لماذا فشلنا؟؟؟

ديفيد ج. كوج

الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 09:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ان الشجاع هو الذي يتقبل فكرة انه فشل. كما ان الاعتراف بالفشل بداية الطريق للتصحيح والتغيير!
وصلنا الي نهاية العام 2014م وبطبيعة الحال نودع العام بكل خيراتها وشرورها. ومن ابرز احداث العام بروز تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) الي الواجهة كقوة عسكرية لا يقهر, وسيطر علي مساحات شاسعة من سوريا والعراق.
وكذلك انضمام او ضم روسيا لجزيرة القرم من اوكرانيا وكذلك مطالبة جمهورية دونستك بالانفصال عن اوكرانيا ومحاولة الانضمام الي روسيا الفدرالية. وايضا فوز المراهقة ملالا يوسف زاي بجائزة نوبل للسلام, ويبدو انها ستكون بنذير بوتو الجديدة في بلدها بعد بضعة اعوام. كما شهدت العلاقات الكوبية الامريكية عودة بعض الشئ وازالة التوتر منذ 59 عاماً, ان عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وبتوسط من البابا فرانسيس بابا الفاتيكان فتح باب جديد للعلاقات بين البلدين. واختفاء (تحطم) الطائرة الماليزية الذي اتضح فيما بعد انها في قاع البحر. واطاحة الشعب البوركينابي (بوركينا فاسو) بالديكتاتور بليز كومباوري بثورة شعبية, مواصلة الشعب في التبت الصينية احتجاجاتهم خاصة الكهنة الذين حرقهم احدهم نفسه قبل بضعة ايام احتجاجا علي سياسات بكين؛ وكذلك ما وصف بالتقدم الديموقراطي في هونج كونج! وغيرها من مآسي العام مثل الازمة الانسانية في جنوب السودان.
ان نهاية العام مثله مثل نهاية كل يوم, حيث يراجع المرء نفسه وحساباته قبل الخلود الي النوم ليري ماذا انجز كما ينبغي وفيم اخفق, هذا ينطبق تماما علي نهاية العام, حين يراجع كل شخص دفاتره ليري التقدم الذي احرزه وتطلعه للمزيد في العام الجديد هذا ان اخفق في العام المنصرم.
وهذا ما يجعلني اطرح هذا السؤال "لماذا فشلنا؟؟؟؟"
لقد تربع جنوب السودان هذا العام علي قائمة الدول الفاشلة في العالم, او بلغة اقل حدة الدول الهشة! وهذا ليس مستغرب ان نحرز مثل هذا التقدم العكسي, مع ان الجنوب احتل المركز الرابع في عام 2013م خلف السودان والكنغو والصومال علي التوالي.
ولكن هذا العام تغيرت الامور كثيرا, في الجنوب لا يكاد يوجد مؤسسات تدير البلاد وانما مجموعة من الافراد فرضوا سيطرتهم علي كل شئ. كما ان هناك ضعف في النية التحتية وغياب الخدمات الصحية لاغلب مواطني البلاد, انتفاء المياه الصالحة للشرب, ولا توجد مدارس تقدم ادني حد للتعليم. لذلك كان من الطبيعي ان يحتل المركز الاول مزيحا دولة الصومال من مركزه الذي ظل يحتله لخمسة اعوام علي التوالي.
المجتمع الدولي كان يتعاطف مع الجنوب طوال الاعوام المنصرمة ومنذ توقيع افاقية السلام الشامل في السودان 2005م. وحتي بعد الانفصال, خاصة الدول الغربية التي ظلت تنظر بنوع من المجاملة املا في ان يغير الحاكمون طرق حكمهم. ولكن ما حدث هو اندلاع حرب في ديسمبر/ كانون الاول 2013م سرعان ما تحول الي صراع ذات طابع عرقي (بين النوير والدينكا) وعلي الرغم من نفي كل طرف للامر الا ان التجاوزات التي تمت في جوبا وبور وبانتيو تثبت صحة وجهة النظر هذه!
ولكن ما اسباب الفشل وتربع البلاد لقائمة افشل دول العالم مع ان جنوب السودان احدث دولة في العالم؟؟
سأختصر اسباب الفشل في اثنين فقط:
1- عدم المسئولية
2- غياب النزاهة
ان الفشل يقع علي عاتق الجميع وليس مسئولية رجال الحكومة فقط, بالنظر الي السبب الاول نجد ان عدم المسئولية صاحب االجميع في كافة تعاملاتهم الاقتصادية منها والسياسية وكذلك الاجتماعية. وهذا ان دل فيدل علي عدم الوعي لا اكثر. لانه لو كان هناك ضمير حي يحث ايا كان علي عدم الاتيان بما يضر الجميع لكان الحال افضل الان, ولكن اللامبالاة هو ما جعلنا نفشل. لذا اري ان اللامسئولية يعبر عن كافة الاخفاقات.
وايضا غياب النزاهة الذي فتح الباب علي مصراعيه للفساد والفاسدين مما اضر بنا اكثر, ولكن نحن الشعب لم نحرك ساكناً بل ظل الكل يتحدث فقط عن تردئ الاوضاع دون حراك؛ لقد نسينا او تناسينا ان الحقوق تنتزع ولا تعطي. لقد ظللنا نتفرج علي مسرحية اذلال البلد والشعب, ابطالها السياسيين الفاسدين في حين لعبنا دور المتفرجين فقط. الامر الذي يجب ان يتغير في العام المقبل 2015م, يجب ان نتحرك لاصلاك الامور قبل فوات الاوان (مع ان الاوان قد فات) لننقذ ما يمكن انقاذه.
نودع عام 2014م علي امل ان يكون عام 2015م افضل بعض الشئ, ولكن هذا ما نفعله مع كل صباح حيث نتوقع ان يكون اليو افضل من الامس ولكننا نتفاجأ في نهاية اليوم انه كالامس واحيانا اسوأ.
اتمني ان يعم السلام العالم كله, ولكل من فقد عزيز هذا العام "ربنا يصبرك"
وكل عام وانتم بخير.

#ديفيد_ج._كوج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات