|
المافيا الايطالية العربية
جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4678 - 2014 / 12 / 31 - 13:43
المحور:
الطب , والعلوم
قصة اصل كلمة المافيا غامضة كعصابات المافيا الايطالية نفسها و تلتصق هذه الصفة بالرجل الايطالي قبل العربي رغم ان هناك عدة مقترحات من اللغة العربية عن اصل الكلمة تم صياغتها في صقلية تتراوح من الدارجة العربية (مهياص) اي الذي يتصف بـ (المعاداة او الجسارة و التفاخر العدواني و التبجج) كصفات الرجل الاقطاعي في اوائل القرن التاسع عشرفي صقلية الى (المرفوض) و (المعافي) اي (الحماية) و (محا ـ يمحو). للمزيد عن اصل الكلمة يرجى مراجعة الروابط الاتية: http://en.wikipedia.org/wiki/Sicilian_Mafia http://www.umich.edu/~themafia/etymology.htm https://uk.answers.yahoo.com/question/index?qid=20060814034220AAzfYPk
نعم المافيا في كل مكان و زمان ubiquitous mafia و بدأنا نتكلم عن الخيارات المتوفرة كالسياسي الامريكي الحائر الذي يفتح المجال امام استعمال كل ما يتوفر لديه من الخيارات عندما يواجه مشكلة و لكنه يعني استعمال الخيار العسكري فقط. فما هي الخيارات المتوفرة اليوم؟
اولا مافيا الطب و الصيدلة نزلت سمعة الطب المدرسي او ما يسمى بالطب التقليدي Traditional Medicine كثيرا في الاونة الاخيرة لان الادوية تترك عادة اعراض جانبية side effects تذهب لتعالج من مرض ـ ترجع لتبتلي بمرض او امراض اخرى ولان الطبيب اليوم تحول الى تاجر ينظر اليك من زاوية الربح و الخسارة او ما تسميه الانجليزية بـ bottom line ؟
لربما لم يدرس الطبيب الطب الا لاجل الطمع في المال او لاجل السمعة خاصة اذا كان الطبيب من الشرق الاوسط - من البلدان التي تدفع فيها العوائل ابنائها فقط لمهنة الطب او الهندسة لرفع سمعتها المنحطة و بغض النظر عن كفاءة اولادها و اذا درست بناتها الطب فانهن على الاقل يرفعن من مكانتهن الاجتماعية و الزوجية اذا نزلت لديهن درجة الجمال. تشير الاحصاءات ايضا الى زيادة عدد طالبات الطب في كل مكان.
يدفع الطمع بالمال الطبيب ان يربطك به من موعد الى موعد او يتعاون كعصابات المافيا مع شركات الصيدلة للمتاجرة بالادوية ليوصف لك ادوية شركات له علاقات مصلحية متبادلة معها. تواجه شركات التأمين الصحي الغربية مشاكل كبيرة بسبب زيادة تكاليف العلاج الطبي و تقوم بدورها بزيادة المساهمات الشهرية و تفضل تأمين الذي لا يحتاج الى التأمين اي تفضل الشباب على الكبار بالعمر و لان الانسان الغربي اصبح يطول عمره ليبلغ متوسط عمر المرأة 85 سنة و الرجل اقل منها بخمس سنوات.
لذا يؤمن المتمكن ماليا على نفسه في شركات التأمين الخاص ليعامله الطبيب معاملة خاصة متميزة عند الفحص و الحصول على المواعيد لانه اي الطبيب يعلم ان هذا المريض يستطيع دفع تكاليف العلاج بسرعة و بسخاء مثل شيوخ العربية السعودية في مستشفيات الغرب و هذا يعني تقسيم المجتمع الى المراجعين من نوعين او بعبارة اخرى تقسيم المجتمع الى طبقات.
بدأنا اخيرا نشك بمؤهلات و شهادة الطبيب نفسه. هل درس الطبيب الطب فعلا؟ هل منحت له الشهادة بالكفاءة ام كان هناك تلاعب و غش؟ لسنا بسذاجة الماضي في البحث عن علاج للمشاكل الطبية و الصحية بطرق اخرى او دون مراجعة الطبيب اصلا فمثلا تستطيع ان تخابر طبيبك في المانيا و تطلب منه ارسال وصفة دون فحصك و هذا يعني بانه يتقاضى مبالغ بمجرد مكالمة هاتفية لنصف دقيقة او تزدحم عيادات الاطباء لدرجة ان الطبيب ليس لديه اكثر من دقيقة واحدة للمريض و يتحول العلاج الى assembly line نظام تجميع السيارات او للعلاج بالجملة او يقوم المراجع باستشارة عدد من الاطباء ليجد ان لكل طبيب رأي آخر و يتحول المريض الى حيوان يقوم الطبيب باجراء التجارب عليه لانه لا يفهم المرض و كما كنا نقول سابقا بان الذي يقع تحت رحمة الاطباء يرحمه الله.
لذا لا نتعجب عندما تتهرب الناس لتقع في احضان الطب البديل Alternative Medicine كالعلاج بالاعشاب او بنفس ميكروبات المرض (بجرعة بسيطة) homeopathy او التنويم المغناطيسي hypnosis لانه لا يترك اعراض جانبية مثل الطب المدرسي وهذا يشجع ايضا الطب الصيني كالعلاج بالابر acupuncture و غيرها من الطرق المشهورة في اوربا الغربية و يشجع ايضا انتشار طب الجن النبوي الاسلامي او العلاج بالايات القرآنية في الدول الاسلامية.
و لكن لا يمكن ان ننسى بان شركات الصيدلة توظف ايضا اموال طائلة و لسنوات طويلة احيانا اكثر من عشر سنوات و تقوم باجراء تجارب على الحيوانات و الانسان الى ان تستطيع الحصول على موافقة الجهات الرسمية و تستطيع تسويق منتوجاتها لتسجل الارباح لانها ايضا تخاف من العواقب الوخيمة ذا لحقت منتوجاتها اضرا ضحية بالمرضى و يوظف الطبيب شبابه و امواله في الدراسة لفترة اطول من الدراسات الاخرى لذا تسميهم الالمانية احيانا بسخرية (نصف الاله في المعطف الابيض) و لكن لا يبرر هذا الانحطاط الاخلاقي و تطرف عصابات المافيا. www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاسمر في الشيوعية و الاسلام
-
المتهم .. المتهم..
-
المكتبة المتنقلة على الحمار
-
ذهب الى المذهب..
-
كيف ترى وجهك؟
-
تأريخ واحد للجميع!
-
منديل الزمن المجعد
-
لا يثبت الوجه
-
لماذا هي؟
-
الاستخفاف بالمواد الغذائية
-
الطبخ و البطيخ
-
حرب البيض
-
العرب و العظم 2
-
الاسهال ام الامساك (الفكري)؟
-
العرب و العظم 1
-
كركوك ليست ترتوك
-
الادراك الحسي و التحرر من الجسم
-
الحنيفية = الوثنية
-
لا يقرأ و لا يكتب!
-
ثرثرة فعل القول
المزيد.....
-
الأعراض الأولى لسرطان القصبة الهوائية والوقاية منه
-
أطعمة ومشروبات تجنبها عند تناول المضادات الحيوية
-
الضغوط تتزايد على عمالقة التكنولوجيا.. ماذا يعني قانون الأسو
...
-
الحكومة الأميركية تطلب من القضاء إجبار غوغل على بيع -كروم-
-
” سجل الآن من هنا “.. التسجيل في مسابقة الشبه الطبي في الجزا
...
-
مخدر الاغتصاب GHB .. مراحل تأثيره السلبى على الجسم وكيف يحدث
...
-
وكالة الفضاء الأوروبية تمول شركات صناعات الفضاء الخاصة بملاي
...
-
نوع من الفطر قد يبطئ نمو الورم السرطاني ويطيل العمر
-
للمرة الأولى.. اصطفاف مجرتين بشكل مثالي يساعد على رؤية الكون
...
-
أوبئة عادت لتهدد العالم فى 2024.. فيديوجراف
المزيد.....
-
هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟
/ جواد بشارة
-
المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
-
-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط
...
/ هيثم الفقى
-
بعض الحقائق العلمية الحديثة
/ جواد بشارة
-
هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟
/ مصعب قاسم عزاوي
-
المادة البيضاء والمرض
/ عاهد جمعة الخطيب
-
بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت
...
/ عاهد جمعة الخطيب
-
المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض
/ عاهد جمعة الخطيب
-
الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين
/ عاهد جمعة الخطيب
-
دور المايكروبات في المناعة الذاتية
/ عاهد جمعة الخطيب
المزيد.....
|