ماجد عايف
الحوار المتمدن-العدد: 4678 - 2014 / 12 / 31 - 08:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حين أحرقت هيباتا السكندرية قبل أكثر من ألفي عام بدافع من الأكليروس لأجل لان تعرف الأسكندرية الهدوء حسب اعتقادهم...كأنما الهدوء لا يجلب الا بقتل المفكرين أو حرقهم أو تقديمهم إلى المحاكمة ...هذه الحجة , أما السبب الرئيسى فكان التفاف الجمهور حولها الذي سبب حرجا" بالغا للكنيسة وراعيها الأسقف كليريس الاول بابا الأسكندرية...لم يكن يكن لدى هيباتا سوى فكرها الذي دفع الكنيسة بتحريض الغوغاء ( جنودالاكليروس التقلديون ) الذين اشعلوا بها النيران في النهاية...عندها نام لاكليروس لاول مرة منذ زمن هانئين لانه لم يعد هناك من هيباتا...لكنهم كانوا على خطأ لان هيباتا لم تموت....وستيقى تقض مضاجعهم إلى هذه اللحظة...مات جسدها لكن اسمها لا زال حيا"...
اليوم نفس المحرقة... نفس الغوغاء ...نفس الأكليروس ...نفس الوقود هذه المرة لكن الاسم مختلف ....انه ازدراء الأديان...لم يعد هناك هيباتا بل ضحية جديدة اسمها فاطمة ناعوت... مالذي تغير بالعالم بعد الفي عام...لاشيء..كأنه يقف لا يتحرك....أنه الصراع القديم – الجديد...الأكيروس نفسهم ..الغوغاء نفسهم...المحرقة ذاتها...الحطب ذاته...ومن المفارقات انه نفس المسرح.... فصول هذه المسرحية لاتنتهي إلى أبد الدهر...
عار على مصر والعالم ان تقدم مثل هذه المرأة المثقفة الى المحاكمة كأنها مجرمة وهي التي لديها اكثر من عشرين كتاب ..من دواويين شعرية الى كتب نقدية وكتب مترجمة...ولديها العشرات من المقالات التي كتبت بلغة اقل ما يقال عنها أنها جميلة وشاعرية... نشرت في كبريات الصحف من لندن الى مصر...هكذا يكرم المفكرين في هذا الزمان ...ألا ما أبأسه من زمان ...فاطمة ناعوت لديها عشرون كتاب تقدم الى المحاكمة ...ملوك وأمراء في عالمنا العربي لا يعرفون ان يصوغوا جملة مفيدة واحده...يا لسخريات القدر...
تقف المصرية فاطمة ناعوت اليوم كانها ابا الهول شامخة ...تقف كأنها السد العالي بوجه هؤلاء الظلاميون ...تقف بوجه أفاكرهم السوداء ولا رسالة لها سىوى تنوير هذا الإنسان ...وما أعظمها من رسالة....
كلنا فاطمة ناعوت سليلة طه حسين و أحمد عبدا لرازق و فرج فودة و نصر حامد أبو زيد ونجيب محفوظ ...لن يهزم هذا الطود..ستنتصر لأنها الوجه المشرق للحياة...تضامنوا معها....
#ماجد_عايف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟