مظاهر التخلف الإداري والقضائي والإجتماعي...لدى العديد من المغاربة

الحايل عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 4678 - 2014 / 12 / 31 - 18:17
المحور: المجتمع المدني
    

مظاهر التخلف الإداري والقضائي والإجتماعي...لدى العديد من المغاربة
اليوم 31 12 2014، خرجت من بيتي قاصدا المحكمة الإبتدائية بالرباط على مثن السيارة. وخلال سياقتي ، مر بالقرب مني، على الجانب الأيسر، سائق دراجة نارية. بدون سبب أعلمه، سمعته يخاطبني قائلا : " الله ينعل زامل بوك". لم أجب لأنني لو أجبت بمستواه لكان علي دهسته وتنحيته من الخارطة الجغرافية للتخلف بالمغرب. بقيت ساهيا في أمر هذا المتخلف...
وخلال تحليلي للموقف شاهدت سائق سيارة بالقرب مني يفتح نافذة باب سيارته ويلقي، بالشارع العمومي، بعلبة حليب بلستيكية...لم يدري هذا المتخلف أنه متخلف ويقلق راحة وسلامة وسكينة الناس من حوله...
وحين وصلت للمحكمة الإبتدائية قصد سحب حكم جنحي سير فوجئت بعدم وجود الموظفين المعنيين بمكاتبهم الثلاث ...اتصلت برئيس كتابة الضبط المسمى الحاج لأعرف ماذا حدث لموظفي قسم جنحي سير ليوم الثلاثاء...هذا مع ملاحظتي أن العديد من الموظفين لا يوجدون بمكاتبهم...أجابني وهو في غمرة المشي لحل مشكل آخر، بأن الموظفين المعنيين كلهم هنا وأن علي انتظار مجيئهم...انتظرت 15 دقيقة وجاء موظف نحيف البدن، واعترف بأنه رآني حين كان متواجدا بمكتب آخر يتحدث ويقهقه، وأنه اعتقد أنني أنتظر شخصا آخر بمكتبه...بحث في سجلاته لمدة 10 دقائق ولم يجد الملف. بعد حين قال لي بأن الموظفة المعنية بهذا الملف ستأتي بعد حين...لم يجرؤ على البوح بأن زميلتيه متغيبتين...انتظرت لمدة 5 دقائق، ثم توجهت لمكتب السيد رئيس المحكمة الإبتدائية بالرباط لعلي أجد حلا. فقيل لي في كتابته الخاصة أنه لم يحضر بعد ( الساعة 11) وأن القاضية كارط هي من ينوب عنه...طرقت باب القاضية النائبة عن الرئيس...أفهمتها قصدي ومشكلي وكان بمكتبها رئيس كتابة الضبط الموقت...أجابتني بأنها سترى المشكل بعد حين...عدت أدراجي إلى غرفة جنحي سير (ليوم الثلاثاء)، وانتظرت بدون جدوى لمدة 15 دقيقة...
كان علي أن أذهب لقضاء مهام أخرى، فانسحبت من المحكمة الإبتدائية بالرباط...
حينها اتجهت للمحكمة الإبتدائية بتمارة لفتح ملف نفقة بصندوق المحكمة...فوجئت بإغلاق الصندوق، وقرأت على واجهته : " الصندوق مغلق بسبب حصر الحسابات الشهرية"...حين ذاك علمت أن الإدارة المغربية لا تفهم أنها تضيع المال العام وأن إغلاق الصندوق فيه خسارة للدولة وخسارة لموكلتي التي عليها الإنتظار ليوم آخر...
كان علي أن استمر في مهامي اليومية رغم كل هذه الإكراهات والمضايقات المألوفة...فذهبت لغرفة جنحي سراح لأعرف مآل ملف حكم بتاريخ 29 12 2014 ...صدمت حين علمت أن القاضي الذي حكم القضية نسي أن يبث في المطالب المدنية...الموظفة كانت لا تفهم ماذا أقول من الحريرة والعصيدة القضائية...فتوجهت لمكتب رئيس المحكمة الإبتدائية بتمارة لأشرح الغلط والخطأ الذي وقع فيه الأذ. العرعاري...فهو بث في الدعوى العمومية ونسي البث في الدعوى المدنية...تفهم السيد الرئيس الموقف واتصل به بواسطة الكتابة الخاصة وكاتبة القاضي المعني...أخبرها هذا الأخير بأنه سيراجع الملف لأن عبر الهاتف لا يمكنه فهم المشكل...
وخلال عملي هذا هتف لي زميل محامي وأكد طلبه الرامي للمساكنة معي بمكتبي، وطلب مني أن أتصل به حين سأنتهي من عملي. فعلا فهو طلب مني المساكنة منذ أسبوع ووافقت وحررنا عقد المساكنة البارحة وكان من المتوقع أن يحضر لتنفيذ العقد. أخذ هذا الزميل من وقتي البارحة ساعتين لختم النقاش والتفاوضات..فعلا حين أتممت شقوتي ومشاكل مهنتي هتفت له لأعرف أين سنلتقي. أكد لي بأنه ما يزال مصمما على المساكنة بمكتبي وأننا سنلتقي بمكتبي...انتظرت ساعة قبل أن أتصل به...عبر الهاتف فوجئت بعقله الخرب وعذره البائس...يقول هذا الزميل أنه عدل عن المساكنة بمكتبي...
تركت المشكل معلقا إلى أجل غير مسمى...وذهبت لأسحب حكما متعلقا بالمسؤولية التقصيرية لدى قسم الحفظ والأرشيفات بالطابق السفلي بالمحكمة الإبتدائية بتمارة...لكنني فوجئت مرة أخرى بإغلاق المكتب المعني رغم أن الساعة كانت تشير إلى الحادية الثانية عشر وعشرة دقائق...
بما سبق ذكره، يمكنك سيدي النقيب ومجلسه المنتخب منذ يومين، سيدي الزميل المحترم، سيدي رئيس الحكومة، سيدي وزير العدل والحريات، سيدي المسؤول عن إدارة عبر ربوع المملكة، سيدي الزبون المحترم، سيدي المواطن المغربي أن تعلم ماذا يحدث في أدمغة المواطنين والإداريين والقضاة والمسؤولين...
هذا جانب من المعاملة لدى العديد من المغاربة... التخلف والزبل الفكري والعقلي...أين نحن من التربية الخلقية قبل الديمقراطية والحرية ؟
ورغم كل هذا فأنا محام صامد هنا وهناك ومستعد لحل مشاكل أخرى وأخرى...تبا لكل متخلف وكل كسول وكل من لا يحب الناس من حوله...

الحايل عبد الفتاح محام بهيئة الرباط، بتاريخ 31 12 2014

#الحايل_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات