أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ارنست وليم شاكر - اليوم الذي كذبت فيه السماء..!!













المزيد.....

اليوم الذي كذبت فيه السماء..!!


ارنست وليم شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 16:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اتفق المؤرخين على أن الحروب الصليبية بدأت مع دعوة البابا أوربان الثاني ( 1042- 1099 م) في مجمع "كليرمون" المقدس، بفرنسا، عام 1095 م .. مستغلا العاطفة الدينية لتحقيق مصالح سلطوية سياسية وماديه ... فهذا البابا "القناص" جاءت فرصته ليتوج مجهود خمس باباوات قبله على الأقل - (ليون التاسع، ، غريغويوس السابع ، ليون الحادي عشر، ألكسندر الثاني، فيكتور الثالت ...)- استطاعوا أن يُنهضوا الكنيسة الكاثوليكية والعرش البابوي من ضربات أباطرة الجرمان الذين أرادوا أن تكون لهم الكلمة العليا على السلطة الروحية .. فقد أستطاع هذا البابا "الداهية" المبارك ، في تحقيق أكبر ثلاث انجازات اعُتبرت في حينها ، ولزمن طويل ، الثلاث مفاخر الكبرى ...

** المفخرة الأولى .... وضع حد ونهاية للصراع على السلطة بين الملوك والبابوات على السلطة وحسمه لصالح السلطة البابوية، بشكل شبه تام وإلى أربع قرون قادمة على الأقل .. فقد تُوجت هذه المغامرات السياسية، اللا-أخلاقية حتى أخر قطرة من حياء ودين ، في قرارات مجمع "كليرمون" المسكوني، حيث جرى تبني قانون بليغ واضح مفاده: أن لا سلطة تعلوا على سلطة البابا، ممثل المسيح على الأرض، وظله الوضاء .. ولا يحكم علماني "مدني" على شخص من الاكليروس "الكهنة" ولو كان الملك نفسه.. فالكاهن لا سلطة لأحد عليه غير البابا ...
فأصبحت بذلك الكنيسة "عروس المسيح الطاهرة" ، "أورشليم السمائية" ، والتي هي رسميا وفعليا مُمثلة في شخص البابا ، هي الحاكم الحقيقي في كل أوربا، ولا يعلوا صوت فوق صوت البابا ، وأن الملوك والأباطرة هم وكلائه على الأرض يأتمرون بأمره... وهذا ليس عرفا أو تقليدا أو من باب التبجيل والاحترام للسلطة البابوية كرمز، بل بقانون صادر عن مجمع مقدس تحت رعاية الروح القدس وأشراف الملائكة الأطهار ، ومن فم البابا نفسه المعصوم عن الخطأ ..
ووقف كل الملوك والأباطرة والأمراء مطأطئين الرأس أمامه، فكان للبابا ما أراد .... وصار المثل القائل في أي قضية أو نزاع وخلاف ، أيا كانت الأطراف: روما تكلمت فليصمت الجميع !!
( فهل حللت السماء ما حلله خلفاء الرسل على الأرض ؟؟.. سؤال يستحق بحثا مستقلا، وضمير غير متحيزا ، وأخلاق أكثر ترفعا عن الإتباع السقيم )

** المفخرة الثانية .... خضوع ملوك بيزنطة المتعجرفين لسيادته عليهم وطلبهم مد يد العون لهم ليوحد أوربا المسيحية لمجابهة خصر الأتراك السلاجقة الذين يشكلون خطرا تكاد تسقط القسطنطينية هلعا ورعبا تحت سيوفهم وقساوة وجوههم وحمرة مناخيرهم ما بين الفطساء المنغولية أوالمدببة التركمانية الدامية.. فها هو البابا أوربان العظيم ، أب الآباء يستقبل ممثلين عن الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية منكسرين أمام حضرته السنية ، مجبرين تحت تهديد وإرهاب أمبراطور بيزنطة ألكسيوس الأول كومنينوس ( 1048 - 1118 م)، بعد أن رفعوا العين أمام خلفه ليون التاسع ليعلونا انفصالهم عام 1054 م ..

** المفخرة الثالثة .... العودة لعصور المسيحية المجيدة التي كانت توسع نفوزها كل يوم تقريبا، سلما أو حربا ، دعوة تبشيرية بصليب وتمثال وبعض الأدعية والصلوات وإخراج الشياطين [ التي مازالت تركب معاتيه حمقا إلى اليوم] .. أو باستسلام ورعدة وطلب أمان .. فها هي الفرصة سانحة لا بالتشجيع للعودة للجهاد المقدس ضد عرب الأندلس وتحرير الأراضي الإيبيرية من المغاربة المسلمين .. بل رغبة بالوصول للسلطة إلى حدود المسيحية القديمة زمن الإمبراطور القديس المبارك، حبيب الإله، قسطنطين (272 – 337 م) ..
مطالبا كل مسيحي مخلص بحمل السلاح دفاعا عن المسيحية وإعادة الأرض المقدسة إلى حضن الله وتطهيرها من تدنيس الكفرة الظالمين ، ولاسيما بعد اعتداءات متكررة من السلاجقة بقوافل الحجيج المسيحي للأراضي ألمقدسه – وإعادة ذكرى تدمير الحاكم بأمر الله الفاطمي لكنيسة القيامة عام 1009 م ،تأجيجا للمشاعر الدينية التي حان الوقت لتوظيفها .... وكان وعد البابا للمؤمنين بأن مَن مات في حربه ضد أعوان الشيطان ورفع راية الدين، فقد كفر عن أخطائه ما تقدم منها وما مضى ما خفي منها وما بطن، وهذا موثق في أعمال المجمع المبارك [معنى وليس نصا] .. فهم اذا لا عليهم إلا أن يحملوا السيف وعلى صدورهم الصليب فلا خوف عليهم وهم في الجنة خالدين .. .... فوضع الفرسان الصليب على أرديتهم العسكرية وعلى دروعهم وبارك البابا السيوف بالزيت المقدس، ورفع صلاته كممثل عن المسيح للمسيح باسم المسيح – ملك السلام – بأن يبارك رايات الحرب، وأن ينصرهم على القوم الكافرين ... فهتف الجميع .... لبيك يا يسوع ..!!
يا حول الله، ويا حول العينين بأذن الله، فيما اصاب البشر من عته وعماء .. ويا لطف الألطاف عندما تصير مفاخر الرجال في مفاخرهم !!

عفوا مؤرخينا العظام ... أخطأتم التاريخ ؟؟.. فلم تكن أول الحروب الصليبية عام 1095 م ... وشرف الريادة – إن كان شرفا – منحتموه بغير استحقاق للبابا أوربان الثاني (.... عفوا حبرنا الجليل .... فنحن لا ننسى لك أبدا الثلاث مفاخر التي أفحمتنا بها ، فأحمت صدورنا العزة والإجلال لحبريتكم المقدسة ذات الجلال والإكرام .. والدلال يا عم السلطان.. ولتغفر لنا السماء هذه الوقاحة .. ألهم آمين..!!

لماذا نخالف المؤرخين ؟!! ... نخالفهم لأنهم تناسوا عن عمد أو سهو أو عقيدة ... أول حرب كبرى تحت راية الصليب ... الصليب الذي ظهر في السماء في القرن الرابع .. ولم يكن هذا أول الظهورات ولا أخرها ... كما يذكر الأسقف القيصري يوسابيوس – أبو التاريخ الكنسي – والمتوفى عام 339 م حيث خط في كتابه " حياة قسطنطين " أنه سمع شخصيا من القديس الإمبراطور، أو الإمبراطور القديس قسطنطين ... أنه – أي الإمبراطور – رأى رؤية العين ومن معه من الجنود رؤوا النور السماوي الصليبي .. وصاحب علامة الصليب صوت من السماء يقول : بهذا تغلب ... .... فأمر قسطنطين العظيم أن يضع الفرسان على أرديتهم ودروعهم علامة الصليب ... فكان النصر حليف القديسين، وانكسرت جحافل الطغيان الوثنية، عام 312 م في موقعة "ملفيوس" على نهر التبر في شرق روما .. ومات الشقي الكافر ، عدو الله والمسيح "مكسنتيوس" غريقا في الماء ليصلى بعدها نار ذات لهب + دود له أسنان ولا يعرف كيف يموت، فهو فقط ينهش وينهش وينهش في صديد وقيح لا يعرف لعفونة من مُقيل ...
وهكذا أنتصر الحق وزهق الباطل ... وعندها هلل المؤمنون !!
--- أنتصر قسطنطين بصليب سماوي ... ولكنه مسموم .... أنتصر الصليب وانتهكت معاني التضحية ... انتصرت الكنيسة وانهزم أجمل ما كان في المسيحية: الحب !!
.



#ارنست_وليم_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما أخطأ البابا.. وأصابت امرأة !!
- هل يذوب الورق في الماء، ويحترق بالنار ؟!!
- بالضحكة أنتصر المصري على القهر ، وبالنكتة سيهزم الحنبلي
- في فقه -اللوع-
- وسطية الأزهر ، نكته مصريه !!
- دواعش، -بذيل قصير-
- الهرطوقي الشهيد،


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ارنست وليم شاكر - اليوم الذي كذبت فيه السماء..!!