أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - رقصت السلطة على الحان الحزب الحاكم














المزيد.....

رقصت السلطة على الحان الحزب الحاكم


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 19:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


طوال العقد المنصرم و لم نلمس الا نمطا تقليديا جامدا للحكم في العراق، لم نحس بالفرق بينه و بين ماقبل السقوط بشكل ملحوظ، انه سلطة الحزب، اي السلطة وفق مزاج و نظرة و افكار و ايديولوجيا شخص منتمي الى حزب و ضمن اطار مرسوم له من قبل، و لكن نرجسية المسؤل فرضت عليه احكام شخصية مع المصالح الحزبية و لا غير ذلك، و هو خرج احيانا من السكة الحزبية و لكن لاغراض شخصية و ليس شعبية، و هذا اسوا. اي لم يكن للعراق و تاريخه و المصالح العليا و مناشدات التغيير و السير وفق ما يتطلبه العصر و الحرية المتوفرة تقريبا اي تاثير على الحاكم و لم يوفر اية ارضية للتقدم المنشود . اي لم يبرز ما يحس به الشعب من تغيير ليس في الشكل ولا المضمون، كل ما حصل هو احلٌ شخص متفرد له تاريخ حزبي ديني محل دكتاتور، بعيدا عن اية خطوات جدية لماسسة الدولة و ابعاد البلد عن شرور الامزجة للفرد العراقي المترسب فيه ما ورثه من مراحل الضيم من العقد النفسية و الفكرية والسياسية و ما ارغم فيه من الانحسار في اطار ما حدده له الضيق في الافق و في ظل انعدام الحرية .
عندما عشنا ثلاث عقود و نيف تحت ضيم حكم لم نر فيه غير الظلم و الدكتاتورية، و لم تضف هذه المرحلة التي تلاها اي شيء يمكن ان نفتخر به الى تاريخ العراق، فرض التشاؤم على الجميع . حلم الشعب بالكثير عند التغيير و اعتقد الجميع بالانتقال الى مرحلة مغايرة جدا فيها من الاحلام المتحققة بعد انقضاء فترة الضيم بشكل مطلق . ان الحرية التي توفرت اخيرا، وقعت فيها غير ما تفيد العام نتيجة الفوضى من جهة و اعتلاء من لم يكن له خبرة و من ليس له القدرة على التغيير على سدة الحكم، حزبا كان ام شخصا . فلم نجد غير رقصات مماثلة لما كنا نشهده في مسرح ا لاحداث من قبل، و لكن بدفوف و سيوف بدلا من الدبكات و الطبول و المزمار. فرصة سنحت و استغلت باسوا ما كان، اعاد العراق الى الوراء بدلا من تقدمه خطوة، سارت نحو تثبيت دكتاتورية جديدة لولا التدخلات الخارجية و ما حدث من التغيير في اللعبة بعد مجيء داعش . شاهدنا كل شيء الا ما تمناه الشعب و هو اعادة الحكم الى سكة صحيحة له بعيدا عن مصلحة الشخص و ما يفرضه المسؤل الاول في السلطة .
لو رجعنا قليلا لم نر الا حزب و قائد و محاولة لفرض الراي و موقف معين، و هو يعتقد ان ما حصل من التغيير او سقوط الدكتاتورية عملية لاحلال من غُدر به و ظُلم طوال عقود محل الدكتاتور، و يُراد اعادته اي الانفراد بشكل و مضمون حزبي شخصي ديني مذهبي ظاهرا و بنفس المضمون السابق و بيد المكون الاخر داخليا او عمليا، كان الحكم بيد مكون و فرض ما يريد و يهمه دكتاتوريا بقوة الحديد و النار، الهدف الحقيقي لما حمله الجديد هو اعادته الى مكون اخر بنفس النمط و المحتوى لمدة اخرى .
الالحان السابقة كانت تطرب السلطة و الحلقة القريبة منها و رقٌصت المستفيدين منها الجوبي، الالحان ما بعد السقوط و في مرحلة المالكي بالاخص طربت ايضا حزبا و حلقة و رقٌصت و لطمت الموالين له بشكل اخر، و في المرحلتين كان الشعب باسره بعيدا السلطة و هو ينتظر منها مأسسة و حكم القانون فقط، و لم يحصل .
في المرحلتين لم يوزع او يلحن المشهد الا الحزب القائد و الشخص الاول فيه و هو من يدع السلطة على حال ينتشي بلحنه و يرقص على طريقته و ايقاعه الوحيد المنتمون و الموالون.
اليوم نحتاج الى السمفونيا الاخرى و مايسترو مشارك على المسرح و لكن بلحن متكامل، مشاركة فيه كافة الالات و يجب ان تُعزف الالحان بدقة و ما مكتوب و منتظم دون اي لحظة اعتباط او دون اجتهاد شفهي على المسرح . ماسسة الدولة و تنيظم ادوار الجميع و تحديد الاركان و الاطر وا لصلاحيات يبعد اي طرف عن التفرد و يدع اللحن الكلي للانشودة ممتع و يستمع اليه الجميع بروحية طيبة . تعاون الجميع و كل حسب قدرته و صلاحياته و معرفته و ما مفروض عليه واجبا، سيدع اللحن اجمل و يستفاد منه الصغير و الكبير و تستمر المعزوفة و يمكن ان تتطور بشكل تدرجي وجميل ايضا، و نكون احرارا نفسيا و جسميا و نخرج من المسرح السياسي و الاجتماعي منتعشا ننسى الضيم و المظالم التي مررنا بها .
هل من المحتمل ان نرى العزف الجديد من مايسترو جديد اعتلى المسرح في هذه المرحلة من نفس المدرسة، ام من الممكن ان تضع الخلفية الشخصية ختمها على اللحن و يخرج الشخص الاول من اطار المصالح و كما يبين بداية، و هو يسير بخطوات طموحة ويريد التوافق و الخروج من ما يفرضه الحزب و الضغوطات الاخرى لحد الان . التفاؤل خير و يمكن ان نجده مهما تاخر . و الاهم هو ان ترقص السلطة على الحان الدستور و ليس منهج الحزب الحاكم .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد يستشهدون بتراثهم
- هل تبقى قيادة العالم كما هي في السنة الجديدة ؟
- ضمانة نجاح المصالحة قبل ازاحة داعش
- نطق الحق فنعتوه بالمرتد
- انه ليس حبا بالبغدادي بل كرها للمالكي
- نجني اليوم ثمرات الانعطافة الفوضوية بعد سقوط الدكتاتورية ؟
- برجوازي السلوك يساري الادعاء
- كوردستان بحاجة الى معارضة جديدة
- هل نقول الحقيقة ولو على حساب مكانتنا ؟
- المسايرة ام الموقف الحاسم ؟
- هل يعيش الشرق الاوسط في ظروف المرحلة الاجتماعية الواحدة
- تغيير قواعد الصراع الروسي الامريكي جذريا
- قضى منه وطره و تركه
- تباهي بالشخص غير المستحق و تناسي المستحق
- المبتسم قبل حبل المشنقة !
- لست سعيدا بتحرير سنجار كالاخرين
- افرازات جذام فكر داعش
- يجب ان تكون كوردستان حَكَما و ليس خَصما لاحد
- من يملك استراتيجية واضحة يحرر كوردستان
- مرة اخرى ثقافة النخب و اهميتها


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - رقصت السلطة على الحان الحزب الحاكم