمالهم وأحلامهم وتطلعاتهم، بل ورغبتهم في حذف كل سيئات الماضي وبدء صفحة جديدة مع ابن الرئيس ، لذا تحمل السوريون فترة انتقالية يمسك فيها بشار الأسد خيوط اللعبة، وولاء الجيش، ويقيم صلة جيدةبمن بقي شريفا من رجال أجهزة الأمن.
لكن الوضع يزداد سوءا، والخطر الداهم يراه الأعمى، وطبول الحرب الأمريكية الاسرائيلية يسمعها الأصم، وصرخات اليأس من أي تغيير بدأت تصل من سوريا ومواطنيها في الداخل والخارج إلى كل من يهمه الأمر، واشنطون، تل أبيب، خصوم دمشق في لبنان، جماعة الاخوان المسلمين، قوى المعارضة التي خفت صوتها عدة سنوات لتمنح الفرصة للرئيس الشاب لاثبات أنه كان سجينا للحرس القديم، ولن يقبل أن يكون سجانا لعدة عقود قادمة.
ملفات ضخمة، في كل منها عذابات وأوجاع تكفي لأن يهدأ صوت الضمير للمواطن السوري عندما تعرض عليه أي قوة خارجية تحريره ولو كان الثمن فالوجيا أو أنباريا.
المفقودون بالالاف ترفض السلطات تسوية مأساتهم باعلان الوفاة وتعويض الأهلوالمحرومون من الجنسية من المغتربين يتعرضون هم أيضا لحزمة من الأمراض النفسية والعصبية، أما الأملاك المصادرة التي استولى عليها رجال الأمن على الطريقة البعثية فلا تزال في أيديهم.
السائحون الخليجيون قد يقررون العدول عن زيارة سوريا التي تفشى فيها الفساد والرشوة فأصبحت الاكرامية لرجل الأمن هي جواز السفر لقضاء عطلة بدون مشاكل. التعذيب في السجون والمعتقلات يحتفظ بنفس درجة سخونته، ولم تبق غير شعرة صغيرة تفصل ما بين انتظار السوريين قرار الأسد الصغير فض الارتباط مع أجهزة القمع ، أو تحالف شعبي مع شرفاء الجيش للتعجيل في ربيع دمشق. هل بشار الأسد سجين في النظام السابق أم سَجّان لشعبه؟ هل يستطيع أن يقوم بانقلاب ضد خصوم الوطن أم ينتظر قائد المارينز؟
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
http://www.tearalshmal1984.com
[email protected]
[email protected]
Fax: 0047+ 22492563
أوسلو النرويج
#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)
Mohammad_Abdelmaguid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟