أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أبو السراج الحسني - القرآن يقول : ( لتعارفوا ) والكهنة يُضيفون شرطاً !!














المزيد.....


القرآن يقول : ( لتعارفوا ) والكهنة يُضيفون شرطاً !!


أبو السراج الحسني

الحوار المتمدن-العدد: 4679 - 2015 / 1 / 1 - 21:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما يطلُّ علينا عامٌ ميلاديٌ جديدٌ ، تتجدّدُ تلك المواقف من بعض الكهنة لتأكيد القطيعة مع الشعوب الأخرى ومختلف الأديان ، مُبرّرينَ هذا الفهمَ المتحجّر برواياتٍ لا يصح نسبتها إلى الرسول الأعظم ص ، أو اجتثوها مِنْ سياقها الذي تجلبَبَتْ به أوّلَ مرة .
ما أكثر ضجيجَهم في القنوات الفضائية وصراخَهم " لا تهنئوا النصارى ، لا تتشبهوا بأهل الكتاب ، لا تجتمعوا معهم في مجلس واحد ، لا تدخلوا كنائسهم ، لا تُوالوهم ....وهلم جرا "
حالة طوارئ واستنفار عظيم ..!!
ماذا وراء كل هذا ؟!
عقول أطفال ، وحاشا البراءة التي تفيض بالإنسانية .
مُشكلة هؤلاء الصغار ـ فيما يبدو لي ـ أنها مع الإنسان الذي كرّمه الله بنص القرآن { ولقد كرمنا بني آدم } فكل آدميّ هو مُكرّمٌ بالأصالة ، ولا نجدُ هنا في الآية ذِكْراً للخلفية الدينية أو الخصوصية الثقافية ، فالتكريم باعتبار الآدمية ، هل قال القرآن { ولقد كرمنا المسلم !!} إنْ هذا إلا بهتانٌ .
وهذه آية أخرى تؤكد مُرادَ الله { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ..} الخطاب عامٌ للبشرية بدليل " الناس " و " شعوبا وقبائل " ثم ذَكَر الغاية من اختلافنا كشعوب وقبائل بقوله " لتعارفوا " ، وكأنّه يقول : إنّ هذا التنوع ضرورة إنسانية من أجل التواصل بين الشعوب ، ولمْ يذْكُرْ في الآية الخلفية الدينية والخصوصية الثقافية ، وما كان ربّك نسيّا .
هذا هو القرآن ، طافحٌ بالدعوة إلى التواصل مع الآخر مهما كان دينه ومعتقده واتجاهه ، باستثناء الإنسان المُحارب المُجرم الذي تنطبق عليه كل آية تنهى عن الموالاة ، أمّا الإنسان المسالم فقد أمَر القرآن الكريم بقوله { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين }
هذه هي رسالة الإسلام ، وهذه قيمُ القرآن الكريم ، محبة الإنسانية ، والرحمة بالخلق جميعا ، ومن بين هؤلاء إخواننا النصارى الذين يحتفلون بميلاد المسيح عليه السلام ، فإنّنا نُعلنُ محبتنا لهم ورحمتنا بهم ، واتساع صدورنا لهم ، ويجبُ أن نتواصلَ معهم ، وأن نحتفل معهم ونهنئهم ، ونتقاسمُ معهم تلك اللحظات السعيدة بتذكر حامل رسالة المحبة السيد المسيح ، ونتواصى على الرفق بالإنسانية جمعاء ، ونشر السلام ، لأنّ الله يريدنا أن نتعارف ، ويحبّ المقسطين .
وإذا فهمنا التعارف والإقساط بشكل فيه حرجٌ على الإنسانية فإنه ليس من دين الله .
فمتى يفهمُ الكهنة أنّ الأديان جاءتْ لرفع الحرج ، وتبسيط العلاقات باليُسر والسماحة والرأفة ؟
إنّ هؤلاء الكهنة يفترون على الله عندما ينهون شبابنا عن التواصل مع الآخر ، لأنهم يُصادمون بفهمهم الأعوج مقاصد القرآن الذي وصفه الله بأنه غير ذي عوج .
ألا يستحي هؤلاء الكهنة من غبائهم الذي باتَ واضحا لكل الناس ؟! .
ألا يستحي الكهنة من القرآن الذي افتُتح بالانفتاح على العالم حين قال { الحمد لله رب العالمين } واختُتم { قل أعوذ برب الناس } فالقرآن يؤكد أنّ الربّ لكل العالمين ولكل الناس ، فينبغي أنْ نكونَ كمخلوقات لبعضنا كما الله هو للجميع .
لعلّ الكهنة يظنون أنّ الله لهم وحسْب ، لا ينظرُ إلا إليهم ، ولا يُمدّ بعطائه سواهم ..!!
لو صحّ هذا ، فماذا يعني أن يخلقنا الله مختلفي العقائد والثقافات ثم يكلفنا بالتعارف ، فهل التعارف المطلوب مشروطٌ بإلغاء مُعتقد الآخر أم أنه مُحرّرٌ من هذا الشرط ؟ فليأتوا لنا ببرهانهم إن كانوا صادقين .




#أبو_السراج_الحسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطبيق الحدود الشرعية على ابن تيمية والكهنة ( 1 )


المزيد.....




- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...
- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أبو السراج الحسني - القرآن يقول : ( لتعارفوا ) والكهنة يُضيفون شرطاً !!