|
من هم بنو إسرائيل ؟
محمد الشريف قاسي
الحوار المتمدن-العدد: 4678 - 2014 / 12 / 31 - 21:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من هو إسرائيل هذا الذي ينسب إليه شعب وديانة سماوية وهي أول ديانة مكتوبة ومحفوظة الى اليوم ؟ ولماذا ينسب شعب الى نبي بالبنوة ؟ ونحن نعلم ان الديانة معتقد للجميع وليس لسلالة بشرية معينة فلماذا بنو اسرائيل هم رأس الديانة اليهودية والتلمود؟ ولماذا لما انشئوا دولة لهم حديثا سموها بإسرائيل تبركا بإسم هذا النبي؟ ما سبب عداء العرب قبل الاسلام وبعده والكثير من الشعوب لهذا الشعب القليل العدد والقوي العدة ؟ ما سبب كره وقتل النازي هتلر لهذا الشعب ؟ قانون معاداة السامية في خدمة هذا الشعب وسيادته هل هو تكفير عن الجرائم المرتكبة في حقهم أم مكافئة لذكائهم وقوتهم؟ ذكرهم في الكتب الابراهيمية السماوية التوحيدية وتمجيدهم وذكر تاريخهم من توراة وانجيل ( العهد القديم والجديد) والقرآن ما سببه وحكمته؟ هل هم حقيقة شعب الله المختار والمفضلون على العالمين كما في الكتب السماوية ؟ ( يا بني اسرائيل ان فضلناكم على العالمين) هذا ما جاء في القرآن الذي كان من المنطقي ان يواجههم بدل ان يشكرهم ويمدحهم بهذا المدح (أنا فضلناكم على العالمين) في الوقت الذي لا يذكر العرب إلا بالإشارة رغم ان القرآن نزل بلغتهم العربية وعلى قوم عرب فقال: ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) ( أن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون ورائهم يوما ثقيلا) ( الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدروا ألا يعلموا حدود ما أنزل الله ) ( وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم) . إنا بني إسرائيل والعرب أبناء عمومة فكلهم إلى إبراهيم منتسب فهم أبناء إسحاق ( الفلسطيني) والعرب أبناء إسماعيل (الحجازي) فإبراهيم الخليل تزوج من حرة (صارة) فولدت له إسحاق ، ثم نكح جاريتها الأمة (هاجر) فولدت له إسماعيل ، فالإسرائليون يعيرون العرب بأنهم أبناء الجارية الأمة (عبيد) وبأنهم أبناء الحرة السيدة (صارة) . والعرب كانوا أمة أمية لا تعلم الكتابة ولا الحساب زيادة على أنهم وثنيون لا يعلمون الكتاب المقدس عكس اليهود، وأن اليهود يثرب (المدينة) كانوا أهل مال وتجارة وعمارة فكانت لهم مساكن وقصور محاطة بأسوار للحماية ، عكس العرب الذين كانوا يسكنون بيوت الشعر المتنقلة وكانوا رعاة وبدو لا استقرار لهم يهيمون في الصحراء والفيافي القاحلة. وبعد ظهور الإسلام استطاع اليهود وعلى رأسهم المفضلين على العالمين (بنو إسرائيل أحفاد الأنبياء) من التأقلم مع الوضع الجديد والتعايش معه بحكمة، وخاصة وأن الدين الجديد دين توحيدي لا وثني ، لكن بعد وفاة الرسول المعصوم، استطاع بعض يهود أن يدخلوا في الدين الجديد بهدف التخريب والتشويش من داخل البيت الإسلامي حسب كتب التاريخ الإسلامي طبعا ، فاستطاع كعب الأحبار صديق الخليفة عمر بن الخطاب أن يكتب الكثير من الروايات التلمودية والتوراتية ويدسها بين المسلمين فيما سمي فيما بعد بكتب الحديث والتفسير والفقه والتاريخ ، كما كان ابن إسحاق ذو الجذور المسيحية أن يكتب أول سيرة للرسول في التاريخ، إلا أن الشخصية المثيرة للنقاش والتأمل في إحداث الوقيعة بين الصحابة والتي تسببت فيما سمي الفتنة الكبرى وما بعدها فيما سمي بظهور حركة سياسية معارضة للنظام الحاكم وهم الشيعة الروافض كما يسميهم البعض والخوارج الطين أباحوا دماء المسلمين وكفروهم حاكما ومحكوما تحت شعار الإسلاميين اليوم ( إن الحكم إلا لله ) . وهذه الشخصية اليهودية حتما تكون من بني إسرائيل الأذكياء الملهمين المفضلين على العالمين وإلا ما استطاع أن يتسلل صفوف الصحابة التابعين بدهاء وحكمة بالغة وهو إبن سبأ اليمني كما في الرواية الأسطورة. فهذا الرجل العظيم الشأن (Superman) استطاع بذكائه وفطنته وبقوة خارقة أن يحدث فتنة كانت أن تقضي على الإسلام والمسلمين وتجعلوهم شيعا وفرقا متقاتلة ، فهو الذي أحدث الثورة على الخليفة عثمان التي كانت السبب في اغتياله، وهو الذي أحدث معركة الجمل بين زوج النبي عائشة والخليفة علي بن أبي طالب إلى غير ذلك من المؤامرات وهذا الذي جعل من المسلمين إلى اليوم يؤمنون بنظرية المؤامرة ويلصقون كل إخفاقاتهم وسخافاتهم في غيرهم وكأنهم هم ملائكة منزهون. وإلى اليوم مازال المسلمون والعرب يؤمنون بمؤامرة اليهود والنصارى وغيرهم فيما أصابهم يصيبهم من مأسي وإخفاقات وما هم فيه من سلبيات وتخلف ، فاليهود وعلى رأسهم بنو إسرائيل المفضلون قرآنيا وإسلاميا على حسب رأي مشايخ ومثقفي وحكام المسلمين هم الذين اخترقوا صفوفهم وشتتوهم منذ أربعة عشر قرنا إلى اليوم وأنهم هم سبب كل بلاويهم ومشاكلهم، وهذا حال كل غرقان يتشبث بأي شيء حتى ولو كان رغاوي وزبد البحر. فأحداث التاريخية للمسلمين كان اصحابها اسرائيليون (الفاعلون الحقيقيون) وكتاب التاريخ والسير ومفسري القرآن والحديث ورواه الحديث النبوي والأموي وهذا ما يطلق عليه الإسرائيليات . فهذا كله يفسر معنى قوله تعالى ( يا بني اسرائيل انا فضلناكم على العالمين ) . فها هم بنو اسرائيل اليوم قادة العالم ( الكوكب والفضاء ) فمعظم قادة دول العالم بيد اللوبي اليهودي الصهيوني ووسائل الإعلام العالمية وبنوك العالم الكبرى ومصانع الأسلحة (انتاجا وتوريدا) بيد أحفاد وأبناء إسرائيل وإبراهيم الخليل، فرغم أنهم قلة قليلة عددا إلا أن آثارهم واضحة المعالم في العالم . فها هم بنو إسرائيل ( أبناء الأنبياء) تصبح معاداتهم فكرا وعملا تعد جرما وإثما عظيما في منظور القانون الدولي والدول الكبرى فيما سمي بقانون تجريم معاداة السامية ويطبق في الدول العالمية الكبرى رغم أن بعض الإسلاميين في البلاد العربية لازال يصفهم بأبناء القردة والخنازين وليس بأبناء الأنبياء ويلعنهم ليل نهار ويلصق جميع اخفاقاته بهم ، وهذا يعتبر في الحقيقة معاداة للسامية ( أي لجنس أبناء الأنبياء عليهم السلام) . وها هي إسرائيل دولة في قلب العالم العربي والإسلامي وتعترف بها حتى الدول العربية سرا وجهرا بل وتقدم لها الخدمات الأمنية والسياسية والاقتصادية في بورصات وبنوك العالم ، وها هي حتى المنظمات الوهابية والاخوانية الجهادية الاسلامية تتحالف معها ضد محور المقاومة والمواجهة وما الثورة على سوريا إلا واحدة من هاته الاهداف التي تخدم بني إسرائيل ودولتهم الفتية . وفي الأخير نقول صدق الله الذي قال في كتابه العزيز ( يا بني إسرائيل إنا فضلناكم على العالمين) والقائل ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله) والقائل ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) . صدق الله العلي العظيم.
#محمد_الشريف_قاسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بالسيف ...افعل لا تفعل
-
ماذا لو حكم الاسلاميون ؟
-
صراع الثيران والديكة إلى أين ؟
-
بومدين نم قرير العين أيها الزعيم العالمي
-
ربيع الجزائر
-
عزوف الشباب عن الشأن العام لماذا؟
-
طاقاتنا (شبابنا) معطلة وسلبية
-
محمد رسول الله كما يراه أحفاده
-
أكسروا مصابيح النور عنا
-
ديكتاتورية الرجل في المجتمعات الرجولية
-
لا لدولة الخلافة
-
الديموقراطية مطلب الأحرار
-
الثورة على رجال الدين قبل السياسين يا شباب
-
لابد من تكسير القفص لتتحرر وترى النور
-
تجار الدم والهدم واهمون
-
هل خلقنا لنشقى ؟
-
الحمد لله على نعمة الإختلاف
-
محاكمة ديكتاتور مستبد
-
هل للجن أزمة سكن ؟
-
القرآن يحارب الرقاة بائعي الأوهام والخرافات
المزيد.....
-
الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة
...
-
سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم
...
-
كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
-
طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21
...
-
” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل
...
-
زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ
...
-
21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا
...
-
24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل
...
-
قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|