أيمن الدقر
الحوار المتمدن-العدد: 1309 - 2005 / 9 / 6 - 11:24
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
رغم جميع التصريحات والمؤتمرات الصحفية والبيانات التي صدرت عن الحكومة والتي تتحدث عن اقتصاد السوق الاجتماعي أو عن الجهود التي تقوم بها الحكومة من أجل بحث الأوضاع المعيشية للمواطن وإيجاد السبل الكفيلة برفع سوية مستواه المعيشي، رغم كل ذلك.. مازال المواطن السوري يعيش تحت وطأة الأسعار التي تصاب بحمى الارتفاع بعد كل تصريح أو خبر يتعلق بحياة هذا المواطن المعيشية، ودرجت العادة أن كل زيادة في الرواتب تسبقها شائعة قبل أن تتحقق وتتسابق بعدها الأسعار بالارتفاع الجنوني فتمتص ما في جيب المواطن قبل أن تدخل الزيادة إليها مما جعل المواطنين لا يرغبون بزيادة الرواتب والأجور، لأنها تعني نقصاناً بالقيمة الشرائية لليرته السورية..
ثمة ما يدعو للتساؤل: إذا كانت الزيادات التي تعاقبت خلال السنوات الخمس الماضية من ضمن سياسة تحسين الوضع المعيشي فلماذا أفرغت هذه السياسة من مضمونها؟ هل كان الهدف من تلك الزيادات وخاصة في السنتين الأخيرتين (سحب الدعم الحكومي للمواد المختلفة وإعادة هذا الدعم من خلال الراتب) مما أدى إلى عدم رفع المستوى المعيشي أو تعديله وبقي الحال كما هو عليه، إن كان الحال كذلك فما الخطط التي وضعتها الحكومة لتحقيق مستوى معيشي أفضل بعدما قامت بتصحيح الأسعار؟ وفي أي زمن سيتحقق ذلك؟ وبمعنى آخر كم سينتظر المواطن؟!
تساؤل آخر:
ما تفسير تفاقم أزمة الأسمنت (وهي المادة الاستراتيجية التي تهم كل مواطن) في العام الماضي إلى الدرجة التي اضطرت الحكومة للسماح باستيراده للقطاع الخاص لتتفاقم الأزمة هذا العام، فتصل أسعاره إلى أرقام فلكية في السوق السوداء (التي تحدد وفق آليات اقتصاد السوق بعيداً عن التسعيرة الرسمية) ثم تقوم الحكومة بتخفيض الجمارك عن هذه المادة في نهاية موسم الاستهلاك (وليس في بدايته)؟!
تساؤل ليس أخيراً:
إن كانت الضرائب (علمياً) هي ثلاث: ضريبة على الأموال وثانية على الاستهلاك وثالثة على الدخل، وباعتبار أن الجمارك تصنف من الضرائب على الاستهلاك، فلماذا أقرت الحكومة رسماً للإنفاق الاستهلاكي مما يجعل المواطن يدفع ضرائب على استهلاكه مرتين؟!
افتتاحية عدد واحد غير كافية لجمع أمثلة عن الحال التي آلت إليها أوضاع المواطن والتي أحد أهم أسبابها فقدان التنسيق بين اعضاء الفريق الاقتصادي الذي ينتج عنه قرارات غير متجانسة ومتضاربة في أغلب الأوقات..
#أيمن_الدقر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟